عرض مشاركة واحدة
  #24  
قديم 11 رمضان 1434هـ/18-07-2013م, 04:34 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي

قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (77) وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78)}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((في الدين من حرج) [78] وقف حسن ثم تبتدئ: (ملة أبيكم إبراهيم) على معنى «الزموا ملة أبيكم إبراهيم» ويجوز أن تكون «الملة» منصوبة على معنى «وسع عليكم كملة أبيكم». وذلك أنه لما قال: (وما جعل عليكم في الدين من حرج) كان المعنى «وسعه وسمحه» فتكون «الملة» منصوبة إذا سقطت الكاف الخافضة، والدليل على صحة المذهب الأول قوله: (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا) [77] فدل على «والزموا ملة أبيكم» ومن أخذ بالفعل الثاني لم يقف على (من حرج) [لأن] (من الملة) متصلة بما قبلها. (أبيكم إبراهيم) وقف حسن. (هو سماكم المسلمين من قبل) معناه «الله سماكم». وقال الحسن: معناه «إبراهيم سماكم» لقوله: {واجعلنا مسلمين لك} [البقرة: 128] فإبراهيم سأل الله لهم هذا الاسم. (وتكونوا شهداء على الناس) وقف التمام.) [إيضاح الوقف والابتداء: 2/787-788]
قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({من حرجٍ} كاف. وتنتصب الـ (ملة) بتقدير: اتبعوا ملة أبيكم إبراهيم، إذا جعل الضمير في {هو سماكم} لله تعالى بتقدير: الله سماكم المسلمين من قبل، يعني في الكتاب الأول. (وفي هذا) يعني: في القرآن. وهذا قول عامة المفسرين: ابن عباس ومجاهد وغيرهما. وعليه يكون الوقف على (وفي هذا).
حدثنا محمد بن عبد الله قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي قال: حدثنا أحمد قال: حدثنا يحيى بن سلام في قوله: {هو سماكم المسلمين} يقول: الله سماكم المسلمين {من قبل} أي من قبل هذا القرآن في الكتب كلها وفي الذكر {وفي هذا} القرآن.
وقال الحسن: الضمير في (هو) لإبراهيم عليه السلام، والتقدير: إبراهيم سماكم المسلمين من قبل، يريد في قوله: {ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك}. وعلى هذا لا يتم الوقف على {ملة أبيكم إبراهيم} ولا يكفي. وعليه يكون الوقف على {من قبل)} قال أبو عمرو رضي الله عنه: والأول هو الاختيار من جهتين: إحداهما أن قوله عز وجل: {ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك}. وما بعده فليس بتسمية وإنما هو دعاء، والثانية ورد الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن الله تعالى سمانا المسلمين.
حدثنا محمد بن عبد الله المري قال: حدثنا وهب بن مسرة قال: حدثنا ابن وضاح عن الصمادحي عن ابن مهدي عن أبان بن يزيد عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن أبي سلام: أن الحارث الأشعري حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((تداعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله)).
{شهداء على الناس} تام).
[المكتفى: 397-399]

قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({تفلحون- 77- ج} لكونها آية مع العطف. {جهاده- 87- ط}. [{هو اجتباكم- 87- ط}]. {من حرج- 87- ط} على تقدير: الزموا ملة ... {إبراهيم- 87- ط}. {على الناس- 87- ج} للعطف مع الفاء، والوصل أجوز. {بالله- 87- ط}. {مولاكم- 87- ج}.)
[علل الوقوف: 2/723]

قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (اعبدوا ربكم (حسن)
وافعلوا الخير ليس بوقف لأنَّ لعل في التعلق كلام كي
تفلحون (كاف)

حق جهاده (كاف) ومثله اجتباكم
من حرج (كاف) إن نصب ملة بالإغراء أي الزموا ملة أبيكم وليس بوقف إن نصب بنزع الخافض أو نصب ملة بدلاً من الخير وقال الفراء لا يوقف على من حرج لأنَّ التقدير عنده كملة أبيكم ثم حذفت الكاف لأنَّ معنى وما جعل عليكم في الدين من حرج وسع الله عليكم الدين كملة أبيكم فلما حذفت الكاف انتصبت ملة لاتصالها بما قبلها والقول بأنَّ ملة منصوبة على الإغراء أولى لأنَّ حذف الكاف لا يوجب النصب وقد أجمع النحويون أنَّه إذا قيل زيد كالأسد ثم حذفت الكاف لم يجز النصب وأيضًا فإن قبله اركعوا واسجدوا فالظاهر أن يكون هذا على الأمر أي اتبعوا ملة أبيكم إبراهيم فإلى الأوّل ذهب ابن عباس ومجاهد قالا قوله هو سماكم أي الله سماكم المسلمين من قبل أي من قبل هذا القرآن في الكتب كلها وفي الذكر وفي هذا القرآن وقال الحسن هو أي إبراهيم سماكم المسلمين من قبل يريد في قوله ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك فإذا هو صلى الله عليه وسلم سأل الله لهم هذا الاسم فعلى الأول الوقف على ما هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا تام وعلى الثاني الوقف على هو سماكم المسلمين من قبل كاف وعلى الأول تكون اللام في ليكون الرسول متعلقة بمحذوف وهو المختار من وجهين أحدهما أن قوله ربنا واجعلنا مسلمين لك الآية ليس تسمية وإنَّما هو دعاء والثاني ورود الخبر أن الله سمانا المسلمين كما روي أنَّه صلى الله عليه وسلم قال تداعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله وليس بوقف أي على الأول إن علقت اللام بما قبلها انظر النكزاوي وفي كون إبراهيم دعا الله فاستجاب له وسمانا المسلمين ضعف، إذ قوله وفي هذا عطف على من قبل وهذا إشارة إلى القرآن فيلزم أنَّ إبراهيم سمانا المسلمين في القرآن وهو غير واضح لأنَّ القرآن نزل بعد إبراهيم بمدد فبذلك ضعف رجوع الضمير إلى إبراهيم والمختار رجوعه إلى الله تعالى ويدل له قراءة أبيّ سماكم المسلمين بصريح الجلالة أي سماكم في الكتب السابقة وفي هذا القرآن أيضًا وهذا غاية في بيان هذا الوقف ولله الحمد .
الناس (كاف) وقيل تام
وآتوا الزكاة (جائز) ومثله هو مولاكم وقيل كاف
آخر السورة (تام))
[منار الهدى: 259-260]

- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس