الموضوع: سورة الأنفال
عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 1 صفر 1434هـ/14-12-2012م, 07:58 AM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي

قوله تعالى : {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ ۚ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67)}

قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338 هـ): (ومن العلماء من أدخل الآية السّادسة في النّاسخ والمنسوخ

باب ذكر الآية السّادسة
قال جلّ وعزّ: {ما كان لنبيٍّ أن يكون له أسرى حتّى يثخن في الأرض} [الأنفال: 67]
حدّثنا بكر بن سهلٍ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ قال: حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ، {ما كان لنبيٍّ أن يكون له أسرى حتّى يثخن في الأرض} [الأنفال: 67] قال: " وذلك والمسلمون قليلٌ يومئذٍ فلمّا كثروا واشتدّت سلطانهم أنزل اللّه تعالى بعد هذا في الأسرى {فإمّا منًّا بعد وإمّا فداءً}[محمد: 4] فجعل اللّه تعالى النّبيّ والمؤمنين في أمر الأسرى بالخيار إن شاءوا قتلوهم وإن شاءوا استعبدوهم وإن شاءوا فادوهم "
قال أبو جعفرٍ: وهذا كلّه من النّاسخ والمنسوخ بمعزلٍ لأنّه قال تعالى {ما كان لنبيٍّ أن يكون له أسرى حتّى يثخن في الأرض} [الأنفال: 67] فأخبر بهذا فلمّا أثخن في الأرض كان له أسرى واختلف في الحكم فيهم وسنذكر ذلك في موضعه إن شاء اللّه ). [الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/386-390]
قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : (قوله تعالى: {ما كان لنبيٍّ أن يكون له أسرى حتّى يثخن في الأرض}.
قال ابن عباس: هو منسوخٌ بقوله: {فإمّا منًّا بعد وإمّا فداءً} [محمد: 4]: وذلك أن هذا نزل والمسلمون قليلٌ، فمنع النبي من الخيار في الأسرى، فلمّا كثر المسلمون وتقوّوا، أنزل الله: {فإمّا منًّا بعد وإمّا فداءً} [محمد: 4] فخيّر النبي صلى الله عليه وسلم في الأسرى، فإن شاء قتل وإن شاء عفا وإن شاء استعبد، وإن شاء فادى.
والذي يوجبه النظر وعليه جماعةٌ من العلماء: أن الآية غير منسوخة لأنه خبر والخبر لا ينسخ. والمعنى:
إن الله جلّ ذكره أعلم نبيّه صلى الله عليه وسلم أنه ليس لنبيٍّ أن يكون له أسرى ويترك القتل حتى يتمكّن في فتح الأرض، فقد بيّن في الآية أنه إنما منع من ذلك إذا لم يثخن في الأرض، فدلّ الخطاب أنه مباح إذا أثخن في الأرض أن يكون له أسرى وأن يترك القتل، فلما أثخن في الأرض وفتح الله له وتقوّى الإسلام ترك القتل، وكان له أسرى على ما فهم من الآية، ونزل: {فإمّا منًّا بعد وإما فداءً} تأكيدًا وبيانًا لآية الأنفال.
فالآيتان في معنى واحد، وقد بيّن الله ذلك في قوله: {فإذا لقيتم الّذين كفروا فضرب الرّقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدّوا الوثاق فإما منًّا بعد وإما فداءً} [محمد: 4]، فأمر الله بضرب رقاب المشركين فإذا كثر ذلك فيهم وفشى - وهو الإثخان - جاز ترك قتلهم، وأن يشدّ وثاقهم، ثم يفادي بينهم أو يمنّ عليهم، وهو معنى آية الأنفال). [الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 303-304]

قالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنِ الْجَوْزِيِّ (ت:597هـ): (ذكر الآية السّادسة: قوله تعالى: {ما كان لنبيٍّ أن يكون له أسرى حتّى يثخن في الأرض}.
روي عن ابن عبّاسٍ ومجاهدٍ في آخرين أنّ هذه الآية منسوخةٌ بقوله: {فإمّا منّاً بعد وإمّا فداءً} وليس للنّسخ وجهٌ لأنّ غزاة بدرٍ كانت وفي المسلمين قلّةٌ، فلمّا كثروا واشتدّ سلطانهم نزلت الآية الأخرى، ويبيّن هذا قوله: {حتّى يثخن في الأرض}.
قال أبو جعفرٍ النّحّاس: (ليس ها هنا ناسخٌ ولا منسوخٌ، لأنّه قال عز وجل {ما كان لنبيٍّ أن يكون له أسرى حتّى يثخن في الأرض} فلمّا أثخن في الأرض كان له أسرى ). [نواسخ القرآن: 354-355]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (السابع: قوله عز وجل: (ما كان لنبي أن تكون له أسرى حتى يثخن في الأرض) روي عن ابن عباس رحمه الله أنها منسوخة بقوله عز وجل: {فإما منا بعد وإما فداء} الآية [محمد: 4]، ومكان ابن عباس رحمه الله من العلم يجل عن هذا، وهل هذا إلا عتاب للنبي صلى الله عليه وسلم لما أسر أهل بدر ولم يقتلهم وقبل منهم الفداء، ولو كان هذا تحريما ومنعا لم يجز أن يأخذ الفداء ولقتلهم وقت نزول هذه الآية ولرجع عن قبوله وقد قال عز وجل: {فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا} الآية [الأنفال: 69]، قيل: أراد الفداء؛ لأنه من جملة الغنائم، على أن هذه الآية قد أباحت المن وقبول الفداء بعد الإثخان، وآية القتال نزلت بعد الإثخان، فهما في معنى واحد ولا نسخ). [جمال القراء:1/313-314]

روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس