عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 16 جمادى الآخرة 1435هـ/16-04-2014م, 12:27 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (129) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله تعالى: {ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النّساء ولو حرصتم} أي: لن تستطيعوا أيّها النّاس أن تساووا بين النّساء من جميع الوجوه، فإنّه وإن حصل القسم الصّوريّ: ليلةً وليلةً، فلا بدّ من التّفاوت في المحبّة والشّهوة والجماع، كما قاله ابن عبّاسٍ، وعبيدة السّلماني، ومجاهدٌ، والحسن البصريّ، والضّحّاك بن مزاحمٍ.
وقد قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو زرعة، حدّثنا ابن أبي شيبة، حدّثنا حسينٌ الجعفي، عن زائدة، عن عبد العزيز بن رفيع، عن ابن أبي مليكة قال: نزلت هذه الآية: {ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النّساء ولو حرصتم} في عائشة. يعني: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم كان يحبّها أكثر من غيرها، كما جاء في الحديث الّذي رواه الإمام أحمد وأهل السّنن، من حديث حمّاد بن سلمة، عن أيّوب، عن أبي قلابة، عن عبد اللّه بن يزيد، عن عائشة قالت: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقسم بين نسائه فيعدل، ثمّ يقول: "اللّهمّ هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك" يعني: القلب.
لفظ أبي داود، وهذا إسنادٌ صحيحٌ، لكن قال التّرمذيّ: رواه حمّاد بن زيدٍ وغير واحدٍ، عن أيّوب، عن أبي قلابة مرسلًا قال: وهذا أصحّ.
وقوله {فلا تميلوا كلّ الميل} أي: فإذا ملتم إلى واحدةٍ منهم فلا تبالغوا في الميل بالكلّيّة {فتذروها كالمعلّقة} أي: فتبقى هذه الأخرى معلّقة.
قال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وسعيد بن جبيرٍ، والحسن، والضّحّاك، والرّبيع بن أنسٍ، والسّدّيّ، ومقاتل بن حيّان: معناه لا ذات زوجٍ ولا مطلّقةً.
وقد قال أبو داود الطّيالسيّ: أنبأنا همّام، عن قتادة، عن النّضر بن أنسٍ، عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما، جاء يوم القيامة وأحد شقّيه ساقطٌ".
وهكذا رواه الإمام أحمد وأهل السّنن، من حديث همّام بن يحيى، عن قتادة، به. وقال التّرمذيّ: إنّما أسنده همّام، ورواه هشام الدستوائي عن قتادة -قال: "كان يقال". ولا نعرف هذا الحديث مرفوعًا إلّا من حديث همّام.
وقوله: {وإن تصلحوا وتتّقوا فإنّ اللّه كان غفورًا رحيمًا} أي: وإن أصلحتم في أموركم، وقسمتم بالعدل فيما تملكون، واتّقيتم اللّه في جميع الأحوال، غفر اللّه لكم ما كان من ميلٍ إلى بعض النّساء دون بعضٍ). [تفسير القرآن العظيم: 2/430-431]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا (130) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى: {وإن يتفرّقا يغن اللّه كلا من سعته وكان اللّه واسعًا حكيمًا} وهذه هي الحالة الثّالثة، وهي حالة الفراق، وقد أخبر تعالى أنّهما إذا تفرّقا فإنّ اللّه يغنيه عنها ويغنيها عنه، بأن يعوّضه بها من هو خيرٌ له منها، ويعوّضها عنه بمن هو خيرٌ لها منه: {وكان اللّه واسعًا حكيمًا} أي: واسع الفضل عظيم المنّ، حكيمًا في جميع أفعاله وأقداره وشرعه). [تفسير القرآن العظيم: 2/431]

رد مع اقتباس