عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 16 جمادى الآخرة 1435هـ/16-04-2014م, 12:52 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا (137) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّ الّذين آمنوا ثمّ كفروا ثمّ آمنوا ثمّ كفروا ثمّ ازدادوا كفرًا لم يكن اللّه ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا (137) بشّر المنافقين بأنّ لهم عذابًا أليمًا (138) الّذين يتّخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزّة فإنّ العزّة للّه جميعًا (139) وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات اللّه يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتّى يخوضوا في حديثٍ غيره إنّكم إذًا مثلهم إنّ اللّه جامع المنافقين والكافرين في جهنّم جميعًا (140)}
يخبر تعالى عمّن دخل في الإيمان ثمّ رجع عنه، ثمّ عاد فيه ثمّ رجع، واستمرّ على ضلاله وازداد حتّى مات، فإنّه لا توبة بعد موته، ولا يغفر اللّه له، ولا يجعل له ممّا هو فيه فرجًا ولا مخرجًا، ولا طريقًا إلى الهدى؛ ولهذا قال: {لم يكن اللّه ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا}
قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا أحمد بن عبدة، حدّثنا حفص بن جميع، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {ثمّ ازدادوا كفرًا} قال: تمّموا على كفرهم حتّى ماتوا. وكذا قال مجاهدٌ.
وروى ابن أبي حاتمٍ من طريق جابرٍ المعلّى، عن عامرٍ الشّعبي، عن عليٍّ، رضي اللّه عنه، أنّه قال: يستتاب المرتدّ، ثلاثًا، ثمّ تلا هذه الآية: {إنّ الّذين آمنوا ثمّ كفروا ثمّ آمنوا ثمّ كفروا ثمّ ازدادوا كفرًا لم يكن اللّه ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا} ). [تفسير القرآن العظيم: 2/434]

تفسير قوله تعالى: {بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (138) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {بشّر المنافقين بأنّ لهم عذابًا أليمًا} يعني: أنّ المنافقين من هذه الصّفة فإنّهم آمنوا ثمّ كفروا، فطبع على قلوبهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/435]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا (139) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ وصفهم بأنّهم يتّخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين، بمعنى أنّهم معهم في الحقيقة، يوالونهم ويسرّون إليهم بالمودّة، ويقولون لهم إذا خلوا بهم: إنّما نحن معكم، إنّما نحن مستهزئون. أي بالمؤمنين في إظهارنا لهم الموافقة. قال اللّه تعالى منكرًا عليهم فيما سلكوه من موالاة الكافرين: {أيبتغون عندهم العزّة}؟
ثمّ أخبر تعالى بأنّ العزّة كلّها للّه وحده لا شريك له، ولمن جعلها له. كما قال في الآية الأخرى: {من كان يريد العزّة فللّه العزّة جميعًا} [فاطرٍ: 10]، وقال تعالى: {وللّه العزّة ولرسوله وللمؤمنين ولكنّ المنافقين لا يعلمون} [المنافقون: 8].
والمقصود من هذا التّهييج على طلب العزّة من جناب اللّه، والالتجاء إلى عبوديّته، والانتظام في جملة عباده المؤمنين الّذين لهم النّصرة في هذه الحياة الدّنيا، ويوم يقوم الأشهاد.
ويناسب أن يذكر هاهنا الحديث الّذي رواه الإمام أحمد:
حدّثنا حسين بن محمّدٍ، حدّثنا أبو بكر بن عيّاشٍ، عن حميد الكنديّ، عن عبادة بن نسيّ، عن أبي ريحانة أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "من انتسب إلى تسعة آباءٍ كفّارٍ، يريد بهم عزًّا وفخرًا، فهو عاشرهم في النّار".
تفرّد به أحمد وأبو ريحانة هذا هو أزديٌّ، ويقال: أنصاريٌّ. اسمه شمعون بالمعجمة، فيما قاله البخاريّ، وقال غيره: بالمهملة، واللّه أعلم). [تفسير القرآن العظيم: 2/435]

رد مع اقتباس