عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 22 جمادى الأولى 1434هـ/2-04-2013م, 08:29 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي التفسير اللغوي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (9)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {يا أيّها الّذين آمنوا اذكروا نعمة اللّه عليكم إذ جاءتكم جنودٌ} [الأحزاب: 9] يعني أبا سفيان وأصحابه، وهم الأحزاب.
المعلّى، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ، قال: يوم الأحزاب تحازبوا على اللّه ورسوله، جاء عيينة بن حصنٍ الفزاريّ وطليحة بن خويلدٍ الأسديّ من فوق الوادي، وجاء أبو الأعور السّلميّ من أسفل الوادي، ونصب أبو سفيان قبل الخندق الّذي فيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
قال: {فأرسلنا عليهم ريحًا} [الأحزاب: 9] قال مجاهدٌ: وهي الصّبا تكبّهم على وجوههم وتقطع فساطيطهم حتّى أظعنتهم، وهذا تفسير مجاهدٍ.
- حدّثني إبراهيم بن محمّدٍ، عن صالح بن كيسان، عن طاوسٍ، قال يحيى: وأخبرني صاحبٌ لي، عن الأعمش، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «نصرت بالصّبا وأهلكت عادٌ بالدّبور».
[تفسير القرآن العظيم: 2/703]
قال: {وجنودًا لم تروها} [الأحزاب: 9] الملائكة، في تفسير مجاهدٍ وقتادة). [تفسير القرآن العظيم: 2/704]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فأرسلنا عليهم ريحاً وجنوداً لّم تروها...}

يريد: وأرسلنا جنوداً لم تروها من الملائكة, وهذا يوم الخندق , وهو يوم الأحزاب.). [معاني القرآن: 2/336]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وردّ اللّه الّذين كفروا بغيظهم...}
وقد كانوا طمعوا أن يصطلموا المسلمين لكثرتهم، فسلّط الله عليهم ريحاً باردةً، فمنعت أحدهم من أن يلجم دابّته, وجالت الخيل في العسكر، وتقطعت أطنابهم , فهزمهم الله بغير قتال، وضربتهم الملائكة.
فذلك قوله: {إذ جاءتكم جنودٌ فأرسلنا عليهم ريحاً وجنوداً لم تروها}: يعني :الملائكة.). [معاني القرآن: 2/340] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {يا أيّها الّذين آمنوا اذكروا نعمة اللّه عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان اللّه بما تعملون بصيرا (9)}
هؤلاء الجنود هم الأحزاب، والجنود الذين كانوا: هم قريش مع أبي سفيان , وغطفان , وبنو قريظة، تحزّبوا , وتظاهروا على حرب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم , فأرسل اللّه عليهم ريحا كفأت قدورهم، أي: قلبتها، وقلعت فساطيطهم , وأظعنتهم من مكانهم، والجنود التي لم يروها الملائكة.). [معاني القرآن: 4/217]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود}
قال مجاهد : (جاءهم أبو سفيان , وعيينة بن بدر , وبنو قريظة : وهم الأحزاب) .
ثم قال جل وعز: {فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها}
روى ابن أبي نجيح , عن مجاهد قال : (هي الصبا : كفأت قدورهم , ونزعت فساطيطهم حتى أظعنتهم) .
وروى ابن عباس , عن النبي صلى الله عليه وسلم : ((نصرت بالصبا , وأهلكت عاد بالدبور)).) [معاني القرآن: 5/327-328]

تفسير قوله تعالى:{إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم} [الأحزاب: 10] جاءوا من وجهين من أسفل المدينة ومن أعلاها في تفسير الحسن.
أبو سفيان في تفسير مجاهدٍ.
وقال الكلبيّ: جاءوا من أعلى الوادي ومن أسفله، جاء من أعلاه عيينة ابن حصنٍ، ومن أسفله أبو الأعور السّلميّ، ونصب أبو سفيان إلى الخندق.
وقال السّدّيّ: {إذ جاءوكم} [الأحزاب: 10]، يعني: الأحزاب، أبا سفيان ومن معه.
{من فوقكم} [الأحزاب: 10]، يعني: من فوق الوادي، يعني: من أعلاه، من قبل المشرق، ومن حيث يجيء الصّبح، يعني: مالك بن عوفٍ من بني نضرٍ، وعيينة بن حصنٍ الفزاريّ ومعهما ألفٌ من غطفان، ومع طليحة بن خويلدٍ الثّقفيّين من بني أسدٍ، وحييّ بن أخطب اليهوديّ في يهودٍ من بني قريظة.
ثمّ قال: {ومن أسفل منكم} [الأحزاب: 10]، يعني: من أسفل من النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم من بطن الوادي ومن قبل المغرب، وجاء أبو سفيان على أهل مكّة ومعه يزيد بن جحشٍ على فرقتين، جاءوا من أسفل الوادي من قبل المغرب، وجاء أبو الأعور السّلميّ عمرو بن سفيان من قبل الخندق والّذين معه.
قال عزّ وجلّ: {وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر} [الأحزاب: 10] من شدّة الخوف.
{وتظنّون باللّه الظّنونا} [الأحزاب: 10]، يعني: التّهمة، تفسير السّدّيّ، يعني: المنافقين ظنّوا
[تفسير القرآن العظيم: 2/704]
أنّ محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم سيقتل، وأنّهم سيهلكون). [تفسير القرآن العظيم: 2/705]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {إذ جاءوكم مّن فوقكم...}

ممّا يلي مكّة , {ومن أسفل منكم} ممّا يلي المدينة., وقوله: {وإذ زاغت الأبصار}: زاغت عن كلّ شيء فلم تلتفت إلا إلى عدوّها, وقوله: {وبلغت القلوب الحناجر} : ذكر أن الرجل منهم كانت تنتفخ رئته حتى ترفع قلبه إلى حنجرته من الفزع, وقوله: {وتظنّون باللّه الظّنونا} : ظنون المنافقين.). [معاني القرآن: 2/336]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وإذ زاغت الأبصار}:أي : حارت , وطمحت , وعدلت , وفي آية أخرى: { ما زاغ البصر }.). [مجاز القرآن: 2/134]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({إذ جاءوكم مّن فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنّون باللّه الظّنونا}
وقال: {الظّنونا} , والعرب : تلحق الواو , والياء ,, والألف في آخر القواففي, فشبهوا رؤوس الآي بذلك.). [معاني القرآن: 3/30]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({زاغت الأبصار}: طمحت وعدلت). [غريب القرآن وتفسيره: 302]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وإذ زاغت الأبصار}:أي :عدلت .
{وبلغت القلوب الحناجر}:أي: كادت تبلغ الحلوق من الخوف.). [تفسير غريب القرآن: 348]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومن هذا الباب قول الله عز وجل: {وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ} [القلم: 51] يريد أنهم ينظرون إليك بالعداوة نظرا شديدا يكاد يزلقك من شدّته، أي يسقطك.
ومثله قول الشاعر:
يتقارضون إذا التقوا في موطن = نظرا يزيل مواطئ الأقدام
أي ينظر بعضهم إلى بعض نظرا شديدا بالعداوة والبغضاء، يزيل الأقدام عن مواطئها.
فتفهّم قول الله عز وجل: {وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ} أي: يقاربون أن يفعلوا ذلك، ولم يفعلوا.
وتفهّم قول الشاعر: (نظرا يزيل) ولم يقل: يكاد يزيل؛ لأنه نواها في نفسه.
وكذلك قول الله عز وجل: {تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا} إعظاما لقولهم.
وقوله جل وعز: {وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ}.
إكبارا لمكرهم. وقرأها بعضهم: {وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ}.
وأكثر ما في القرآن من مثل هذا فإنه يأتي بكاد، فما لم يأت بكاد ففيه إضمارها، كقوله: {وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ}، وأي كادت من شدّة الخوف تبلغ الحلوق.
وقد يجوز أن يكون أراد: أنها ترجف من شدّة الفزع وتجف ويتصل وجيفها بالحلوق، فكأنها بلغت الحلوق بالوجيب). [تأويل مشكل القرآن: 171] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (قوله: {وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ}، وأي كادت من شدّة الخوف تبلغ الحلوق.
وقد يجوز أن يكون أراد: أنها ترجف من شدّة الفزع وتجف ويتصل وجيفها بالحلوق، فكأنها بلغت الحلوق بالوجيب.
وهم يصفون القلوب بالخفقان، والنّزو عند المخافة والذّعر.
قال الشاعر في وصف مفازة تنزو من مخافتها قلوب الأدلّاء:
كأنّ قلوب أدلاَّئِها = معلَّقَةٌ بقرون الظّباء
وهذا مثل قوله امرئ القيس:
ولا مِثْلَ يوم في قُدَارٍ ظَلِلْتُهُ = كَأَنِّي وَأَصْحَابي عَلَى قَرْنِ أَعْفَرا
أي كأنّا من القلق على قرن ظبي، فنحن لا نستقر ولا نسكن.
وكان بعض أهل اللغة يأخذ على الشعراء أشياء من هذا الفنّ). [تأويل مشكل القرآن: 171-172]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنّون باللّه الظّنونا (10)}
جاءت قريظة من فوقهم، وجاءت قريش وغطفان من ناحية مكة من أسفل منهم.
وقوله: {وتظنّون باللّه الظّنونا}: اختلف القراء فيها, فقرأ بعضهم بإثبات الألف في الوقف , والوصل , وقرأ بعضهم " الظنون " بغير ألف في الوصل، وبألف في الوقف.
وقرأ أبو عمرو : " الظّنون " بغير ألف، في الوصل والوقف.
والذي عليه حذّاق النحويين, ن المتبعون السّنّة من حذاقهم أن يقرأوا :{الظّنونا}.
ويقفون على الألف , ولا يصلون، وإنّما فعلوا ذلك لأن أواخر الآيات عندهم فواصل، ويثبتون في آخرها في الوقف ما قد يحذف مثله في الوصل.
وهؤلاء يتبعون المصحف , ويكرهون أن يصلوا ويثبتوا الألف؛ لأن الآخر لم يقفوا عليه , فيجروه مجرى الفواصل.
ومثل هذا من كلام العرب في القوافي:
= أقلّي اللوم عاذل والعتابا
فأثبت الألف , لأنّها في موضع فاصلة , وهي القافية.).[معاني القرآن: 4/218]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وجنودا لم تروها}
قال مجاهد: (الملائكة , ولم تقاتل يومئذ يوم الأحزاب) .
وقوله جل وعز: {إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم}
قال محمد بن إسحاق : (الذين جاءوهم من فوقهم بنو قريظة , والذين جاءوهم من أسفل منهم قريش وغطفان).
ثم قال جل وعز: {وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر}
روى حماد بن زيد, عن أيوب, عن عكرمة قال : (بلغ فزعها) .
وقال قتادة : (شخصت عن مواضعها , فلولا أن الحلوق ضاقت عنها , لخرجت, وقيل :كادت تبلغ) .
قال أبو جعفر , وأحسن هذه الأقوال: القول الأول , أي: بلغ وجيفها من شدة الفزع الحلوق, فكأنها بلغت الحلوق بالوجيب.). [معاني القرآن: 5/328-329]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {زَاغَتْ}: مالت، عدلت.). [العمدة في غريب القرآن: 242]

تفسير قوله تعالى: {هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا (11)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {هنالك ابتلي المؤمنون} محّصوا في تفسير مجاهدٍ.
قال: {وزلزلوا زلزالا شديدًا} [الأحزاب: 11] كان اللّه أنزل في سورة البقرة: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنّة ولمّا يأتكم مثل الّذين خلوا من قبلكم مسّتهم البأساء والضّرّاء وزلزلوا حتّى يقول الرّسول والّذين آمنوا معه متى نصر اللّه} [البقرة: 214] قال اللّه: {ألا إنّ نصر اللّه قريبٌ} [البقرة: 214].
فلمّا نزلت هذه الآية قال أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: ما أصابنا هذا بعد، فلمّا كان يوم الأحزاب أنزل اللّه: {ولمّا رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا اللّه ورسوله وصدق اللّه ورسوله وما زادهم إلا إيمانًا وتسليمًا} [الأحزاب: 22] وأنزل: {يا أيّها الّذين آمنوا اذكروا نعمة اللّه عليكم إذ جاءتكم جنودٌ فأرسلنا عليهم ريحًا وجنودًا لم تروها وكان اللّه بما
تعملون بصيرًا {9} إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنّون باللّه الظّنونا {10} هنالك ابتلي المؤمنون} [الأحزاب: 9-11] محصوا {وزلزلوا زلزالا شديدًا} [الأحزاب: 11] حرّكوا بالخوف، في تفسير مجاهدٍ، وأصابتهم الشّدّة). [تفسير القرآن العظيم: 2/705]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(ثم قال الله: {هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديداً}.

يقول: حرّكوا تحريكاً إلى الفتنة فعصموا.). [معاني القرآن: 2/336]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ زلزلوا زلزالاً شديداً }: أي: ابتلوا , وفتنوا , ومنه الزلازل.).
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وزلزلوا زلزالًا شديداً}: أي: شدّد عليهم , وهوّل, و«الزّلازل»: الشدائد, وأصلها من «التحريك».). [تفسير غريب القرآن: 348]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا (11)}
ويجوز زلزالا, بفتح الزاي، والمصدر من المضاعف , يجيء على ضربين فعلال , وفعلال نحو : قلقله قلقالا , وقلقالا , وزلزلزلته زلزالا , وزلزالا، والكسر أكثر , وأجود لأن غير المضاعف من هذا الباب مكسور الأول، نحو: دحرجته دحراجا , لا يجوز فيه غير الكسر.
ومعنى :{هنالك ابتلي المؤمنون}: أي : في تلك الحال اختبر المؤمنون.
ومعنى : {زلزلوا زلزالا شديدا}: أزعجوا إزعاجا شديدا , وحرّكوا). [معاني القرآن: 4/218-419]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا}
قال مجاهد : (أي : محصوا) .
ثم قال:{وزلزلوا زلزالا شديدا }:أي :أزعجوا, وحركوا.). [معاني القرآن: 5/329-330]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَزُلْزِلُوا}: أي : شدد عليهم.).[تفسير المشكل من غريب القرآن: 193]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا (12)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وإذ يقول المنافقون والّذين في قلوبهم مرضٌ} [الأحزاب: 12] وهم المنافقون، والمرض في تفسير قتادة النّفاق.
وفي تفسير الحسن الشّرك، وصفهم بالوجهين جميعًا، والنّفاق أنّهم نافقوا بقلوبهم عن ما أظهروا بألسنتهم والمرض ما في قلوبهم.
{ما وعدنا اللّه ورسوله} [الأحزاب: 12] في ما يزعم أنّه رسوله.
{إلا غرورًا} [الأحزاب: 12] وذلك أنّه لمّا أنزل اللّه في سورة البقرة: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنّة} [البقرة: 214] إلى قوله: {ألا إنّ نصر اللّه قريبٌ} [البقرة: 214] فوعد اللّه المؤمنين أن ينصرهم كما نصر من قبلهم بعد أن يزلزلوا وهي الشّدّة، وأن يحرّكوا بالخوف كما قال النّبيّون حيث يقول اللّه: {حتّى يقول الرّسول والّذين آمنوا معه متى
[تفسير القرآن العظيم: 2/705]
نصر اللّه} [البقرة: 214] قال اللّه {ألا إنّ نصر
اللّه قريبٌ} [البقرة: 214] فقال المنافقون: وعدنا اللّه النّصر فلا نرانا ننصر، ونرانا نقتل ونهزم، ولم يكن في ما وعدهم اللّه ألا يقتل منهم أحدٌ، وألا يهزموا في بعض الأحايين، وقد قال في آيةٍ أخرى: {وتلك الأيّام نداولها بين النّاس} [آل عمران: 140]، وإنّما وعدهم النّصر في العاقبة). [تفسير القرآن العظيم: 2/706]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {مّا وعدنا اللّه ورسوله إلاّ غروراً...}

وهذا قول معتّب بن قشير الأنصاري وحده, ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ معولاً من سلمان في صخرة اشتدّت عليهم، فضرب ثلاث ضربات، مع كل واحدة كلمع البرق. فقال سلمان: (والله يا رسول الله لقد رأيت فيهنّ عجباً .
قال فقال النبي عليه السّلام: ((لقد رأيت في الضربة الأولى أبيض المدائن، وفي الثانية قصور اليمن، وفي الثالثة بلاد فارس والرّوم, وليفتحنّ الله على أمّتى مبلغ مداهنّ. ))).
فقال معتّبٌ حين رأى الأحزاب: أيعدنا محمّد أن يفتح لنا فارس والرّوم , وأحدنا لا يقدر أن يضرب الخلاء فرقاً؟ , ما وعدنا الله ورسوله إلا غروراً.). [معاني القرآن: 2/336]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله:{وإذ يقول المنافقون والّذين في قلوبهم مرض ما وعدنا اللّه ورسوله إلّا غرورا (12)}
موضع " إذ " نصب المعنى : اذكر إذ يقول المنافقون.
ومعنى الآية أن المنافقين قالوا: وعدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن فارس والروم تفتحان علينا، ونحن بمكاننا هذا ما يقدر أحدنا أن يبرز لحاجته، فهذا وعد غرور.). [معاني القرآن: 4/219]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا}
قال قتادة : (قال قوم من المنافقين , وعدنا محمد أن نفتح قصور الشام وفارس , وأحدنا لا يقدر أن يجاوز رحله , {ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا}.
ثم قال جل وعز: {وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا})
وقرأ أبو عبد الرحمن , والأعرج : (لا مقام) لكم بضم الميم .
قال أبو جعفر : المقام بالفتح : الموضع الذي يقام فيه , والمصدر من قام :يقوم , والمقام بالضم بمعنى : الإقامة , والموضع من أقام هو , وأقامه غيره.). [معاني القرآن: 5/330-331]

رد مع اقتباس