عرض مشاركة واحدة
  #21  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 09:16 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ من الآية (59) إلى الآية (61) ]

{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آَللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ (59) وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ (60) وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآَنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (61) }

قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آَللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ (59)}

قوله تعالى: {وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ (60)}

قوله تعالى: {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآَنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (61)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (15- وقوله تعالى: {وما يعزب عن ربك} [61].
قرأ الكسائي وحده: {وما يعزب} بكسر الزاي في كل القرآن.
وقرأ الباقون بالضم، وهما لغتان (يعزب) و(يعزب) مثل عكف يعكف ويعكف، ومعنى لا يعزب عنه: لا يبعد عن الله شيء في الأرض ولا في السماء دق أو جل، ولا تخفى عليه خافية). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/270]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (16- وقوله تعالى: {ولا أصغر من ذلك ولا أكبر} قرأهما حمزة برفع الراء فيهما ردًا على قوله {من مثقال ذرة} لأن موضع «مثقال» رفع قبل دخول «من» لأنها زائدة والتقدير: لا يعزب عن ربك مثقال ذرة ولا أصغر ولا أكبر كما قال تعالى: {ما لكم من إله غيره}.
وقرأ الباقون بفتح الراء على أنهما في موضع خفض إلا أنهما لا ينصرفان لأن (أفعل) إذا كان صفة أو [؟] لم ينصرف، والتقدير: من مثقال ذرة ولا من أصغر ولا أكبر). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/270]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح الراء وضمّها من قوله جلّ وعزّ: ولا أصغر من ذلك ولا أكبر [يونس/ 61].
فقرأ حمزة وحده: ولا أصغر من ذلك ولا أكبر* بضمّ الراء فيهما، وقرأ الباقون: ولا أصغر، ولا أكبر بفتح الراء فيهما.
[الحجة للقراء السبعة: 4/284]
قال أبو علي: من فتح الراء في: ولا أصغر، ولا أكبر [من أكبر وأصغر] فلأنّ أفعل في الموضعين، في موضع جرّ لأنّه صفة للمجرور الذي هو قوله: من مثقال ذرة [يونس/ 61]، وإنّما فتح لأنّ أفعل إذا اتصل به منك كان صفة، وإذا كان صفة لم ينصرف في النكرة.
ومن رفع فقال: ولا أصغر من ذلك ولا أكبر* حمله على موضع الموصوف، وذلك أن الموصوف الذي هو من مثقال ذرة الجار والمجرور فيه في موضع رفع، كما كانا في موضعه في قوله: كفى بالله شهيدا [الفتح/ 28] وقوله:
ألم يأتيك والأنباء تنمي بما لاقت...
فحمل الصفة على الموضع، وممّا يجوز أن يكون محمولا على الموضع قوله: ما لكم من إله غيره [الأعراف/ 59]. يجوز أن يكون صفة بمنزلة مثل، ويجوز أن يكون استثناء كما تقول: ما لكم من إله إلا الله.
وممّا جاء من الحمل على الموضع قوله سبحانه:
[الحجة للقراء السبعة: 4/285]
فأصدق وأكن من الصالحين [المنافقون/ 10]، وقوله:
ويذرهم في طغيانهم يعمهون [الأعراف/ 186].
وقال:
فلسنا بالجبال ولا الحديدا وقد يجوز أن يعطف قوله: ولا أصغر من ذلك* على ذرة* فيكون التقدير: ما يعزب عن ربّك مثقال ذرة ولا مثقال أصغر، فإذا حمل على هذا لم يجز فيه إلا الجرّ، لأنه لا موضع للذّرّة غير لفظها، كما كان لقوله: من مثقال ذرة موضع غير لفظه، ولا يجوز على قراءة حمزة أن يكون معطوفا على ذرة*، كما جاز في قول الباقين، لأنّه إذا عطف على ذرة* وجب أن يكون أصغر* مجرورا، وإنما فتح لأنّه لا ينصرف، وكذلك يكون على قول من عطفه على الجار الذي هو من*). [الحجة للقراء السبعة: 4/286]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السّماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلّا في كتاب مبين}
قرأ الكسائي {وما يعزب} بكسر الزّاي وقرأ الباقون بالرّفع وهما لغتان تقول عزب يعزب ويعزب مثل عكف يعكف ويعكف
قرأ حمزة {ولا أصغر من ذلك ولا أكبر} بالرّفع فيهما رد على قوله {من مثقال ذرة} لأن موضع {مثقال} رفع قبل دخول من لأنّها زائدة التّقدير ما يعزب عن ربك مثقال ذرة ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلّا في كتاب مبين
قال الزّجاج ويجوز رفعه من جهة أخرى على الابتداء ويكون المعنى ولا ما هو أصغر من ذلك ولا ما هو أكبر إلّا في كتاب مبين
وقرأ الباقون {ولا أصغر} {ولا أكبر} بالفتح على معنى ما يعزب عن ربك من مثقال ذرة ولا مثقال أصغر من ذلك ولا أكبر والموضوع موضع خفض إلّا أنه فتح لأنّه لا ينصرف). [حجة القراءات: 334]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (20- قوله: {وما يعزب} قرأه الكسائي بكسر الزاي، هنا وفي سبأ وقرأ الباقون برفعهما، وهما لغتان مثل: يعرِش ويعرُش). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/520]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (21- قوله: {ولا أصغر من ذلك ولا أكبر} قرأهما حمزة بالرفع، عطفهما على موضع «من مثقال» وموضعه رفع بـ «يعزب» و«من» زائدة، وقرأ الباقون بالفتح عطفوه على لفظ «مثقال» وحقه الخفض، لكن لا ينصرف لأنه صفة، ولأنه على وزن الفعل، ويجوز عطفه على «ذرة» لكن لا ينصرف، وقد تقدم ذكر «ساحر» في الأعراف). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/521]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (19- {ومَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ} [آية/ 61] بكسر الزاي:
قرأها الكسائي، وكذلك في سبأ، وقرأ الباقون {يَعْزُبُ} بضم الزاي.
والوجه أنهما لغتان، يقال: عزب يعزب ويعزب بضم الزاي وكسرها إذا بعد). [الموضح: 630]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (20- {ولا أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ ولا أَكْبَرَ} [آية/ 61] بالرفع فيهما:
قرأهما حمزة ويعقوب، وقد اتفقوا جميعًا فيهما على الرفع في سبأ.
والوجه أنهما محمولان على موضع قوله {مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ} فإن الجار والمجرور ههنا في موضع رفع، كما في قوله تعالى {كَفَى بِالله شَهِيدًا} كذلك، والتقدير: وما يعزب عن ربك مثقال ذرة، فحمل العطف في قوله {أَصْغَرَ} و{أَكْبَرَ} على الموضع، فلذلك رفعهما.
[الموضح: 630]
وقرأ الباقون {ولا أَصْغَر} {ولا أَكْبَرَ} بالنصب فيهما.
والوجه أنهما معطوفان على المجرور بمن، وهو قوله {مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ وهما غير مصروفين ينصبان في موضع الجر، كأنه قال: وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة ولا من أصغر من ذلك ولا من أكبر.
ويجوز أن يكونا معطوفين على {ذَرَّةٍ} وهي مجرورة بإضافة {مِّثْقَالِ} إليها، والتقدير: وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة ولا مثقال أصغر من ذلك). [الموضح: 631]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس