عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 1 شعبان 1434هـ/9-06-2013م, 04:03 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (73) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَإِن كادُوا لَيَفتِنونَكَ عَنِ الَّذي أَوحَينا إِلَيكَ} الآية.
[أسباب النزول: 296]
قال عطاء عن ابن عباس: نزلت في وفد ثقيف أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوا شططًا وقالوا: متعنا باللات سنة وحرم وادينا كما حرمت مكة شجرها وطيرها ووحشها وأكثروا في المسألة فأبى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يجبهم فأقبلوا يكررون مسألتهم وقالوا: إنا نحب أن تعرف العرب فضلنا عليهم فإن كرهت ما نقول وخشيت أن تقول العرب: أعطيتهم ما لم تعطنا فقل: الله أمرني بذلك فأمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم وداخلهم الطمع فصاح عليهم عمر: أما ترون رسول الله صلى الله عليه وسلم أمسك عن جوابكم كراهية لما تجيئون به وقد هم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعطيهم ذلك فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقال سعيد بن جبير: قال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم: لا نكف عنك إلا بأن تلم بآلهتنا ولو بطرف أصابعك فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما علي لو فعلت والله يعلم أني كاره))فأنزل الله تعالى هذه الآية:{وَإِن كادُوا لَيَفتِنونَكَ عَنِ الَّذي أَوحَينا إِلَيكَ}إلى قوله: {نَصيرًا}.
وقال قتادة: ذكر لنا أن قريشًا خلوا برسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة إلى الصبح يكلمونه ويفخمونه ويسودونه ويقاربونه فقالوا: إنك تأتي بشيء لا يأتي به أحد من الناس وأنت سيدنا يا سيدنا، وما زالوا به
[أسباب النزول: 297]
حتى كاد يقاربهم في بعض ما يريدون ثم عصمه الله تعالى عن ذلك فأنزل الله تعالى هذه الآية). [أسباب النزول: 298]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (73)}
أخرج ابن مردويه وابن أبي حاتم من طريق ابن إسحاق عن محمد بن أبي محمد عن عكرمة عن ابن عباس قال: خرج أمية بن خلف وأبو جهل بن هشام ورجال من قريش، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا محمد تعال فاستلم آلهتنا وندخل معك في دينك، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتد عليه فراق قومه ويحب إسلامهم فرق لهم، فأنزل الله: {وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك}-إلى قوله-{نصيرا}
قلت: هذا أصح ما ورد في سبب نزولها وهو إسناد جيد وله شاهد.
وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلم الحجر، فقالوا: لا ندعك تستلم حتى تستلم آلهتنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وما علي لو فعلت والله يعلم مني خلافه)) فنزلت.
وأخرج نحوه عن ابن شهاب. وأخرج عن جبير بن نفير: أن قريشا أتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: إن كنت أرسلت إلينا فاطرد الذين اتبعوك من سقاط الناس ومواليهم فنكون نحن أصحابك فركن إليهم، فنزلت.
وأخرج عن محمد بن كعب القرظي: أنه صلى الله عليه وسلم قرأ {والنجم} -إلى قوله- {أفرأيتم اللات والعزى} فألقى عليه الشيطان: تلك الغرانيق العلا وإن شفاعتهن لترتجى فنزلت، {وإن كادوا ليفتنونك} فما زال مهموما حتى أنزل الله: {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله} ... الآية. وفي هذا دليل على أن هذه الآيات مكية.
[لباب النقول: 163]
ومن جعلها مدنية استدل بما أخرجه ابن مردويه من طريق العوفي عن ابن عباس أن ثقيفا قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: أجلنا سنة حتى نهدي لآلهتنا، فإن قبضنا الذي يهدى للآلهة أحرزناه ثم أسلمنا وكسرنا الآلهة فهم أن يؤجلهم، فنزلت وإسناده ضعيف). [لباب النقول: 164]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس