عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 7 رجب 1434هـ/16-05-2013م, 02:32 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (20) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {اعلموا أنّما الحياة الدّنيا لعبٌ ولهوٌ وزينةٌ وتفاخرٌ بينكم وتكاثرٌ في الأموال والأولاد كمثل غيثٍ أعجب الكفّار نباته ثمّ يهيج فتراه مصفرًّا ثمّ يكون حطامًا وفي الآخرة عذابٌ شديدٌ ومغفرةٌ من اللّه ورضوانٌ وما الحياة الدّنيا إلاّ متاع الغرور}.
يقول تعالى ذكره: اعلموا أيّها النّاس أنّ متاع الحياة الدّنيا المعجّلة لكم، ما هي إلاّ لعبٌ ولهوٌ تتفكّهون به، وزينةٌ تتزيّنون بها، وتفاخرٌ بينكم، يفخر بعضكم على بعضٍ بما أولى فيها من رياشها، {وتكاثرٌ في الأموال والأولاد}. يقول تعالى ذكره: ويباهي بعضكم بعضًا بكثرة الأموال والأولاد، {كمثل غيثٍ} وذلك مطرٌ {أعجب الكفّار نباته ثمّ يهيج}. يقول تعالى ذكره: ثمّ ييبس ذلك النّبات {فتراه مصفرًّا}. بعد أن كان أخضر نضرًا.
وقوله: {ثمّ يكون حطامًا}. يقول تعالى ذكره: ثمّ يكون ذلك النّبات حطامًا، يعني به أنّه يكون نبتًا يابسًا متهشّمًا، {وفي الآخرة عذابٌ شديدٌ}. يقول تعالى ذكره: وفي الآخرة عذابٌ شديدٌ للكفّار {ومغفرةٌ من اللّه ورضوانٌ} لأهل الإيمان باللّه ورسوله.
- كما: حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {اعلموا أنّما الحياة الدّنيا لعبٌ ولهوٌ}. الآية، يقول: صار النّاس إلى هذين الحرفين في الآخرة.
وكان بعض أهل العربيّة يقول في قوله: {وفي الآخرة عذابٌ شديدٌ ومغفرةٌ من اللّه ورضوانٌ}. ذكر ما في الدّنيا، وأنّه على ما وصف، وأمّا الآخرة فإنّها إمّا عذابٌ، وإمّا جنّةٌ قال: والواو فيه وأو بمنزلةٍ واحدةٍ.
وقوله: {وما الحياة الدّنيا إلاّ متاع الغرور}. يقول تعالى ذكره: وما زينة الحياة الدّنيا المعجّلة لكم أيّها النّاس، إلاّ متاع الغرور.
- حدّثنا عليّ بن حربٍ الموصليّ قال: حدّثنا المحاربيّ، عن محمّد بن عمرٍو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: موضع سوطٍ في الجنّة خيرٌ من الدّنيا وما فيها). [جامع البيان: 22/416-417]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتاة في قوله: {وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان} قال: صار الناس إلى هذين الحرفين في الآخرة). [الدر المنثور: 14/282]

تفسير قوله تعالى: (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (أخبرني شبيب عن شعبة عن الحكم عن طارق بن شهابٍ [ .. .. نفرٌ] من أهل نجران إلى عمر بن الخطّاب وعنده ناسٌ؛ فقالوا له: {وجنةٍ عرضها [السموات والأرض أعدت للمتقين}]، وكأنّهم تهيّبوا؛ فقال عمر: إذا جاء اللّيل أين يذهب [النّهار ....... ] التّوراة). [الجامع في علوم القرآن: 2/26-27]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {سابقوا إلى مغفرةٍ من ربّكم وجنّةٍ عرضها كعرض السّماء والأرض أعدّت للّذين آمنوا باللّه ورسله ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء واللّه ذو الفضل العظيم}.
يقول تعالى ذكره: {سابقوا} أيّها النّاس {إلى} عملٍ يوجب لكم {مغفرةٍ من ربّكم وجنّةٍ عرضها كعرض السّماء والأرض أعدّت}. هذه الجنّة {للّذين آمنوا باللّه ورسله} يعني الّذين وحّدوا اللّه، وصدّقوا رسله.
وقوله: {ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء}. يقول جلّ ثناؤه: هذه الجنّة الّتي عرضها كعرض السّماء والأرض الّتي أعدّها اللّه للّذين آمنوا باللّه ورسله، فضل اللّه تفضّل به على المؤمنين، واللّه يؤتي فضله من يشاء من خلقه، وهو ذو الفضل العظيم عليهم، بما بسط لهم من الرّزق في الدّنيا، ووهب لهم من النّعم، وعرّفهم موضع الشّكر، ثمّ جزاهم في الآخرة على الطّاعة ما وصف أنّه أعدّه لهم). [جامع البيان: 22/417-418]


رد مع اقتباس