عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 12 صفر 1435هـ/15-12-2013م, 08:18 AM
أم أسماء باقيس أم أسماء باقيس غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 529
افتراضي

أنواع هدى القرآن

قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ): ( أمّا بعد.. فإنّي قائلٌ، وبالله ألق للتّوفيق والصّواب من القول والعمل، ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم:
أنزل الله عزّ وجلّ القرآن على نبيّه صلّى الله عليه وسلّم، وأعلمه فضل ما أنزل عليه، وأعلم خلقه في كتابه، وعلى لسان رسوله: أنّ القرآن عصمةٌ لمن اعتصم به، وحرزٌ من النّار لمن اتّبعه، ونورٌ لمن استنار به، وشفاءٌ لما في الصّدور، وهدىً ورحمةٌ للمؤمنين.
ثمّ أمر الله خلقه أن يؤمنوا به، ويعملوا بمحكمه: فيحلوا حلاله، ويحرّموا حرامه، ويؤمنوا بمتشابهه، ويعتبروا بأمثاله، ويقولوا {آمنّا به كلٌّ مّن عند ربّنا} [آل عمران: 3/7].
ثمّ وعدهم على تلاوته والعمل به: النّجاة من النّار، والدّخول إلى الجنّة.
ثمّ ندب خلقه عزّ وجلّ إذا هم تلوا كتابه أن يتدبّروه، ويتفكّروا فيه بقلوبهم، وإذا سمعوه من غيرهم: أحسنوا استماعه.
ثمّ وعدهم على ذلك الثّواب الجزيل، فله الحمد.
ثمّ أعلم خلقه: أن من تلا القرآن، وأراد به متاجرة مولاه الكريم، فأنّه يربحه الرّبح الّذي لا بعده ربحٌ، ويعرّفه بركة المتاجرة في الدّنيا والآخرة.
قال محمّد بن الحسين: جميع ما ذكرته، وما سأذكره إن شاء الله، بيانه في كتاب الله عزّ وجلّ، وفي سنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ومن قول صحابته رضي الله عنهم، وسائر العلماء، وسأذكر منه ما حضرني ذكره إن شاء الله، والله الموفّق لذلك.
وقال عزّ وجلّ {إنّ الّذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصّلاة وأنفقوا ممّا رزقناهم سرًّا وعلانيةً يرجون تجارةً لّن تبور. ليوفّيهم أجورهم ويزيدهم مّن فضله إنّه غفورٌ شكورٌ} [فاطر: 35/30،29].
وقال عزّ وجلّ {إنّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الّذين يعملون الصّالحات أنّ لهم أجراً كبيراً. وإنّ الّذين لا يؤمنون بالآخرة أعتدنا لهم عذاباً أليماً} [الإسراء: 17/10،9].
وقال عزّ وجلّ {وننزّل من القرآن ما هو شفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين ولا يزيد الظّالمين إلا خساراً} [الإسراء: 17/82]. وقال عزّ وجلّ {يا أيّها النّاس قد جاءتكم مّوعظةٌ مّن رّبّكم وشفاءٌ لّما في الصّدور وهدًى ورحمةٌ لّلمؤمنين} [يونس: 10/57]. وقال عزّ وجلّ {يا أيّها النّاس قد جاءكم برهانٌ مّن رّبّكم وأنزلنا إليكم نوراً مّبيناً. فأمّا الّذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمةٍ مّنه وفضلٍ ويهديهم إليه صراطاً مّستقيماً} [النّساء: 4/175،174]. وقال عزّ وجلّ {واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرّقوا} [آل عمران: 3/103] وحبل الله هو القرآن.
وقال عزّ وجلّ {الله نزّل أحسن الحديث كتاباً مّتشابهًا مّثاني تقشعرّ منه جلود الّذين يخشون ربّهم ثمّ تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هادٍ} [الزّمر: 39/23]. وقال عزّ وجلّ {وكذلك أنزلناه قرآناً عربيّاً وصرّفنا فيه من الوعيد لعلّهم يتّقون أو يحدث لهم ذكراً} [طه: 20/113] ). [أخلاق حملة القرآن: --]


رد مع اقتباس