عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 10:39 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {واذكر في الكتاب مريم} [مريم: 16] يقول للنّبيّ: أي: اقرأه عليهم يعني أمر مريم.وقال السّدّيّ: يقول: اذكر لأهل مكّة أمر مريم. قال: {إذ انتبذت} [مريم: 16] سعيدٌ، عن قتادة قال: إذ انفردت). [تفسير القرآن العظيم: 1/218]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا...}
يقال في مشرقة دار أهلها. والعرب تقول: هو مني نبذة ونبذة). [معاني القرآن: 2/163]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ) : ( {إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا} اعتزلت وتنحت). [مجاز القرآن: 2/3]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ) : ( {مَكَانًا شَرْقِيًّا} مما يلي المشرق وهو عند العرب خير من الغربي الذي يلي المغرب). [مجاز القرآن: 2/3]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {انتبذت}: اعتزلت.{شرقيا}: مما يلي الشرق والغربي مما يلي الغرب). [غريب القرآن وتفسيره: 237]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {انْتَبَذَتْ}: اعتزلت. يقال: جلست نبذه ونبذه، أي ناحيته.
{مَكَانًا شَرْقِيًّا} يريد مشرّقة. والبغي: الفاجرة. والبغاء: الزنا). [تفسير غريب القرآن: 273]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا}
{انْتَبَذَتْ} تنحّت. ويقال نبذت الشيء إذا رميت به.{مَكَانًا شَرْقِيًّا} أي نحو المشرق). [معاني القرآن: 3/322]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا} أي تنحت وتباعدت ونبذت الشيء رميت به وقيل إنها قصدت مطلع الشمس لتغتسل من الحيض وقيل لتخلو بالعبادة) . [معاني القرآن: 4/317-318]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {انْتَبَذَتْ} أي اعتزلت ) . [تفسير المشكل من غريب القرآن: 148]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {انْتَبَذَتْ}: اعتزلت ، {شرْقِياًّ}: يلي الشرق ) . [العمدة في غريب القرآن: 195]

تفسير قوله تعالى: {فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({من أهلها مكانًا شرقيًّا {16} فاتّخذت من دونهم حجابًا فأرسلنا إليها روحنا} [مريم: 16-17] يعني جبريل).{فتمثّل لها بشرًا سويًّا} [مريم: 17] يعني سويّ الخلق، بشرًا في صورة البشر وخلقهم.
تفسير السّدّيّ.سعيدٌ، عن قتادة قال: أرسل إليها فيما يذكر جبريل في صورة آدم.
وقال الكلبيّ: كان زكريّاء كفل مريم وكانت أختها تحته، وكانت تكون في المحراب، فلمّا أدركت كانت إذا حاضت أخرجها إلى منزله إلى أختها، فإذا طهرت رجعت إلى المحراب.فطهرت مرّةً، فلمّا فرغت من غسلها قعدت في مشرقةٍ في ناحية الدّار وعلّقت عليها ثوبًا سترةً.فجاء جبريل إليها في ذلك الموضع، فلمّا رأته). [تفسير القرآن العظيم: 1/219-218]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ) :
( وقوله: {فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا...} كانت إذا أتاها الحيض ضربت حجاباً )
.[معاني القرآن: 2/163]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا}
قيل إنها - قصدت نحو مطلع الشمس، لأنها أرادت الغسل من الحيض.
{فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا} يعنى به جبريل - صلى الله عليه وسلم - وقيل الروح عيسى، لأنه روح من اللّه - عزّ وجلّ -
قال اللّه - عزّ وجلّ -: {إنّما المسيحُ عِيسَى ابنُ مَرْيمَ رَسُولُ اللّهِ وكَلِمَتُهُ ألقَاها إلى مَريَمَ ورُوحٌ مِنهُ}.
وقيل إن الروح دخل من في مريم.
ويدل على أنّ جبريل عليه السلام هو الروح قوله : {فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا) }. [معاني القرآن: 3/322-323]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا}
روى علي بن الحكم عن الضحاك قال جبريل صلى الله عليه وسلم قال أبو جعفر وهذا قول حسن لأن غيره قال هو عيسى يدل على ذلك قوله تعالى: {فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا} وعيسى بشر). [معاني القرآن: 4/318]

تفسير قوله تعالى: {قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (18)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {قالت إنّي أعوذ بالرّحمن منك إن كنت تقيًّا} [مريم: 18] قال الحسن: أي إن كنت تقيًّا له فاجتنبني). [تفسير القرآن العظيم: 1/219]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
( {قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا}

تأويله إني أعوذ باللّه منك، فإن كنت تقيا فستتعظ بتعوذي باللّه منك.
أما من قرأ (ليهب) بالياء فالمعنى أرسلني ليهب.
ومن قرأ {لِأَهَبَ} فهو على الحكاية وحمل الحكاية على المعنى، على تأويل قال أرسلت إليك لأهب لك). [معاني القرآن: 3/323]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا} قال أبو إسحاق أي فإن كنت تقيا فستتعظ بتعوذي بالله جل وعز منك وقال غيره إن بمعنى ما والأول أولى). [معاني القرآن: 4/319]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال إنّما أنا رسول ربّك لأهب لك غلامًا زكيًّا} [مريم: 19] أي: صالحًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/219]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
( وقوله: {لِأَهَبَ لَكِ...}
الهبة من الله، حكاها جبريل لها، كأنه هو الواهب. وذلك كثير في القرآن خاصّة. وفي قراءة عبد الله (ليهب لك) والمعنى: ليهب الله لك. وأما تفسير {لِأَهَبَ لَكِ} فإنه كقولك أرسلني بالقول لأهب لك فكأنه قال: قال: ذا لأهب لك والفعل لله تعالى). [معاني القرآن: 2/163-164]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن {لأهب لك}.
[معاني القرآن لقطرب: 888]
أبو عمرو {ليهب لك} بالياء يقول: الله الذي يهب لك؛ وكذلك قراءة الحسن.
ابن مسعود {ليهب لك} مكتوبة بالياء؛ وقالوا في الفعل منه: وهب له وهبًا ووهبًا وهبةً وموهبةً؛ وقالوا أيضًا: هذا طعام موهبٌ؛ أي كثير). [معاني القرآن لقطرب: 889]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا}
أكثر القراءة {لِأَهَبَ}، ورويت ليهب لك وكذلك قرأ أبو عمرو: لنهب لك كلاما زكيا). [معاني القرآن: 3/323]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا} ويقرأ {لِأَهَبَ لَكِ} فمعنى لأهب بالهمز محمول على المعنى أي قال أرسلته لأهب لك ويحتمل ليهب بلا همز أي يكون بمعنى المهموز ثم خففت الهمزة وقيل المعنى أرسلني الله ليهب لك). [معاني القرآن: 4/319]

تفسير قوله تعالى: {قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قالت أنّى يكون لي غلامٌ} [مريم: 20] من أين يكون لي غلامٌ.
{ولم يمسسني بشرٌ} [مريم: 20] ولم يجامعني زوجٌ في تفسير السّدّيّ.{ولم أك بغيًّا} [مريم: 20] أي: ولم أك زانيةً). [تفسير القرآن العظيم: 1/219]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ) :
(وقوله: {وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا} البغي: الفاجرة
). [معاني القرآن: 2/164]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا}
أي لم يمسسني بشر على جهة تزويج - ولم أك بغيّا، أي ولا قربت على غير حد التزويج). [معاني القرآن: 3/323]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ} أي: لم يمسسني على جهة تزوج {وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا}
أي: لم يقربني على غير حد تزوج ) . [معاني القرآن: 4/320]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا} البغي - عند العرب: الفاجرة). [ياقوتة الصراط: 336]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آَيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا (21)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال كذلك قال ربّك هو عليّ هيّنٌ} [مريم: 21] أن أخلقه.
{ولنجعله آيةً للنّاس ورحمةً منّا} [مريم: 21] لمن قبل عنه دينه.وهو تفسير السّدّيّ.
قال: {وكان أمرًا مقضيًّا} [مريم: 21] كائنًا.وقال السّدّيّ: يعني كان عيسى أمرًا من اللّه مكتوبًا في اللّوح المحفوظ أنّه يكون.
فأخذ جبريل جيبها بأصبعه فنفخ فيه، فصار إلى بطنها فحملت). [تفسير القرآن العظيم: 1/219]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
( وقوله: {هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ...}

خلقه عليّ هيّن). [معاني القرآن: 2/164]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آَيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا}
{قَالَ كَذَلِكِ} أي الأمر على ما وصفت لك.
{قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آَيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا} أي وكان أمرا سابقا في علم اللّه - عز وجل - أن يقع ) . [معاني القرآن: 3/323]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ} أي الأمر كما قيل لك قال الكسائي هو من جاء وجئت به وأجأته وهذا موافق لقول ابن عباس ومجاهد لأنه إذا ألجأها إلى الذهاب إلى جذع النخلة فقد جاء بها إليه
قال زهير:

وجار سار معتمدا أليكم.......أجاءته المخافة والرجاء

والمخاض: الحمل

قال أبو عبيد، حدثنا عبد الرحمن عن سفيان، قال مجاهد: كان حمل النخلة عجوة
وقال غيره كان جذعا بلا رأس وكان ذلك في الشتاء فأنبت الله له رأسا وخلق فيه رطبا
وقال ابن عباس حملت ووضعت في ساعة واحدة
وقال غيره أقامت ثمانية أشهر وتلك آية لأنه لا يولد مولود لثمانية أشهر فيعيش
قال أبو إسحاق قوله تعالى: {فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ} يدل على طول المكث والله أعلم ). [معاني القرآن: 4/320-321]


رد مع اقتباس