عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 24 ذو القعدة 1431هـ/31-10-2010م, 10:37 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 19 إلى 30]


{أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20) أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى (21) تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى (22) إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى (23) أَمْ لِلْإِنْسَانِ مَا تَمَنَّى (24) فَلِلَّهِ الْآَخِرَةُ وَالْأُولَى (25) وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى (26) إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى (27) وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا (28) فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (29) ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى (30) }

تفسير قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20) أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى (21)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {أفرأيتم اللاّت والعزّى...}.
قرأها الناس بالتخفيف في لفظ قوله: {ولات حين مناص} ـ وفي وزن ـ شاةٍ، وكان الكسائيّ يقف عليها بالهاء {أفرأيتم الّلأه}
قال وقال الفراء: وأنا أقف على التاء...
- وحدثني القاسم بن معنٍ عن المنصور بن المعتمر عن مجاهد قال: كان رجلاً يلتّ لهم السّويق، وقرأها: الّلاتّ والعزى فشدّد التاء...
- حدثني حبّان عن الكلبيّ عن أبي صالح عن ابن عباس قال: كان رجلٌ من التّجار يلتّ السّويق لهم عند اللاّت وهو ـ الصّنم ويبيعه؛ فسمّيت بذلك الرّجل، وكان صنماً ـ لثقيف، وكانت العزى سمرةً ـ لغطفان يعبدونها). [معاني القرآن: 3/97-98]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {ومناة الثّالثة الأخرى...}.
كانت مناة صخرةً لهذيلٍ، وخزاعة يعبدونها...
- وحدثني حبّان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: بعث رسول الله صلى الله عليه خالد بن الوليد إلى العزّى ليقطعها قال: ففعل وهو يقول:
يا عزّ كفرانك لا سبحانك = إنّي رأيت الله قد أهانك). [معاني القرآن: 3/98]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({الّلات والعزّى ومناة الثّالثة} أصنام من حجارة كانت في جوف الكعبة يعبدونها). [مجاز القرآن: 2/236]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ألكم الذّكر وله الأنثى} مجازه: مكفوف عن خبره). [مجاز القرآن: 2/236]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({أفرأيتم اللاّت والعزّى}
وقال بضعهم {أفرأيتم اللاّت والعزّى} فإذا سكت قلت "اللاّة" وكذلك "مناة" تقول "مناه" وقال بعضهم {اللاّت} جعله من "اللاتّ": الذي يلتّ. ولغة للعرب يسكتون على ما فيه الهاء بالتاء يقولون "رأيت طلحت". وكلّ شيء في القرآن مكتوب بالتاء فإنما تقف عليه بالتاء نحو {نعمة ربّكم} و{شجرة الزّقّوم}). [معاني القرآن: 4/21-22]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({اللات والعزى}: صنمان. من شدد اللات يقول الذي يلت السمن والزيت ويروى أن رجلا كان يلت السويق). [غريب القرآن وتفسيره: 354]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({ومناة}: صنم). [غريب القرآن وتفسيره: 354]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({أفرأيتم اللّات والعزّى ومناة الثّالثة الأخرى ألكم الذّكر وله الأنثى} ؟! كانوا يجعلونها بنات اللّه، فقال: ألكم الذكور من الولد، وله الإناث؟!). [تفسير غريب القرآن: 428]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({أفرأيتم اللّات والعزّى * ومناة الثّالثة الأخرى} كأن المعنى - واللّه أعلم - أخبرونا عن هذه الآلهة التي لكم تعبدونها من دون اللّه - عزّ وجلّ - هل لها من هذه القدرة والعظمة التي وصف بها رب العزة - جلّ وعزّ - شيء.
وجاء في التفسير أن اللّات صنم كان لثقيف يعبدونه، وأن العزّى سمرة، وهي شجرة كانت لغطفان يعبدونها، وأن مناة صخرة كانت لهذيل وخزاعة يعبدونها من دون اللّه.
فقيل لهم أخبرونا عن هذه الآلهة التي تعبدونها وتعبدون معها الملائكة، تزعمون أن الملائكة وهذه بنات اللّه.
فوبّخهم اللّه فقال: أرأيتم هذه الإناث أللّه هي وأنتم تختارون الذكران.
وذلك قوله: {ألكم الذّكر وله الأنثى}
ومن قرأ (أفرأيتم اللّاتّ والعزّى) بتشديد التاء فزعموا أن رجلا كان يلتّ السّويق ويبيعه عند ذلك الصنم فسمي الصنم اللّاتّ - بتشديد التاء - والأكثر " اللّات " بتخفيف التاء.
وكان الكسائي يقف عليها بالهاء، يقول " اللاه " وهذا قياس والأجود في هذا اتباع المصحف والوقف عليها بالتاء.
وقرئت (عندها جنّه المأوى) -بالهاء- والأجود (جنّة المأوى)، لأنه جاء في التفسير كما ذكرنا أنه يحل فيها أرواح الشهداء). [معاني القرآن: 5/72-73]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({اللَّاتَ}: صنم. {والْعُزَّى}: صنم). [العمدة في غريب القرآن: 286]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {ومَنَاةَ}: صنم). [العمدة في غريب القرآن: 286]


تفسير قوله تعالى: {تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى (22)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ألكم الذّكر وله الأنثى...}.
لأنهم قالوا: هذه الأصنام والملائكة بنات الله، فقال: {ألكم الذّكر وله الأنثى... تلك إذاً قسمةٌ ضيزى...} جائرة.
والقراء جميعاً لم يهمزوا ـ ضيزى، ومن العرب من يقول: قسمة ضيزى، وبعضهم يقول: قسمة ضأزى، وضؤزى بالهمز، ولم يقرأ بها أحدٌ نعلمه وضيزى: فعلى.
وإن رأيت أولها مكسوراً هي مثل قولهم: بيضٌ: وعينٌ ـ كان أولها مضموماً فكرهوا أن يترك على ضمّته، فيقال: بوضٌ، وعونٌ.
والواحدة: بيضاء، وعيناء: فكسروا أولها ليكون بالياء ويتألف الجمع والاثنان والواحدة.
كذلك كرهوا أن يقولوا: ضوزى، فتصير واواً، وهي من الياء، وإنّما قضيت على أوّلها بالضّم لأنّ النّعوت للمؤنّث تأتي إمّا: بفتح وإمّا بضمٍّ:
فالمفتوح: سكرى، عطشى، والمضموم: الأنثى، والحبلى؛ فإذا كان اسماً ليس بنعتٍ كسر أوله كقوله: {وذكّر فإنّ الذّكرى}، الذّكرى اسم لذلك كسرت، وليست بنعتٍ، وكذلك (الشّعرى) كسر أولها لأنها اسمٌ ليست بنعتٍ.
وحكى الكسائي عن عيسى: ضيزى). [معاني القرآن: 3/98-99]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({قسمة ضيزى} ناقصة ضزته حقه، وضزته حقه تضيزه وتضوزه تنقصه وتمنعه. أبو عبيدة قال: ربما همزها قوم فقال أضأزته وأنا أضأزه وهي من ضيزى). [مجاز القرآن: 2/237]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {ضيزى}: ناقصة. يقال ضأزته حقه وضزته وضزته نقصته.
[غريب القرآن وتفسيره: 354]
ومنعته. وقال الضيز ومنهم من يهمزها). [غريب القرآن وتفسيره: 355]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({تلك إذاً قسمةٌ ضيزى} أي جائرة. يقال: ضزت في الحكم، أي جرت.

و«وضيزي»: فعلى، فكسرت الضاد للياء. وليس في النعوت «فعلى»). [تفسير غريب القرآن: 428]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {تلك إذا قسمة ضيزى}
أي جعلكم للّه البنات ولكم البنين.
والضّيزى في كلام العرب: الناقصة الجائرة، يقال: ضازه يضيزه: إذا نقصه حقّه، ويقال: ضأزه يضأزه بالهمز.
وأجمع النحويّون أن أصل ضيزى: ضوزى، وحجّتهم أنها نقلت من «فعلى» من ضوزى إلى ضيزى، لتسلم الياء، كما قالوا: أبيض وبيض، وأصله: بوض، فنقلت الضّمّة إلى الكسرة..
وقرأت على بعض العلماء باللّغة: في «ضيزى» لغات؛ يقال: ضيزى، وضوزى، وضؤزى، وضأزى على «فعلى» مفتوحة؛ ولا يجوز في القرآن إلاّ «ضيزى» بياء غير مهموزة؛ وإنما لم يقل النحويّون: إنها على أصلها لأنهم لا يعرفون في الكلام «فعلى» صفة، إنما يعرفون الصّفات على «فعلى» بالفتح، نحو سكرى وغضبى، أو بالضم، نحو حبلى وفضلى..
وكذلك قالوا مشية - حيكى، وهي مشية يحيك فيها صاحبها، يقال: حاك يحيك إذا تبختر، فحيكى عندهم فعلى أيضا). [معاني القرآن: 5/73]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ( (ضيزى) أي: جائرة). [ياقوتة الصراط: 489]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {ضِيزَى}: جائرة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 248]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({ضِيزَى}: جائرة). [العمدة في غريب القرآن: 287]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى (23)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {ما أنزل اللّه بها من سلطانٍ} أي حجة). [تفسير غريب القرآن: 429]

تفسير قوله تعالى: }أَمْ لِلْإِنْسَانِ مَا تَمَنَّى (24)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أم للإنسان ما تمنّى...} ما اشتهى). [معاني القرآن: 3/99]

تفسير قوله تعالى: {فَلِلَّهِ الْآَخِرَةُ وَالْأُولَى (25)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فللّه الآخرة والأولى...} ثوابهما). [معاني القرآن: 3/99]

تفسير قوله تعالى: {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى (26)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وكم مّن مّلكٍ في السّماوات...}: ثم قال {لا تغني شفاعتهم شيئاً...}.
فجمع، وإنّما ذكر ملكاً واحداً، وذلك أن (كم) تدلّ على أنّه أراد جمعاً، والعرب تذهب بأحد وبالواحد إلى الجمع في المعنى يقولون: هل اختصم أحدٌ اليوم. والاختصام لا يكون إلا للاثنين، فما زاد.
وقد قال الله عزّ وجلّ: {لا نفرّق بين أحدٍ منهم}، فبين لا تقع إلاّ على الاثنين فما زاد.
وقوله: {فما منكم من أحدٍ عنه حاجزين} مما دل على أن أحداً يكون للجمع وللواحد.
و[معنى] قوله: {وكم مّن مّلكٍ}.
مما تعبدونه وتزعمون أنهم بنات الله لا تغني شفاعتهم عنكم شيئا). [معاني القرآن: 3/99]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ {وكم من ملك في السّماوات لا تغني شفاعتهم شيئا إلّا من بعد أن يأذن اللّه لمن يشاء ويرضى}
جاء (شفاعتهم) واللفظ لفظ واحد، ولو قيل شفاعته لجاز ولكن المعنى معنى جماعة، لأن " كم " سؤال عن عدد وإخبار بعدد كثير، لأن " ربّ " للقلّة و " كم " للكثرة، ومعنى شفاعتهم ههنا يفسرها قوله عزّ وجلّ: {الّذين يحملون العرش ومن حوله يسبّحون بحمد ربّهم ويؤمنون به ويستغفرون للّذين آمنوا ربّنا وسعت كلّ شيء رحمة وعلما فاغفر للّذين تابوا واتّبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم * ربّنا وأدخلهم جنّات عدن الّتي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرّيّاتهم إنّك أنت العزيز الحكيم * وقهم السّيّئات ومن تق السّيّئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم}.
فأعلم اللّه - عزّ وجلّ، أنّهم لا يشفعون إلّا لمن - ارتضى.
فهذا تأويل قوله {لا تغني شفاعتهم شيئا إلّا من بعد أن يأذن اللّه لمن يشاء ويرضى}). [معاني القرآن: 5/73-74]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى (27)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {إنّ الّذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمّون الملائكة تسمية الأنثى * وما لهم به من علم إن يتّبعون إلّا الظّنّ وإنّ الظّنّ لا يغني من الحقّ شيئا}
أي يقولون إن الملائكة بنات اللّه عزّ وجلّ). [معاني القرآن: 5/74]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا (28)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وإنّ الظّنّ لا يغني من الحقّ شيئاً...}.
من عذاب الله في الآخرة). [معاني القرآن: 3/100]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {إنّ الّذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمّون الملائكة تسمية الأنثى * وما لهم به من علم إن يتّبعون إلّا الظّنّ وإنّ الظّنّ لا يغني من الحقّ شيئا} أي يقولون إن الملائكة بنات اللّه عزّ وجلّ). [معاني القرآن: 5/74](م)

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى (30)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ذلك مبلغهم مّن العلم...}.
صغّر بهم [يقول] ذلك قدر عقولهم، ومبلغ علمهم حين آثروا الدنيا على الآخرة، ويقال: ذلك مبلغهم من العلم أن جعلوا الملائكة، والأصنام بنات الله). [معاني القرآن: 3/100]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ذلك مبلغهم من العلم إنّ ربّك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى} لأنه وصفهم بأنهم لا يريدون إلا الحياة الدنيا فقال: {فأعرض عن من تولّى عن ذكرنا ولم يرد إلّا الحياة الدّنيا * ذلك مبلغهم من العلم}.
إنّما يعلمون ما يحتاجون إليه في معاشهم، فقد نبذوا أمر الآخرة وراء ظهورهم). [معاني القرآن: 5/74]


رد مع اقتباس