عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 11:53 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (9)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وهل أتاك حديث موسى} [طه: 9] أي: قد أتاك حديث موسى.
وقال السّدّيّ: يقول: قد أتاك حديث موسى). [تفسير القرآن العظيم: 1/253]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
(هل: تكون للاستفهام...، والمفسّرون يجعلونها في بعض المواضع بمعنى: «قد»، كقوله تعالى: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ}، أي قد أتى وقوله: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} و {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى}، {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ}،

و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ}؟.
هذا كله عندهم بمعنى: (قد) ). [تأويل مشكل القرآن: 538] (م)
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وَهَلْ أَتَاكَ} أي: قد أتاك). [ياقوتة الصراط: 345]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (10)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {إذ رأى نارًا} [طه: 10] أي عند نفسه، وإنّما كانت نورًا.
{فقال لأهله امكثوا إنّي آنست نارًا} [طه: 10] يعني: أنّي رأيت نورًا.
وهو تفسير السّدّيّ.
[تفسير القرآن العظيم: 1/253]
{لعلّي آتيكم منها بقبسٍ} [طه: 10] وقال في آية أخرى: {سآتيكم منها بخبرٍ أو آتيكم بشهابٍ قبسٍ لعلّكم تصطلون} [النمل: 7] لكي تصطلوا، وكان شاتيًا.
وقال في هذه: {لعلّي آتيكم منها بقبسٍ أو أجد على النّار هدًى} [طه: 10] هداةً يهدونه الطّريق في تفسير سعيدٍ عن قتادة.
وقال السّدّيّ: مرشدًا للطّريق.
وقال الحسن: وكان على غير الطّريق، كان يمشي متوكّلًا على ربّه متوجّهًا بغير علمٍ). [تفسير القرآن العظيم: 1/254]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا...}:

وجدت ناراً. والعرب تقول: اخرج فاستأنس هل ترى شيئا. ومن أمثال العرب بعد اطّلاع إيناس. وبعضهم يقول بعد طلوع إيناس.
وقوله: {لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ} القبس مثل النار في طرف العود أو في القصبة. وقوله: {أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى} يعني هاديا. فأجزأ المصدر من الهادي. وكان موسى قد أخطأ الطريق). [معاني القرآن: 2/174-175]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {آَنَسْتُ نَارًا}: أبصرت. وتكون في موضع آخر: علمت كقوله: {فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا} [سورة النساء آية: 6]،
أي علمتم). [تفسير غريب القرآن: 277]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى }
القبس ما أخذته في رأس. عود من النّار أو رأس فتيلة.
{أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى} جاء في التفسير أنه -صلى الله عليه وسلم- ضل الطريق وجاء أنه ضل عن الماء، فرجا أن يجد عند النار من يهديه الطريق أو يدلّه على الماء).
[معاني القرآن: 3/351]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {آَنَسْتُ} أي: أبصرت). [ياقوتة الصراط: 345]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {بِقَبَسٍ} أي: بشعلة). [ياقوتة الصراط: 345]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {هُدًى} أي: هاديا). [ياقوتة الصراط: 346]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {آنَسْتُ نَارًا}: أي أبصرت. {وآنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا}: أي علمتم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 152]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى (11)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فلمّا أتاها} [طه: 11] يعني: أتى النّار الّتي ظنّ أنّها نارٌ، {نودي يا موسى {11} ). [تفسير القرآن العظيم: 1/254]

تفسير قوله تعالى: {إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({نودي يا موسى {11} إنّي أنا ربّك فاخلع نعليك} [طه: 11-12] سعيدٌ، عن قتادة قال: كانتا من جلد حمارٍ ميّتٍ.
فخلعهما ثمّ أتى.
قوله: {إنّك بالواد المقدّس طوًى} [طه: 12] والمقدّس: المبارك.
سعيدٌ، عن قتادة قال: قدّس مرّتين، أي بورك مرّتين، واسمه طوًى.
الفرات بن سلمان، عن عبد الكريم الجزريّ، عن عكرمة قال: {طوًى} [طه: 12] يعني: إيطأ الوادي.
وقال الحسن: طوي بالبركة مرّتين). [تفسير القرآن العظيم: 1/254]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: { يَا مُوسَى...}

{إِنِّي...} إن جعلت النداء واقعاً على (موسى) كسرت {إِنِّي أَنَا رَبُّكَ} وإن شئت أوقعت النداء على (أنّي) وعلى (مُوسَى) وقد قرئ بذلك.
وقوله: {فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ} ذكر أنهما كانتا من جلد حمارٍ ميّتٍ فأمر بخلعهما لذلك. وقوله {طُوًى} قد تكسر طاؤه فيجرى. ووجه الكلام (الإجراء إذا كسرت الطاء) وإن جعلته اسماً لما حول الوادي جاز ألاّ يصرف؛ كما قيل {وَيَوْمَ حُنَيْن إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ} فأجروا حنيناً؛ لأنه اسم للوادي. وقال الشاعر في ترك إجرائه:
نصروا نبيّهم وشدّوا أزره=بحنين يوم تواكل الأبطال
نوي أن يجعل (حنين) اسماً للبدة فلم يجره. وقال الآخر:
ألسنا أكرم الثقلين رحلا=وأعظمه ببطن حراء نارا
فلم يجر حراء وهو جبل لأنه جعله اسماً للبلدة التي هو بها.
وأمّا من ضمّ (طوى) فالغالب عليه الانصراف. وقد يجوز ألا يجرى يجعل على جهة فعل؛ مثل زفر وعمر ومضر ... يقرأ {طُوًى} مجراة). [معاني القرآن: 2/175-176]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ} طوى يكسر أوله قومٌ وبضمه قوم كمجاز قوله:
ألا يا سلمى يا هند هند بني بدر=وإن كان حياناً عدًى آخر الدّهر
وعدًى ومن جعل طوًى إسم أرض لم ينون فيه لأنه مؤنث لا ينصرف ومن جعله اسم الوادي صرفه لأنه مذكر، ومن جعله ممصدراً بمعنى " نودي مرتين " صرفه كقولك: ناديته ثني وطوى، قال عدي بن زيد:
أعازل أن اللّوم في غير كنهه=علىّ ثنّي من غيّك المتردد
ويقول قوم: على ثنىً أي مرة: {أَكَادُ أُخْفِيهَا} له موضعان موضع كتمان وموضع إظهار كسائر حروف الأضداد
أنشدني أبو الخطاب قول امرئ القيس بن عابسٍ الكندي عن أهله في بلده:
وإن تدفنوا الدّاء لا نخفيه=وإن تبعثوا الحرب لا نقعد
أي لا نظهره، ومن يلغي الألف منها في هذا المعنى أكثر،
وقال علقمة ابن عبدة وقال بعضهم امرؤ القيس:
خفاهن من أنفاقهن كأنما=خفاهن ودق من عشيّ مجلّب
أي أظهرهن، ويقال: خفيت ملتي من النار، أي أخرجتها منها وكذلك خفايا الركايا، تقول خفيت ركيةً، أي استخرجتها). [مجاز القرآن: 2/16-17]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {طوى}: موضع). [غريب القرآن وتفسيره: 243]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى * إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى}
ويقرأ أنّي أنا - بالفتح والكسر، فمن قرأ " أني " فالمعنى نودي بأني أنا ربّك، وموضع " أنّي " نصب.
ومن قرأ {إِنِّي أَنَا رَبُّكَ} بالكسر فالمعنى نودي يا موسى إنّي أنا ربّك.
{فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى} روي أنه أمر بخلعهما لأنهما كانتا من جلد حمار ميّت، وروي أنه أمر بخلعهما ليطأ بقدميه الوادي المقدس، وروي أنه قدس مرتين.
وقوله: {طُوًى} اسم الوادي، ويجوز فيه أربعة أوجه:
طوى - بضم أوله، بغير تنوين وتنوين وبكسر أوله - بتنوين وبغير تنوين. فمن نوّنه فهو اسم الوادي، وهو مذكر سمّي بمذكر على فعل نحو حطم وصرد.
ومن لم ينونه ترك صرفه من جهتين:
إحداهما أن يكون معدولا عن " طاء " فيصير مثل عمر المعدول عن عامر.
والجهة الأخرى أن يكون اسما للبقعة كما قال الله عزّ وجلّ:
{فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ} وإذا كسر ونوّن طوى فهو - مثل معى وضلع - مصروف. ومن لم ينوّن جعله اسما للبقعة). [معاني القرآن: 3/351-352]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {الْمُقَدَّسِ} أي: المطهر). [ياقوتة الصراط: 346]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({طُوًى}: وادي). [العمدة في غريب القرآن: 199]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وأنا اخترتك} [طه: 13] أي لرسالتي ولكلامي.
{فاستمع لما يوحى} [طه: 13] إليك). [تفسير القرآن العظيم: 1/254]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وَأَنَا اخْتَرْتُكَ...}

وتقرأ [وأنّا اخترناك] مردودة على [ نُودِيَ ] نودي أنّا اخترناك، وإنّا اخترناك فإذا كسرها استأنفها). [معاني القرآن: 2/176]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله - عزّ وجلّ - {وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى}
ويقرأ (وأنّا اخترناك)، فمن قرأ: (وأنّا اخترناك) فالمعنى يؤدي بـ (وأنّا اخترناك) ويجوز (وإنّا اخترناك) على وجهين:
على الاستئناف وعلى معنى الحكاية لأنّه معنى يؤدى قيل له إنّا اخترناك). [معاني القرآن: 3/352]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {إنّني أنا اللّه لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصّلاة لذكري} [طه: 14]
- همّامٌ، عن قتادة، عن أنس بن مالكٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من نسي صلاةً فليصلّها إذا ذكرها لا كفّارة لها إلا ذلك».
قال: سمعت قتادة بعد ذلك يقول: لأنّ اللّه يقول: {وأقم الصّلاة لذكري} [طه: 14]
- سعيدٌ، عن قتادة، عن أنس بن مالكٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من نسي صلاةً أو نام عنها فليصلّها إذا ذكرها».
قال قتادة: لأنّ اللّه يقول: {وأقم الصّلاة لذكري} [طه: 14]
- سعيدٌ، عن معمرٍ، عن الزّهريّ، عن سعيد بن المسيّب قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من نسي الصّلاة أو نام عنها فليصلّها إذا ذكرها».
قال قتادة: لأنّ اللّه يقول: {وأقم الصّلاة لذكري} [طه: 14]
وتفسير ابن مجاهدٍ عن أبيه: إذا صلّى العبد ذكر اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 1/255]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي...}

ويقرأ: (لذكرا) بالألف فمن قال (ذكرا) فجعلها بالألف كان على جهة الذكرى. وإن شئت جعلتها ياء إضافة حوّلت ألفاً لرءوس الآيات؛ كما قال الشاعر:
أطوّف ما أطوّف ثم آوي =إلى أمّا ويرويني النقيع
والعرب تقول بأبا وأمّا يريدون: بأبي وأمّي. ومثله {يا ويلتا أعجزت} وإن شئت جعلتها ياء إضافة وإن شئت ياء ندبة و{يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ} ).
[معاني القرآن: 2/176]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} أي لتذكرني فيها). [تفسير غريب القرآن: 277]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي}
{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} هذا على معنيين:
أحدهما أقم الصلاة لأن تذكرني لأن الصلاة لا تكون إلا بذكر اللّه،
والمعنى الثاني هو الذي عليه الناس ومعناه أقم الصلاة متى ذكرت أنّ عليك صلاة كنت في وقتها أو لم تكن، لأن اللّه عزّ وجلّ لا يؤاخذنا إن نسينا ما لم نتعمّد الأشياء التي تشغل وتلهي عن الصلاة، ولو ذكر ذاكر أنّ عليه صلاة في وقت طلوع الشمس أو عند مغيبها وجب أن يصفيها. وقرئت للذكرى - معناه في وقت ذكرك). [معاني القرآن: 3/352]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إنّ السّاعة} [طه: 15] يعني القيامة.
{آتيةٌ أكاد أخفيها} [طه: 15]
- حدّثني أشعث، عن عطاء بن السّائب، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: {أكاد أخفيها} [طه: 15] من نفسي.
[تفسير القرآن العظيم: 1/255]
- سعيدٌ، عن قتادة قال: هي في قراءة أبيّ بن كعبٍ: أكاد أخفيها من نفسي.
وحدّثنا سعيدٌ، عن قتادة قال: قضى اللّه تبارك وتعالى ألا تأتيكم السّاعة إلا بغتةً.
قوله: {لتجزى كلّ نفسٍ بما تسعى} [طه: 15] إنّما تجيء السّاعة {لتجزى كلّ نفسٍ بما تسعى} [طه: 15] بما تعمل). [تفسير القرآن العظيم: 1/256]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
( وقوله: {أَكَادُ أُخْفِيهَا...}

قرأت القراء {أَكَادُ أُخْفِيهَا} بالضمّ. وفي قراءة أبيّ (إن السّاعة آتية أكاد أخفيها من نفسي فكيف أظهركم عليها) وقرأ سعيد بن جبير (أَخْفِيها) بفتح الألف ... حدثني الكسائي عن محمد بن سهل عن وقاء عن سعيد بن جبير أنه قرأ (أَخْفِيها) بفتح الألف من خفيت. وخفيت: أظهرت وخفيت: سترت.
... قال: الكسائي والفقهاء يقولون. قال الشاعر:
فإن تدفنوا الداء لا نخفه = وإن تبعثوا الحرب لا نقعد
يريد لا نظهره). [معاني القرآن: 2/176-177]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {أكاد أخفيها}: أظهرها وأخفيها بمعنى واحد). [غريب القرآن وتفسيره: 244]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {أَكَادُ أُخْفِيهَا} أي أسترها من نفسي. وكذلك هي في قراءة أبي: «أكاد أخفيها من نفسي».
{فتَرْدَى} أي تهلك. والرّدي: الموت والهلاك). [تفسير غريب القرآن:277-278]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إِنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى}
بضم الألف، وجاء في التفسير: أكاد أخفيها من نفسي، فالله أعلم بحقيقة هذا التفسير، وقرئت: أكاد أخفيها - بفتح الألف - معناه أكاد أظهرها
قال امرؤ القيس:
فإن تدفنوا الداء لا نخفه=وإن توقدوا الحرب لا نقعد
أي أن تدفنوا الداء لا نظهره.
وهذه القراءة الثانية أبين في المعنى، لأن معنى أكاد أظهرها، أي قد أخفيتها وكدت أظهرها..
وقوله: {لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى} معنى {بِمَا تَسْعَى} بما تعمل، و {لِتُجْزَى} متعلق بقوله: {إِنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ}
لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى
ويجوز أن يكون على أقم الصلاة لذكري لتجزى كل نفس بما تسعى). [معاني القرآن: 3/352-353]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَكَادُ أُخْفِيهَا}: أي أسرها من نفسي وفي قراءة"أبي" (أكاد أخفيها في نفسي) ). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 152]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أُخْفِيها}: أسرّ ما في نفسي). [العمدة في غريب القرآن: 199]

تفسير قوله تعالى: {فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى (16)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فلا يصدّنّك عنها} [طه: 16] عن الإيمان بها، بالسّاعة.
{من لا يؤمن بها واتّبع هواه} [طه: 16] يعني شهوته.
تفسير السّدّيّ.
{فتردى} [طه: 16] في النّار.
والتّردّي التّباعد من اللّه.
وقال السّدّيّ: {فتردى} [طه: 16] يقول: فتهلك). [تفسير القرآن العظيم: 1/256]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا...}

يريد الإيمان ويقال عن السّاعة: عن إتيانها. وجاز أن تقول: عنها وأنت تريد الإيمان كما قال {ثمّ إنّ ربّك للّذين هاجروا} ثم قال {إنّ ربّك من بعدها لغفورٌ رحيمٌ}
يذهب إلى الفعلة). [معاني القرآن: 2/177]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فَتَرْدَى} فتهلك، يقال: رديت، تقديرها، شقيت، وقال دريد، حيث تنادوا:
تنادو فقالوا أردت الخيل فارساً=فقلت أعبد الله ذلكم الرّدى).
[مجاز القرآن: 2/17]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {فتردى}: تهلك. قد ردي وأرديته أنا). [غريب القرآن وتفسيره: 244]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى}
معناه واللّه أعلم فلا يصدنك عن التصديق بها من لا يؤمن بها، أي من لا يؤمن بأنها تكون، وخطاب النبي - صلى الله عليه وسلم - هو خطاب سائر أمته.
ومعنى لا يصدّنّك عنها: لا يصدّنّكم، قال اللّه عزّ وجلّ: {يا أيّها النّبيّ إذا طلّقتم النّساء}. فنبّه النبي - صلى الله عليه وسلم - بالخطاب وخوطب هو وأمته بقوله {إذا طلّقتم}.
وقوله: {فَتَرْدَى} معناه فتهلك، يقال ردي يردى ردى، إذا هلك،
وكذلك تردّى إذا هلك في قوله عزّ وجلّ: {وما يُغْنِي عَنهُ مَالُه إذا تَرَدّى}. [معاني القرآن: 3/353]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَتَرْدَى}: أي تهلك. والردى: الموت والهلاك). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 152]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَتَرْدى}: تهلك). [العمدة في غريب القرآن: 200]

رد مع اقتباس