عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 26 صفر 1440هـ/5-11-2018م, 02:45 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (11) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({سيقول لك المخلّفون من الأعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا فاستغفر لنا يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم قل فمن يملك لكم من اللّه شيئًا إن أراد بكم ضرًّا أو أراد بكم نفعًا بل كان اللّه بما تعملون خبيرًا (11) بل ظننتم أن لن ينقلب الرّسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدًا وزيّن ذلك في قلوبكم وظننتم ظنّ السّوء وكنتم قومًا بورًا (12) ومن لم يؤمن باللّه ورسوله فإنّا أعتدنا للكافرين سعيرًا (13) وللّه ملك السّماوات والأرض يغفر لمن يشاء ويعذّب من يشاء وكان اللّه غفورًا رحيمًا (14) }
يقول تعالى مخبرًا رسوله -صلوات اللّه وسلامه عليه- بما يعتذر به المخلّفون من الأعراب الّذين اختاروا المقام في أهليهم وشغلهم، وتركوا المسير مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فاعتذروا بشغلهم بذلك، وسألوا أن يستغفر لهم الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم، وذلك قولٌ منهم لا على سبيل الاعتقاد، بل على وجه التّقيّة والمصانعة؛ ولهذا قال تعالى: {يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم قل فمن يملك لكم من اللّه شيئًا إن أراد بكم ضرًّا أو أراد بكم نفعًا} أي: لا يقدر أحدٌ أن يردّ ما أراده فيكم تعالى وتقدّس، وهو العليم بسرائركم وضمائركم، وإن صانعتمونا وتابعتمونا ؛ ولهذا قال: {بل كان اللّه بما تعملون خبيرًا}). [تفسير ابن كثير: 7/ 336-337]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا (12) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {بل ظننتم أن لن ينقلب الرّسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدًا} أي: لم يكن تخلّفكم تخلّف معذورٍ ولا عاصٍ، بل تخلّف نفاقٍ، {بل ظننتم أن لن ينقلب الرّسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدًا} أي: اعتقدتم أنّهم يقتلون وتستأصل شأفتهم وتستباد خضراؤهم، ولا يرجع منهم مخبرٌ، {وظننتم ظنّ السّوء وكنتم قومًا بورًا} أي: هلكى. قاله ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وغير واحدٍ. وقال قتادة: فاسدين. وقيل: هي بلغة عمان). [تفسير ابن كثير: 7/ 337]

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا (13) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {ومن لم يؤمن باللّه ورسوله} أي: من لم يخلص العمل في الظّاهر والباطن للّه، فإنّ اللّه تعالى سيعذّبه في السّعير، وإن أظهر للنّاس ما يعتقدون خلاف ما هو عليه في نفس الأمر). [تفسير ابن كثير: 7/ 337]

تفسير قوله تعالى: {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (14) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ بيّن تعالى أنّه الحاكم المالك المتصرّف في أهل السموات والأرض: {يغفر لمن يشاء ويعذّب من يشاء وكان اللّه غفورًا رحيمًا} أي: لمن تاب إليه وأناب، وخضع لديه). [تفسير ابن كثير: 7/ 337]

رد مع اقتباس