عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 22 ذو القعدة 1439هـ/3-08-2018م, 10:36 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ (93)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {قل رب إما تريني ما يوعدون رب فلا تجعلني في القوم الظالمين وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون}
أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يدعو لنفسه بالنجاة من عذاب الظلمة إن كان قضي أن يرى ذلك، و"إن" شرط و"ما" زائدة، و"تريني" جزم بالشرط لزمت النون الثقيلة، وهي لا تفارق "إما" عند المبرد، ويجوز عن سيبويه أن تفارق فيقال: "إما تريني"، لكن استعمال القرآن لزومها فمن هنالك التزمه المبرد.
وهذا الدعاء فيه استصحاب الخشية والتحذير من الأمر المعذب من أجله، ثم نظيره لسائر الأمة دعاء في جودة الخاتمة. وفي هذه الآية بجملتها إعلام بقرب العذاب منهم كما كان في يوم بدر). [المحرر الوجيز: 6/318]

تفسير قوله تعالى: {رَبِّ فَلَا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (94)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله ثانيا: "رب" اعتراض بين الشرط وجوابه). [المحرر الوجيز: 6/318]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ (95)}

تفسير قوله تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ (96)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وفي قوله تعالى: {ادفع بالتي هي أحسن السيئة} الآية أمر بالصفح ومكارم الأخلاق، وما كان منها لهذا فهو حكم باق في الأمة أبدا، وما فيها من معنى موادعة الكفار وترك التعرض لهم والصفح عن أمورهم فمنسوخ بالقتال، وقوله تعالى: {نحن أعلم بما يصفون} يقتضي أنها آية موادعة. وقال مجاهد: الدفع بالتي هي
[المحرر الوجيز: 6/318]
أحسن هو السلام، يسلم عليه إذا لقيه، وقال الحسن: والله لا يصيبها أحد حتى يكظم غيظه ويصفح عما يكره.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
هذان الطرفان، وفي هذه الآية عدة للنبي صلى الله عليه وسلم، أي: اشتغل أنت بهذا وكل تعذيبهم والنقمة منهم إلينا). [المحرر الوجيز: 6/319]

تفسير قوله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وأمره بالتعوذ من الشيطان في همزاته، وهي سورات الغضب التي لا يملك الإنسان فيها نفسه، وكأنها هي التي كانت تصيب المؤمنين مع الكفار فتقع المحادة، فلذلك اتصلت بهذه الآية، وقال ابن زيد: همز الشيطان: الجنون.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وفي مصنف أبي داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اللهم إني أعوذ بك من الشيطان همزه ونفخه ونفثه، قال أبو داود: وهمزة الموتة وهي الجنون، ونفخه الكبر، ونفثه السحر.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
والنزعات وسورات الغضب من الشيطان، وهي المتعوذ منها في الآية، والتعوذ من الجنون أيضا وكيد، وفي قراءة أبي بن كعب: "رب عائذا بك من همزات الشياطين، وعائذا بك رب أن يحضرون"). [المحرر الوجيز: 6/319]

تفسير قوله تعالى: {وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (98)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: {أن يحضرون} معناه: أن يكونوا معي في أموري، فإنهم إذا حضروا الإنسان كانوا معدين للهمز، فإذا لم يكن حضور فلا همز.
[المحرر الوجيز: 6/319]
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وأصل الهمز الدفع والوخز بيد وغيرها، ومنه همز الخيل وهمز الناس باللسان، وقيل لبعض العرب: أتهمز الفأرة؟ سئل بذلك عن اللفظة فظن أن المراد شخص الفأرة فقال: الهر يهمزها). [المحرر الوجيز: 6/320]

تفسير قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون}
"حتى" في هذا الموضع حرف ابتداء، ويحتمل أن تكون غاية مجردة بتقدير كلام محذوف، والأول أبين لأن ما بعدها هو المعني به المقصود ذكره. والضمير في "أحدهم" للكفار، وقوله: "ارجعون" معناه: إلى الحياة الدنيا. وجمع الضمير يتخرج على معنيين: إما أن يخاطبه مخاطبة الجمع تعظيما، على نحو إخباره تعالى عن نفسه بنون الجماعة في غير موضع، وإما أن تكون استغاثة بربه أولا ثم خاطب ملائكة العذاب بقوله: "ارجعون". وقال الضحاك: هي في المشرك، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها: إذا عاين المؤمن قالت له الملائكة: نرجعك؟ فيقول: إلى دار الهموم والأحزان؟ بل قدما إلى الله تعالى، وأما الكافر فيقول: {ارجعون * لعلي أعمل صالحا} ). [المحرر الوجيز: 6/320]

تفسير قوله تعالى: {لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ الحسن والجمهور: "لعلي" بسكون الياء، وقرأ طلحة بن مصرف: "لعلي" بفتح الياء، و"كلا" كلمة زجر وهي من كلام الله تعالى.
وقوله: {إنها كلمة هو قائلها} يحتمل ثلاثة معان: أحدها: الإخبار المؤكد بأن هذا الشيء يقع ويقول هذه الكلمة، والآخر: أن يكون المعنى: إنها كلمة لا تغني أكثر من أن يقولها، ولا نفع له فيها ولا غوث، والثالث: أن تكون إشارة إلى أنه لو رد لعاد، فتكون آية ذم لهم. والضمير في "ورائهم" للكفار، أي يأتي بعد موتهم حاجز من المدة، و"البرزخ" في كلام العرب: الحاجز بين المسافتين، ثم يستعار لما عدا ذلك، فهو هنا للمدة التي بين موت الإنسان وبين بعثه، هذا إجماع من المفسرين. و"يوم" مضاف إلى "يبعثون"). [المحرر الوجيز: 6/321]

رد مع اقتباس