عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 16 جمادى الآخرة 1434هـ/26-04-2013م, 03:34 PM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 1,049
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات كانت لهم جنّات الفردوس نزلاً (107) خالدين فيها لا يبغون عنها حولاً}.
يقول تعالى ذكره: إنّ الّذين صدّقوا باللّه ورسوله، وأقرّوا بتوحيد اللّه وما أنزل من كتبه وعملوا بطاعته، كانت لهم بساتين الفردوس.
والفردوس: معظم الجنّة، كما قال أميّة:
كانت منازلهم إذ ذاك ظاهرةً = فيها الفراديس والفومان والبصل
واختلف أهل التّأويل في معنى الفردوس، فقال بعضهم: عنى به أفضل الجنّة وأوسطها
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا عبّاس بن الوليد، قال: حدّثنا يزيد بن زريعٍ، عن سعيدٍ، عن قتادة، قال: الفردوس: ربوة الجنّة وأوسطها وأفضلها.
- حدّثنا أحمد بن أبي سريجٍ الرّازيّ، قال: حدّثنا الهيثم أبو بشرٍ، قال: أخبرنا الفرج بن فضالة، عن لقمان بن عامرٍ، قال: سئل أبو أمامة عن الفردوس، فقال: هي سرّة الجنّة.
- حدّثنا أحمد بن أبي سريجٍ، قال: حدّثنا حمّاد بن عمرو النّصيبيّ، عن أبي عليٍّ، عن كعبٍ، قال: ليس في الجنان جنّةٌ أعلى من جنّة الفردوس، وفيها الآمرون بالمعروف، والنّاهون عن المنكر.
وقال آخرون: هو البستان بالرّوميّة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليّ بن سهلٍ الرّمليّ، قال: حدّثنا حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن عبد اللّه بن كثيرٍ، عن مجاهدٍ، قال: الفردوس: بستانٌ بالرّوميّة.
- حدّثنا العبّاس بن محمّدٍ، قال: حدّثنا حجّاجٌ، قال: ابن جريجٍ: أخبرني عبد اللّه، عن مجاهدٍ، مثله.
وقال آخرون: هو البستان الّذي فيه الأعناب.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا عبّاس بن محمّدٍ، قال: حدّثنا محمّد بن عبيدٍ، عن الأعمش، عن يزيد بن أبي زيادٍ، عن عبد اللّه بن الحارث، عن كعبٍ، قال: جنّات الفردوس الّتي فيها الأعناب.
والصّواب من القول في ذلك عندنا، ما تظاهرت به الأخبار عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. وذلك ما؛
- حدّثنا به، أحمد بن أبي سريجٍ، قال: حدّثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا همّام بن يحيى، قال: حدّثنا زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسارٍ، عن عبادة بن الصّامت، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: " الجنّة مائة درجةٍ، ما بين كلّ درجة مسيرة مائة عامٍ والفردوس أعلاها درجةً، ومنها الأنهار الأربعة، والفردوس من فوقها، فإذا سألتم اللّه فسلوه الفردوس ".
- حدّثنا موسى بن سهلٍ، قال: حدّثنا موسى بن داود، قال: حدّثنا همّام بن يحيى، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسارٍ، عن عبادة بن الصّامت، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: " الجنّة مائة درجةٍ ما بين كلّ درجتين كما بين السّماء والأرض، أعلاها الفردوس، ومنها تفجّر أنهار الجنّة الأربعة، فإذا سألتم اللّه فاسألوا الفردوس ".
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: حدّثني أبو يحيى بن سليمان، عن هلال بن أسامة، عن عطاء بن يسارٍ، عن أبي هريرة، أو أبي سعيدٍ الخدريّ، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: " إذا سألتم اللّه فسلوه الفردوس، فإنّها أوسط الجنّة وأعلى الجنّة، وفوقها عرش الرّحمن تبارك وتعالى، ومنه تفجّر أنهار الجنّة ".
- حدّثنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا أبو عامرٍ، قال: حدّثنا فليحٌ، عن هلالٍ، عن عبد الرّحمن بن أبي عمرة، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم مثله، إلاّ أنّه قال: " وسط الجنّة " وقال أيضًا: " ومنه تفجّر أو تتفجّر ".
- حدّثني عمران بن بكّارٍ الكلاعيّ، قال: حدّثنا يحيى بن صالحٍ، قال: حدّثنا عبد العزيز بن محمّدٍ، قال: حدّثنا زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسارٍ، عن معاذ بن جبلٍ، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: " إنّ في الجنّة مائة درجةٍ، ما بين كلّ درجتين كما بين السّماء والأرض، والفردوس أعلى الجنّة وأوسطها، وفوقها عرش الرّحمن، ومنها تفجّر أنهار الجنّة، فإذا سألتم اللّه فسلوه الفردوس ".
- حدّثنا أحمد بن منصورٍ، قال: حدّثنا عبد الصّمد بن عبد الوارث، قال: حدّثنا الحارث بن عبيد، قال: حدّثنا أبو عمران الجونى، عن أبى بكر بن أبى موسى، عن أبيه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " جنّات الفردوس أربعًا، اثنتان من ذهبٍ حليتهما وآنيتهما وما فيهما من شيءٍ، واثنتان من فضّةٍ حليتهما وآنيتهما، وما فيهما من شيءٍ ".
- حدّثنا أحمد بن أبي سريجٍ، قال: حدّثنا أبو نعيمٍ، قال: حدّثنا أبو قدامة، عن أبي عمران الجونيّ، عن أبي بكر بن عبد اللّه بن قيسٍ، عن أبيه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " جنّات الفردوس أربعٌ: ثنتان من ذهبٍ حليتهما وآنيتهما وما فيهما، وثنتان من فضّةٍ حليتهما وآنيتهما وما فيهما ".
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يعقوب، عن حفصٍ، عن شمرٍ، قال: خلق اللّه جنّة الفردوس بيده، فهو يفتحها في كلّ يوم خميسٍ، فيقول: ازدادي طيبًا لأوليائي، ازدادي حسنًا لأوليائي.
- حدّثنا ابن البرقيّ، قال: حدّثنا ابن أبي مريم، قال: أخبرنا محمّد بن جعفرٍ وابن الدّراورديّ، قالا: حدّثنا زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسارٍ، عن معاذ بن جبلٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " إنّ للجنّة مائة درجةٍ، كلّ درجةٍ كما بين السّماء والأرض، أعلى درجةٍ منها الفردوس، وهو أوسط الجنه، ومنها تفجر أنهار الجنة، وعليها يكون العرش فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس ".
- حدّثني أحمد بن يحيى الصّوفيّ، قال: حدّثنا أحمد بن الفرج الطّائيّ، قال: حدّثنا الوليد بن مسلمٍ، عن سعيد بن بشيرٍ، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة بن جندبٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " الفردوس من ربوة الجنّة، هي أوسطها وأحسنها ".
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا ابن أبي عديٍّ، قال: أنبأنا إسماعيل بن مسلمٍ، عن الحسن، عن سمرة بن جندبٍ، قال: أخبرنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " أنّ الفردوس هي أعلى الجنّة وأحسنها وأرفعها ".
- حدّثني محمّد بن مرزوقٍ، قال: حدّثنا روح بن عبادة، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، عن أنس بن مالكٍ، أنّ نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، قال للرّبيّع ابنة النّضر: " يا أمّ حارثة، إنّها جنانٌ، وإنّ ابنك أصاب الفردوس الأعلى ". والفردوس: ربوة الجنّة وأوسطها وأفضلها.
وقوله: {نزلاً} يقول: منازل ومساكن، والنزل: من النّزول، وهو من نزول بعض النّاس على بعضٍ. وأمّا النّزل: فهو الرّيع، يقال: ما لطعامكم هذا نزلٌ، يراد به الرّيع، وما وجدنا عندكم نزلاً: أي نزولاً). [جامع البيان: 15/430-436]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا أبو فضالة عن لقمان بن عامر عن أبي أمامة الباهلي قال الفردوس هي سرة الجنة). [تفسير مجاهد: 381-382]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرني أبو أحمد محمّد بن إسحاق الصّفّار، ثنا أحمد بن نصرٍ، ثنا عمرو بن طلحة، وتلا قول اللّه عزّ وجلّ: {كانت لهم جنّات الفردوس نزلًا} [الكهف: 107] قال عمرٌو: أنبأ إسرائيل بن يونس، عن جعفر بن الزّبير، عن القاسم، عن أبي أمامة قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «سلوا اللّه الفردوس فإنّها سرّة الجنّة» هذا حديثٌ لم نكتبه إلّا من هذا الإسناد ولم نجد بدًّا من إخراجه "). [المستدرك: 2/402]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والطبراني، وابن مردويه والحاكم وصححه عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سلوا الله الفردوس فإنها سرة الجنة وإن أهل الفردوس يسمعون أطيط العرش). [الدر المنثور: 9/693]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري ومسلم، وابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة). [الدر المنثور: 9/693]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد والترمذي، وابن جرير والحاكم والبيهقي في البعث، وابن مردويه عن عبادة بن الصامت أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: إن في الجنة مائة درجة بين كل درجتين كما بين السماء والأرض والفردوس أعلاها درجة ومن فوقها يكون العرش ومنها تفجر أنهار الجنة الأربعة فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس). [الدر المنثور: 9/693]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والترمذي، وابن ماجة، وابن جرير، وابن مردويه والبيهقي في البعث عن معاذ بن جبل: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الجنة مائة درجة كل منها ما بين السماء والأرض وأعلاها الفردوس وعليها يكون العرش وهي أوسط شيء في الجنة ومنها تفجر أنهار الجنة فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس). [الدر المنثور: 9/693-694]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم والطبراني عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: جنة الفردوس هي ربوة الجنة العليا التي هي أوسطها وأحسنها). [الدر المنثور: 9/694]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البزار عن العرباض بن سارية: إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أعلى الجنة). [الدر المنثور: 9/694]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن مردويه عن أنس عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم: الفردوس أعلى درجة في الجنة وفيها يكون عرش الرحمن ومنها تفجر أنهار الجنة الأربعة، وجنة عدن قصبة الجنة وفيها مقصورة الرحمن ومنها يسمع أطيط العرش فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس). [الدر المنثور: 9/695]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الفردوس مقصورة الرحمن فيها خيار الأنهار والأثمار). [الدر المنثور: 9/695]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد قال: الفردوس بستان بالرومية). [الدر المنثور: 9/695]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال: الفردوس هو الكرم بالنبطية وأصله فرداسا). [الدر المنثور: 9/695]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر عن عبد الله بن الحارث أن ابن عباس سأل كعبا عن الفردوس قال: هي جنات الأعناب بالسريانية). [الدر المنثور: 9/695]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير: الفردوس يعني الجنة، قال: والجنة بلسان الرومية الفردوس). [الدر المنثور: 9/695]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج النجاد في جزء التزاحم عن أبي عبيدة بن الجراح قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، والفردوس أعلى الجنة فإذا سألتم الله عز وجل فسلوه الفردوس). [الدر المنثور: 9/696]

تفسير قوله تعالى: (خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا (108) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({حولًا} [الكهف: 108] : «تحوّلًا»). [صحيح البخاري: 6/91]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (حولاً تحوّلاً
أشار به إلى قوله تعالى: {لا يبغون عنها حولا} (الكهف: 108) وفسّر حولا بقوله: تحولاً، والحول مصدر مثل الصغر والعوج، والمعنى: أصحاب الجنّة لا يطلبون عن الجنّة تحويلاً). [عمدة القاري: 19/47]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {خالدين} يقول: لابثين {فيها} أبدًا {لا يبغون عنها حولاً} يقول: لا يريدون عنها تحوّلاً، وهو مصدر تحوّلت، أخرج على أصله، كما يقال: صغر يصغر صغرًا، وعاج يعوجّ عوجًا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {لا يبغون عنها حولاً} قال: متحوّلاً.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، بنحوه.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: سمعت مخلد بن الحسين، يقول: وسئل عنها، قال: سمعت بعض، أصحاب أنسٍ يقول: قال: " يقول أوّلهم دخولاً إنّما أدخلني اللّه أوّلهم، لأنّه ليس أحدٌ أفضل منّي، ويقول آخرهم دخولاً: إنّما أخّرني اللّه، لأنّه ليس أحدٌ أعطاه اللّه مثل الّذي أعطاني "). [جامع البيان: 15/437]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد لا يبتغون عنها حولا قال يعني متحولا). [تفسير مجاهد: 382]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {لا يبغون عنها حولا} قال: متحولا). [الدر المنثور: 9/696]

تفسير قوله تعالى: (قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا جعفر بن سليمان قال أخبرني عمرو بن مالك قال سمعت أبا الجوزاء يقول في قوله قل لو كان البحر مدادا لكلمت ربي قال لو كان كل شجرة في الأرض أقلاما والبحر يمده من بعده سبعة أبحر لو كان مدادا لنفد الماء وتكسرت الأقلام قبل أن تنفد كلمات ربي). [تفسير عبد الرزاق: 1/413-414]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {لو كان البحر مدادًا لكلمات ربّي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربّي}
- أخبرنا قتيبة بن سعيدٍ، حدّثنا يحيى بن زكريّا بن أبي زائدة، عن داود، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: قالت قريشٌ لليهود: أعطونا شيئًا نسأل به هذا الرّجل، فقالوا: سلوه عن الرّوح، فسألوه فنزلت {يسألونك عن الرّوح قل الرّوح من أمر ربّي وما أوتيتم من العلم إلّا قليلًا} [الإسراء: 85] قالوا: أوتينا علمًا كثيرًا، أوتينا التّوراة، ومن أوتي التّوراة فقد أوتي خيرًا كثيرًا، فأنزل الله {قل لو كان البحر مدادًا لكلمات ربّي لنفد البحر} [الكهف: 109]). [السنن الكبرى للنسائي: 10/167]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل لو كان البحر مدادًا لكلمات ربّي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربّي ولو جئنا بمثله مددًا}.
يقول عزّ ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: {قل} يا محمّد: لو كان ماء البحر {مدادًا} للقلم الّذي يكتب {كلمات ربّي لنفد} ماء {البحر قبل أن تنفد كلمات ربّي ولو جئنا بمثله مددًا} يقول: ولو مددنا البحر بمثل ما فيه من الماء مددًا، من قول القائل: جئتك مددًا لك، وذلك من معنى الزّيادة.
وقد ذكر عن بعضهم: ولو جئنا بمثله مددًا، كأنّ قارئ ذلك كذلك أراد لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربّي، ولو زدنا مثل ما فيه من المداد الّذي يكتب به مدادًا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، ح وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {البحر مدادًا لكلمات ربّي} للقلم.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {لو كان البحر مدادًا لكلمات ربّي} يقول: إذًا لنفد ماء البحر قبل أن تنفد كلمات اللّه وحكمه). [جامع البيان: 15/437-438]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد لو كان البحر مدادا قال يعني للقلم). [تفسير مجاهد: 382]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 109.
أخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي} يقول: علم ربي). [الدر المنثور: 9/696]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي} يقول: ينفد ماء البحر قبل أن ينفد كلام الله وحكمته). [الدر المنثور: 9/696]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد في الزهد عن أبي البختري قال: صحب سلمان رجل ليتعلم منه فانتهى إلى دجلة وهي تطفح فقال له سلمان: انزل فاشرب، فشرب قال له: ازدد فازداد، قال: كم نقصت منها قال: ما عسى أن أنقص من هذه قال سلمان: فكذلك العلم تأخذ منه ولا تنقصه). [الدر المنثور: 9/696]

تفسير قوله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا كهمس، عن ابن مغيب المكي، أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: أعطى الشيء من مالي فأحب أن أؤجر عليه وأحمد، فلم يرد عليه صلى الله عليه وسلم شيئًا حتى نزلت: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملًا صالحًا ولا يشرك بعبادة ربه أحدًا} [سورة الكهف: 110] ). [الزهد لابن المبارك: 2/220]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر عن عبد الكريم الجزري عن طاوس قال جاء رجل فقال يا نبي الله إني أحب الجهاد في سبيل الله وأحب أن يرى موطني ويعرف مكاني فأنزل الله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا). [تفسير عبد الرزاق: 1/414]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن الرّبيع بن أبي راشدٍ عن سعيد بن جبيرٍ في قوله: {من كان يرجو لقاء ربه} قال: ثواب ربه [الآية: 110]). [تفسير الثوري: 179-180]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن الرّبيع بن أبي راشدٍ عن سعيد بن جبير: {من كان يرجو لقاء ربه} قال: ثواب ربه {فليعمل عملا صالحًا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا} قال: لا يرائي [الآية: 110]). [تفسير الثوري: 180]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل إنّما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إليّ أنّما إلهكم إلهٌ واحدٌ فمن كان يرجو لقاء ربّه فليعمل عملاً صالحًا ولا يشرك بعبادة ربّه أحدًا}.
يقول تعالى ذكره: قل لهؤلاء المشركين يا محمّد: إنّما أنا إنسان مثلكم من بني آدم لا علم لي إلاّ ما علّمني اللّه وإنّ اللّه يوحي إليّ أنّ معبودكم الّذي يجب عليكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، معبودٌ واحدٌ لا ثاني له، ولا شريك {فمن كان يرجو لقاء ربّه} يقول: فمن كان يخاف ربّه يوم لقائه، ويراقبه على معاصيه، ويرجو ثوابه على طاعته {فليعمل عملاً صالحًا} يقول: فليخلص له العبادة، وليفرد له الرّبوبيّة.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن الرّبيع بن أبي راشدٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، {فمن كان يرجو لقاء ربّه} قال: ثواب ربّه.
وقوله: {ولا يشرك بعبادة ربّه أحدًا} يقول: ولا يجعل لله شريكًا في عبادته إيّاه، وإنّما يكون جاعلاً له شريكًا بعبادته إذا راءى بعمله الّذي ظاهره أنّه للّه وهو مريدٌ به غيره.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا عمر بن عبيدٍ، عن عطاءٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، {ولا يشرك بعبادة ربّه أحدًا} قال: لا يرائي بعبادة ربّه أحدًا.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، {ولا يشرك بعبادة ربّه أحدًا} قال: لا يرائي.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن عبد الكريم الجزريّ، عن طاوسٍ، قال: جاء رجلٌ، فقال: يا نبيّ اللّه إنّي أحبّ الجهاد في سبيل اللّه، وأحبّ أن يرى موطني ويرى مكاني، فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {فمن كان يرجو لقاء ربّه فليعمل عملاً صالحًا ولا يشرك بعبادة ربّه أحدًا}.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، ومسلم بن خالدٍ الزّنجيّ، عن صدقة بن يسارٍ، قال: جاء رجلٌ إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فذكر نحوه، وزاد فيه: وإنّي أعمل العمل وأتصدّق وأحبّ أن يراني النّاس وسائر الحديث نحوه.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا عيسى بن يونس، عن الأعمش، قال: حدّثنا حمزة أبو عمارة، مولى بني هاشمٍ، عن شهر بن حوشبٍ، قال: جاء رجلٌ إلى عبادة بن الصّامت، فسأله فقال: أنبئني عمّا أسألك عنه، أرأيت رجلاً يصلّي يبتغي وجه اللّه ويحبّ أن يحمد، ويصوم ويبتغي وجه اللّه ويحبّ أن يحمد؟ ويتصدق ويبتغي وجه اللّه ويحب أن يحمد، ويحج ويبتغي وجه اللّه ويحبّ أن يحمد؟ فقال عبادة: ليس له شيءٌ، إنّ اللّه عزّ وجلّ يقول: أنا خير شريكٍ، فمن كان له معي شريكٌ فهو له كلّه، لا حاجة لي فيه.
- حدّثنا أبو عامرٍ إسماعيل بن عمرٍو السّكونيّ، قال: حدّثنا هشام بن عمّارٍ، قال: حدّثنا ابن عيّاشٍ، قال: حدّثنا عمرو بن قيسٍ الكنديّ، أنّه سمع معاوية بن أبي سفيان، على المنبر تلا هذه الآية: {فمن كان يرجو لقاء ربّه فليعمل عملاً صالحًا ولا يشرك بعبادة ربّه أحدًا} وقال: إنّها آخر آيةٍ أنزلت من القرآن). [جامع البيان: 15/439-441]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو زكريّا العنبريّ، ثنا محمّد بن عبد السّلام، ثنا إسحاق، أنبأ النّضر بن شميلٍ، حدّثني أبو قرّة الأسديّ، قال: سمعت سعيد بن المسيّب، يحدّث عن عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «إنّه قد أوحي إليّ أنّه من كان يرجو لقاء ربّه فليعمل عملًا صالحًا ولا يشرك بعبادة ربّه أحدًا كان له نورًا من أبين إلى مكّة حشّه الملائكة» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/402]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو العبّاس محمّد بن أحمد المحبوبيّ، ثنا سعيد بن مسعودٍ، أنبأ يزيد بن هارون، وتلا {فليعمل عملًا صالحًا ولا يشرك بعبادة ربّه أحدًا} [الكهف: 110] فقال: أنبأ ابن أبي ذئبٍ، عن بكير بن عبد اللّه بن الأشجّ، عن الوليد بن مسلمٍ، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه، أنّ رجلًا قال: يا رسول اللّه الرّجل يجاهد في سبيل اللّه وهو يبتغي عرضًا من الدّنيا فقال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «لا أجر له» فأعظم النّاس ذلك فعاد الرّجل فقال: «لا أجر له» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/403]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (ت) أبو سعيد بن أبي فضالة - رضي الله عنه -: قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا جمع الله النّاس ليومٍ لا ريب فيه، نادى منادٍ: من كان يشرك في عملٍ عمله لله أحداً فليطلب ثوابه منه، فإنّ الله أغنى الشّركاء عن الشّرك». أخرجه الترمذي). [جامع الأصول: 2/236]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {فمن كان يرجو لقاء ربّه} [الكهف: 110].
- عن أبي صالحٍ قال: «كان عبد الرّحمن بن غنمٍ في مسجد دمشق في نفرٍ من أصحاب النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم - فيهم معاذ بن جبلٍ، فقال عبد الرّحمن بن غنمٍ: يا أيّها النّاس، إنّ أخوف ما أخاف عليكم الشّرك الخفيّ، فقال معاذٌ: اللّهمّ غفرًا، فقال: يا معاذ، أما سمعت رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - يقول: " من صام رياءً فقد أشرك، ومن تصدّق رياءً فقد أشرك، ومن صلّى رياءً فقد أشرك "؟. قال: بلى، ولكنّ رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - تلا هذه الآية {فمن كان يرجو لقاء ربّه} [الكهف: 110]- الآية. فشقّ ذلك على القوم واشتدّ عليهم، فقال: ألا أفرّجها عنكم؟ قالوا: بلى، فرّج اللّه عنك الهمّ والأذى، فقال: هي مثل الآية الّتي في الرّوم وما آتيتم من ربًا ليربو في أموال النّاس فلا يربو عند اللّه - الآية من عمل عملًا رياءً لم يكتب لا له ولا عليه».
رواه البزّار، وفيه محمّد بن السّائب الكلبيّ وهو كذّابٌ). [مجمع الزوائد: 7/54]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (حدّثنا محمّد بن يحيى الأزديّ، ثنا عبد الوهّاب بن عطاءٍ، ثنا محمّد بن السّائب، في قوله تعالى: {فمن كان يرجو لقاء ربّه} [الكهف: 110] الآية، قال: حدّثني أبو صالحٍ، قال: كان عبد الرّحمن بن غنمٍ في مسجد دمشق في نفرٍ من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فيهم معاذ بن جبلٍ، فقال عبد الرّحمن بن غنمٍ: يأيّها النّاس إنّ أخوف ما أخاف عليكم الشّرك الخفيّ.
فقال معاذٌ: اللّهمّ غفرًا، فقال: يا معاذ! أما سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، يقول: «من صام رياءً فقد أشرك، ومن تصدّق رياءً فقد أشرك، ومن صلّى رياءً فقد أشرك» قال: بلى، ولكنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم تلا هذه الآية: {فمن كان يرجو لقاء ربّه} [الكهف: 110] الآية، فشقّ ذلك على القوم واشتدّ عليهم، فقال: ألا أفرّجها عنكم، قالوا: بلى فرّج اللّه عنك الهمّ والأذى، فقال: هي مثل الآية الّتي في الرّوم: {وما آتيتم من ربًا ليربو في أموال النّاس فلا يربو عند اللّه} [الروم: 39] الآية، من عمل عملًا رياءً لم يكتب لا له ولا عليه). [كشف الأستار عن زوائد البزار: 3/57]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (وقال إسحاق بن راهويه: أبنا النضر بن شميل، أبنا أبو قرّة الأسديّ ثمّ الصّيداويّ- رجلٌ من أهل البادية- سمعت سعيد بن المسيّب، يحدّث عن عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّه قد أوحي إليّ آيةً منها قال (فمن كان يرجو لقاء ربّه فليعمل عملا صالحًا ولا يشرك بعبادة ربّه أحدًا) كان له نورٌا من عدنٍ أبين إلى مكّة حشوه الملائكة".
هذا إسنادٌ فيه أبو قرّة الأسديّ أخرج له ابن خزيمة في صحيحه وقال: لا أعرفه بعدالةٍ ولا جرحٍ). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/233]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قال إسحاق: أخبرنا النّضر بن شميلٍ، أنا أبو قرّة الأسديّ. ثمّ الصّيداويّ، رجلٌ من أهل البادية. قال: سمعت سعيد بن المسيّب يحدّث عن عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " إنّه قد أوحي إليّ أنّه من قال: {فمن كان يرجوا لقاء ربّه فليعمل عملًا صالحًا ولا يشرك بعبادة ربّه أحدًا}، كان له نوراً من عدن أبين إلى مكّة، حشوه الملائكة "). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15/26]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 110.
أخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس في قوله: {فمن كان يرجو لقاء ربه} الآية، قال: نزلت في المشركين الذين عبدوا مع الله إلها غيره وليست هذه في المؤمنين). [الدر المنثور: 9/697]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن أبي الدنيا في الإخلاص، وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم، عن طاووس قال: قال رجل: يا نبي الله إني أقف مواقف أبتغي وجه الله وأحب أن يرى موطني، فلم يرد عليه شيئا حتى نزلت هذه الآية {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا}.
وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي موصولا، عن طاووس عن ابن عباس). [الدر المنثور: 9/697]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال: كان من المسلمين من يقاتل وهو يحب أن يرى مكانه فأنزل الله {فمن كان يرجو لقاء ربه} الآية). [الدر المنثور: 9/697]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن منده وأبو نعيم في الصحابة، وابن عساكر من طريق السدي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: كان جندب بن زهير إذا صلى أو صام أو تصدق فذكر بخير ارتاح فزاد في ذلك لمقالة الناس فلامه الله فنزل في ذلك {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا} ). [الدر المنثور: 9/697-698]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج هناد في الزهد عن مجاهد قال: جاء رجل إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أتصدق بالصدقة وألتمس بها ما عند الله وأحب أن يقال لي خيرا: فنزلت {فمن كان يرجو لقاء ربه} الآية). [الدر المنثور: 9/698]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج هناد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي عن سعيد في قوله: {فمن كان يرجو لقاء ربه} قال: ثواب ربه، {فليعمل عملا صالحا ولا يشرك} قال: لا يرائي {بعبادة ربه أحدا} ). [الدر المنثور: 9/698]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن سعيد بن جبير في قوله: {فمن كان يرجو لقاء ربه} قال: من كان يخشى البعث في الآخرة {فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا} من خلقه.
قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: إن ربكم يقول: أنا خير شريك فمن أشرك معي في عمله أحدا من خلقي تركت العمل كله له ولم أقبل إلا ما كان لي خالصا، ثم قرأ النّبيّ صلى الله عليه وسلم {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا} ). [الدر المنثور: 9/698-699]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن كثير بن زياد قال: قلت للحسن قول الله: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا} قال: في المؤمن نزلت، قلت: أشرك بالله قال: لا ولكن أشرك بذلك العمل عملا يريد الله به والناس فذلك يرد عليه). [الدر المنثور: 9/699]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الواحد بن زيد قال: قلت للحسن: أخبرني عن الرياء أشرك هو قال: نعم يا بني وما تقرأ {فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا} ). [الدر المنثور: 9/699]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني عن شداد بن أوس قال: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: إذا جمع الله الأولين والآخريين ببقيع واحد ينفدهم البصر ويسمعهم الداعي قال: أنا خير شريك كل عمل عمل لي في دار الدنيا كان لي فيه شريك فأنا أدعه اليوم ولا أقبل اليوم إلا خالصا، ثم قرأ (إلا عباد الله المخلصين) (الصافات آية 40) {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا} ). [الدر المنثور: 9/699-700]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد وأحمد والترمذي، وابن ماجة والبيهقي عن أبي سعد بن أبي فضالة الأنصاري - وكان من الصحابة -: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا جمع الله الأولين والآخرين ليوم لا ريب فيه نادى مناد: من كان أشرك في عمل عمله لله أحدا فليطلب ثوابه من عند غير الله فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك). [الدر المنثور: 9/700]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي عن أبي هريرة أن رجلا قال: يا رسول الله الرجل يجاهد في سبيل الله وهو يبتغي عرضا من الدنيا قال: لا أجر له، فأعظم الناس هذه فعاد الرجل فقال: لا أجر له). [الدر المنثور: 9/700]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا في الإخلاص، وابن مردويه والحالكم وصححه والبيهقي عن شداد بن أوس قال: كنا نعد الرياء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الشرك الأصغر). [الدر المنثور: 9/700-701]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وابن أبي الدنيا، وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي عن شداد بن أوس: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من صلى يرائي فقد أشرك ومن صام يرائي فقد أشرك ومن تصدق يرائي فقد أشرك، ثم قرأ {فمن كان يرجو لقاء ربه} الآية). [الدر المنثور: 9/701]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطيالسي وأحمد، وابن مردويه عن شداد بن أوس رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أنا خير قسيم لمن أشرك بي من أشرك بي شيئا فإن عمله قليله وكثيره لشريكه الذي أشرك به أنا عنه غني). [الدر المنثور: 9/701]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البزار، وابن منده والبيهقي، وابن عساكر عن عبد الرحمن بن غنم أنه قيل له: أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من صام رياء فقد أشرك ومن صلى رياء فقد أشرك ومن تصدق رياء فقد أشرك فقال: بلى ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية {فمن كان يرجو لقاء ربه} فشق ذلك على القوم واشتد عليهم فقال: ألا أفرجها عنكم قالوا: بلى يا رسول الله فقال: هي مثل الآية في الروم (وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله) (الروم آية 39) فمن عمل رياء لم يكتب لا له ولا عليه). [الدر المنثور: 9/701-702]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والحكيم الترمذي والحاكم وصححه والبيهقي عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الشرك الخفي أن يقوم الرجل يصلي لمكان رجل). [الدر المنثور: 9/702]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي عن شداد بن أوس: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أخاف على أمتي الشرك والشهوة الخفية، قلت: أتشرك أمتك من بعدك قال: نعم أما إنهم لا يعبدون شمسا ولا قمرا ولا حجر ولا وثنا ولكن يراؤون الناس بأعمالهم، قلت: يا رسول الله فالشهوة الخفية قال: يصبح أحدهم صائما فتعرض له شهوة من شهواته فيترك صومه ويواقع شهوته). [الدر المنثور: 9/702-703]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد ومسلم، وابن أبي حاتم، وابن مدرويه والبيهقي عن أبي هريرة عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربه قال: أنا خير الشركاء فمن عمل عملا أشرك فيه غيري فأنا بريء منه وهو الذي أشرك). [الدر المنثور: 9/703]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والبيهقي عن محمود بن لبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله قال: الرياء يقول الله يوم القيامة: إذا جزي الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء). [الدر المنثور: 9/703]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البزار والبيهقي عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تعرض أعمال بني آدم بين يدي الله عز وجل يوم القيامة في صحف مختتمة فيقول الله: ألقوا هذا واقبلوا هذا، فتقول الملائكة: يا رب والله ما رأينا منه إلا خيرا، فيقول: إن عمله كان لغير وجهي ولا أقبل اليوم من العمل إلا ما أريد به وجهي). [الدر المنثور: 9/703-704]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البزار، وابن مردويه والبيهقي بسند لا بأس به عن الضحاك بن قيس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله: أنا خير شريك فمن أشرك معي أحدا فهو لشريكي، يا أيها الناس أخلصوا الأعمال لله فإن الله لا يقبل من الأعمال إلا ما خلص له ولا تقولوا هذا لله وللرحم فإنه للرحم وليس لله منه شيء). [الدر المنثور: 9/704]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه عن عبد الله بن عمرو أنه قال: يا رسول الله أخبرني عن الجهاد والغزو قال: يا عبد الله: إن قاتلت صابرا محتسبا بعثك الله صابرا محتسبا وإن قاتلت مرائيا مكاثرا على أي حال قاتلت أو قتلت بعثك الله على تلك الحال). [الدر المنثور: 9/704]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والدارمي والنسائي والروياني، وابن حبان والطبراني والحاكم وصححه عن يحيى بن الوليد بن عبادة عن جده أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: من غزا وهو لا ينوي في غزاته إلا عقالا فله ما نوى). [الدر المنثور: 9/704-705]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم عن يعلى بن منبه قال: كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم يبعثني في سراياه فبعثني ذات يوم وكان رجل يركب فقلت له: إرحل، قال: ما أنا بخارج معك، قلت: لم قال: حتى تجعل لي ثلاثة دنانير، قلت: الآن حين ودعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم ما أنا براجع إليه إرحل ولك ثلاثة دنانير، فلما رجعت من غزاتي ذكرت ذلك للنبي فقال: أعطها إياه فإنها حظه من غزاته). [الدر المنثور: 9/705]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو داود والنسائي والطبراني بسند جيد عن أبي أمامة قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أرأيت رجلا غزا يلتمس الأجر والذكر ما له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا شيء له، فأعادها ثلاث مرات يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا شيء له، ثم قال: إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا وابتغي به وجهه). [الدر المنثور: 9/705]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني بسند لا بأس به عن أبي الدرداء عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما ابتغي به وجه الله عز وجل). [الدر المنثور: 9/705]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم، وابن ماجة والبيهقي في الأسماء والصفات عن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يسمع يسمع الله به ومن يرائي يرائي الله به). [الدر المنثور: 9/705-706]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن عبد الله بن عمر: وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من قام بخطبة لا يلتمس بها إلا رياء وسمعة أوقفه الله عز وجل يوم القيامة في موقف رياء وسمعة). [الدر المنثور: 9/706]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن أبي سعيد الخدري عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: من يرائي يرائي الله به ومن يسمع يسمع الله به). [الدر المنثور: 9/706]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن محمود بن لبيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إياكم وشرك السرائر، قالوا: وما شرك السرائر قال: أن يقوم أحدكم يريد صلاته جاهدا لينظر الناس إليه فذلك شرك السرائر). [الدر المنثور: 9/706-707]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال: من صلى صلاة والناس يرونه فليصل إذا خلا مثلها وإلا فإنما هي استهانة يستهين بها ربه.
وأخرج ابن أبي شيبة عن حذيفة مثله). [الدر المنثور: 9/707]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي عن عمرو بن عبسة قال: إذا كان يوم القيامة جيء بالدنيا فيميز منها ما كان لله وما كان لغير الله رمي به في نار جهنم). [الدر المنثور: 9/707]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي موسى الأشعري قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: أيها الناس اتقوا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل، فقالوا: وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله قال: قولوا: اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفر لما لا نعلم). [الدر المنثور: 9/707]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر والبيهقي في شعب الإيمان عن عبادة بن الصامت قال: يجاء بالدنيا يوم القيامة فيقال: ميزوا ما كان لله فيميز ثم يقول: ألقوا سائرها في النار). [الدر المنثور: 9/708]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان عن معاذ بن جبل: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن يسيرا من الرياء شرك وإن من عادى أولياء الله فقد بارز الله بالمحاربة وإن الله يحب الأبرار الأخفياء الأتقياء الذين إن غابوا لم يفتقدوا وإن حضروا لم يدعوا ولم يعرفوا قلوبهم مصابيح الدجى يخرجون من كل غبراء مظلمة). [الدر المنثور: 9/708]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي وضعفه عن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الاتقاء على العمل أشد من العمل إن الرجل ليعمل فيكتب له عمل صالح معمول به في السر يضعف أجره سبعين ضعفا فلا يزال به الشيطان حتى يذكره للناس فيكتب علانية ويمحى تضعيف أجره كله ثم لا يزال به الشيطان حتى يذكره للناس ثانية ويحب أن يذكر ويحمد عليه فيمحى من العلانية ويكتب رياء فاتقى الله امرؤ صان دينه فإن الرياء شرك). [الدر المنثور: 9/708-709]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والبيهقي عن أبي أمامة عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: إن أحسن أوليائي عندي منزلة رجل ذو حظ من صلاة، أحسن عبادة ربه في السر وكان غامضا في الناس لا يشار إليه بالأصابع عجلت منيته وقل تراثه وقلت بواكيه). [الدر المنثور: 9/709]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد وأحمد والبيهقي عن أبي هند الداري: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من قام مقام رياء أو سمعة رايا الله به يوم القيامة وسمع به). [الدر المنثور: 9/709]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي عن عمر بن النضر قال: بلغني أن في جهنم واديا تعوذ منه جهنم كل يوم أربعمائة مرة أعد ذلك للمرائين من القراء). [الدر المنثور: 9/709]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي عن أبي هريرة قال: خرج النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: تعوذ بالله من جب الحزن قيل من يسكنه قال: المراؤون بأعمالهم). [الدر المنثور: 9/710]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله عز وجل: كل من عمل عملا أراد به غيري فأنا منه بريء). [الدر المنثور: 9/710]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتقوا الشرك الأصغر قالوا: وما الشرك الأصغر قال: الرياء يوم يجازي الله العباد بأعمالهم يقول: اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا انظروا، هل تصيبون عندهم جزاء). [الدر المنثور: 9/710]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو نعيم في الحلية عن محمد بن الحنفية قال: كل ما لا يبتغى به وجه الله يضمحل). [الدر المنثور: 9/710]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد عن أبي العالية قال: قال لي أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم: يا أبا العالية لا تعمل لغير الله فيكلك الله عز وجل إلى عملت له). [الدر المنثور: 9/711]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن ربيع بن خثيم قال: ما لم يرد به وجه الله عز وجل يضمحل). [الدر المنثور: 9/711]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن الضريس في فضائل القرآن عن إسماعيل بن أبي رافع قال: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا أخبركم بسورة ملأ عظمتها ما بين السماء والأرض شيعها سبعون ألف ملك سورة الكهف من قرأها يوم الجمعة غفر الله له بها إلى الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة أيام من بعدها وأعطي نورا يبلغ السماء ووقي من فتنة الدجال، ومن قرأ الخمس آيات من خاتمتها حين يأخذ مضجعه من فراشه حفظ وبعث من أي الليل شاء). [الدر المنثور: 9/711]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن مردويه عن معاوية بن أبي سفيان أنه تلا هذه الآية {فمن كان يرجو لقاء ربه} الآية، قال: إنها آخر آية نزلت من القرآن). [الدر المنثور: 9/711]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني، وابن مردويه عن أبي حكيم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو لم ينزل على أمتي إلا خاتمة سورة الكهف لكفتهم). [الدر المنثور: 9/711]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن راهويه والبزار، وابن مردويه والحاكم وصححه والشيرازي في الألقاب عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ في ليلة {فمن كان يرجو لقاء ربه} الآية كان له نور من عدن أبين إلى مكة حشوه الملائكة). [الدر المنثور: 9/712]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن الضريس عن أبي الدرداء قال: من حفظ خاتمة الكهف كان له نور يوم القيامة من لدن قرنه إلى قدمه، والله أعلم بالصواب). [الدر المنثور: 9/712]


رد مع اقتباس