عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 08:12 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (73)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وإن كادوا} [الإسراء: 73]، يعني: قد كادوا.
تفسير السّدّيّ.
{ليفتنونك} [الإسراء: 73] ليضلّونك.
وقال بعضهم: يعني ليصدّونك.
{عن الّذي أوحينا إليك} [الإسراء: 73] القرآن.
{لتفتري علينا غيره وإذًا لاتّخذوك خليلا} [الإسراء: 73] لو فعلت.
وذلك أنّ المشركين خلوا برسول اللّه بمكّة ليلةً حتّى الصّباح، فقالوا: يا
[تفسير القرآن العظيم: 1/151]
محمّد إنّ الّذي جئت به لم يجئ به أحدٌ من قومك.
ورفقوا به وقالوا له: كفّ عن شتم آلهتنا وذمّها وانظر في هذا الأمر، فإنّ هذا لو كان حقًّا لكان فلانٌ أحقّ به منك، وفلانٌ أحقّ به منك.
فأنزل اللّه: {وإن كادوا ليفتنونك} [الإسراء: 73] إلى قوله: {ولولا أن ثبّتناك} [الإسراء: 74] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/152] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {وإن كادوا ليفتنونك} أي يستزلّونك.

{لتفتري علينا غيره} لتختلق غيره.
{وإذاً لاتّخذوك خليلًا} أي لو فعلت ذاك لودّوك). [تفسير غريب القرآن: 259]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والفتنة: الصدّ والاستزلال. قال الله عز وجل: {وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ} ،
أي: يصدّوك ويستزلوك. وقال الله تعالى: {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} ، وقال: {مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ * إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ}
أي: صادين). [تأويل مشكل القرآن: 473] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإن كادوا ليفتنونك عن الّذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذا لاتّخذوك خليلا}
معنى الكلام كادوا يفتنونك، ودخلت " إن " واللام للتوكيد، وتأويله أن المشركين قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم -: لا نتركك تستلم الحجر حتى تلمّ بآلهتنا، فقال - صلى الله عليه وسلم - في نفسه، وما على أن أفعل ذلك واللّه يعلم ما في نفسي، وأتمكن من استلام الحجر.
هذا مما جاء في التفسير.
وجاء في التفسير أيضا أن المشركين قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم -: اطرد عنك سقاط الناس ومواليهم وهؤلاء الذين رائحتهم رائحة الضأن، وذلك أنهم كانوا يلبسون الصوف، فقالوا: اطرد هؤلاء إن كنت أرسلت إلينا حتى تجلس إلينا ونسمع منك فهمّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يفعل في ذلك ما يستدعي به إسلامهم،
فتوعده اللّه - عز وجل - فيه أشد الوعيد وعصمه الله من أن يمضي ما عزم عليه،
فقال: (وإذا لاتّخذوك خليلا) أي إن فعلت ما أرادوا لاتخذوك خليلا). [معاني القرآن: 3/254-253]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك} المعنى كادوا يفتنونك لأن إن واللام تدل على التوكيد
ويروى أنهم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم اطرد عنا هؤلاء السقاط والموالي حتى نجلس معك ونستمع منك فهم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ميلا منه إلى أن يؤمنوا فعصم صلى الله عليه وسلم وأنزل الله تبارك وتعالى: {وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك} إلى قوله: {إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات}
قال مالك بن دينار سألت جابر بن زيد عن قوله: {إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات} فقال: {إذا لأذقناك ضعف} عذاب الحياة {وضعف} عذاب {الممات}
قال أبو جعفر وكذلك معناه عند أهل اللغة وخوطب بهذا النبي صلى الله عليه وسلم لأن الثواب به جزل كما قال تعالى: {يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين} ولمشاهدة الأنبياء والملائكة والآيات العظام كان في ذلك الخطاب من الفائدة أنه علم به أن هذا حكم الله فيمن عصاه من الأنبياء فكيف غيرهم). [معاني القرآن: 4/180-178]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {ليفتنونك} أي يستزلونك {لتفتري} أي لتختلق). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 139]

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (74)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وإن كادوا} [الإسراء: 73]، يعني: قد كادوا.
تفسير السّدّيّ.
{ليفتنونك} [الإسراء: 73] ليضلّونك.
وقال بعضهم: يعني ليصدّونك.
{عن الّذي أوحينا إليك} [الإسراء: 73] القرآن.
{لتفتري علينا غيره وإذًا لاتّخذوك خليلا} [الإسراء: 73] لو فعلت.
وذلك أنّ المشركين خلوا برسول اللّه بمكّة ليلةً حتّى الصّباح، فقالوا: يا
[تفسير القرآن العظيم: 1/151]
محمّد إنّ الّذي جئت به لم يجئ به أحدٌ من قومك.
ورفقوا به وقالوا له: كفّ عن شتم آلهتنا وذمّها وانظر في هذا الأمر، فإنّ هذا لو كان حقًّا لكان فلانٌ أحقّ به منك، وفلانٌ أحقّ به منك.
فأنزل اللّه: {وإن كادوا ليفتنونك} [الإسراء: 73] إلى قوله: {ولولا أن ثبّتناك} [الإسراء: 74] بالنّبوّة، عصمناك بها {لقد كدت تركن إليهم شيئًا قليلا} ). [تفسير القرآن العظيم: 1/152]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {لقد كدت تركن إليهم شيئاً} أي تميل وتعدل وتطمئن).
[مجاز القرآن: 1/386]

قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن {كدت تركن إليهم}.
طلحة بن مصرف "كدت تركن" وقد فسرنا ما فيها). [معاني القرآن لقطرب: 829]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ولولا أن ثبّتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا }
وحكيت (تركن) بضم الكاف.
يقال ركن يركن، وركن يركن، فتوعده اللّه في ذلك أشد التوعد، فقال:{إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثمّ لا تجد لك علينا نصيرا} ). [معاني القرآن: 3/254]

تفسير قوله تعالى: {إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا (75)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {إذًا لأذقناك} [الإسراء: 75] لو فعلت {ضعف الحياة} [الإسراء: 75] سعيدٌ، عن قتادة: أي: عذاب الدّنيا.
{وضعف الممات} [الإسراء: 75] أي: عذاب الآخرة.
قال: {ثمّ لا تجد لك علينا نصيرًا} [الإسراء: 75] ينتصر لك بعد عقوبتنا إيّاك.
سعيدٌ، عن قتادة قال: ذكر لنا أنّ قومًا خلوا برسول اللّه ذات ليلةٍ إلى الصّبح يكلّمونه، ويفحمونه، ويسوّدونه، ويقاربونه، وكان في قولهم أن قالوا: يا محمّد، إنّك تأتي بشيءٍ لا يأتي به أحدٌ من النّاس، وأنت سيّدنا وابن سيّدنا، فما زالوا يكلّمونه حتّى كاد يقاربهم.
ثمّ إنّ اللّه منعه وعصمه من ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 1/152]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {إذاً لأذقناك ضعف الحياة} مختصر، كقولك ضعف عذاب الحياة وعذاب الممات فهما عذابان عذاب الممات به ضوعف عذاب الحياة).
[مجاز القرآن: 1/386]

قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو جعفر وشيبة ونافع {ضعف الحياة} بالكسر؛ وقالوا: في كلامهم: لك لك ضعف ذا وضعفه وضعفه؛ ومثله {ضعف الحياة} قال: مثلاه؛ {يضاعف لها العذاب ضعفين} قال: يصير ثلاثة أعذبة). [معاني القرآن لقطرب: 831]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ضعف الحياة} أي ضعف عذاب الحياة.
{وضعف الممات} أي ضعف عذاب الممات). [تفسير غريب القرآن: 259]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (باب الحذف والاختصار
من ذلك: أن تحذف المضاف وتقيم المضاف إليه مقامه وتجعل الفعل له.
كقوله تعالى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا} أي سل أهلها.
{وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ} أي حبّه.
و{الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ} أي وقت الحج.
وكقوله: {إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ} أي ضعف عذاب الحياة وضعف عذاب الممات). [تأويل مشكل القرآن: 210] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثمّ لا تجد لك علينا نصيرا }
والمعنى لو ركنت إليهم في ذلك الشّيء القليل إذن لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات، أي ضعف عذاب الحياة وضعف عذاب الممات لأنك أنت نبي ويضاعف لك العذاب على عذاب غيرك لو جنى هذه الجناية كما قال: {يا نساء النّبيّ من يأت منكنّ بفاحشة مبيّنة يضاعف لها العذاب ضعفين} لأن درجة النبي ودرجة آله الذين وصفهم الله فوق درجة غيرهم). [معاني القرآن: 3/254]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {ضعف الحياة} أي عذاب الحياة، وكذلك عذاب الممات). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 139]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا (76)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وإن كادوا ليستفزّونك من الأرض} [الإسراء: 76]، يعني أرض المدينة.
{ليخرجوك منها وإذًا لا يلبثون خلافك} [الإسراء: 76] بعدك.
{إلا قليلا {76} سنّة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد لسنّتنا تحويلا {77}} [الإسراء: 76-77].
سعيدٌ، عن قتادة قال: همّ أهل مكّة بإخراجه من مكّة، ولو فعلوا ذلك ما نوظروا، ولكنّ اللّه كفّهم عن إخراجه حتّى أمره بالخروج.
ولقلّ مع ذلك ما لبثوا بعد خروجه من مكّة حتّى بعث اللّه عليهم القتل يوم بدرٍ.
قال يحيى: هي في هذا التّفسير قوله: {وإذ يمكر بك الّذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك} [الأنفال: 30].
وتفسير الحسن: {ليستفزّونك من الأرض ليخرجوك منها} [الإسراء: 76] بالقتل {وإذًا لا يلبثون خلافك} [الإسراء: 76] بعدك {إلا قليلا} [الإسراء: 76] حتّى نستأصلهم بالعذاب فنهلكهم أجمعين لو قتلوك). [تفسير القرآن العظيم: 1/152]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وإن كادوا ليستفزّونك من الأرض...}

لمّا قدم رسول الله صلّى الله عليه وسلم المدينة حسدته اليهود وثقل عليهم مكانه، فقالوا: إنك لتعلم أن هذه البلاد ليست ببلاد الأنبياء، إنما بلادهم الشأم.
فإن كنت نبيّا فاخرج إليه، فإن الله سينصرك. قال: فعسكر النبي صلى الله عليه وسلم على أميال من المدينة فأنزل الله: {وإن كادوا ليستفزّونك} ليستخفونك وإذاً لا يلبثون
{من الأرض ليخرجوك منها وإذاً لاّ يلبثون خلافك إلاّ قليلاً} يقول: إنك لو خرجت ولم يؤمنوا لنزل بهم العذاب). [معاني القرآن: 2/129-128]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وإذا لاّ يلبثون خلافك} رفع يلبثون على التقديم والتأخير كقولك: ولا يلبثون خلافك إذاً، أي بعدك، قال:
عفت الديار خلافها فكأنما= بسط الشواطب بينهن حصيرا
أي بعدهن ويقرؤه آخرون خلفك والمعنى واحد). [مجاز القرآن: 1/387]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن {لا يلبثون خلافك}.
أبو عمرو {خلفك}.
والمعنى في {خلافك}: خلفك؛ أي بعدك). [معاني القرآن لقطرب: 829]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وإذاً لا يلبثون خلافك} أي بعدك). [تفسير غريب القرآن: 259]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإن كادوا ليستفزّونك من الأرض ليخرجوك منها وإذا لا يلبثون خلافك إلّا قليلا }
كانوا قد كادوا أن يخرجوا النبي - صلى الله عليه وسلم - من مكة فأعلمهم الله أنهم لو فعلوا ذلك لم يلبثوا بعده إلا قليلا.
وقيل {ليستفزّونك أي ليقتلونك). [معاني القرآن: 3/254]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجونك منها} قيل المعنى يستفزونك بالقتل
قال عوف عن الحسن هموا بإخراج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة وأراد الله بقاء أهل مكة فأمره أن يخرج منها مهاجرا إلى المدينة فخرج بأمر الله ولو أخرجوه لهلكوا كما قال سبحانه: {وإذا لا يلبثون خلافك إلا قليلا}
قال أهل التفسير {خلافك} أي بعدك
وحكي عن العرب جاء فلان خلف فلان وخلافة أي بعده وقد يجيء خلاف بمعنى مخالفة). [معاني القرآن: 4/180-181]

تفسير قوله تعالى: {سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا (77)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({سنّة من قد أرسلنا} [الإسراء: 77] إنّهم إذا قتلوا نبيّهم أهلكهم اللّه بالعذاب.
{ولا تجد لسنّتنا تحويلا} [الإسراء: 77] سعيدٌ، عن قتادة قال: إنّ سنّة الرّسل والأمم كانت قبلك كذلك، إذا كذّبوا رسلهم وأخرجوهم لم يناظروا أن يبعث اللّه عليهم عذابه.
- قرّة بن خالدٍ، أنّ عبد اللّه بن مسعودٍ قال: إنّ أشدّ النّاس عذابًا من قتل نبيًّا، أو قتله نبيٌّ، أو مصوّرٌ). [تفسير القرآن العظيم: 1/153]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {سنّة من قد أرسلنا قبلك...}

نصب السنّة على العذاب المضمر، أي يعذّبون كسنّة من قد أرسلنا {ولا تجد لسنّتنا تحويلاً}.
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {سنّة من قد أرسلنا قبلك من رّسلنا ولا تجد لسنّتنا تحويلاً}
وقال: {سنّة من قد أرسلنا قبلك} أي: سننّاها سنّة. كما قال: {رحمةً مّن رّبّك} ). [معاني القرآن: 2/73-72]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {سنّة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد لسنّتنا تحويلا}
(سنّة) منصوب بمعنى أنا سننّا هذه السنة فيمن أرسلنا قبلك من رسلنا.
أنهم إذا أخرجوا نبيهم من بين أظهرهم أو قتلوه لم يلبثهم العذاب أن ينزل بهم، وكان خروج النبي - صلى الله عليه وسلم - من مكة مهاجرا بأمر اللّه). [معاني القرآن: 3/255]


رد مع اقتباس