عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 6 ربيع الأول 1440هـ/14-11-2018م, 07:29 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ (41) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال * في سموم وحميم * وظل من يحموم * لا بارد ولا كريم * إنهم كانوا قبل ذلك مترفين * وكانوا يصرون على الحنث العظيم * وكانوا يقولون أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون * أو آباؤنا الأولون * قل إن الأولين والآخرين * لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم}
إعراب قوله تعالى: {وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال} قد تقدم في نظيره، وفي الكلام هنا معنى الإنحاء عليهم وتعظيم مصابهم). [المحرر الوجيز: 8/ 201]

تفسير قوله تعالى: {فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ (42) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"السموم": أشد ما يكون من الحر اليابس الذي لا بلل معه.
و"الحميم": الأسود وهو بناء مبالغة).[المحرر الوجيز: 8/ 201]

تفسير قوله تعالى: {وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ (43) لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ (44) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (واختلف الناس في هذا الشيء الأسود الذي يظل أهل النار، ما هو؟ فقال ابن عباس ومجاهد، وأبو مالك، وابن زيد: هو الدخان، وهذا قول الجمهور، وقال ابن عباس رضي الله عنهما أيضا: هو سرادق النار المحيط بأهلها، فإنه يرتفع من كل ناحية حتى يظلهم.
وحكى النقاش أن "اليحموم" اسم من أسماء جهنم، وقاله ابن كيسان، وقال ابن بريدة، وابن زيد أيضا في كتاب الثعلبي: هو جبل في النار أسود يفزع أهل النار إلى ذراه فيجدونه أشد شيء وأمره.
قوله تعالى: "ولا كريم" قال الطبري وغيره: معناه: ليس له صفة مدح في الظلال، وهذا كما تقول: ثوب كريم ونسب كريم، يعني بذلك أن له صفات مدح، ويحتمل أن يصفه بعدم الكرم على معنى ألا كرامة لهم، وذلك أن المرء في الدنيا قد يصبر على سوء الموضع لقرينة إكرام يناله فيه من أحد، فجمع هذا الظل في النار أنه سيئ الصفة وهم فيه مهانون).[المحرر الوجيز: 8/ 201]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ (45) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"المترف": المنعم في سرف وتخوض). [المحرر الوجيز: 8/ 202]

تفسير قوله تعالى: {وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ (46) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"يصرون" معناه: يعتقدون اعتقادا لا ينوون عنه إقلاعا، قال ابن زيد: لا يتوبون ولا يستغفرون، و"الحنث": الإثم، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من مات له ثلاث من الولد لم يبلغوا الحنث ..." الحديث، أراد عليه الصلاة والسلام: لم يبلغوا الحلم فتتعلق بهم الآثام، وقال الخطابي: الحنث في كلام العرب العدل الثقيل، يشبه الإثم به. واختلف المفسرون في المراد بهذا الإثم - فقال قتادة، والضحاك، وابن زيد: هو الشرك، وهذا هو الظاهر، وقال قوم - فيما ذكر مكي -: هو الحنث في قسمهم الذي يتضمنه قوله تعالى: {وأقسموا بالله جهد أيمانهم} الآية في التكذيب بالبعث، وهذا أيضا يتضمن الكفر، فالقول به على عمومه أولى، وقال الشعبي: الحنث العظيم: اليمين الغموس). [المحرر الوجيز: 8/ 202]

تفسير قوله تعالى: {وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (47) أَوَ آَبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (48) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقد تقدم ذكر اختلاف القراء في قوله تعالى: "أئذا"و"أئنا"، ويختص من ذلك بهذا الموضع أن ابن عامر يخالف فيه أصله فيقرأ: أيذا" "أينا" بتحقيق الهمزتين فيهما على الاستفهام، ورواه أبو بكر عن عاصم في قوله تعالى: "أئنا لمبعوثون". والعامل في قوله تعالى: "أئذا" فعل مضمر يدل عليه قوله تعالى: "لمبعوثون"، تقديره: أنبعث أو نحشر؟ ولا يعمل فيه ما بعده لأنه مضاف إليه، وقرأ عيسى الثقفي: "متنا" بضم الميم، وقرأ جمهور الناس: "متنا" بكسرها وهذا على لغة من يقول: مت أموت على وزن فعل بكسر العين يفعل بضمها، ولم يحك منها عن العرب إلا هذه اللفظة وأخرى هي فضل يفضل.
وقرأ بعض القراء: "أو آباؤنا" بسكون الواو من "أو"، ومعنى الآية استبعاد أن يبعثوا هم وآباؤهم على حد واحد من الاستبعاد، وقرأ الجمهور: "أو آباؤنا" بتحريك الواو على أنها واو العطف دخل عليها ألف الاستفهام، ومعناها شدة الاستبعاد في الآباء، كأنهم استبعدوا أن يبعثوا ثم أتوا بذكر من البعث فيهم أبعد، وهذا بين لأهل العلم بلسان العرب). [المحرر الوجيز: 8/ 202-203]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآَخِرِينَ (49) لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (50) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يعلمهم بأن العالم محشور مبعوث ليوم معلوم موقت. و"ميقات" مفعال من الوقت، كميعاد من الوعد).[المحرر الوجيز: 8/ 203]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ (51) لَآَكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ (52) فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (53) فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ (54) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله عز وجل: {ثم إنكم أيها الضالون المكذبون * لآكلون من شجر من زقوم * فمالئون منها البطون * فشاربون عليه من الحميم * فشاربون شرب الهيم * هذا نزلهم يوم الدين * نحن خلقناكم فلولا تصدقون * أفرأيتم ما تمنون * أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون * نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين * على أن نبدل أمثالكم وننشئكم في ما لا تعلمون * ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون}
وقوله تعالى: "ثم إنكم" مخاطبة لكفار قريش ومن كان في حالهم،
و"من" في قوله تعالى: "من شجر" يحتمل أن تكون للتبعيض، ويحتمل أن تكون لابتداء الغاية، و"من" في قوله تعالى: "من زقوم" لبيان الجنس،
والضمير في: "منها" عائد على الشجر، و"من" للتبعيض أو لابتداء الغاية،
والضمير في "عليه" عائد على المأكول أو على الأكل،
وفي قراءة ابن مسعود رضي الله عنه: "لآكلون من شجرة" على الإفراد). [المحرر الوجيز: 8/ 203]

تفسير قوله تعالى: {فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ (55) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"الهيم" قال ابن عباس، ومجاهد، وعكرمة، والضحاك: هو جمع "أهيم" وهو الجمل الذي أصابه الهيام -بضم الهاء- وهو داء معطش يشرب معه الجمل حتى يموت أو يسقم سقما شديدا، والأنثى هيماء، وقال بعضهم: هو جمع هيماء كعيناء وعين وبيضاء وبيض، وقال قوم آخرون: هو جمع هايم وهايمة، وهذا أيضا من هذا المعنى لأن الجمل إذا أصابه ذلك هام على وجهه وذهب، وقال ابن عباس، وسفيان الثوري: الهيم هنا الرمال التي لا تروى من الماء، وذلك أن الهيام -بفتح الهاء- هو الرمل الدق الغمر المتراكم، وقال ثعلب: الهيام: -بضم الهاء- الرمل الذي لا يتماسك. وقرأ ابن كثر وابن عامر، وأبو عمرو، والكسائي: "شرب الهيم" بفتح الشين، وهي قراءة الأعرج، وابن المسيب، وشعيب بن الحبحاب، ومالك بن دينار، وابن جريج، ولا خلاف أنه مصدر، وقرأ مجاهد: "شرب الهيم" بكسر الشين، ولا خلاف أنه اسم، وقرأ أهل المدينة وباقي السبعة: "شرب الهيم" بضم الشين، واختلف فيه - فقال قوم: وهو مصدر، وقال آخرون: هو اسم لما يشرب).[المحرر الوجيز: 8/ 203]

تفسير قوله تعالى: {هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ (56) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"النزل": أول ما يأكل الضيف، وقرأ عمرو -في رواية ابن عياش -: "نزلهم" بسكون الزاي، وقرأ الباقون، واليزيدي عن أبي عمرو بضم الزاي، وهما بمعنى كالشغل والشغل. و"الدين": الجزاء). [المحرر الوجيز: 8/ 204]

رد مع اقتباس