عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 4 ربيع الأول 1440هـ/12-11-2018م, 06:27 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (38) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: "وفي موسى" يحتمل أن يكون عطفا على قوله تعالى: "فيها" (1)، أي: وتركنا في موسى وقصته أثرا أيضا هو آية، ويحتمل أن يكون عطفا على قوله تعالى قبل: {وفي الأرض آيات للموقنين}، وفرعون هو صاحب مصر، و"السلطان" في هذه الآية: الحجة). [المحرر الوجيز: 8/ 77]

تفسير قوله تعالى: {فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (39) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"تولى" معناه أعرض وأدبر عن أمر الله تعالى، و"ركنه": سلطانه وجنده وشدة أمره، وهو الأمر الذي يركن فرعون إليه ويسند في شدائده، وقال ابن زيد: "بركنه": بجموعه، وقال قتادة: بقومه، وقول فرعون في موسى عليه السلام: "ساحر أو مجنون" هو تقسيم ظن أن موسى عليه السلام لا بد أن يكون أحد هذين، وقال أبو عبيدة: "أو" هنا بمعنى "الواو"، واستشهد ببيت جرير:
أثعلبة الفوارس أو رياحا عدلت بهم طهية والخشابا؟
والخشاب: بيوت في بني تميم، وقول أبي عبيدة ضعيف لا داعية إليه في هذا الموضع). [المحرر الوجيز: 8/ 77]

تفسير قوله تعالى: {فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ (40) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : ("ونبذناهم" معناه: طرحناهم و"اليم": البحر، وفي مصحف ابن مسعود: "فنبذناه"، و"المليم": الذي أتى من المعاصي ونحوها ما يلام عليه، وقال أمية بن أبي الصلت:
... ... ... ... .... ومن يخذل أخاه فقد ألاما
). [المحرر الوجيز: 8/ 77]

تفسير قوله تعالى: {وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ (41) مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ (42) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: "وفي عاد" عطف على قوله عز وجل: "وفي موسى". وعاد هي قبيلة هود النبي عليه الصلاة والسلام، و"العقيم" معناه: التي لا بركة فيها، لا تلقح شجرا ولا تسوق مطرا، وقال سعيد بن المسيب: كانت ريح الجنوب، وروي عن علي رضي الله عنه: كانت نكباء، وهذا عندي لا يصح عن علي رضي الله عنه لأنه يراد قول النبي صلى الله عليه وسلم: "نصرت بالصبا، وأهلكت عاد بالدبور"،
و"تذر" معناه: تدع، وقوله تعالى: {من شيء أتت عليه} يعني مما أذن الله تعالى لها في إهلاكه، و"الرميم": الفاني المتقطع يبسا أو قدما من الأشجار والورق والحبال أو العظام، ومنه قوله تعالى: {قال من يحيي العظام وهي رميم}، أي في قوام الرماد، وروي حديث: "إن تلك الريح كانت تهب على الناس فيهم العادي وغيره، فتنتزع العادي من بين الناس وتذهب به"). [المحرر الوجيز: 8/ 78]

تفسير قوله تعالى: {وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ (43) فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ (44) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين} يحتمل أن يراد: قيل لهم في أول بعث صالح عليه السلام: آمنوا وأطيعوا فتمتعوا متاعا حسنا إلى آجالكم، وهو "الحين" على هذا، وهو قول الحسن حكاه عن الرماني، ويجيء قوله تعالى: "فعتوا" مرتبا لفظا في الآية ومعنى في الوجود متأخرا عن القول لهم "تمتعوا"، ويحتمل أن يريد: إذ قيل لهم بعد عقر الناقة: تمتعوا في داركم ثلاثة أيام، وهي "الحين" على هذا التأويل، وهو قول الفراء، ويجيء قوله تعالى: "فعتوا" غير مرتب المعنى في وجوده، لأن عتوهم كان قبل أن يقال لهم: "تمتعوا"، وكأن المعنى: فكان من أمرهم قبل هذه المقالة أن عتوا، وهو السبب في أن قيل لهم ذلك وعذبوا. وقرأ جمهور القراء: "الصاعقة"، وقرأ الكسائي، وهي قراءة عمر وعثمان رضي الله عنهما-: "الصعقة"، وهي -على القراءتين- الصيحة العظيمة، ومنه يقال للوقعة الشديدة من الرعد: صاعقة، وهي التي تكون معها النار التي يروى في الحديث أنها من المخراق الذي بيد ملك يسوق السحاب. وقوله تعالى: "وهم ينظرون" يحتمل أن يريد: فجأة وهم يبصرون بعيونهم حالهم، وهذا قول الطبري، ويحتمل أن يريد: وهم ينظرون ذلك في تلك الأيام الثلاثة التي أعلموا به فيها ورأوا علاماته في تلونهم، وهذا قول مجاهد حسب تقدم تفسيره، وانتظارهم العذاب هو أشد من العذاب). [المحرر الوجيز: 8/ 78-79]

تفسير قوله تعالى: {فَمَا اسْتَطَاعُوا مِنْ قِيَامٍ وَمَا كَانُوا مُنْتَصِرِينَ (45) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {فما استطاعوا من قيام وما كانوا منتصرين * وقوم نوح من قبل إنهم كانوا قوما فاسقين * والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون * والأرض فرشناها فنعم الماهدون * ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون * ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين * ولا تجعلوا مع الله إلها آخر إني لكم منه نذير مبين * كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون}
قال بعض المفسرين: "من قيام" معناه: ما استطاعوا أن يقوموا من مصارعهم، وقال قتادة وغيره: معناه: من قيام بالأمر ودفعه، كما تقول: فلان له بكذا وكذا قيام، أي: استصلاح وانتهاض). [المحرر الوجيز: 8/ 79]

تفسير قوله تعالى: {وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (46) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ ابن كثير، ونافع، وابن عامر، وعاصم: "وقوم نوح" بالنصب، وهو عطف إما على الضمير في قوله تعالى: "فأخذتهم"; إذ هو بمنزلة "أهلكناهم"، وإما على الضمير في قوله تعالى: "فنبذناهم"، وقرأ أبو عمرو -فيما روى عنه عبد الوارث -: "وقوم نوح" بالرفع، وذلك على الابتداء والخبر وقرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي: "وقوم نوح" بالخفض عطفا على ما تقدم من قوله تعالى: "وفي ثمود"، وقد روي النصب عن أبي عمرو). [المحرر الوجيز: 8/ 79]


(1) يريد قوله تعالى: {وَتَرَكْنَا فِيهَا آَيَةً لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ } [الذاريات: 37]


رد مع اقتباس