الموضوع: سورة البقرة
عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 19 جمادى الآخرة 1434هـ/29-04-2013م, 06:39 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

قوله تعالى: {إِنَّ ٱلصَّفَا وَٱلْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ ٱللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ ٱلْبَيْتَ أَوِ ٱعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًۭا فَإِنَّ ٱللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ(158)}

قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): (الآية السّابعة قوله تعالى {إنّ الصفا والمروة من شعائر الله} هذا محكم والمنسوخ قوله {فمن حجّ البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما} ومعناها أن لا يطّوف بهما وكان على الصّفا صنم يقال له إساف وعلى المروة صنم يقال له نائلة وكانا رجلا وامرأة في
الجاهليّة فدخلا الكعبة فزنيا الكعبة فيها فمسخهما الله تعالى صنمين فوضعت المشركون الصّنم الّذي كان رجلا على الصّفا والصنم الّذي كان امرأة على المروة وعبدوهما من دون الله تعالى فلمّا أسلمت الأنصار تحرجوا أن يسعوا بينهما فأنزل الله تعالى {إنّ الصفا والمروة من شعائر الله} الآية ثمّ نسخ الله تعالى ذلك بقوله {ومن يرغب عن ملّة إبراهيم إلّا من سفه نفسه} الآية
). [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 31-59]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (ذكر الآية التّاسعة: قوله تعالى: {إنّ الصّفا والمروة من شعائر اللّه} الآية.
قد ذكر عن بعض المفسّرين أنّه قال: معنى الآية فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما. قال: ثمّ نسخ ذلك بقوله تعالى: {ومن يرغب عن ملّة إبراهيم إلاّ من سفه نفسه} والسّعي بينهما من ملّة إبراهيم.
قلت: وهذا قولٌ مرذولٌ: لا يصلح الالتفات إليه، لأنّه يوجب إضمارًا في الآية ولا يحتاج إليه. وإن كان قد قرئ به فإنّه مرويٌّ عن ابن مسعود، وأبي بن كعب، وأنس، وابن جبيرٍ، وابن سيرين، وميمون بن مهران أنهم قرأوا (فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما)، ولهذه القراءة وجهان:
أحدهما: أن تكون دالّةً على أنّ السّعي بينهما لا يجب.
والثّاني: أن يكون (لا) صلةً. كقوله: ما (منعك) أن لا تسجد فيكون معناه معنى القراءة المشهورة، وقد ذهب مالكٌ والشّافعيّ وأحمد إلى أنّ السّعي من أركان الحجّ وقال أبو حنيفة وأصحابه: هو واجبٌ (يجزي) عنه الدّم.
والصّحيح في سبب نزول هذه الآية، ما أخبرنا به أبوبكر بن حبيبٍ، قال: أبنا عليّ الفضل، قال: أبنا محمّد بن عبد الصّمد، قال: أبنا ابن حمّوية، قال: أبنا: إبراهيم بن خريم، قال: بنا عبد الحميد، قال: أبنا عبد الوهّاب بن عطاءٍ عن داود، عن عامرٍ، قال: كان على الصّفا [وثنٌ] يدعى (أساف) ووثنٌ على المروة يدعى نائلة، وكان أهلالجاهليّة يسعون بينهما ويمسّحون الوثنين فلمّا جاء الإسلام أمسك المسلمون عن السّعي بينهما فنزلت هذه الآية.
قلت: فقد بان بهذا أنّ المسلمين إنّما امتنعوا عن الطّواف لأجل الصّنمين فرفع اللّه عز وجل الجناح عمّن طاف بينهما، لأنّه إنّما يقصد تعظيم اللّه تعالى بطوافه دون الأصنام.
). [نواسخ القرآن:125- 236]

روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس