عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 13 محرم 1440هـ/23-09-2018م, 01:35 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا رَآَكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آَلِهَتَكُمْ وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمَنِ هُمْ كَافِرُونَ (36) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإذا رآك الّذين كفروا إن يتّخذونك إلا هزوًا أهذا الّذي يذكر آلهتكم وهم بذكر الرّحمن هم كافرون (36) خلق الإنسان من عجلٍ سأريكم آياتي فلا تستعجلون (37)}.
يقول تعالى لنبيّه، صلوات اللّه وسلامه عليه، {وإذا رآك الّذين كفروا} يعني: كفّار قريشٍ كأبي جهلٍ وأشباهه {إن يتّخذونك إلا هزوًا} أي: يستهزئون بك وينتقصونك، يقولون: {أهذا الّذي يذكر آلهتكم} يعنون: أهذا الّذي يسبّ آلهتكم ويسفّه أحلامكم، قال تعالى: {وهم بذكر الرّحمن هم كافرون} أي: وهم كافرون باللّه، ومع هذا يستهزئون برسول اللّه، كما قال في الآية الأخرى: {وإذا رأوك إن يتّخذونك إلا هزوًا أهذا الّذي بعث اللّه رسولا. إن كاد ليضلّنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضلّ سبيلا} [الفرقان:41، 42]). [تفسير ابن كثير: 5/ 342]

تفسير قوله تعالى: {خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آَيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ (37) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {خلق الإنسان من عجلٍ}، كما قال في الآية الأخرى: {وكان الإنسان عجولا} [الإسراء:11] أي: في الأمور.
قال مجاهدٌ: خلق اللّه آدم بعد كلّ شيءٍ من آخر النّهار، من يوم خلق الخلائق فلمّا أحيا الرّوح عينيه ولسانه ورأسه، ولم يبلغ أسفله قال: يا ربّ، استعجل بخلقي قبل غروب الشّمس.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أحمد بن سنان، حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا محمّد بن علقمة بن وقّاصٍ اللّيثيّ، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "خير يومٍ طلعت فيه الشّمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنّة، وفيه أهبط منها، وفيه تقوم السّاعة، وفيه ساعةٌ لا يوافقها مؤمنٌ يصلّي -وقبض أصابعه قلّلها -فسأل اللّه خيرًا، إلّا أعطاه إيّاه". قال أبو سلمة: فقال عبد اللّه بن سلامٍ: قد عرفت تلك السّاعة، وهي آخر ساعات النّهار من يوم الجمعة، وهي الّتي خلق اللّه فيها آدم، قال اللّه تعالى: {خلق الإنسان من عجلٍ سأريكم آياتي فلا تستعجلون}.
والحكمة في ذكر عجلة الإنسان هاهنا أنّه لمّا ذكر المستهزئين بالرّسول، صلوات اللّه [وسلامه] عليه، وقع في النّفوس سرعة الانتقام منهم واستعجلت، فقال اللّه تعالى: {خلق الإنسان من عجلٍ}؛ لأنّه تعالى يملي للظّالم حتّى إذا أخذه لم يفلته، يؤجّل ثمّ يعجّل، وينظر ثمّ لا يؤخّر؛ ولهذا قال: {سأوريكم آياتي} أي: نقمي وحكمي واقتداري على من عصاني، {فلا تستعجلون}).[تفسير ابن كثير: 5/ 342-343]

تفسير قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (38) لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (39) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين (38) لو يعلم الّذين كفروا حين لا يكفّون عن وجوههم النّار ولا عن ظهورهم ولا هم ينصرون (39) بل تأتيهم بغتةً فتبهتهم فلا يستطيعون ردّها ولا هم ينظرون (40)}.
يخبر تعالى عن المشركين أنّهم يستعجلون أيضًا بوقوع العذاب بهم، تكذيبًا وجحودًا وكفرًا وعنادًا واستبعادًا، فقال: {ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين}
قال اللّه تعالى: {لو يعلم الّذين كفروا حين لا يكفّون عن وجوههم النّار ولا عن ظهورهم} أي: لو تيقّنوا أنّها واقعةٌ بهم لا محالة لما استعجلوا، به ولو يعلمون حين يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم، {لهم من فوقهم ظللٌ من النّار ومن تحتهم ظللٌ} [الزّمر:16]، {لهم من جهنّم مهادٌ ومن فوقهم غواشٍ} [الأعراف:41]، وقال في هذه الآية: {حين لا يكفّون عن وجوههم النّار ولا عن ظهورهم} وقال: {سرابيلهم من قطرانٍ وتغشى وجوههم النّار} [إبراهيم:50]، فالعذاب محيطٌ بهم من جميع جهاتهم، {ولا هم ينصرون} أي: لا ناصر لهم كما قال: {وما لهم من اللّه من واقٍ} [الرّعد:34]). [تفسير ابن كثير: 5/ 343]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (40) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {بل تأتيهم بغتةً} أي: "تأتيهم النّار بغتةً"، أي: فجأةً {فتبهتهم} أي: تذعرهم فيستسلمون لها حائرين، لا يدرون ما يصنعون، {فلا يستطيعون ردّها} أي: ليس لهم حيلةٌ في ذلك، {ولا هم ينظرون} أي: ولا يؤخّر عنهم ذلك ساعة واحدة). [تفسير ابن كثير: 5/ 343]

رد مع اقتباس