عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 20 صفر 1440هـ/30-10-2018م, 09:13 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (9) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {بل هم في شك} إضراب قبله نفي مقدر، كأنه يقول: ليس هؤلاء ممن يؤمن ولا ممن تنفعه وصاة، بل هم في شك يلعبون في أقوالهم وأعمالهم). [المحرر الوجيز: 7/ 570-571]

تفسير قوله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (10) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (واختلف الناس في الدخان الذي أمر الله تعالى بارتقابه، فقالت فرقة منها علي بن أبي طالب، وزيد بن علي، وابن عمر، وابن عباس، وأبو سعيد الخدري، والحسن بن أبي الحسن رضي الله تعالى عنهم: هو دخان يجيء مقبل يوم القيامة، يصيب المؤمن منه مثل الزكام، وينضج رؤوس المنافقين والكافرين حتى تكون كأنها مصلية حنيذة، وقالت فرقة منها عبد الله بن مسعود، وأبو العالية، وإبراهيم النخعي: هو الدخان الذي رأته قريش حين دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم بسبع كسبع يوسف عليه السلام، فكان الرجل يرى من الجدب والجوع دخانا بينه وبين السماء، وما يأتي من الآيات يقوي هذا التأويل. وقال ابن مسعود: خمس قد مضين: الدخان واللزام والبطشة والقمر والروم، وذكر الطبري حديثا عن حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن أول آيات الساعة الدخان، ونزول عيسى ابن مريم، ونار تخرج من قعر عدن"، وضعف الطبري سند هذا الحديث، واختار قول ابن مسعود في الدخان، ويحتمل -إن صح حديث حذيفة - أن يكون قد مر دخان ويأتي دخان آخر).[المحرر الوجيز: 7/ 571-572]

تفسير قوله تعالى: {يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (13) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {يغشى الناس هذا عذاب أليم * ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون * أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين * ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون * إنا كاشفو العذاب قليلا إنكم عائدون * يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون * ولقد فتنا قبلهم قوم فرعون وجاءهم رسول كريم * أن أدوا إلي عباد الله إني لكم رسول أمين}
"يغشى": معناه: يغطي، وقوله تعالى: {هذا عذاب أليم} يحتمل أن يكون إخبارا من الله تعالى، كأنه يعجب منه، على نحو من قوله تعالى لما وصف قصة الذبح: {إن هذا لهو البلاء المبين}، ويحتمل أن يكون هذا عذاب أليم من قول الناس، كأن تقدير الكلام: يقولون هذا عذاب أليم، ويؤيد هذا التأويل سياقه تعالى حكاية عنهم أنهم يقولون: {ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون}،
وعلم الله تبارك وتعالى أن قولهم في حال الشدة: {إنا مؤمنون} إنما هو عن غير حقيقة منهم، فدل على ذلك بقوله: {أنى لهم الذكرى}، أي: من أين لهم أن يتذكروا وهم قد تركوا الذكرى وراء ظهورهم بأن جاءهم رسول مبين، وهو محمد صلى الله عليه وسلم فكفروا به؟).[المحرر الوجيز: 7/ 572]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (14) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"تولوا عنه": أي: أعرضوا، وقالوا: إنه يعلم هذا الكلام الذي يتلو، وإنه مجنون). [المحرر الوجيز: 7/ 572]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وإخباره تعالى بأنه يكشف عنهم العذاب قليلا إخبار عن إقامة الحجة عليهم ومبالغة في الإملاء لهم، ثم أخبر تعالى بأنهم عائدون إلى الكفر، وقال قتادة: هو توعد بمعاد الآخرة). [المحرر الوجيز: 7/ 572]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (16) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أخبر تعالى بأنه ينتقم منهم بسبب هذا كله في يوم البطشة، وقدم اليوم وذكره على الذي عمل فيه تهمما به وتخويفا منه، والعامل فيه "منتقمون"، وقد ضعف البصريون هذا من حيث هو خبر "إن"، وأبعدوا أن يعمل خبرها فيما قبلها، وقالوا: العامل فعل مضمر يدل عليه "منتقمون".
واختلف الناس في يوم البطشة الكبرى، فقال ابن عباس، والحسن، وعكرمة، وقتادة: هو يوم القيامة، وقال عبد الله بن مسعود، وابن عباس أيضا، وأبي بن كعب، ومجاهد: هو يوم بدر، وقرأ جمهور الناس: "نبطش" بفتح النون وكسر الطاء، وقرأ الحسن بن أبي الحسن: بضم الطاء، وقرأ الحسن أيضا، وأبو رجاء، وطلحة بن مصرف: بضم النون وكسر الطاء، ومعناها: نسلط عليهم من يبطش بهم). [المحرر الوجيز: 7/ 572-573]

رد مع اقتباس