الوقف على {هود}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (وتقول: قرأت «هودا» فيكون لك وجهان: إن شئت قرأت «هودا» بالتنوين على معنى «قرأت سورة هود» حذفت «السورة» وأقمت «هودا» مقامها كما قال: {واسأل القرية} [يوسف: 82] على معنى «وأسأل أهل القرية»، أنشدنا أبو العباس:
قليل عيبه والعيب جم = ولكن الغنى رب غفور
أراد: ولكن الغنى غنى رب غفور. فحذف «الغنى» وأقام الاسم الذي بعده مقامه. فعلى هذا المذهب تقول: قرأت «هودا» بالألف. والوجه الثاني أن تقول: قرأت «هود» بلا تنوين، فلا تجريه لعلتين: إحداهما أنه معرفة، والمعرفة تثقل الاسم، والعلة الأخرى أنه لمؤنث فعلى هذا المذهب تقول: قرأت «هود» بلا ألف، فإذا قلت: قرأت «يونس وإبراهيم ولقمان» لم تنونهن ووقفت عليهن بغير ألف لعجمتهن. فإن قال [قائل] فكيف جاز تنوين «هود» والوقف عليه بالألف وهو أعجمي؟
فقل: «هود» خف لقلة حروفه. فلذلك أجري). [إيضاح الوقف والابتداء: 1/468-469]