عرض مشاركة واحدة
  #25  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 07:39 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة طه

[ من الآية (128) إلى الآية (130) ]
{أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى (128) وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى (129) فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آَنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (130)}

قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى (128)}
قوله تعالى: {وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى (129)}
قوله تعالى: {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آَنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (130)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وأما قوله جلّ وعزّ: (لعلّك ترضى (130)
قرأ أبو بكر عن عاصم والكسائي (ترضى) بضم التاء، وفخمها أبو بكر، وأمالها الكسائي.
وقرأ الباقون (لعلّك ترضى) بفتح التاء.
قال أبو منصور: من قرأ بفتح التاء فالخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - أي: ترضى أنت يا محمد.
ومن قرأ (ترضى) فهو على ما لم يسم فاعله، والمعنى واحد). [معاني القراءات وعللها: 2/160]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (36- وقوله تعالى: {لعلك ترضى} [130].
قرأ الكسائي، وعاصم في رواية أبي بكر {ترضي} بضم التاء على ما لم يسم فاعله، أي: غيرك يرضيك.
وقرأ الباقون {ترضي} بفتح التاء. والأمر بينهما قريب؛ لأن كل من أرضي فقد رضي قال الله تعالى: {ارجعي إلى ربك راضية مرضية} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/57]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في ضمّ التاء وفتحها من قوله تعالى: لعلك ترضى [طه/ 130].
فقرأ عاصم في رواية أبي بكر والكسائي: (لعلّك ترضى) مضمومة التاء.
وقرأ الباقون، وهبيرة عن حفص عن عاصم وعمرو بن الصباح عن حفص عن عاصم: ترضى بفتح التاء.
[الحجة للقراء السبعة: 5/252]
أبو عمارة عن حفص عن عاصم: (ترضى) مضمومة التاء، والمعروف عن حفص عن عاصم بالفتح.
حجّة من فتح التاء قوله: ولسوف يعطيك ربك فترضى [الضحى/ 5]. وحجّة من قال: (ترضى) أنه قد جاء في صفة بعض الأنبياء: وكان عند ربه مرضيا [مريم/ 55]. وكأن معنى ترضى لفعلك ما أمرت به من الأفعال التي يرضاها الله، أو ترضى بما تعطاه من الدرجة الرفيعة، وترضى: ترضى بما يعطيكه الله من الدرجة العالية والدرجة المرضية). [الحجة للقراء السبعة: 5/253]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({لعلّك ترضى}
قرأ الكسائي وأبو بكر {لعلّك ترضى} بضم التّاء قال أبو عبيد فيه وجهان أحدهما أن يراد تعطى الرضى ويرضيك الله والوجه الآخر أن يكون المعنى يرضاك الله بدلالة قوله {وكان عند ربه مرضيا}
وقرأ الباقون {لعلّك ترضى} بالفتح أي لعلّك ترضى عطاء الله وحجتهم إجماع الجميع على قوله {ولسوف يعطيك ربك فترضى} فأسند الفعل إليه فرد ما اختلفوا فيه إلى ما هم مجمعون عليه أولى). [حجة القراءات: 464]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (37- قوله: {لعلك ترضى} قرأه الكسائي وأبو بكر بضم التاء، على ما لم يسم فاعله، والذي قام مقام الفاعل هو النبي صلى الله عليه وسلم، والفاعل هو الله جل ذكره، تقديره: لعل الله يرضيك بما يعطيك يوم القيامة. و«لعل» من الله واجبة، وقرأ الباقون بفتح التاء، جعلوا الفعل للنبي صلى الله عليه وسلم، أي: لعلك ترضى بما يعطيك الله، ودليله قوله: {ولسوف يعطيك ربك فترضى} «الضحى 5»، وهو الاختيار؛ لأن الأكثر عليه، فلابد في القراءتين أن يعطى محمد، عليه السلام، في القيامة حتى يرضى، ويزاد فوق الرضى، ولا يرضى، صلى
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/107]
الله عليه وسلم، أن يعذب أحد من أمته مخلدًا، فهذه الآية أرجى آية في كتاب الله لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، ومثلها: {وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم} «الرعد 6» ومثلها: {ورحمتي وسعت كل شيء} «الأعراف 156» ومثلها: {ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} «النساء 48» ومثلها: {واتقوا النار التي أعدت للكافرين} «آل عمران 131» ولها نظائر كثيرة في القرآن، تطمع أمة محمد في رحمة الله، والعفو عن ذنوبهم، ودخول الجنة، ولا يجب أن يغتر بذلك فالاغترار بحلم الله مهلك، والإصرار على الذنوب متلف موبق، والإياس من رحمة الله كفر). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/108]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (33- {لَعَلَّكَ تَرْضَى}[آية/ 130] بضم التاء:
قرأها عاصم- ياش- والكسائي.
[الموضح: 856]
والوجه أن {تُرْضَى}بضم التاء مضارعٌ مبنيٌّ لما لم يسم فاعله، من قولهم رضيت الشيء أرضاه، أي ارتضيته، فهو مرضي، والمراد بقوله {تُرْضَى}ترتضى لفعلك ما أمرت به.
ويجوز أن يكون من أرضيته إرضاءً، فهو مضارع أرضيت ترضى، والمعنى: ترضى بما تعطاه من الدرجة الرفيعة.
وقرأ الباقون {تَرْضَى}بفتح التاء.
والوجه أنه مضارع رضيت على فعلت بكسر العين، والمعنى: ترضى بإرضاء الله تعالى إياك، وهو أن يعطيك الدرج الرفيعة). [الموضح: 857]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس