عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 18 ذو القعدة 1439هـ/30-07-2018م, 09:57 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى (120)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و "وسوسة الشيطان" قالوا: كانت دون مشافهة إلقاء في النفس، وقيل: بل كانت بالمشافهة والمخاطبة، وهو ظاهر القصة من غير ما موضع، وكان دخوله إلى الجنة
[المحرر الوجيز: 6/139]
فيما روي - في فم الحية، وكان آدم عليه السلام قد قال الله له: لا تأكل من هذه الشجرة، وعين له شجرة قد تقدم الخلاف في جنسها، فلما وصفها له إبليس أنها شجرة الخلد التي من أكلها كان ملكا مخلدا). [المحرر الوجيز: 6/140]

تفسير قوله تعالى: {فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (فلما وصفها له إبليس أنها شجرة الخلد التي من أكلها كان ملكا مخلدا، عمد آدم عليه السلام إلى غير تلك التي نهي عنها من جنسها فأكلها بتأويل أن النهي كان على الندب لا على التحريم، وسارعت إلى ذلك حواء وكانت معه في النهي، فلما رآها آدم عليه السلام قد أكلت أكل، فطارت عنهما ثيابها، وظهر تبرء الأشياء منهما، وبدت سوءاتهما. وقوله: {وطفقا يخصفان} معناه: جعلا يفعلان ذلك دائما، و"يخصفان" معناه: يلفقان ويضمان شيئا إلى شيء، فكانا يستتران بالورق، وروي أنه كان من ورق التين.
ثم نص تبارك وتعالى على آدم أنه عصى، و"غوى" معناه: ضل، من الغي الذي هو ضد الرشد، ومنه قول الشاعر:
من يلق خيرا يحمد الناس أمره ... ومن يغو لا يعدم على الغي لائما). [المحرر الوجيز: 6/140]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى (122)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له
[المحرر الوجيز: 6/140]
معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى}
"اجتباه" معناه: تخيره واصطفاه، و"تاب عليه" معناه: رجع به من حال المعصية إلى حال الندم وهداه لصلاح الأقوال والأعمال، وأمضى عقوبته عز وجل في إهباطه من الجنة). [المحرر الوجيز: 6/141]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: "اهبطا" مخاطبة آدم وحواء، ثم أخبرهما بقوله: "جميعا" أن إبليس والحية يهبطان معهما، وأن العداوة بينهم وبين أنسالهم إلى يوم القيامة، و"عدو" يوصف به الواحد والاثنان والجمع. وقوله تعالى: {فإما يأتينكم} شرط، وجوابه في قوله: {فمن اتبع هداي} وما بعده إلى آخر القسم الثاني، والهدى معناه دعوة شرعي. ثم أعلمهم أن من اتبع هداه وآمن به فإنه لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة، وأن من أعرض عن ذكر الله وكفر به فإن له معيشة ضنكا). [المحرر الوجيز: 6/141]

رد مع اقتباس