عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 5 ربيع الأول 1440هـ/13-11-2018م, 12:40 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ (29) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فذكّر فما أنت بنعمة ربّك بكاهنٍ ولا مجنونٍ (29) أم يقولون شاعرٌ نتربّص به ريب المنون (30) قل تربّصوا فإنّي معكم من المتربّصين (31) أم تأمرهم أحلامهم بهذا أم هم قومٌ طاغون (32) أم يقولون تقوّله بل لا يؤمنون (33) فليأتوا بحديثٍ مثله إن كانوا صادقين (34)}
يقول تعالى آمرًا رسوله، صلوات اللّه وسلامه عليه، بأن يبلّغ رسالته إلى عباده، وأن يذكّرهم بما أنزل اللّه عليه. ثمّ نفى عنه ما يرميه به أهل البهتان والفجور فقال: {فذكّر فما أنت بنعمة ربّك بكاهنٍ ولا مجنونٍ} أي: لست بحمد اللّه بكاهنٍ كما تقوّله الجهلة من كفّار قريشٍ. والكاهن: الّذي يأتيه الرّئيّ من الجانّ بالكلمة يتلقّاها من خبر السّماء، {ولا مجنونٍ}: وهو الّذي يتخبّطه الشّيطان من المسّ). [تفسير ابن كثير: 7/ 435-436]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ (30) قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ (31) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال تعالى منكرًا عليهم في قولهم في الرّسول، صلوات اللّه وسلامه عليه: {أم يقولون شاعرٌ نتربّص به ريب المنون} أي: قوارع الدّهر. والمنون: الموت: يقولون: ننظره ونصبر عليه حتّى يأتيه الموت فنستريح منه ومن شأنه، قال اللّه تعالى: {قل تربّصوا فإنّي معكم من المتربّصين} أي: انتظروا فإنّي منتظرٌ معكم، وستعلمون لمن تكون العاقبة والنّصرة في الدّنيا والآخرة.
قال محمد بن إسحاق، عن عبد اللّه بن أبي نجيح، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ: أنّ قريشًا لمّا اجتمعوا في دار النّدوة في أمر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال قائلٌ منهم: احتبسوه في وثاقٍ، ثمّ تربّصوا به ريب المنون حتّى يهلك، كما هلك من هلك قبله من الشّعراء: زهيرٌ والنّابغةٌ، إنّما هو كأحدهم. فأنزل اللّه في ذلك من قولهم: {أم يقولون شاعرٌ نتربّص به ريب المنون}). [تفسير ابن كثير: 7/ 436]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُمْ بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (32) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال تعالى: {أم تأمرهم أحلامهم بهذا} أي: عقولهم تأمرهم بهذا الّذي يقولونه فيك من الأقوال الباطلة الّتي يعلمون في أنفسهم أنّها كذبٌ وزورٌ؟ {أم هم قومٌ طاغون} أي: ولكن هم قومٌ ضلّالٌ معاندون، فهذا هو الّذي يحملهم على ما قالوه فيك). [تفسير ابن كثير: 7/ 436]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ (33) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {أم يقولون تقوّله} أي: اختلقه وافتراه من عند نفسه، يعنون القرآن: قال اللّه: {بل لا يؤمنون} أي: كفرهم هو الّذي يحملهم على هذه المقالة). [تفسير ابن كثير: 7/ 436]

تفسير قوله تعالى: {فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ (34) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فليأتوا بحديثٍ مثله إن كانوا صادقين} أي: إن كانوا صادقين في قولهم: "تقوّله وافتراه" فليأتوا بمثل ما جاء به محمّدٌ [صلّى اللّه عليه وسلّم] من هذا القرآن، فإنّهم لو اجتمعوا هم وجميع أهل الأرض من الجنّ والإنس، ما جاءوا بمثله، ولا بعشر سورٍ [من] مثله، ولا بسورةٍ من مثله). [تفسير ابن كثير: 7/ 436]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أم خلقوا من غير شيءٍ أم هم الخالقون (35) أم خلقوا السّموات والأرض بل لا يوقنون (36) أم عندهم خزائن ربّك أم هم المسيطرون (37) أم لهم سلّمٌ يستمعون فيه فليأت مستمعهم بسلطانٍ مبينٍ (38) أم له البنات ولكم البنون (39) أم تسألهم أجرًا فهم من مغرمٍ مثقلون (40) أم عندهم الغيب فهم يكتبون (41) أم يريدون كيدًا فالّذين كفروا هم المكيدون (42) أم لهم إلهٌ غير اللّه سبحان اللّه عمّا يشركون (43)}
هذا المقام في إثبات الرّبوبيّة وتوحيد الألوهيّة، فقال تعالى: {أم خلقوا من غير شيءٍ أم هم الخالقون} أي: أوجدوا من غير موجدٍ؟ أم هم أوجدوا أنفسهم؟ أي: لا هذا ولا هذا، بل اللّه هو الّذي خلقهم وأنشأهم بعد أن لم يكونوا شيئًا مذكورًا.
قال البخاريّ: حدّثنا الحميديّ، حدّثنا سفيان قال: حدّثوني عن الزّهريّ، عن محمّد بن جبير ابن مطعمٍ، عن أبيه قال: سمعت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يقرأ في المغرب بالطور، فلمّا بلغ هذه الآية: {أم خلقوا من غير شيءٍ أم هم الخالقون. أم خلقوا السّموات والأرض بل لا يوقنون. أم عندهم خزائن ربّك أم هم المسيطرون} كاد قلبي أن يطير.
وهذا الحديث مخرّجٌ في الصّحيحين من طرقٍ، عن الزّهريّ، به. وجبير بن مطعمٍ كان قد قدم على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بعد وقعة بدرٍ في فداء الأسارى، وكان إذ ذاك مشركًا، وكان سماعه هذه الآية من هذه السّورة من جملة ما حمله على الدّخول في الإسلام بعد ذلك). [تفسير ابن كثير: 7/ 437]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَا يُوقِنُونَ (36) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال تعالى: {أم خلقوا السّموات والأرض بل لا يوقنون} أي: أهم خلقوا السموات والأرض؟ وهذا إنكارٌ عليهم في شركهم باللّه، وهم يعلمون أنّه الخالق وحده، لا شريك له. ولكنّ عدم إيقانهم هو الّذي يحملهم على ذلك). [تفسير ابن كثير: 7/ 437]

رد مع اقتباس