عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 1 رجب 1435هـ/30-04-2014م, 07:28 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

هل اجتهد عثمان رضي الله عنه في ترتيب السور؟

أثر ابن عباس رضي الله عنهما
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (حدثنا مروان بن معاوية، عن عوف بن أبي جميلة، عن يزيد الفارسي، عن ابن عباس، قال: قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال، وهي من المثاني، وإلى براءة وهي من المئين، فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا سطر (بسم الله الرحمن الرحيم)، ووضعتموها في السبع الطول؟ ما حملكم على ذلك؟ .فقال عثمان: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مما يأتي عليه الزمان، وهو ينزل عليه من السور ذوات العدد، فكان إذا نزلت عليه سورة يدعو بعض من يكتب فيقول: ((ضعوا هذه السورة في الموضع الذي يذكر فيه كذا وكذا)) ،وكانت براءة من آخر القرآن نزولا، وكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، فظننتها منها، وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يبين لنا أمرها، قال: فلذلك قرنت بينهما، ولم أجعل بينهما سطر (بسم الله الرحمن الرحيم)، ووضعتها في السبع الطول.) [فضائل القرآن : ] (م)

أقوال العلماء في أثر ابن عباس
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338 هـ): (سورة براءة
قال أبو جعفرٍ: لا أعلم خلافًا أنّها من آخر ما نزل بالمدينة ولذلك قلّ المنسوخ فيها ويدلّك على ذلك ما حدّثنا به، أحمد بن عمرو بن عبد الخالق، قال: حدّثنا محمّد بن المثنّى، وعمرٌو بن عليٍّ، قالا حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، قال: حدّثنا عوفٌ الأعرابيّ، عن يزيد الفارسيّ، قال: حدّثنا ابن عبّاسٍ، قال: قلنا لعثمان بن عفّان رضي اللّه عنه ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما بسم اللّه الرّحمن الرّحيم ووضعتهما في السّبع الطّوال ما حملكم على هذا؟ فقال: «كان رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم تنزل عليه السّور ذوات العدد فإذا نزلت عليه الآية قال اجعلوها في سورة كذا وكذا وكانت الأنفال من أوّل ما نزل بالمدينة وكانت براءة من آخر ما نزل وكانت قصّتها تشبه قصّتها ولم يبيّن لنا رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم في ذلك شيئًا فلذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم اللّه الرّحمن الرّحيم»
قال : وقرئ على محمّد بن جعفر بن حفصٍ، عن يوسف بن موسى، قال: حدّثنا أبو أسامة، قال: حدّثنا عوفٌ، وذكر بإسناده نحوه غير أنّه زاد فيه قال عثمان: فظننت أنّها منها قال: وكانتا تدعيان في زمان رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم القرينتين فلذلك جعلتهما في السّبع الطّوال.
قال أبو جعفرٍ: ففي هذا الحديث ظنّ عثمان أنّ الأنفال من براءة وتحقيق ابن عبّاسٍ أنّها ليست منها.
وفيه البيان أنّ تأليف القرآن عن اللّه جلّ وعزّ ورسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم لا مدخل لأحدٍ فيه ولو لم يكن في ذلك إلّا الأحاديث المتواترة أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم ذكر البقرة وآل عمران وسائر السّور وأنّه كان يقرأ في صلاة كذا بكذا وأنّه قرأ في ركعةٍ بالبقرة وآل عمران وأنّه قال صلّى الله عليه وسلّم ((تأتيان يوم القيامة كأنّهما غمامتان أو غيايتان)).

وصحّ أنّ أربعةً من أصحاب رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم كانوا يحفظون القرآن في وقته ولا يجوز أن يحفظوا ما ليس مؤلّفًا؛
كما حدّثنا أبو عليٍّ محمّد بن جعفر بن محمّدٍ الأنباريّ، قال: حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا شبابة، قال: حدّثنا شعبة، عن قتادة، عن أنسٍ، قال: «جمع القرآن على عهد رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم أربعةٌ أبيّ بن كعبٍ، وزيد بن ثابتٍ، وأبو زيدٍ، ومعاذ بن جبلٍ» قال قتادة: قلت لأنسٍ من أبو زيدٍ؟ قال: أحد عمومتي.
قال أبو جعفرٍ: وهؤلاء الأربعة من الأنصار هم الّذين كانوا يقرءون وأبو زيدٍ سعد بن عبيدٍ من بني عمرو بن عوفٍ من الأنصار
وقال الشّعبيّ: "وأبو الدّرداء حفظ القرآن على عهد رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم ومجمّع بن جارية بقيت عليه سورتان أو ثلاثٌ، قال: ولم يحفظ القرآن أحدٌ من الخلفاء إلّا عثمان، وسالمٌ مولى أبي حذيفة بقي عليه منه شيءٌ»
فإن قيل فقد أمر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بأخذ القرآن عنه قيل ليس في هذا دليلٌ على حفظه إيّاه كلّه، ولكن فيه دليلٌ على أمانته.
وممّا يدلّك على أنّ القرآن كان مؤلّفًا في عهد رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم؛ما حدّثناه أحمد بن محمّدٍ الأزديّ، قال: حدّثنا يزيد بن سنانٍ، قال: حدّثنا أبو داود، قال: حدّثنا عمران القطّان، عن قتادة، عن أبي بكرٍ الهذليّ، عن أبي رافعٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: ((أعطيت السّبع مكان التّوراة وأعطيت المئين مكان الزّبور وأعطيت المثاني مكان الإنجيل وفضّلت بالمفصّل))
قال أبو جعفرٍ: فهذا التّأليف من لفظ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم وهذا أصلٌ من أصول المسلمين لا يسعهم جهله؛ لأنّ تأليف القرآن من إعجازه ولو كان التّأليف عن غير اللّه جلّ وعزّ ورسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم لسوعد بعض الملحدين على طعنهم
وقد أشكل على بعض أصحاب الحديث ما طعن به بعض أهل الأهواء بالحديث: أنّ عثمان أمر زيد بن ثابتٍ أن يجمع القرآن وضمّ إليه جماعةً؛ فتوهّم أنّ هذا هو التّأليف؛ وهذا غلطٌ عظيمٌ، وقد تكلّم العلماء في معنى هذا بأجوبةٍ:
فمنهم من قال: إنّما أمر بجمعه وإن كان مجموعًا؛ لأنّهم كانوا يقرءونه على سبعة أحرفٍ فوقع بينهم الشّرّ والخلاف فأراد عثمان رحمه اللّه أن يختار من السّبعة حرفًا واحدًا هو أفصحها ويزيل السّتّة، وهذا من أصحّ ما قيل فيه؛ لأنّه مرويٌّ عن زيد بن ثابتٍ أنّه قال هذا، ويدلّك على صحّته أنّ زيد بن ثابتٍ كان يحفظ القرآن، فلا معنى لجمعه إيّاه إلّا على هذا أو ما أشبهه، وقد قيل إنّما جمعه وإن كان يحفظه لتقوم حجّته عند أمير المؤمنين عثمان أنّه لم يستبدّ برأيه، وقد عارض بعض النّاس في هذا فقال: لم خصّ زيد بن ثابتٍ بهذا وفي الصّحابة من هو أكبر منه منهم عبد اللّه بن مسعودٍ، وأبو موسى الأشعريّ وغيرهما واحتجّ بما حدّثناه إبراهيم بن محمّد بن عرفة، قال: حدّثنا شعيب بن أيّوب، قال: حدّثنا يحيى بن آدم، قال: حدّثنا أبو بكر بن عيّاشٍ، عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن عبد اللّه، أنّ أبا بكرٍ، وعمر، رضي اللّه عنهما بشّراه بأنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم قال:((من أراد أن يقرأ القرآن غضًّا كما أنزل فليقرأه بقراءة ابن أمّ عبدٍ))
قال أبو جعفرٍ: والجواب عن هذا أنّ زيد بن ثابتٍ قدّم لأشياء لم تجتمع لغيره؛ منها أنّه كان يكتب الوحي لرسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، ومنها أنّه كان يحفظ القرآن في عهد رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، ومنها أنّ قراءته كانت على آخر عرضةٍ عرضها النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم على جبريل عليه السّلام وقول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في عبد اللّه بن مسعودٍ ما قال قد تأوّله هذا المعارض على غير تأويله، وليس التّأويل على ما ذهب إليه ولو كان على ما ذهب إليه ما وسع أحدًا أن يقرأ إلّا بحرف عبد اللّه، والتّأويل عند أهل العلم منهم الحسين بن عليٍّ الجعفيّ؛ أنّ عبد اللّه بن مسعودٍ كان يرتّل القرآن فحضّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم على ترتيلٍ مثل ترتيله لا غير، ويدلّك على ذلك الحديث: أنّه سئل عن طسم، فقال: لا أحفظها سل خبّابًا عنها، فإن قيل: فقد حضر ابن مسعودٍ العرضة الآخرة قيل : قد ذكرنا ما لزيد بن ثابتٍ سوى هذا، على أنّ حرف عبد اللّه الصّحيح أنّه موافقٌ لمصحفنا؛ يدلّك على ذلك أنّ أبا بكر بن عيّاشٍ قال: قرأت على عاصمٍ وقرأ عاصمٌ على زرٍّ وقرأ زرٌّ على عبد اللّه. ).[الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/396-469] (م)
قالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّعْلَبيُّ (ت: 427هـ): (يزيد الرقاشي عن ابن عباس قال: "قلت لعثمان بن عفان رضي الله عنه: ما حملكم على أن [عمدتم] إلى الأنفال -وهي من المثاني- وإلى براءة -وهي من المئين- فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا سطر {بسم الله الرحمن الرحيم}، ووضعتموها في السبع الطوال؟
قال عثمان رضي الله عنه: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- كان مما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه السور ذوات العدد، فإذا نزلعليه الشيء يدعو بعض من يكتب عنده فيقول: ((ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا))، وينزل عليه الآية فيقول ((ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا))، وكانت الأنفال مما نزلت بالمدينة، وكانت براءة من آخر ما نزلت، وكانت قصتها شبيهة بقصتها [فظننت أنها منها] ، وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلّم ولم يبين لنا أنها منها، فمن ثم قرنت بينهما ولم أكتب سطر {بسم الله الرحمن الرحيم} ووضعتها في السبع الطوال). [الكشف والبيان:5/5]
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (أخبرنا عبد الرّحمن بن محمّدٍ الزّمجاريّ، نا أحمد بن جعفر بن مالكٍ، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبلٍ، نا أبي، نا محمّد بن جعفرٍ، نا عوفٌ، عن يزيد الفارسيّ، قال: قال لنا ابن عبّاسٍ: قلت لعثمان بن عفّان: ما حملكم على أن عهدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءةٍ وهي من المئين، فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر بسم اللّه الرّحمن الرّحيم ووضعتموهما في السّبع الطّوال؟ قال عثمان: إنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم كان ممّا يأتي عليه الزّمان ينزل عليه من السّور ذوات العدد، وكان إذا أنزل عليه الشّيء يدعو بعض من يكتب عنده، يقول: ضعوا هذه في السّورة الّتي يذكر فيها كذا وكذا، وكانت الأنفال من أوائل ما أنزل بالمدينة، وبراءةٌ من آخر القرآن، وكانت قصّتها شبيهةً بقصّتها، وقبض فيهما رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم ولم يبيّن لنا أنّها منها، وظننّا أنّها منها فمن ثمّ قرنت بينهما ولم أكتب بينهما بسم اللّه الرّحمن الرّحيم ووضعتهما في السّبع الطّوال). [الوسيط: 2/475] (م)
قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): (فإن قلت: هلا صدرت بآية التسمية كما في سائر السور؟ قلت: سأل عن ذلك عبد الله بن عباس عثمان رضي الله عنهما فقال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا نزلت عليه السورة أو الآية قال: ((اجعلوها في الموضع الذي يذكر فيه كذا وكذا))، وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أين نضعها، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، فلذلك قرنت بينهما، وكانتا تدعيان القرينتين. وعن أبي كعب: إنما توهموا ذلك، لأنّ في الأنفال ذكر العهود وفي براءة نبذ العهود. وسئل ابن عيينة رضي الله عنه فقال: اسم الله سلام وأمان، فلا يكتب في النبذ والمحاربة، قال تعالى ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السّلام لست مؤمناً قيل: فإنّ النبي صلى الله عليه وسلم قد كتب إلى أهل الحرب: بسم الله الرحمن الرحيم. قال: إنما ذلك ابتداء يدعوهم ولم ينبذ إليهم، ألا تراه يقول والسّلام على من اتّبع الهدى فمن دعي إلى الله عزّ وجلّ فأجاب ودعي إلى الجزية فأجاب فقد اتبع الهدى، وأمّا النبذ فإنما هو البراءة واللعنة، وأهل الحرب لا يسلم عليهم، ولا يقال: لا تفرق ولا تخف، ومترس ولا بأس:
هذا أمان كله). [الكشاف: 3/5-6] (م)
- قالَ عبدُ اللهِ بنُ يوسُفَ الزَّيلعيُّ (ت: 762هـ): (الحديث الأول:
سئل ابن عبّاس عن البسملة فيها فقال: إن رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم كان إذا نزلت عليه السّورة أو الآية قال: ((اجعلوها في الموضع الّذي يذكر فيه كذا وكذا))، وتوفّي رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم ولم يبين لنا أين نضعها وكانت قصّتها شبيهة بقصّتها فلذلك قرنت بينهما وكانتا تدعيان القرينتين.
قلت: رواه أبو داود في سننه في الصّلاة والتّرمذيّ في التّفسير والنّسائيّ في فضائل القرآن من حديث يزيد الفارسي عن ابن عبّاس قال: سألت عثمان بن عفّان ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرّحمن الرّحيم ووضعتموها في السّبع الطوال. فقال عثمان: كان رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم ممّا يأتي عليه الزّمان وهو ينزل عليه السّور ذوات العدد وكان إذا نزل عليه الشّيء دعا بعض من كان يكتب فقال: ((ضعوا هؤلاء الآيات في السّورة الّتي يذكر فيها كذا وكذا))، وكانت الأنفال من أول ما أنزل بالمدينة وكانت براءة من آخر القرآن وكانت قصّتها شبيهة بقصّتها فظننت أنّها منها فقبض رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم ولم يبين لنا أنّها منها فمن أجل ذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرّحمن الرّحيم فوضعتها في السّبع الطول.
انتهى قال التّرمذيّ حديث حسن.
ورواه ابن حبان في صحيحه في النّوع التّاسع والمائة من القسم الثّاني والحاكم في مستدركه وقال على شرط الشّيخين ولم يخرجاه انتهى.
ورواه أحمد وإسحاق بن راهويه وأبو يعلي الموصلي والبزّار في مسانيدهم.
ورواه البيهقيّ في أواخر دلائل النّبوّة وفي أوائل المعرفة.
وقوله: وكانتا تدعيان القرينتين؛ لم أجده إلّا عند ابن راهويه فإنّه زاد فيه: قال: وكانتا تدعيان القرينتان فوضعتا في السّبع الطول.
انتهى وقال البزّار لا نعلم أحدا رواه عن النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم إلّا عثمان ولا روى ابن عبّاس عن عثمان إلّا هذا الحديث انتهى). [الإسعاف: 2/47-48]
- قالَ أَحْمَدُ بنُ علِيٍّ ابنُ حَجَرٍ العَسْقَلانِيُّ (ت:852هـ) :
(«قوله:
سأل عن ابن عباس رضي الله عنهما عثمان رضي الله عنه عن البسملة فيها. فقال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا نزلت عليه السورة أو الآية قال: ((اجعلوها في الموضع الذي يذكر فيه كذا وكذا))، وتوفي ولم يبين لنا أين نضعها، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، فلذلك قرنت بينهما، وكانتا تدعيان القرينتين. 2: 137: 4.

أخرجه أصحاب السنن. وابن حبان وأحمد وإسحاق وأبو يعلى والبزار. من طريق يوسف بن مهران. ويزيد الفارسي. عن ابن عباس قال: «سألت عثمان بن عفان، ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين.
فقرنتم بينهما" فذكر الحديث بطوله سوى قوله: وكانتا تدعيان القرينتين، فلم يذكرها إلا إسحاق). [الكافي الشاف:71- 72]

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ): (وروي أيضا عن ابن عباس قال: (قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني، وإلى براءة وهي من المئين، فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتموها في السبع الطول؟. فقال عثمان: رحمة الله عليه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان فيما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه من السور ذوات العدد، وكان إذا نزلت عليه سورة يدعو بعض من يكتب فيقول: ((ضعوا هذه السورة في الموضع الذي يذكر فيه كذا وكذا))، وكانت براءة من آخر القرآن نزولا، وكانت الأنفال من أول ما نزل بالمدينة، وكانت قصتها شبيهة بقصتها وظننتها منها، وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتبين لنا أمرها. قال: فلذلك قرنت بينهما، ولم أجعل بينهما سطر {بسم الله الرحمن الرحيم} ووضعتها في السبع الطول).
ومعنى قوله: و"كانت قصتها شبيهة بقصتها"، لأن فيهما جميعا ذكر القتال.). [جمال القراء: 1/85] م1 (م)

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( وفي القرآن العزيز السبع الطول: البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف ويونس، وقيل براءة.
وقد توهم عثمان رضي الله عنه أن الأنفال وبراءة سورة واحدة، فلذلك وضعهما في السبع الطول، ولم يكتب بينهما البسملة، وكانتا تدعيان في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم القرينتين. ). [جمال القراء:1/34-36] (م)
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وقد اختلف العلماء في سبب سقوط البسملة من أوّلها على أقوالٍ:
الأوّل: عن المبرّد وغيره، أنّه كان من شأن العرب إذا كان بينهم وبين قومٍ عهدٌ، فإذا أرادوا نقضه كتبوا إليهم كتابًا، ولم يكتبوا فيه بسملةً فلمّا نزلت براءةٌ بنقض العهد الّذي كان بين النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم والمشركين، بعث بها النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عليّ بن أبي طالبٍ، فقرأها عليهم، ولم يبسمل في ذلك على ما جرت به عادة العرب. وأخرج أبو الشّيخ وابن مردويه عن ابن عبّاسٍ قال: سألت عليّ بن أبي طالبٍ لم لا تكتب في براءةٌ بسم اللّه الرّحمن الرّحيم؟ قال: لأنّ بسم اللّه الرّحمن الرّحيم أمانٌ. وبراءة نزلت بالسّيف.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والتّرمذيّ وحسّنه والنّسائيّ والحاكم وصحّحه عن ابن عبّاسٍ قال: قلت لعثمان بن عفّان: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني، وإلى براءةٌ وهي من المئين، فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، ووضعتموها في السّبع الطّوال، ما حملكم على ذلك؟ فقال عثمان: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ممّا يأتي عليه الزّمان وهو ينزل عليه السّور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشّيء دعا بعض من كان يكتب فيقول: ضعوا هؤلاء الآيات في السّورة الّتي يذكر فيها كذا وكذا، وكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة، وكانت براءةٌ من آخر القرآن نزولًا، وكانت قصّتها شبيهةً بقصّتها فظننت أنّها منها، وقبض رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم ولم يبيّن لنا أنّها منها. فمن أجل ذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم ووضعتها في السّبع الطّوال.
وأخرج أبو الشّيخ عن أبي رجاءٍ قال: سألت الحسن عن الأنفال وبراءة أسورتان أو سورةٌ؟ قال: سورتان.

ومن جملة الأقوال في حذف البسملة: أنّها كانت تعدل سورة البقرة، أو قريبًا منها، وأنّه لمّا سقط أوّلها سقطت البسملة، روي هذا عن مالك بن أنسٍ وابن عجلان.
ومن جملة الأقوال في سقوط البسملة: أنّهم لمّا كتبوا المصحف في خلافة عثمان اختلف الصّحابة، فقال بعضهم: براءةٌ والأنفال: سورةٌ واحدةٌ، وقال بعضهم: هما سورتان، فتركت بينهما فرجةٌ لقول من قال: هما سورتان، وتركت بسم اللّه الرّحمن الرّحيم لقول من قال: هما سورةٌ واحدةٌ، فرضي الفريقان. قاله خارجة وأبو عصمة وغيرهما. وقول من جعلهما سورةً واحدةً أظهر، لأنّهما جميعًا في القتال، وتعدّان جميعًا سابعة السّبع الطّوال). [فتح القدير: 2/475-476] (م)


رد مع اقتباس