عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 24 ربيع الثاني 1434هـ/6-03-2013م, 11:01 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (123) وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ (124)}

تفسير قوله تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {أو من كان ميتاً فأحييناه...}
أي كان ضالاّ فهديناه.
وقوله: {نوراً يمشي به في النّاس} يعني إيمانه). [معاني القرآن: 1/ 354]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن {أو من كان ميتا} يثقل الياء.
أبو عمرو {ميتا} يخفف؛ وقد فسرنا ذلك في سورة آل عمران). [معاني القرآن لقطرب: 526]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({أومن كان ميتاً فأحييناه} أي كان كافرا فهديناه.
{وجعلنا له نوراً}: إيمانا.
{يمشي به في النّاس} أي: يهتدي به.
{كمن مثله في الظّلمات} أي في الكفر). [تفسير غريب القرآن: 159]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (قوله عز وجل: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ} أي كان كافرا فهديناه وجعلنا له إيمانا يهتدى به سبل الخير والنّجاة {كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا} أي في الكفر. فاستعار الموت مكان الكفر، والحياة مكان الهداية، والنّور مكان الإيمان). [تأويل مشكل القرآن: 140]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في النّاس كمن مثله في الظّلمات ليس بخارج منها كذلك زيّن للكافرين ما كانوا يعملون}
جاء في التفسير أنه يعني به النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبو جهل بن هشام فالنبي -صلى الله عليه وسلم- هدي وأعطي نور الإسلام والنبوة والحكمة، وأبو جهل في ظلمات الكفر.
ويجوز أن تكون هذه الآية عامة لكل من هداه الله ولكل من أضلّه اللّه. فأعلم اللّه جلّ وعزّ أن مثل المهتدي مثل الميت الذي أحيي وجعل مستضيئا يمشي في الناس بنور الحكمة والإيمان، ومثل الكافر مثل من هو في الظلمات لا يتخلص منها). [معاني القرآن: 2/ 288]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {أومن كان ميتا فأحييناه} قال مجاهد المعنى {أومن كان ضالا فهديناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس} أي هدى {كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها}، قال مجاهد: أي في الضلالة. قال السدي: هذا نزل في عمر بن الخطاب رحمة الله عليه وأبي جهل، والذي يوجب المعنى أن يكون عاما إلا أن تصح فيه رواية). [معاني القرآن: 2/ 483]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ} أي كافرا فهديناه).
[تفسير المشكل من غريب القرآن: 79]

تفسير قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (123)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:2 10هـ): ({أكابر مجرميها} أي العظماء.
{ليمكروا فيها} مصدره المكر، وهو الخديعة والحيلة بالفجور والغدو والخلاف). [مجاز القرآن: 1/ 206]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وكذلك جعلنا في كلّ قريةٍ أكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون إلاّ بأنفسهم وما يشعرون}
وقال: {وكذلك جعلنا في كلّ قريةٍ أكابر مجرميها ليمكروا فيها} فبناه على "أفاعل"، وذلك أنه يكون على وجهين يقول "هؤلاء الأكابر" و"الأكبرون" وقال: {ننبّئكم بالأخسرين أعمالاً} وواحدهم "أخسر" مثل "الأكبر"). [معاني القرآن: 1/ 249]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وكذلك جعلنا في كلّ قريةٍ أكابر مجرميها} أي جعلنا في كل قرية مجرميها أكابر. وأكابر لا ينصرف، وهم العظماء). [تفسير غريب القرآن: 159]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {وكذلك جعلنا في كلّ قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون إلّا بأنفسهم وما يشعرون}
موضع الكاف نصب معطوفة على ما قبلها، وهو قوله: {كذلك زيّن للكافرين ما كانوا يعملون} المعنى: مثل ذلك الذي قصصنا عليك زيّن للكافرين عملهم.
{وكذلك جعلنا} أي ومثل ذلك {جعلنا في كلّ قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها}، لأن الأكابر ما هم فيه من الرياسة والسّعة أدعى لهم
إلى المكر والكفر، والدليل على ذلك قوله: {ولو بسط اللّه الرزق لعباده لبغوا في الأرض} وقوله: {ولولا أن يكون النّاس أمّة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرّحمن لبيوتهم سقفا من فضّة}.
ومعنى: {وما يمكرون إلّا بأنفسهم} أي ذلك المكر يحيق بهم، لأنهم بمكرهم يعذبون). [معاني القرآن: 2/ 288]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها} قال مجاهد أي عظماءهم وقال غيره وخص العظماء والرؤساء لأنهم أقدر على الفساد). [معاني القرآن: 2/ 484]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال تعالى: {وما يمكرون إلا بأنفسهم} أي إن وبال ذلك يرجع عليهم). [معاني القرآن: 2/ 484]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ (124)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {الّذين أجرموا صغارٌ عند اللّه...}
أي من عند الله، كذلك قال المفسرون. وهو في العربية؛ كما تقول: سيأتيني رزق عندك، كقولك: سيأتيني الذي عند الله. سيصيبهم الصغار الذي عنده، ولمحمد صلى الله عليه وسلم أن ينزله بهم. ولا يجوز في العربية أن تقول: جئت عند زيد، وأنت تريد: من عند زيد.
وقد يكون قوله: {صغارٌ عند اللّه} أنهم اختاروا الكفر تعزّزا وأنفة من اتباع محمد صلى الله عليه وسلم، فجعل الله ذلك صغارا عنده). [معاني القرآن: 1/ 354]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({صغارٌ} الصغار: هو أشدّ الذّلّ). [مجاز القرآن: 1/ 206]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو عمرو والحسن وسائر القراء {يجعل رسالاته} جمعًا.
عاصم {رسالته} واحدة ورسالاته). [معاني القرآن لقطرب: 526]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله عز وجل {صغار عند الله} فالفعل فيه: صغر يصغر صغارا وصغرا؛ وقالوا: لا صغرى لك ولا صغرانك؛ وقالوا: صغر صغارة، على فعل). [معاني القرآن لقطرب: 552]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ( (والصغار): الذل). [غريب القرآن وتفسيره: 142]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({صغارٌ عند اللّه}: أي ذلة). [تفسير غريب القرآن: 159]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وإذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتّى نؤتى مثل ما أوتي رسل اللّه اللّه أعلم حيث يجعل رسالته سيصيب الّذين أجرموا صغار عند اللّه وعذاب شديد بما كانوا يمكرون}
هذه الهاء والميم تعودان على الأكابر الذين جرى ذكرهم لأنهم قالوا: لن نؤمن حتى نعطى من الآيات مثل ما أعطي الأنبياء وأعلم اللّه
عزّ وجلّ أنه أعلم من يصلح، فقال جلّ وعزّ: {ولقد اخترناهم على علم على العالمين}.
وقوله: {اللّه أعلم حيث يجعل رسالته} أي هو أعلم بمن يختصّ للرسالة.
وقال بعضهم: لا يبلغ في تصديق الرسل إلا أن يكونوا قبل مبعثهم مطاعين في قومهم، لأن الطعن كان يتسع عليهم، ويقال إنما كانوا أكابر ورؤساء فاتبعوا.
{سيصيب الّذين أجرموا صغار عند اللّه} أي هم وإن كانوا أكابر في الدنيا سيصيبهم صغار عند اللّه أي مذلّة.
و"عند" متصلة بـ (سيصيبهم) عند اللّه صغار.
وجائز أن تكون "عند" متصلة بصغار فيكون المعنى سيصيب الذين أجرموا صغار ثابت لهم عند، للّه.
ولا تصلح أن تكون "من" محذوفة من (عند) إنما المحذوف (في) من (عند) في المعنى إذا قلت: زيد عند عمرو والمعنى زيد في حضرة عمرو). [معاني القرآن: 2/ 288-289]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {سيصيب الذين أجرموا صغار عند الله} وإن كانوا أعزاء في الدنيا فستلحقهم الذلة يوم القيامة وفي الآية ثلاثة أقوال:

- أحدهما: أن المعنى سيصيب الذين أجرموا عند الله صغار على التقديم والتأخير.
- والقول الثاني: أن المعنى سيصيب الذين أجرموا صغار ثابت عند الله وهذا أحسن الأقوال لأن عند في موضعها.
- والقول الثالث: ذكره الفراء أنه يجوز أن يكون المعنى سيصيب الذين أجرموا صغار من عند الله وهذا خطأ عند البصريين لأن من لا تحذف في مثل هذا). [معاني القرآن: 2/ 484-485]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({صغار عند الله} أي: ذل). [ياقوتة الصراط: 224]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({صَغَارٌ}: ذله). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 79]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الصَغَار): الذل). [العمدة في غريب القرآن: 130]


رد مع اقتباس