الموضوع: سورة النساء
عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 19 جمادى الآخرة 1434هـ/29-04-2013م, 09:02 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي

قوله تعالى{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ ۚ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا(29)}

قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320 هـ): (سورة النساء مدنية)قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل...} الآية [29 مدنية / النساء / 4] نسخت بقوله تعالى في سورة النور: {ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج} [61 مدنية / النور / 24] وكانوا يجتنبونهم في الأكل فقال تعالى: {ليس على من أكل مع الأعرج والمريض حرج} فصارت هذه الآية ناسخة لتلك الآية.)[الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 31-35]
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): (سورة النساء)قوله تعالى {يا أيّها الّذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلّا أن تكون تجارةً عن تراضٍ منكم} وذلك أن هذه الآية لما نزلت قالت
الأنصار إن الطّعام من أفضل الأموال لأن به تقوم الهياكل فتحرجوا أن يؤاكلوا الأعمى والمريض والأعرج قالوا لأن الأعمى لا ينظر إلى أطايب الطّعام وأن الأعرج لا يتمكّن في المجلس فيتهنأ بأكله والمريض لا يشبهنا في الأكل والبلع وامتنعوا عن مؤاكلتهم حتّى انزل الله تعالى في سورة النّور {ليس على الأعمى حرجٌ} الآية ومعناها ليس على مؤاكلة الأعمى حرج فالحرج مرفوع عنه وهو في المعنى عن غيره {ولا على الأعرج حرجٌ} أي ولا على من أكل مع الأعرج حرج {ولا على المريض حرجٌ} فصارت هذه الآية ناسخة لما وقع لهم في تحريم الآية قال الشّيخ رحمه الله تعالى قوله تعالى {ليس على الأعمى حرجٌ} اللّفظ للأعمى والمراد لغيره)
[الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 65-78]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (قوله تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل}.
هذه
الآية عامّةٌ في أكل الإنسان مال نفسه، وأكله مال غيره بالباطل.
فأمّا أكله مال نفسه بالباطل فهو إنفاقه في معاصي الله عز وجل.
وأمّا أكل مال الغير بالباطل، فهو تناوله على الوجه المنهيّ عنه سواءٌ كان غصبًا من مالكه، أو كان برضاه، إلا أنّه منهيٌّ عنه شرعاً، مثل القمار والربا. وهذه الآية محكمةٌ والعمل عليها.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد، قال: أبنا عمر بن عبيد اللّه، قال: أبنا ابن بشران، قال: أبنا إسحاق بن أحمد، قال: أبنا عبد اللّه بن أحمد، قال: حدثني أبي، قال: بنا أسود بن عامرٍ، قال: أبنا سفيان عن ربيعٍ عن الحسن {لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل} قال: ما نسخها شيءٌ، قال أحمد: وحدّثنا حسين بن محمّدٍ، قال: بنا عبيد اللّه عن زيد بن أبي أنيسة عن عمرٍو، أنّ مسروقًا قال في هذه الآية: {لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل} قال: "إنّها لمحكمةٌ ما نسخت".
وقد زعم بعض منتحلي التّفسير، ومدّعي علم النّاسخ والمنسوخ: أنّ هذه الآية لمّا نزلت تحرّجوا من أن يواكلوا الأعمى والأعرج والمريض، وقالوا إنّ الأعمى لا يبصر أطايب الطّعام، والأعرج لا يتمكّن من المجلس، والمريض
لا يستوفي الأكل، فأنزل الله عز وجل: {ليس على الأعمى حرجٌ} الآية فنسخت هذه الآية.
وهذا ليس بشيء، ولأنه لا تنافي بين الآيتين، ولا يجوز أكل المال بالباطل بحالٍ، (وعلى ما قد زعم) هذا القائل قد كان يجوز أكل المال بالباطل.)
[نواسخ القرآن: 247-296]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (سورة النساء) قوله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم} الآية [النساء: 29]، قالوا: نسخها قوله عز وجل: {ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج} الآية [النور: 61]، قالوا: لأنهم لما نزلت: {لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل} الآية [النساء: 29]، اجتنبوا الأكل مع الأعمى؛ لأنه لا يبصر فيختار لنفسه ما يريد، والأعرج لا يتمكن في جلوسه، والمريض يسبقه الصحيح في الأكل والابتلاع، فنسخت آية "النور" تحرجهم، قال ذلك الحسن وعكرمة.
والجمهور على أنها محكمة، والمراد بالباطل الغصب والسرقة والبخس والربا والقمار ونحو ذلك، والقول بأنها منسوخة يؤدي إلى إباحة أكلها بالباطل مع الأعمى والأعرج والمريض، وإنما فعلوا ذلك تورعا، وليس هذا أكل بالباطل، ولا يقع مشاحة بين الناس في مثل هذا، كما لا يتشاحون في أخذ هذا لقمة كبيرة وهذا لقمة صغيرة.
وقد قال الزهري: نزلت آية النور في الثلاثة؛ لأن الغزاة كانوا يخلفونهم في بيوتهم يحرسونها إلى أن يعودوا، فأبيح لهم أن يأكلوا منها.
وقال ابن زيد: نزلت فيهم في رفع الحرج عنهم في الجهاد.)

[جمال القراء:1/276-294]

روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس