عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 11 محرم 1436هـ/3-11-2014م, 12:02 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عزّ وجلّ: {ويلٌ لّكلّ همزةٍ لّمزةٍ * الّذي جمع مالًا وعدّده * يحسب أنّ ماله أخلده * كلّا لينبذنّ في الحطمة * وما أدراك ما الحطمة * نار اللّه الموقدة * الّتي تطّلع على الأفئدة * إنّها عليهم مّؤصدةٌ * في عمدٍ مّمدّدةٍ}
{ويلٌ}
يجمع الشّرّ والخزي، وقيل: ويلٌ: وادٍ في جهنّم.
و(الهمزة) الذي يهمز الناس بلسانه، أي: يعيبهم ويغتابهم، وقال ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما: هو المشّاء بالنميم.
قال القاضي أبو محمّدٍ رحمه اللّه:
«وليس به لكنّهما صفتان بتلازمٍ»، قال تعالى: {همّازٍ مشّاءٍ بنميمٍ}.
وقال مجاهدٌ: الهمزة:
«الذي يأكل لحوم الناس».
وقيل لأعرابيٍّ: أتهمز إسرائيل. قال: إني إذًا لرجل سوءٍ. حسب أنه يقال له: أتقع في سبّه؟
و(اللّمزة) قريبٌ من المعنى في (الهمزة)، قال اللّه تعالى: {ولا تلمزوا أنفسكم}. وقرأ ابن مسعودٍ والأعمش: (ويلٌ للهمزة اللّمزة).
وهذا البناء الذي هو (فعلة) يقتضي المبالغة في معناه.
وقال أبو العالية، والحسن:
«الهمز بالحضور، واللّمز بالمغيب».
وقال مقاتلٌ ضدّ هذا. وقال ابن أبي نجيحٍ:
«الهمز باليد والعين، واللّمز باللسان». وقال تعالى: {ومنهم من يلمزك في الصّدقات}.
وقيل: نزلت هذه الآية في الأخنس بن شريقٍ. وقيل: في جميل بن عامرٍ الجمحيّ. ثمّ هي تتناول كلّ من اتّصف بهذه الصفات). [المحرر الوجيز: 8/ 687-688]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ (2)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقرأ ابن عامرٍ، وحمزة، والكسائيّ، والحسن: (جمّع) بشدّ الميم، والباقون بالتخفيف.
وقوله تعالى: {وعدّده} معناه: أحصاه وحافظ على عدده ألاّ ينقص، فمنعه من الخيرات ونفقة البرّ.
وقال مقاتلٌ: المعنى:
«استعدّه وادّخره».
وقرأ الحسن: (وعدده) بتخفيف الدالين. فقيل: المعنى: جمع مالًا وعددًا من عشيرةٍ. وقيل: أراد (عدّد) مشدّدًا فحلّ التضعيف. وهذا قلقٌ). [المحرر الوجيز: 8/ 688]

تفسير قوله تعالى: {يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3) كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {يحسب أنّ ماله أخلده} معناه: يحسب أنّ ماله هو معنى حياته وقوامها، وأنه حفظه مدّة عمره ويحفظه، ثمّ ردّ تعالى على هذه المحسبة، وأخبر إخبارًا مؤكّدًا أنه ينبذ في الحطمة، أي: التي تحطم ما فيها وتلتهمه.
وقرأ: {يحسب} -بفتح السين- الأعرج، وأبو جعفرٍ، وشيبة.
وقرأ ابن محيصنٍ، والحسن - بخلافٍ عنه -: (لينبذانّ) بنونٍ مكسورةٍ مشددةٍ قبلها ألفٌ، يعني: هو وماله.
وروي عنه ضمّ الذال على نبذ جماعةٍ؛ هو، وماله، وعدده، أو يريد جماعة الهمزات). [المحرر الوجيز: 8/ 688]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم عظّم اللّه تعالى شأنها، وأخبر أنها نار اللّه الموقدة التي يبلغ إحراقها القلوب ولا تخمد.
و(الفؤاد) القلب، ويحتمل أن يكون المعنى: أنها لا يتجاوزها أحدٌ حتى تأخذه بواجب عقيدة قلبه ونيّته، فكأنها مطّلعةٌ على القلوب بإطلاع اللّه تعالى إيّاها). [المحرر الوجيز: 8/ 688]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (8)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثمّ أخبر اللّه تعالى أنها عليهم مؤصدةٌ، ومعناه: مطبقةٌ أو مغلقةٌ.
قال عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه:
«أبواب النار بعضها فوق بعضٍ»). [المحرر الوجيز: 8/ 688]

تفسير قوله تعالى: {فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (9)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {في عمدٍ} جمع (عمودٍ)، مثل: أديمٍ وأدمٍ، وهي عند سيبويه أسماء جمعٍ لا جموع، جاريةٌ على الفعل.
وقرأ ابن مسعودٍ (موصدةٌ بعمدٍ ممدّدةٍ). وقال ابن زيدٍ: المعنى: في عمد حديدٍ مغلولين لها، والكلّ من نارٍ. وقال أبو صالحٍ:
«هذه النار هي في قبورهم».
وقرأ عاصمٌ - في رواية أبي بكرٍ - وحمزة، والكسائيّ: (عمدٍ) بضمّ العين والميم، وقرأ الباقون وحفصٌ عن عاصمٍ بفتحهما، وقرأ الجمهور: {ممدّدةٍ} بالخفض على نعت (العمد)، وقرأ عاصمٌ: (ممدّدةٌ) بالرفع على إتّباع {مؤصدةٌ}). [المحرر الوجيز: 8/ 688]


رد مع اقتباس