عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 1 جمادى الأولى 1434هـ/12-03-2013م, 03:12 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذاالدرس]

تفسير قوله تعالى: {يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ (64) }

تفسير قوله تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) }

تفسير قوله تعالى: {لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (66) }
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (ومنها أيضا اعتذر الرجل، إذا أتى بعذر، واعتذر إذا لم يأت بعذر، قال الله عز وجل: {لا تعتذروا}، فدل بهذا على أنهم اعتذروا بغير عذر صحيح. وقال لبيد
في المعنى الآخر:

فقوما فقولا بالذي قد علمتما = ولا تخمشا وجها ولا تحلقا شعر
إلى الحول ثم اسم السلام عليكما = ومن يبك حول كاملا فقد اعتذر
أي فقد أتى بعذر صحيح، ويقال: قد عذر الرجل في الحاجة إذا قصر فيها، وقد أعذر إذا بالغ ولم يقصر؛ من ذلك قولهم: قد أعذر من أنذر، أي قد جاء بمحض العذر من أنذرك المخوف.
وقال الفراء: حدثني حيان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس. وأبو حفص الخزاز، عن جويبر، عن الضحاك، عن ابن عباس، أنه كان يقرأ: (وجاء المُعْذِرُون من الأعراب)، ويقول: لعن الله المعذِرين. كأنه المعذِر عنده الذي يأتي بمحض العذر، والمعذِّر المقصر، هذا إذا كان المعذرون ومنه المفعِّلون، وإذا كان وزنه المفتعلين أمكن أن يكون للقوم عذر، وألا يكون لهم عذر على ما فسرنا في اعتذر، وتحول فتحول فتحة التاء من المعتذرين إلى العين، وتدغم التاء في الدال، فيصيران ذالا مشددة. ويقال: قد أعذر الرجل يُعْذِر، وعَذَر، وعذر يعذر، إذا كثرت
ذنوبه؛ حتى يتبين عذر من يعاقبه، ويصح أنه غير ظالم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يهلك الناس حتى يعذروا من أنفسهم))، ومنه قولهم: من يعذرني من فلان! وقول الشاعر:

فإن تك حرب ابني نزار تواضعت = فقد أعذرتنا في كلاب وفي كعب
وقول الآخر:

عذير الحي من عدوا = ن كانوا حية الأرض
وقولهم:

أريد حباءه ويريد قتلي = عذيرك من خليلك من مراد
ويقال: قد عذر فلان الصبي يعذره، وأعذره يعذره؛ إذا ختنه، أنشد الفراء:
في فتية جعلوا الصليب إلههم = حاشاي إني مسلم معذور
ويقال: قد عذرت الصبي أعذره، إذا غمزت وجعا في حلقة من الدم، يقال له العذرة، قال جرير:
غمز ابن مرة يا فرزدق كينها = غمز الطبيب نغانغ المعذور
النغانغ: لحمات عند اللهوات، واحدها نغنغ). [كتاب الأضداد: 320-322]


رد مع اقتباس