عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 4 محرم 1440هـ/14-09-2018م, 09:02 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آَيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى (56)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله {ولقد أريناه آياتنا كلّها فكذّب وأبى}، يعني: فرعون، أنّه قامت عليه الحجج والآيات والدّلالات وعاين ذلك وأبصره، فكذّب بها وأباها كفرًا وعنادًا وبغيًا، كما قال تعالى: {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلمًا وعلوًّا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين} [النّمل: 14]). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 299]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى (57) فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى (58) قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى (59)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى (57) فلنأتينّك بسحرٍ مثله فاجعل بيننا وبينك موعدًا لا نخلفه نحن ولا أنت مكانًا سوًى (58) قال موعدكم يوم الزّينة وأن يحشر النّاس ضحًى (59)}.
يقول تعالى مخبرًا عن فرعون أنّه قال لموسى حين أراه الآية الكبرى، وهي إلقاء عصاه فصارت ثعبانًا عظيمًا ونزع يده من تحت جناحه فخرجت بيضاء من غير سوءٍ فقال: هذا سحرٌ، جئت به لتسحرنا وتستولي به على النّاس، فيتّبعونك وتكاثرنا بهم، ولا يتمّ هذا معك، فإنّ عندنا سحرًا مثل سحرك، فلا يغرّنّك ما أنت فيه {فاجعل بيننا وبينك موعدًا} أي: يومًا نجتمع نحن وأنت فيه، فنعارض ما جئت به بما عندك من السّحر في مكانٍ معيّنٍ ووقتٍ معيّنٍ فعند ذلك {قال} لهم موسى {موعدكم يوم الزّينة} وهو يوم عيدهم ونوروزهم وتفرّغهم من أعمالهم واجتماعهم جميعهم؛ ليشاهد النّاس قدرة اللّه على ما يشاء، ومعجزات الأنبياء، وبطلان معارضة السّحر لخوارق العادات النّبويّة، ولهذا قال: {وأن يحشر النّاس} أي: جميعهم {ضحًى} أي: ضحوةً من النّهار ليكون أظهر وأجلى وأبين وأوضح، وهكذا شأن الأنبياء، كلّ أمرهم واضحٌ، بيّنٌ، ليس فيه خفاءٌ ولا ترويجٌ؛ ولهذا لم يقل "ليلًا" ولكن نهارًا ضحًى.
قال ابن عبّاسٍ: وكان يوم الزّينة يوم عاشوراء.
وقال السّدّيّ، وقتادة، وابن زيدٍ: كان يوم عيدهم.
وقال سعيد بن جبيرٍ: يوم سوقهم.
ولا منافاة. قلت: وفي مثله أهلك اللّه فرعون وجنوده، كما ثبت في الصّحيح.
وقال وهب بن منبّه: قال فرعون: يا موسى، اجعل بيننا وبينك أجلًا ننظر فيه. قال موسى: لم أومر بهذا، إنّما أمرت بمناجزتك، إن أنت لم تخرج دخلت إليك. فأوحى اللّه إلى موسى أن اجعل بينك وبينه أجلًا وقل له أن يجعل هو. قال فرعون: اجعله إلى أربعين يومًا. ففعل.
وقال مجاهدٌ، وقتادة: {مكانًا سوًى} منصفًا. وقال السّدّيّ: عدلًا. وقال عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم: {مكانًا سوًى} [مستوى] يتبيّن النّاس ما فيه، لا يكون صوب ولا شيء يتغيّب بعض ذلك عن بعضٍ مستوٍ حتّى يرى). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 299-300]

رد مع اقتباس