عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 25 ربيع الثاني 1434هـ/7-03-2013م, 10:53 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52) هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (53)}


تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولقد جئناهم بكتابٍ فصّلناه على علمٍ هدًى ورحمةً...}
تنصب الهدى والرحمة على القطع من الهاء في فصّلناه. وقد تنصبهما على الفعل. ولو خفضته على الإتباع للكتاب كان صوابا؛ كما قال الله تبارك وتعالى: {وهذا كتاب أنزلناه مبارك} فجعله رفعا بإتباعه للكتاب). [معاني القرآن: 1/ 381]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولقد جئناهم بكتاب فصّلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون (52)}
هدى في موضع نصب، أي فصلناه هاديا وذا رحمة.
ويجوز هدى ورحمة لقوم يؤمنون على الاستئناف، المعنى هو هدى ورحمة لقوم يؤمنون). [معاني القرآن: 2/ 341]

تفسير قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (53)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {هل ينظرون إلاّ تأويله...}
الهاء في تأويله للكتاب. يريد عاقبته وما وعد الله فيه.
وقوله: {فهل لّنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نردّ} ليس بمعطوف على (فيشفعوا)، إنما المعنى - والله أعلم -: أو هل نردّ فنعمل غير الذي كنا نعمل. ولو نصبت (نردّ) على أن تجعل (أو) بمنزلة حتّى، كأنه قال: فيشفعوا لنا أبدا حتى نرد فنعمل، ولا نعلم قارئا قرأ به). [معاني القرآن: 1/ 381]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {هل ينظرون إلاّ تأويله} أي هل ينظرون إلاّ بيانه ومعانيه وتفسيره.
{خسروا أنفسهم} مجازه: غبنوا أنفسهم وأهلكوا قال الأعشى:
لا يأخذ الرّشوة في حكمه ....... ولا يبالي غبن الخاسر). [مجاز القرآن: 1/ 216]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {هل ينظرون إلاّ تأويله يوم يأتي تأويله يقول الّذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربّنا بالحقّ فهل لّنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نردّ فنعمل غير الّذي كنّا نعمل قد خسروا أنفسهم وضلّ عنهم مّا كانوا يفترون}
وقال: {فهل لّنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نردّ فنعمل غير الّذي كنّا نعمل} فنصب ما بعد الفاء لأنه جواب استفهام). [معاني القرآن: 2/ 7-8]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة أبي عمرو {من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل} بالنصب للفاء.
[معاني القرآن لقطرب: 564]
وابن أبي إسحاق "أو نرد فنعمل" ينصبهما جميعًا؛ وقد فسرنا ذلك في صدر الكتاب). [معاني القرآن لقطرب: 565]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {هل ينظرون إلّا تأويله} أي هل ينتظرون إلّا عاقبته. يريد ما وعدهم اللّه من أنه كائن {يوم يأتي تأويله} في القيامة {يقول الّذين نسوه من قبل} أي تركوه وأعرضوا عنه). [تفسير غريب القرآن: 168]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (هل: تكون للاستفهام...، ويجعلونها أيضا بمعنى: (ما) في قوله: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ
تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ} [الأنعام: 158] و {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ} [البقرة: 210] ، و {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ} [الزخرف: 66]، و: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ}؟ [الأعراف: 53]، و: {فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ}؟ [النحل: 35].
هذا كله عندهم بمعنى: (ما).
وهو والأوّل عند أهل اللغة تقرير). [تأويل مشكل القرآن:538- 539] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {هل ينظرون إلّا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الّذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربّنا بالحقّ فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نردّ فنعمل غير الّذي كنّا نعمل قد خسروا أنفسهم وضلّ عنهم ما كانوا يفترون (53)}
{هل ينظرون إلّا تأويله}؛
معناه هل ينظرون إلا ما يؤول إليه أمرهم من البعث، وهذا التأويل والله أعلم - هو قوله (وما يعلم تأويله إلا اللّه)، أي ما يعلم متى يكون البعث.
وما يؤول إليه إلا اللّه: (والرّاسخون في العلم يقولون آمنّا به)
بالبعث - واللّه أعلم -.
وقوله: (يوم يأتي تأويله يقول الّذين نسوه من قبل).
(يوم) منصوب بقوله: (يقول) و (الذين نسوه) على ضربين:
جائز أن يكون صاروا في الإعراض عنه بمنزلة من نسي.
وجائز أن يكونوا نسوه وتركوا العمل له والإيمان به.

وقوله:. {أو نردّ فنعمل غير الّذي كنّا نعمل}.
(أو) نسق على قوله: (من شفعاء)، " كأنهم قالوا: هل يشفع لنا شافع أو هل نرد.
وقوله عزّ وجلّ (فنعمل) منصوب على جواب الفاء للاستفهام.
ويجوز أن تنصب (أو نردّ فنعمل)، أي إن رددنا استغنينا عن الشفاعة). [معاني القرآن: 2/ 341-342]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {هل ينظرون إلا تأويله}
قال مجاهد: أي جزاءه.
وقال قتادة: أي عاقبته.
وهذا قول حسن ومعناه ما وعدوا فيه أنه كائن.
ثم قال جل وعز: {يوم يأتي تأويله}؛
يعني يوم القيامة.
{يقول الذين نسوه من قبل}؛ قال مجاهد أي أعرضوا عنه). [معاني القرآن: 3/ 41-42]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {إِلاَّ تَأْوِيلَهُ} أي عاقبته.
{الَّذِينَ نَسُوهُ} أي تركوه وأعرضوا عنه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 84 -85]


رد مع اقتباس