عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 10:11 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي جمهرة تفاسير السلف

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (24) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال مجاهدٌ: {أفمن يتّقي بوجهه} [الزمر: 24] : «يجرّ على وجهه في النّار» ، وهو قوله تعالى: {أفمن يلقى في النّار خيرٌ أم من يأتي آمنًا يوم القيامة} [فصلت: 40] ). [صحيح البخاري: 6/125]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال مجاهدٌ يتّقي بوجهه يجرّ على وجهه في النّار وهو قوله أفمن يلقى في النّار خيرٌ أمّن يأتي آمنًا يوم القيامة وصله الفريابيّ من طريق بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ بلفظ قال ويقول هي مثل قوله أفمن يلقى إلخ ومراده بالمثليّة أنّ في كلٍّ منهما محذوفًا وعند الأكثر يجرّ بالجيم وهو الّذي في تفسير للفريابي وغيره وللأصيليّ وحده يخرّ بالخاء المنقوطة من فوق وقال عبد الرّزّاق أنبأنا بن عيينة عن بشر بن تميمٍ قال نزلت في أبي جهلٍ وعمّار بن ياسرٍ أفمن يلقى في النّار أبو جهلٍ خيرٌ أمّن يأتي آمنًا يوم القيامة عمّارٌ وذكر الطّبريّ أنه روى عن بن عبّاسٍ بإسنادٍ ضعيفٍ قال ينطلق به إلى النّار مكتوفًا ثمّ يرمى به فيها فأوّل ما يمسّ وجهه النّار وذكر أهل العربيّة أنّ من في قوله أفمن موصولةٌ في محلّ رفعٍ على الابتداء والخبر محذوفٌ تقديره أهو كمن أمن العذاب). [فتح الباري: 8/548]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد أفمن يتّقي بوجهه يجر على وجهه في النّار وهو قوله تعالى 40 فصلت {أفمن يلقى في النّار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة} غير ذي عوج لبس ورجلا سالما لرجل مثل لألهتهم الباطلة والإله الحق ويخوفونك بالذين من دونه بالأوثان خولنا أعطينا والّذي جاء بالصّدق القرآن وصدق به المؤمن يجيء يوم القيامة يقول هذا الّذي أعطيتني عملت بما فيه
قال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 24 الزمر {أفمن يتّقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة} يجر على وجهه في النّار ويقول هي مثل قوله 40 فصلت {أفمن يلقى في النّار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة} ). [تغليق التعليق: 4/297] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال مجاهدٌ: {أفمن يتقّى بوجهه} . يجر على وجهه في النّار وهو قوله تعالى: {أفمن يلقى في النّار خيرٌ أمّن يأتي آمنا يوم القيامة} .
أي: قال مجاهد في قوله تعالى: {أفمن يتقى بوجهه سوء العذاب يوم القيامة} (الزمر: 24) الآية. قوله: (أفمن يتّقي) ، يقال: اتّقاه بدرقته استقبله بها فوقى بها نفسه واتقاء بيده، وتقديره: أفمن يتّقي بوجهه سوء العذاب كمن أمن العذاب؟ فحذف الخبر، وسوء العذاب شدته، وعن مجاهد: يجر على وجهه في النّار، وأشار البخاريّ إلى هذا بقوله: يجر على وجهه في النّار، وأشار بقوله: وهو قوله: {أفمن يلقى في النّار} إلى آخره إلى أن قوله أفمن يتّقي بوجهه يجر على وجهه في النّار، مثل قوله: (أفمن يلقى في النّار) إلى آخره ووجه التّشبيه بيان حاله في أن ثمّ محذوفا تقديره: أفمن يتّقي بوجهه سوء العذاب كمن أمن العذاب كما ذكرناه لأن، ولفظ: يجر، بالجيم عند الأكثرين، وفي رواية الأصيليّ وحده بالخاء المعجمة). [عمدة القاري: 19/141]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال مجاهد) فيما وصله الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عنه في قوله ({يتقي}) ولغير أبي ذر: أفمن يتقي ({بوجهه}) [الزمر: 24] أي (يجر على وجهه في النار) يجر بالجيم المفتوحة مبنيًّا للمفعول وللأصيلي كما في الفتح يخر بالخاء المعجمة المكسورة (وهو قوله تعالى: {أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنًا يوم القيامة}) [فصلت: 40] وقال عطاء يرمى به في النار منكوسًا فأول شيء يمس النار منه وجهه وخبر أفمن يتقي بوجهه محذوف تقديره كمن هو آمن منه). [إرشاد الساري: 7/318]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أفمن يتّقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة وقيل للظّالمين ذوقوا ما كنتم تكسبون (24) كذّب الّذين من قبلهم فأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون}.
اختلف أهل التّأويل في صفة اتّقاء هذا الضّالّ بوجهه سوء العذاب، فقال بعضهم: هو أن يرمى به في جهنّم مكبوبًا على وجهه، فذلك اتّقاؤه إيّاه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {أفمن يتّقي بوجهه سوء العذاب} قال: يخرّ على وجهه في النّار يقول: هو مثل {أفمن يلقى في النّار خيرٌ أم من يأتي آمنًا يوم القيامة}.
وقال آخرون: هو أن ينطلق به إلى النّار مكتوفًا، ثمّ يرمى به فيها، فأوّل ما تمسّ النّار وجهه؛ وهذا قولٌ يذكر عن ابن عبّاسٍ من وجهٍ كرهت أن أذكره لضعف سنده؛ وهذا أيضًا ممّا ترك جوابه استغناءً بدلالة ما ذكر من الكلام عليه عنه ومعنى الكلام: أفمن يتّقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة خيرٌ، أم من ينعم في الجنّان؟
وقوله: {وقيل للظّالمين ذوقوا ما كنتم تكسبون} يقول: ويقال يومئذٍ للظّالمين أنفسهم بإكسابهم إيّاها سخط اللّه ذوقوا اليوم أيّها القوم وبال ما كنتم في الدّنيا تكسبون من معاصي اللّه). [جامع البيان: 20/194]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة قال يجر على وجهه في النار وهو كقوله أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة). [تفسير مجاهد: 557]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 24 - 27
أخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة} قال: يجر على وجهه في النار وهو مثل قوله (أفمن يلقى في النار خير أمن يأتي آمنا يوم القيامة) (فصلت الآية 40) ). [الدر المنثور: 12/651]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ينطلق به إلى النار مكتوفا ثم يرمى فيها فأول ما تمس وجهه النار). [الدر المنثور: 12/651]

تفسير قوله تعالى: (كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (25) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {كذّب الّذين من قبلهم} يقول تعالى ذكره: كذّب الّذين من قبل هؤلاء المشركين من قريشٍ من الأمم الّذين مضوا في الدّهور الخالية رسلهم {فأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون} يقول: فجاءهم عذاب اللّه من الموضع الّذي لا يشعرون: أي لا يعلمون بمجيئه منه). [جامع البيان: 20/195]

تفسير قوله تعالى: (فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (26) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فأذاقهم اللّه الخزي في الحياة الدّنيا ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون}.
يقول تعالى ذكره: فعجل اللّه لهؤلاء الأمم الّذين كذّبوا رسلهم الهوان في الدّنيا، والعذاب قبل الآخرة، ولم ينظرهم إذ عتوا عن أمر ربّهم {ولعذاب الآخرة أكبر} يقول: ولعذاب اللّه إيّاهم في الآخرة إذا أدخلهم النّار، فعذّبهم بها، أكبر من العذاب الّذي عذّبهم به في الدّنيا، لو كانوا يعلمون؛ يقول: لو علم هؤلاء المشركون من قريشٍ ذلك). [جامع البيان: 20/195]


رد مع اقتباس