عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 13 ذو القعدة 1439هـ/25-07-2018م, 10:48 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (32)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ولقد استهزئ برسل من قبلك}. هذه آية تأنيس للنبي صلى الله عليه وسلم، أي: لا يضيق صدرك يا محمد بما ترى من قومك وتلقى منهم، فليس ذلك ببدع ولا نكير، قد تقدم هذا في الأمم، و"أمليت لهم": أي: مددت المدة وأطلت، والإملاء: الإمهال على جهة الاستدراج، وهو من الملاوة من الزمن، ومنه: تمليت حسن العيش.
وقوله: {فكيف كان عقاب} تقرير وتعجيب، في ضمنه وعيد للكفار المعاصرين لمحمد عليه الصلاة والسلام). [المحرر الوجيز: 5/207]

تفسير قوله تعالى: {أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (33)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت وجعلوا لله شركاء قل سموهم أم تنبئونه بما لا يعلم في الأرض أم بظاهر من القول بل زين للذين كفروا مكرهم وصدوا عن السبيل ومن يضلل الله فما له من هاد لهم عذاب في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أشق وما لهم من الله من واق مثل الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الأنهار أكلها دائم وظلها تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار}
هذه الآية بالمعنى راجعة إلى قوله: {وهم يكفرون بالرحمن}، والمعنى: أفمن هو هكذا أحق بالعبادة أم الجمادات التي لا تنفع ولا تضر؟ هذا تأويل، ويظهر أن القول مرتبط بقوله: {وجعلوا لله شركاء}، كأن المعنى: أفمن له القدرة والوحدانية ويجعل له شريك أهل أن ينتقم ويعاقب أم لا؟ و"الأنفس" من مخلوقاته وهو قائم على الكل
[المحرر الوجيز: 5/207]
أي محيط به ليقرب الموعظة من حس السامع، ثم خص من أحوال الأنفس حال كسبها ليتفكر الإنسان عند نظر الآية في أعماله وكسبه.
وقوله: {قل سموهم} أي: سموا من له صفات يستحق بها الألوهية، ثم أضرب عن القول وقرر: هل تعلمون الله بما لا يعلم، وقرأ الحسن: "هل تنبئونه" بإسكان النون وتخفيف الباء. و"أم" هي بمعنى "بل"، و"ألف الاستفهام"، هذا مذهب سيبويه، وهي كقولهم: "إنها لإبل أم شاء". ثم قررهم بعد، هل يريدون تجويز ذلك بظاهر من الأمر؟ لأن ظاهر الأمر له إلباس ما وموضع من الاحتمال، وما لم يكن إلا بظاهر من القول فقط فلا شبهة له. وقرأ الجمهور: "زين" على بناء الفعل للمفعول "مكرهم" بالرفع، وقرأ مجاهد: "زين" على بناية للفاعل "مكرهم" بالنصب، أي: زين الله. و"مكرهم": لفظ يعم أقوالهم وأفعالهم التي كانت بسبيل مناقضة الشرع. وقرأ عاصم، وحمزة، والكسائي: "وصدوا" بضم الصاد، وهذا على تعدي الفعل، وقرأ الباقون هنا وفي "حم المؤمن" "وصدوا" بفتحها، وذلك يحتمل أن يكون: صدوا أنفسهم أو صدوا غيرهم، وقرأ يحيى بن وثاب: "وصدوا" بكسر الصاد). [المحرر الوجيز: 5/208]

تفسير قوله تعالى: {لَهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ (34)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {لهم عذاب} الآية وعيد، أي: لهم عذاب في دنياهم بالقتل والأسر والجدوب والبلايا في أجسامهم وغير ذلك مما امتحنهم الله به، ثم لهم عذاب أشق من هذا كله وهو الاحتراق بالنار. و"أشق" أصعب، من المشقة، و"الواقي": هو الساتر على جهة الحماية، من الوقاية). [المحرر الوجيز: 5/208]

رد مع اقتباس