عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 26 ربيع الثاني 1434هـ/8-03-2013م, 07:59 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وإذ قال موسى لقومه (54)} معناها: وقال موسى لقومه.
{بارئكم (54)}: خالقكم، من "برأت"). [مجاز القرآن: 1 / 41]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة أبي عمرو {إلى بارئكم}، لا يهمز، ويحرك الياء حركة ضعيفة كأنه يختلسها؛ على مثل {ما لك لا تأمنا}، وسنذكرها بما فيها في موضعها.
وأصلها الهمز لأنها من: برأ الله الخلق؛ فالقراءة {بارئكم} بالهمز - قراءة العامة - الجيدة {إلى بارئكم} بالهمز والخفض؛ لأنها من: برأ الله الخلق، يبرؤهم برءًا، وهو خلقه لهم). [معاني القرآن لقطرب: 247]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {فتوبوا إلى بارئكم} أي خالقكم، يقال: برأ الله الخلق، يبرؤهم برءًا، وقال تبع:
شهدت على أحمد أنه = رسول من الله باري النسم
وقال: قراءة أبي عمرو {فتوبوا إلى بارئكم} لا يهمز ويحرك الياء بحركة ضعيفة؛ والأصل الهمز؛ لأنها من: برأ الله الخلق يبرؤهم؛ فالقراءة بالهمز {إلى بارئكم} ). [معاني القرآن لقطرب: 306]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({بارئكم}: خالقكم يقال: برأ الله الخلق). [غريب القرآن وتفسيره: 70]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فتوبوا إلى بارئكم} أي: خالقكم، {فاقتلوا أنفسكم} أي: ليقتل بعضكم بعضا، على ما بينت في كتاب «المشكل».
وقوله: {فتاب عليكم} أي: ففعلتم فتاب عليكم، مختصر). [تفسير غريب القرآن: 49]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنّكم ظلمتم أنفسكم باتّخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التّوّاب الرّحيم (54)}
والقراءة {يا قومِ} بكسر الميم، وهو نداء مضاف، والاختيار فيه: حذف الياء، لأن الياء حرف واحد، والنداء باب حذف، وهي في آخر الاسم، كما أنّ التنوين في آخره، فحذفت الياء، وبقيت الكسرة تدل عليها، ويجوز في الكلام أربعة أوجه.
فأمّا في القرآن فالكسر وحذف الياء لأنه أجود الأوجه، وهو إجماع القراء، فالذي يجوز في الكلام:
أن تقول: "يَا قَوْمِ إنكم" كما قرئ في القرآن، ويجوز: "يا قومِي" بإثبات الياء وسكونها، ويجوز: "يا قوْمِيَ" بتحريك الياء، فهذه ثلاثة أوجه في الإضافة، ويجوز: "يا قومُ" بضم الميم على معنى: يا أيها القوم.
ومعنى قوله {ظلمتم أنفسكم باتّخاذكم العجل}يقال لكل من فعل فعلا يعود عليه بمكروه: إنما أسأت إلى نفسك وظلمت نفسك، وأصل "الظلم" في اللغة: وضع الشيء في غير موضعه، والعرب تقول: (ومن أشبه أباه فما ظلم)، معناه: لم يقع له الشبه غير موقعه، ويقال: "ظلم الرجل سقاءه من اللبن"، إذا شرب منه وسقي منه قبل إدراكه، و"أرض مظلومة" إذا حفر فيها ولم يكن حفر فيها قبل، أو جاء المطر بقربها وتخطاها.
قال النابغة:

إلاّ أواريّ لأيـــــــــــــا مـــــــــــــا أبـــيّـــنـــهــــا والنّؤي كالحوض بالمظلومة الجلد

ومعنى قوله {باتخاذكم العجل} أي: اتخذتموه إلها.
ومعنى قوله {فتوبوا إلى بارئكم} أي: إلى خالقكم، يقال: برأ اللّه الخلق، فالبارئ: الخالق، والبريّة والخلق: المخلوقون، إلا أن البريّة وقعت في أكثر كلامهم غير مهموزة وأصلها {أولئك هم خير البريّة} وأكثر القراء والكلام "البريّة" بغير همز.
وقد قرأ قوم (البريئة) بالهمز، والاختيار ما عليه الجمهور، وروي عن أبي عمرو بن العلاء أنه قرأ (إلى بارئْكم) بإسكان الهمز، وهذا رواه سيبويه باختلاس الكسرة، وأحسب أن الرواية الصحيحة ما روى سيبويه فإنه أضبط لما روى عن أبي عمرو، والإعراب أشبه بالرواية عن أبي عمرو لأن حذف الكسرة في مثل هذا وحذف الضم إنما يأتي باضطرار من الشعر، أنشد سيبويه -وزعم أنّه مما يجوز في الشعر خاصة-:

إذا اعوججن قلت صاحب قوم

بإسكان الباء، وأنشد أيضا:

فاليوم أشرب غير مستحق بإثــمـــا مـــــن الــلّـــه ولا واغــــــل

فالكلام الصحيح أن تقول "يا صاحبُ أقبل"، أو "يا صاحب أقبل" ولا وجه للإسكان، وكذلك "فاليوم أشرب" يا هذا، وروى غير سيبويه هذه الأبيات على الاستقامة وما ينبغي أن يكون في الكلام والشعر، رووا هذا البيت على ضربين:
رووا: فاليوم فاشرب غير مستحقب.
ورووا أيضا: فاليوم أسقى غير مستحقب.
ورووا أيضا: إذا اعوججن قلت صاح قوم.
ولم يكن سيبويه ليروي (إن شاء اللّه) إلا ما سمع إلا أن الذي سمعه هؤلاء هو الثابت في اللغة، وقد ذكر سيبويه أن القياس غير الذي روى.
ولا ينبغي أن يقرأ إلا {إلى بارئِكم} بالكسر، وكذلك {عند بارئِكم}.
ومعنى {فاقتلوا أنفسكم} امتحنهم اللّه عزّ وجلّ بأن جعل توبتهم أن يقتل بعضهم بعضا، فيقال: إنهم صفوا صفين يقتل بعضهم بعضا، فمن قتل كان شهيدا؛ ومن لم يقتل فتائب مغفور له ما تقدم من ذنبه، ويقال: إن السبعين الذين اختارهم موسى -صلى الله عليه وسلم- لم يكونوا ممن عبد العجل، وإنهم هم الذين كانوا يقتلون، والأول أشبه بالآية لأن قوله عزّ وجلّ {فاقتلوا أنفسكم} يدل على أنها توبة عبدة العجل، وإنما امتحنهم الله عزّ وجلّ بهذه المحنة العظيمة لكفرهم بعد الدلالات والآيات العظام). [معاني القرآن:1 / 134 -137]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بَارِئِكُمْ}: خالقكم). [العمدة في غريب القرآن: 75]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وإذ قلتم يا موسى لن نّؤمن لك حتّى نرى اللّه جهرةً فأخذتكم الصّاعقة وأنتم تنظرون}
باب الفعل:
أما قوله: {حتّى نرى اللّه جهرةً} فيقول: "جهاراً"، أي: عيانا يكشف ما بيننا وبينه، كما تقول: "جهرت الركيّة"، إذا كان ماؤها قد غطاه الطين فَنُقّي ذلك حتى يظهر الماء [و] يصفو). [معاني القرآن: 1 / 72]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقراءة أخرى "أرنا الله جهرة"، بتحريك الهاء في كل السور.
وقراءة العامة بالإسكان). [معاني القرآن لقطرب: 247]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {جهرة} ابن عباس رحمه الله: أي أرنا الله عيانًا؛ وقالوا: جهرت الشيء: حزرته وبلوته؛ وجهرت البئر: أخرجت طينها ومدرها؛ وقالوا: رجل مجهر عليه أي: يجهر بأمره؛ قال الله عز وجل {ولا تجهر بصلاتك}؛ ورجل جهير الصوت: بين الجهارة، ورجل جهير: عظيم الخلق). [معاني القرآن لقطرب: 306]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({نرى اللّه جهرةً} أي: علانية ظاهرا، لا في نوم ولا في غيره.
{فأخذتكم الصّاعقة} أي: الموت. يدلك على ذلك قوله: {ثمّ بعثناكم من بعد موتكم} [البقرة: 56]. و"الصاعقة" تتصرف على وجوه قد ذكرتها في كتاب «المشكل»). [تفسير غريب القرآن: 49]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتّى نرى اللّه جهرة فأخذتكم الصّاعقة وأنتم تنظرون (55)}
معنى {جهرة}: غير مستتر عنّا بشيء، يقال: فلان يجاهر بالمعاصي، أي: لا يستتر من الناس منها بشيء.
وقوله: {فأخذتكم الصاعقة} معنى الصاعقة: ما يصعقون منه، أي: يموتون، فأخذتهم الصاعقة: فماتوا.
الدليل على أنهم ماتوا قوله عزّ وجلّ: {ثمّ بعثناكم من بعد موتكم لعلّكم تشكرون (56)} وفي هذه الآية ذكر البعث بعد موت وقع في الدنيا.
مثل قوله تعالى: {فأماته اللّه مائة عام ثمّ بعثه}، ومثل قوله عزّ وجلّ: {فقال لهم اللّه موتوا ثم أحياهم} وذلك احتجاج على مشركي العرب الذين لم يكونوا موقنين بالبعث، فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- بالأخبار عمن بعث بعد الموت في الدنيا مما توافقه عليه اليهود والنصارى، وأرباب الكتب فاحتج -صلى الله عليه وسلم- بحجة اللّه التي يوافقه عليها جميع من خالفه من أهل الكتب.
وقوله {لعلّكم تشكرون} أي: في أن بعثكم بعد الموت، وأعلمكم أن قدرته عليكم هذه القدرة، وأن الإقالة بعد الموت لا شيء بعدها، وهي كالمضطرة إلى عبادة اللّه). [معاني القرآن: 1 / 137 -138]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الصاعقة}: الموت). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 27]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({جَهْرَةً}: ظاهرا. {الصَّاعِقَةُ}: الموت). [العمدة في غريب القرآن: 76]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56)}

تفسير قوله تعالى: {وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {المنّ والسّلوى...}
بلغنا أن "المنّ" هذا الذي يسقط على الثّمام والعشر، وهو حلو كالعسل؛ وكان بعض المفسّرين يسمّيه الّترنجبين الذي نعرف. وبلغنا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «الكمأة من المنّ وماؤها شفاء للعين» وأما "السّلوى" فطائر كان يسقط عليهم لما أجموا "المنّ" شبيهٌ بهذه "السّماني"، ولا واحد للسّلوى). [معاني القرآن: 1 / 37 -38]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({المنّ (57)}: شيءٌ كان يسقط في السّحر على شجرهم فيجتنونه حلواً يأكلونه.
{والسّلوى (57)}: طائر بعينه، وهو الذي سمّاه المولّدون "سماني"). [مجاز القرآن: 1 / 41]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وظلّلنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المنّ والسّلوى كلوا من طيّبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون}
أما قوله: {وظلّلنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المنّ والسّلوى} فـ"الغمام" واحدته "غمامةٌ"، مثل "السّحاب" واحدته "سحابة". وأما "السّلوى" فهو طائر لم يسمع له بواحد، وهو شبيه أن يكون واحده "سلوى" مثل جماعته، كما قالوا: "دفلى" للواحد والجماعة، و"سلامى" للواحد والجماعة. وقد قالوا "سلاميات". وقالوا "حبارى" للواحد، وقالوا للجماعة: "حباريات"، وقال بعضهم للجماعة "حبارى". قال الشاعر:

وأشلاء لحمٍ من حبارى يصيدها إذا نـحـن شئـنـا صـاحــبٌ مـتـألّـف

وقالوا: "شكاعى" للواحد والجماعة، وقال بعضهم للواحد: "شكاعاة"). [معاني القرآن: 1 / 72 -73]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {المن والسلوى} فالمن في التفسير: هذا الطرنجبين، والسلوى: هو هذا السماني؛ وهو طائر؛ وقال بعض العرب: السلوى الشيء الطيب، وقالوا أيضًا: السلوى، والسلوان لكل ما أسلاك.
وقال خالد بن عم أبي ذؤيب:
وقاسمها بالله جهدا لأنتم = ألذ من السلوى إذا ما نشورها
وقال الأعشى:
لو أطعموا المن والسلوى مكانهم = ما أبصر الناس طعما فيهم نجعا). [معاني القرآن لقطرب: 307]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({المن}: صمغة كانت تسقط فيجتنبوها. {والسلوى}: طائر بعينه). [غريب القرآن وتفسيره: 70]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({الغمام}: السحاب. سمّي بذلك لأنه يغمّ السماء أي يسترها. وكلّ شيء غطيته فقد غممته. ويقال: جاءنا بإناء مغموم. أي مغطى الرأس. وقيل له "سحاب" بمسيره، لأنه كأنه ينسحب إذا سار.
{المنّ} يقال: هو الطّرنجبين. {والسّلوى}: طائر يشبه السّماني لا واحد له. {وما ظلمونا} أي: ما نقصونا. {ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} أي: ينقصون.
والظلم يتصرّف على وجوه قد بينتها في كتاب «المشكل»). [تفسير غريب القرآن: 49-50]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وظلّلنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المنّ والسّلوى كلوا من طيّبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون (57)}
سخر اللّه لهم السحاب يظللهم حين خرجوا إلى الأرض المقدسة. وأنزل عليهم المنّ والسلوى. و جملة المن: ما يمن اللّه به مما لا تعب فيه ولا نصب، وأهل التفسير يقولون: إن "المنّ" شيء يسقط على الشجر حلو يشرب.
ويقال إنّه "التَّرَنْجِين"، ويروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:«الكمأة من المنّ وماؤها شفاء للعين»، ومعنى "المنّ" على ما وصفنا في اللغة: ما يمن اللّه به من غير تعب ولا نصب، و"السلوى": طائر كالسماني، وذكر إنّه كان يأتيهم من هذين ما فيه كفايتهم.
وقوله: {كلوا من طيّبات ما رزقناكم}قالوا: إن معناه: من هذه الطيبات، وقالوا -أيضا-: مما هو حلال لكم). [معاني القرآن: 1 / 138 -139]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ): {المن}: العسل. و{السلوى} طائر، و"السلوى" -في غير القرآن-: العسل). [ياقوتة الصراط: 173]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الغمام}: السحاب. {المن}: الترنجبين. و{السلوى} طائر، لا واحد له). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 28]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْمَنَّ}: صمغة. {السَّلْوَى}: طائر). [العمدة في غريب القرآن: 76]


رد مع اقتباس