عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 28 ربيع الأول 1432هـ/3-03-2011م, 10:48 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي تقدير [أم] المنقطعة ببل والهمزة

تقدير [أم] المنقطعة ببل والهمزة

نسب ابن الشجري في أماليه إلى البصريين أجمعين أنهم يقدرون [أم] المنقطعة ببل والهمزة قال [2/335]: «والبصريون مجمعون على أنها لا تكون بمعنى [بل] إلا بتقدير همزة الاستفهام معها».
وفي نقل الإجماع نظر ففي [كتاب سيبويه:ج1/ص491-492] ما يفيد بأن [أم] المنقطعة تقدر ببل وحدها إذا دخلت على استفهام. وانظر [الدماميني:1/97].
وفي [أسرار العربية:ص305–306]: «وأما المنقطعة فتكون بمنزلة بل والهمزة ؛ كقولهم: إنها لإبل أم شاء، كأنه رأى أشخاصا فغلب على ظنه أنها إبل، فأخبر بحسب ما غلب على ظنه، ثم أدركه الشك فرجع إلى السؤال والاستثبات، فكأنه قال: بل أهي شاء؟ ولا يجوز أن تقدر ببل وحدها.
والذي يدل على ذلك قوله تعالى: {أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ} [52: 39] ولو كانت بمعنى [بل] وحدها لكان التقدير: بل له البنات ولكم البنون، وهذا كفر محض؛ فدل على أنها بمنزلة [بل] والهمزة ». وانظر [بدائع الفوائد:1/206]، [ابن يعيش:8/98].
وقال الفراء في [معاني القرآن:1/72]: «وربما جعلت العرب [أم] إذا سبقها استفهام لا تصلح [أي] فيه على جهة [بل] فيقولون: هل لك قبلنا حق أم أنت رجل معروف بالظلم. يريدون: بل أنت رجل معروف بالظلم. وقال الشاعر:
فوالله ما أدري أسلمى تغولت ...... أم النـوم أم كل إلَى حبيب
معناه: بل كل إلى حبيب».
وفي [البحر:2/139]: «وقال الزجاج بمعنى [بل]. قال:
بدت مثل قرن الشمس في رونق الضحى ...... وصـورتها أم أنت في العيـن أملـح ».
وقال الرضي في [شرح الكافية:2/347]: «في المنقطعة مع معنى [بل] معنى الهمزة الاستفهامية، في نحو: إنها لإبل أم شاء، أو الهمزة الإنكارية في نحو {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ}. وقد يجيء بمعنى [بل] وحده. كقوله تعالى: {أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَٰذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ} [43: 52]. إذ لا معنى للاستفهام ها هنا. وكذلك إذا جاءت بعدها أداة الاستفهام ؛ كقوله تعالى: {أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ} [13: 16]، {أَمَّنْ هَٰذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ} [67: 20] .. فهي في مثله بمعنى [بل] وحده».
وقدر الزمخشري [أم] ببل والهمزة مع وقوع الاستفهام بعدها في قوله تعالى: {أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [27: 60]، [الكشاف:3/148].
أما أبو حيان فيقدر [أم] ببل والهمزة إذا وقع بعدها [هل] أما إذا وقع بعدها أداة استفهام أخرى فيقدرها ببل وحدها.
في [البحر:5/379]: «[أم] في قوله [أم هل] منقطعة تقدر ببل والهمزة على المختار، والتقدير: بل أهل تستوي. و[هل] وإن نابت عن همزة الاستفهام في كثير من المواضع فقد جامعتها في قول الشاعر:
أهل رأونا بوادي القف ذي الأكم
وإذا جامعتها مع التصريح بها فلأن تجامعها مع [أم] المتضمنة لها أولى».
وفي [البحر:5/154] في قوله تعالى: {أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ} [10: 31] :
" [أم] هنا تقتضي تقدير [بل] دون همزة الاستفهام، كقوله تعالى: {أَمَّاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [27: 84] فلا تتقدر ببل فالهمزة لأنها دخلت على اسم استفهام».
وانظر [البحر:7/98]، [8/303]، [المغني:431-44].
همزة الاستفهام التي تقدر مع [بل] إنما تفيد الاستفهام الإنكاري في غالب مواقعها، وقد أفادت الاستفهام الحقيقي في قول بعض العرب: إنها لإبل أم شاء.
وقد جاء ذلك أيضا في قوله تعالى:
1- {وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ} [27: 20].
قال الزمخشري: نظر إلى مكان الهدهد فلم يبصره، فقال: ما لي لا أرى الهدهد، على معنى أنه لا يراه، وهو حاضر لساتر ستره، أو غير ذلك، ثم لاح له أنه غائب فأضرب عن ذلك، وأخذ يقول: أهو غائب، كأنه يسأل عن صحة ما لاح له، ونحوه قولهم: إنها لإبل أم شاء. [الكشاف:3/138]، [البحر:7/64–65].
2- {أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ} [38: 63].
في [الكشاف:3/333]: «وإما أن تكون [أم] منقطعة بعد مضي {أَتَّخَذْنَاهُمْ} سخريا على الخبر أو الاستفهام؛ كقولك: إنها لإبل أم شاء».



[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص400]


رد مع اقتباس