عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 24 ربيع الثاني 1434هـ/6-03-2013م, 11:25 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لَا يَطْعَمُهَا إِلَّا مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لَا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِمْ بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (138) وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (139) قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (140)}

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لَا يَطْعَمُهَا إِلَّا مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لَا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِمْ بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (138)}

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({حجرٌ} أي حرام، قال المتلمّس:
حنّت إلى النّخلة القصوى فقلت لها ........ حجرٌ حرامٌ ألا ثمّ الدّهاريس
الدهاريس: الدواهي). [مجاز القرآن: 1/ 207]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وقالوا هذه أنعامٌ وحرثٌ حجرٌ لاّ يطعمها إلاّ من نّشاء بزعمهم وأنعامٌ حرّمت ظهورها وأنعامٌ لاّ يذكرون اسم اللّه عليها افتراء عليه سيجزيهم بما كانوا يفترون}
وقال: {حجرٌ لاّ يطعمها} و"الحجر" "الحرام" وقد قرئت بالضم {حجرٌ}، وكذلك قرئت (حجراً محجورا) بضم الحاء و{حجراً} في معنى واحد. وقد يكون "الحجر": العقل، قال الله تعالى: {هل في ذلك قسمٌ لّذي حجرٍ} أي ذي عقل. وقال بعضهم: "لا يكون في قوله: {وحرثٌ حجرٌ} إلا الكسر. وليس ذا بشيء لأنه حرام. وأما "حجر المرأة" ففيه الفتح والكسر و"حجر اليمامة" بالفتح و"الحجر" ما حجرته وهو قول أصحاب الحجر). [معاني القرآن: 1/ 249-250]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وأبو عمرو "وحرث حجر".
الأعرج {حجر}.
[وروى محمد بن صالح]
أبو عمرو والأعرج {حجر} وسنخبر عما فيها). [معاني القرآن لقطرب: 530]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {وحرث حجر} قالوا: الحجر والحجر لغتان، وقد حجرته عليه؛ أي حرمته، وهو المحجر؛ وحكي في التفسير: الحجر المحجور: أي المحرم الحرام.
وقال الراجز:
وجارة البتي لها حجري
فكسر؛ أي حرمة.
ومحرمات هتكها بجري
أي داهية أمر عظيم.
وقال رجل من ذبيان:
فبت مرتفقا والعين ساهرة = كأن نومي على الليل محجور
أي محرم.
وكذلك يقولون في كلامهم: حجرا محجورا؛ أي حراما محرما). [معاني القرآن لقطرب: 553]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): (و(الحجر): الحرام وقد قرئت حجرا بالضم والمعنى واحد). [غريب القرآن وتفسيره: 143]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقوله: {وحرثٌ حجرٌ} أي زرع حرام. وإنما قيل للحرام: حجر، لأنه حجر على الناس أن يصيبوه يقال: حجرت على فلان كذا حجرا. ولما حجرته وحرّمته: حجرا.
{وأنعامٌ حرّمت ظهورها} يعني «الحامي».
{وأنعامٌ لا يذكرون اسم اللّه عليها} يعني «البحيرة»: لأنها لا تركب ولا يحمل عليها شيء، ولا يذكر اسم اللّه عليها). [تفسير غريب القرآن: 161]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وقالوا هذه أنعام وحرث حجر لا يطعمها إلّا من نشاء بزعمهم وأنعام حرّمت ظهورها وأنعام لا يذكرون اسم اللّه عليها افتراء عليه سيجزيهم بما كانوا يفترون}
والحامي الذي حمى ظهره أن يركب، {وأنعام لا يذكرون اسم اللّه عليها}.
فأعلم الله عزّ وجلّ أن ذلك افتراء، أي يفعلون ذلك افتراء عليه، وهو منصوب بقوله: {لا يذكرون اسم اللّه}.
وهذا يسميه سيبويه مفعول له.
وحقيقته أن قوله: {لا يذكرون} بمعنى يفترون، فكأنه قال يفترون افتراء). [معاني القرآن: 2/ 294]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله عز وجل: {وقالوا هذه أنعام وحرث حجر} قال قتادة: الحجر الحرام.
وقيل هذه أشياء كانوا يجعلونها لأصنامهم لا يأكل منها إلا من يشاؤهم خدم الأصنام والحرث هو الذي يجعلونه لنفقة أوثانهم ويحرمونها على الناس إلا خدمها). [معاني القرآن: 2/ 495-496]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {وأنعام حرمت ظهورها}

قال قتادة: يعني السائبة والوصيلة). [معاني القرآن: 2/ 496]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {وأنعام لا يذكرون اسم الله عليها} أي يذبحونها لآلهتهم ولا يذكرون عليها اسم الله فأعلم الله جل وعز أنه لم يأمرهم بهذا ولا جاءهم به نبي فقال تعالى: {افتراء عليه سيجزيهم بما كانوا يفترون} وقيل معنى وأنعام حرمت ظهورها هو الحامي الذي ذكره الله جل وعز في قوله: {ولا وصيلة ولا حام}
وقيل معنى وأنعام لا يذكرون اسم الله عليها السائبة لأنها لا تركب فيذكر اسم الله عليها وقيل يذبحونها لأصنامهم فلا يذكرون اسم الله عليها والمحرمة ظهورها السائبة والحامي والبحيرة وأصحها ما بدأنا به). [معاني القرآن: 2/ 496-497]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَحَرْثٌ حِجْرٌ} أي زرع حرام.
{وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا} يعني الحامي.
{وَأَنْعَامٌ لاَّ يَذْكُرُونَ اسْمَ اللّهِ عَلَيْها} يعني البحيرة، كانوا لا يحملون عليها شيئا ولا يذكرون اسم الله عليها، ولا تُركب). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 80]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الحِجْرٌ): الحرام). [العمدة في غريب القرآن: 131]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (139)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصةٌ لّذكورنا...}
وفي قراءة عبد الله "خالص لذكورنا" وتأنيثه لتأنيث الأنعام؛ لأن ما في بطونها مثلها فأنث لتأنيثها. ومن ذكّره فلتذكير (ما) وقد قرأ بعضهم "خالصه لذكورنا" يضيفه إلى الهاء وتكون الهاء لما. ولو نصبت الخالص والخالصة على القطع وجعلت خبر ما في اللام التي في قوله (لذكورنا) كأنك قلت: ما في بطون هذه الأنعام لذكورنا خالصا وخالصةً كما قال: {وله الدّين واصباً} والنصب في هذا الموضع قليل؛ لا يكادون يقولون: عبد الله قائما فيها، ولكنه قياس.
وقوله: {وإن يكن مّيتةً فهم فيه شركاء} إن شئت رفعت الميتة، وإن شئت نصبتها فقلت (ميتةً) ولك أن تقول تكن ويكن بالتاء والياء.
وقد تكون الخالصة مصدرا لتأنيثها كما تقول: العاقبة والعافية. وهو مثل قوله: {إنّا أخلصناهم بخالصةٍ ذكرى الدّار}). [معاني القرآن: 1/ 359-360]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصةٌ لّذكورنا ومحرّمٌ على أزواجنا وإن يكن مّيتةً فهم فيه شركاء سيجزيهم وصفهم إنّه حكيمٌ عليمٌ}
وقوله عز وجل: {وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصةٌ لّذكورنا ومحرّمٌ على أزواجنا وإن يكن مّيتةً فهم فيه شركاء} رفعٌ أي: وإن تكن في بطونها ميتةٌ. وقد يجوز الرفع إذا قلت (يكن) لأن المؤنّث قد يذكر فعله.
و{خالصةٌ} أنثت لتحقيق الخلوص كأنه لما حقق لهم الخلوص أشبه الكثرة فجرى مجرى "راوية" و"نسّابة"). [معاني القرآن: 1/ 250]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو عمرو والحسن وأهل المدينة {وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا}.
الزهري "خالصة لذكورنا" بهاء الإضافة.
عبد الله "خالص لذكورنا" بغير هاء.
وأما {خالصة} فيكون على وجهين:
إذ كانوا يقولون: أنت خالصتي للذكر، وخلصاني أيضًا.
والوجه الآخر: أن يكون أنث "ما"، كأنه قال: التي في بطون هذه الأنعام، ثم قال ومحرم على لفظ "ما"، والتأنيث على معناها.
كقول الأسود بن يعفر:
إن المنية والحتوف كلاهما = يوفي المخارم يرقبان سوادي
[معاني القرآن لقطرب: 530]
صير "كلا" واحدًا على لفظه، لما قال: "يوفي"، ثم صيره اثنين في قوله "يرقبان" على المعنى.
ومثله أيضًا قول الله عز وجل {ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا} صيره مذكرًا على اللفظ، ثم رجع إلى المعنى فأنثه.
ومثل ذلك قول أبي النجم:
لسنا كمن تشمها برد السحر = ولا خسيف الماء في الليل القرر
الخسيف: الجليد، وهو الملاح؛ فأنث "من" على المعنى.
وكذلك قول الفرزدق:
تعال فإن عاهدتين لا تخونني = نكن مثل من يا ذئب يصطحبان
حمله على المعنى فثناه، مثل: رأيت من يفعلان ذلك؛ يريد اللذين؛ قال الله عز وجل {ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا ندخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا قد أحسن الله له رزقا} فجعله واحدًا على اللفظ، وجمعًا على المعنى، ثم واحدًا على اللفظ؛ وقد أتينا على ذلك في سورة البقرة.
أبو جعفر {وإن تكن ميتة} يرفع ويثقل، ويقول {تكن} بالتاء، ويقول {إلا أن تكون ميتة} فيرفع.
أبو عمرو {تكن ميتة}.
الحسن {تكن ميتة} ). [معاني القرآن لقطرب: 531]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصةٌ لذكورنا} يعني «الوصيلة» من الغنم، و«البحيرة» من الإبل.
{ومحرّمٌ على أزواجنا} يعني الإناث.
{سيجزيهم وصفهم} أي بكذبهم). [تفسير غريب القرآن: 161-162]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرّم على أزواجنا وإن يكن ميتة فهم فيه شركاء سيجزيهم وصفهم إنّه حكيم عليم}
وكأنّه إذا جعلوا لأصنامهم مما في بطون الأنعام شيئا جعلوه ما يكون ذكرا مولودا حيا يأكله الذكران خاصة.
ولا يجيزون أن يأكل النساء شيئا.
فإن كان ذكرا ميتا اشترك فيه الرجال والنساء وهو قوله عزّ وجلّ: (وإن يكن ميتة فهم فيه شركا).
ثم قال: {خالصة لذكورنا} فهو على ضربين:
- أجودهما: أن يكون أنث الخبر، وجعل معنى "ما" التأنيث لأنها في معنى الجماعة، كأنّهم قالوا جماعة ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا، ويردّ (ومحرّم) على لفظ ما.
- وقال بعضهم: أنثه لتأنيث الأنعام، والذي في بطون الأنعام ليس بمنزلة بعض الشيء، لأن قولك: سقطت بعض أصابعه "بعض أصابع" إصبع وهي واحدة منها، والذي في بطون الأنعام: ما في بطن كل واحد غيرها.
ومن قال يجوز على أن الجملة أنعام فكأنه قال: وقالوا الأنعام التي في بطون الأنعام خالصة لذكورنا.
والقول الأول الذي شرحنا أبين، لقوله (ومحرّم)، لأنه دليل على الحمل المعنى في "ما" على اللفظ.
وقرأ بعضهم (خالصةً لذكورنا)، فهو عندي - واللّه أعلم - ما خلص حيا.
ويجوز (وإن يكن ميتة) بالياء والتاءات، ونصب (ميتة).
المعنى وإن تكن تلك الحمول التي في البطون ميتة، ومن قرأ وإن يكن فعلى لفظ ما، المعنى إن يكن ما في البطن ميتة، ويجوز "وإن تكن ميتة" بالتاء ورفع الميتة، ويكون "تكن" بمعنى الحدوث والوقوع كأنّه وإن تقع ميتة وإن تحدث ميتة.
وقوله: {سيجزيهم وصفهم} المعنى -واللّه أعلم- سيجزيهم جزاء وصفهم الذي هو كذب). [معاني القرآن: 2/ 294-295]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا}
قال مجاهد: يعني البحيرة والسائبة.
قال غيره: كانوا إذا جعلوا لأصنامهم شيئا مما في بطون الأنعام فولدت مولودا حيا ذكرا كان للذكران دون الإناث، وإذا ولدت ميتا ذكرا اشترك فيه الذكران والإناث فذلك قوله تعالى: {وإن يكن ميتة فهم فيه شركاء}
وقال قطرب: إذا أتأمت عشرا فما ولدت بعد ذلك فهو للذكور إلا أن يموت فيشترك فيه أكله الذكر والأنثى.
وقرأ الأعمش (وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالص لذكورنا).
قال الكسائي معنى "خالص" و"خالصة" واحد إلا أن الهاء للمبالغة، كما يقال رجل داهية وعلامة.
وقال الفراء: الخاء لتأنيث الأنعام لأن ما في بطون الأنعام مثلها.
وقرئ (خالصه لذكورنا) والمعنى على هذه القراءة: ما خلص منه حيا لذكورنا ومحرم على أزواجنا أي الإناث.
قال مجاهد: معنى {سيجزيهم وصفهم} أي سيجزيهم كذبهم.
والتقدير عند النحويين سيجزيهم جزاء وصفهم الذي هو كذب). [معاني القرآن: 2/ 498-499]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَقَالُوا ْمَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِّذُكُورِنَا} يعني الوصيلة من الغنم، والبحيرة من الإبل، {وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا} يعني الإناث). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 80]

تفسير قوله تعالى: {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (140)}
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن {قد خسر الذين قتلوا أولادهم} يثقل.
أبو عمرو {قتلوا} يخفف). [معاني القرآن لقطرب: 532]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({قتلوا أولادهم سفهاً} أي جهلا). [تفسير غريب القرآن: 162]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {قد خسر الّذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم وحرّموا ما رزقهم اللّه افتراء على اللّه قد ضلّوا وما كانوا مهتدين}
(سفها) منصوب على معنى اللام أي للسفه، مثل فعلت ذلك حذر الشر.
ويجوز أن يكون منصوبا على تأويل المصدر، لأن قتلهم أولادهم قد سفهوا فيه، فكأنّه قال: سفهوا سفها، فقال عز وجل: {قد خسر الّذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم وحرّموا ما رزقهم اللّه افتراء على اللّه}.
وقد فسرنا نصب (افتراء).
ومعنى الافتراء ههنا الكذب). [معاني القرآن: 2/ 295-296]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم} يعني قتلهم البنات جهلا). [معاني القرآن: 2/ 499]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {وحرموا ما رزقهم الله افتراء على الله قد ضلوا وما كانوا مهتدين} قال أبو رزين: ولم يكونوا مهتدين قبل ذلك). [معاني القرآن: 2/ 499]


رد مع اقتباس