عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 27 جمادى الآخرة 1434هـ/7-05-2013م, 04:45 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي


التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {فَاكِهِينَ بِمَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (18)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله تبارك وتعالى: {فاكهين بما آتاهم ربّهم...}.
معجبين بما آتاهم ربّهم). [معاني القرآن: 3/91]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({إنّ المتّقين في جنّاتٍ ونعيم فكهين} لأن نصبت مجازها مجاز الاستغناء فإذا استغنيت أن تخبر ثم جاء خبر بعد فإن شئت رفعت وإن شئت نصبت ومعناها: متفكهين، قال صخر بن عمر وأخو خنساء:
فكهٌ على حين العشاء إذا = ما الضّيف أقبل مسرعاً يسرى
ومن قرأها " فاكهين " فمجازها مجاز، " لابن " و " تامر " أي عنده لبن كثير وتمر كثير). [مجاز القرآن: 2/231-232]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({فاكهين بما آتاهم ربّهم} أي ناعمين بذلك. وفكهين معجبين بذلك). [تفسير غريب القرآن: 425]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إنّ المتّقين في جنّات ونعيم * فاكهين بما آتاهم ربّهم ووقاهم ربّهم عذاب الجحيم}
(فكهين)، و(فاكهين) جميعا، والنصب على الحال.
ومعنى {فاكهين بما آتاهم ربّهم} أي معجبين بما آتاهم ربّهم
{ووقاهم ربّهم عذاب الجحيم} أي غفر لهم ذنوبهم التي توجب النّار بإسلامهم وتوبتهم). [معاني القرآن: 5/63]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَاكِهِينَ}: أي ناعمين. و{فكهين} أي معجبين). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 246]

تفسير قوله تعالى: {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (19)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجل: {كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون} المعنى: يقال لهم كلوا واشربوا هنيئا.
و(هنيئا) منصوب وهو صفة في موضع المصدر.
المعنى: كلوا واشربوا هنّئتم هنيئا وليهنكم ما صرتم إليه). [معاني القرآن: 5/63]

تفسير قوله تعالى: {مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (20)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وزوّجناهم بحورٍ عينٍ} مجازها: جعلنا ذكران أهل الجنة أزواجاً بحور عين من النساء، يقال: للرجل: زوّج هذا الفعل الفرد أي اجعلهما زوجاً). [مجاز القرآن: 2/232]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ (21)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله تبارك وتعالى: {والّذين آمنوا واتّبعتهم ذرّيّتهم...}
قرأها عبد الله بن مسعود: (واتّبعتهم ذرّيّتهم). {ألحقنا بهم ذرّيّتهم...} على التوحيد...
- حدثني قيس والمفضل الضبي عن الأعمش عن إبراهيم، فأما المفضّل فقال عن علقمة عن عبد الله، وقال قيسٌ عن رجل عن عبد الله قال: قرأ رجل على عبد الله "والّذين آمنوا واتّبعهم ذرّياتهم بإيمانٍ ألحقنا بهم ذرّيّاتهم". قال: فجعل عبد الله يقرؤها بالتوحيد. قال حتّى ردّدها عليه نحواً من عشرين مرةً لا يقول ليس كما يقول وقرأها الحسن: كلتيهما بالجمع، وقرأ بعض أهل الحجاز، الأولى بالتوحيد، والثانية بالجمع، ومعنى قوله: {واتّبعتهم ذرّيّتهم} يقال: إذا دخل أهل الجنة الجنة فإن كان الوالد أرفع درجة من ابنه رفع ابنه إليه، وإن كان الولد أرفع رفع والده إليه.
وقوله عز وجل: {وما ألتناهم...}.
الألت: النقص، وفيه لغةٌ أخرى: (وما لتناهم من عملهم من شيء)، وكذلك هي في قراءة عبد الله، وأبي بن كعب قال الشاعر:
أبلغ بني ثملٍ عنّي مغلغلة = جهد الرسالة لا ألتاً ولا كذبا
يقول: لا نقصانٌ، ولا زيادةٌ، وقال الآخر:
وليلةٍ ذات ندىً سريت = ولم يلتني عن سراها ليت
واللّيت ها هنا مصدر لم يثنني عنها نقصٌ بي ولا عجزٌ عنها). [معاني القرآن: 3/91-93]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وما ألتناهم من عملهم} أي ما نقصناهم ولا حسبنا منه شيئاً وفيه ثلاث لغات " ألت يألت " تقديرها: أفل يأفل وألات يليت، تقديرها: أقال يفيل ولات يليت قال رؤبة:
وليلةٍ ذات ندى سريت = ولم يلتني عن سراها ليت
" من عملهم من شيء " مجازها: ما ألتناهم شيئاً والعرب تفعل هذا تزيد "من" قال أبو ذؤيب:
جزيتك ضعف الحب لما استثبته = وما إن جزاك الضعف من أحد قبلي
معناها أحد قبلي لأن " من " لا تنفع ولا تضر). [مجاز القرآن: 2/232]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وما ألتناهم من عملهم من شيءٍ} أي ما نقصناهم). [تفسير غريب القرآن: 425]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (والّذين آمنوا واتّبعتهم ذرّيّاتهم بإيمان ألحقنا بهم ذرّيّاتهم).
وقرئت (ألحقنا بهم ذرّيّتهم)، وقرئت " واتبعتم ذريّتهم " وكلا الوجهين جائز، الذرية تقع على الجماعة، والذريّات جمع، وذريّة على التوحيد أكثر.
وتأويل الآية أن الأبناء إذا كانوا مؤمنين، وكانت مراتب آبائهم في الجنة أعلى من مراتبهم ألحق الأبناء بالآباء، ولم ينقص الآباء من عملهم شيئا.
وكذلك إن كان عمل الآباء أنقص، ألحق الآباء بالأبناء.
وقوله عزّ وجلّ: {وما ألتناهم من عملهم من شيء} معناه: ما أنقصناهم، يقال ألته يألته ألتا إذا نقصه.
قال الشاعر:
أبلغ بني ثعل عنّي مغلغلة = جهد الرّسالة لا ألتا ولا كذبا
ويقال لأته يليته ليتا إذا نقصه وصرفه عن الشيء.
قال الشاعر:
وليلة ذات ندى سريت = ولم يلتني عن هواها ليت). [معاني القرآن: 5/65-66]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ({وما ألتناهم} أي: نقصناهم، يقال: ألته يألته ألتا، وآلته يؤلته إيلاتا، ولاته يليته ليتا، كله إذا نقصه). [ياقوتة الصراط: 486]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَلَتْنَاهُم}: أي نقصانهم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 246]

رد مع اقتباس