عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 29 ربيع الثاني 1435هـ/1-03-2014م, 07:09 PM
أروى المطيري أروى المطيري غير متواجد حالياً
فريق تنسيق النصوص
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 405
افتراضي

رقية النملة

حديث الشفاء بنت عبد الله
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبانيُّ (ت: 241هـ): (حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ العَزِيزِ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ عَنِ الشِّفَاءِ بِنْتِ عَبْدِ اللهِ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا عِنْدَ حَفْصَةَ فَقَالَ لِي: ((أَلا تُعَلِّمِينَ هَذِهِ رُقْيَةَ النَّمْلَةِ كَمَا عَلَّمْتِيهَا الكِتَابَةَ))). [مسند الإمام أحمد: ]
- قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (رواه إسحاق بن راهويه وابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود وابن أبي عاصم والنسائي والطحاوي والطبراني وأبو نعيم الأصبهاني والبيهقي كلهم من طريق عبد العزيز بن أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز عن صالح بن كيسان عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن سليمان بن أبي حثمة عن الشفاء بنت عبد الله.
ورواه أبو عبيد وأحمد والطحاوي والحاكم وأبو نعيم في الطب كلهم من طرق عن محمد بن المنكدر عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الشفاء بذلك.
ورواه ابن وهب وعبد الرزاق عن الزهري بلاغًا).

طريق آخر
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حَدَّثَنَا أَبو العَبَّاسِ محمدُ بنُ يعقوبَ ثَنا العبَّاسُ بنُ محمدٍ الدُّورِيُّ ثَنا يَعقوبُ بنُ إِبراهيمَ بنِ سَعدٍ ثَنا أَبي عَن صَالحِ بنِ كَيسانَ ثَنا إِسماعِيلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَعْدٍ أَنَّ أَبَا بَكْرِ بنُ سُلَيمَانَ بنِ أَبي حَثْمَةَ القُرَشِيَّ حَدَّثَهُ: أَنَّ رَجُلاً مِن الأَنصَارِ خَرَجَتْ بهِ نَمْلَةٌ فَدُلَّ أَنَّ الشِّفَاءَ بنتَ عَبدِ اللهِ تَرْقِي مِنَ النَّمْلَةِ فَجَاءَهَا فَسَأَلَهَا أَن تَرْقِيَهُ فَقَالَتْ: وَاللهِ مَا رَقَيْتُ مُنذُ أَسْلَمْتُ فَذَهَبَ الأَنْصَارِيُّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ بالَّذِي قَالَتِ الشِّفَاءُ فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشِّفَاءَ فَقَالَ: (( اعْرضِي عَلَيَّ)) فَعرضتهَا عَلَيْهِ فَقَالَ: (( ارْقِيهِ وَعَلِّمِيهَا حَفْصَةَ كَمَا عَلَّمْتِيهَا الكِتَابَ)).
هَذَا حَدِيثٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَينِ، وَقَدْ سَمِعَهُ أَبو بَكْرِ بنُ سُليمَانَ مِن جَدَّتِهِ). [المستدرك: 576]

طريق آخر ولفظ آخر (ضعيف)
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حَدَّثَنَا بالحديثِ عَلَى وَجْهِهِ أَبو عمرٍو مُحمَّدُ بنُ جَعفرِ بنِ مُحمَّدِ بنِ مطَرٍ الزَّاهِدُ العَدْلُ إِمْلاءً سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاثِينَ وَثَلاثِمائة حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بنُ مُحَمَّدٍ الوَاسِطِيُّ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بنُ عَبْدِ اللهِ أَبُو إِسْحَاقَ الهَرَوِيُّ حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بنُ عُمَرَ بنِ عُثْمَانَ بنِ سُلَيمَانَ بنِ أَبي حَثْمَةَ القُرَشِيُّ العَدَوِيُّ حَدَّثَنِي أَبي عَن جَدِّي عُثْمَانَ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَبيهِ عَن أُمِّهِ الشِّفَاءِ بنتِ عَبدِ اللهِ: أَنَّهَا كَانت تَرْقِي برُقًى فِي الجَاهِلِيَّةِ وَأَنَّهَا لَمَّا هَاجَرَتْ إِلَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَتْ عَلَيْهِ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي كُنْتُ أَرْقِي بِرُقًى فِي الجَاهِلِيَّةِ، وَقَدْ رَأَيْتُ أَن أَعْرِضَهَا عَلَيْكَ؛ فَقَالَ: ((اعْرِضِيهَا)) فَعَرَضَتْهَا عَلَيْهِ، وَكَانتْ مِنْهَا رُقْيَةُ النَّمْلَةِ؛ فَقَالَ: ((ارْقِي بهَا وَعَلِّمِيهَا حَفْصَةَ )) بسمِ اللهِ صلوب حِينَ يَعُودُ مِن أَفْوَاهِهَا وَلا تَضُرُّ أَحَدًا، اللهُمَّ اكْشِفِ البَاسَ رَبَّ النَّاسِ، قال: تَرْقِي بهَا عَلَى عُودِ كُرْكُمٍ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَتَضَعُهُ مَكَانًا نَظِيفًا، ثُمَّ تَدْلُكُهُ عَلَى حَجَرٍ، وَتطْلِيهِ عَلى النورَةِ). [المستدرك: 5/77] [تطليه على النورة، هكذا ولعلها: على النملة (هيئة المراجعة)]
-قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ عَدِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ الجُرْجَانِيُّ (ت:365هـ): (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عليٍّ حدَّثنا عثمانُ بنُ سَعِيدٍ قالَ: قلتُ لِيَحيى بنِ مَعينٍ: فَعُثْمَانُ بنُ عمرَ بنِ عثمانَ بنِ سليمانَ بنِ أَبي حَثْمَةَ كَيفَ حالُهُ؟ قالَ: لا أَعْرِفُهُ.
وَهَذا الَّذِي قالَ يَحيَى إِنَّهُ لا يَعْرِفُهُ فَهُوَ كَمَا قَالَ لأَنَّهُ مَجْهُولٌ). [الكامل:5/175]
-قالَ مُحَمَّدٌ ناصِرُ الدِّينِ الأَلْبَانِيُّ (ت:1420هـ): ( ( كُرْكُم ) هو الزَّعفرانُ، وَقِيلَ: العُصْفُرُ، وَقِيلَ: شَجَرٌ كَالوَرْسِ، وَهُوَ فَارِسيٌّ مُعَرَّبٌ، ( صلوب ) كَذَا وَلَمْ أَعْرِفْ لَهُ مَعْنَى، وَلَعَلَّهُ - إِن سَلِمَ مِنَ التَّحْرِيفِ - لَفظٌ عِبْرِيٌّ. واللهُ أَعْلَمُ). [السلسلة الصحيحة: 1/345]
قالَ أَبُو نُعَيمٍ أَحْمَدُ بنُ عَبدِ اللهِ الأَصْبَهَانِيُّ(ت:430هـ):(حدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بنُ حَمْدَانَ ثَنَا الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بنُ عَبْدِ اللهِ الهَرَوِيُّ ثَنَا عُثْمَانُ بنُ عُمَرَ بنِ عُثْمَانَ بنِ سُلَيمَانَ بنِ أَبي حَثْمَةَ العَدَوِيُّ حَدَّثَنِي أَبي عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ عَن أَبيهِ عَن الشِّفَاءِ أَنَّهَا كَانَت تَرْقِي فِي الجَاهِلِيَّةِ وَأَنَّهَا لَمَّا هَاجَرَتْ إِلَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَت قَدْ بَايَعَتْهُ بمكَّةَ قَبْلَ أَن يَخْرُجَ، فَقَدِمَتْ عَلَيْهِ، فَقَالَت: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي كُنْتُ أَرْقِي برُقًى فِي الجَاهِلِيَّةِ، وَقَدْ أَرَدْتُ أَنْ أَعْرِضَهَا عَلَيْكَ، فَقَالَ: ((اعْرِضِيهَا)) فَعَرَضَتْهَا عَلَيْهِ، وَكَانَتْ مِنهَا رُقْيَةُ النَّمْلَةِ؛ فَقَالَ: ((ارْقِي بهَا وَعَلِّمِيهَا حَفْصَةَ)) بسم اللهِ صلق صلب جبر تعوذا من أَفْواهِهَا وَلا تَضُرُّ أَحَدًا، اللهمَّ اكْشِفِ البَاسَ رَبَّ النَّاسِ.
قالَ: وَتَرْقِي بهَا عَلَى عُودِ كُرْكُمٍ سَبْعَ مِرَارٍ، وَتَضَعُهُ مَكَانًا نَظِيفًا، ثُمَّ تَدْلُكُهُ عَلَى حَجَرٍ بخل خمر ثَقِيفٍ وَتَطْلِيهِ عَلَى النَّمْلَةِ). [معرفة الصحابة: ]
- قال عبد العزيز بن داخل المطيري:(وقع في هذه الرواية تصحيف وتحريف ومخالفة للرواية التي أخرجها الحاكم ومدارهما على عثمان بن عمر وهو مجهول فالخبر ضعيف، وذكر ابن حجر في الإصابة أن ابن منده خرج هذا الخبر من طريق عثمان بن عمر أيضا).

معنى النَّمْلَةِ
قالَ الخَلِيلُ بنُ أَحْمَدَ الفَرَاهِيدِيُّ(ت:170هـ): (النَّمْلُ: قُرُوحٌ تَخْرُجُ فِي الجَنْبِ). [ العين: ن م ل]
قالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): (قَالَ الأَصْمَعِيُّ: هِيَ قُرُوحٌ تَخْرُجُ فِي الجَنْبِ وَغَيْرِهِ). [غريب الحديث:1/218]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):(النَّمْلَةُ قُرُوحٌ تخرج في الجَنْبِ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم للشِّفَاءِ: ((عَلِّمِي حَفْصَةَ رُقْيَةَ النَّمْلَةِ)).
وَقَالَ الشَّاعِرُ:

ولا عَيْبَ فِينَا غَيْرَ عِرْقٍ لِمَعْشَرٍ.....كِرَامٍ وَأَنَّا لا نَخُطُّ عَلَى النَّمْلِ
يريد أنَّا لَسْنَا بمجُوسٍ نَنْكِحُ الأَخَوَاتِ، وَكَانُوا يَقُولُونَ: إِنَّ وَلَدَ الرَّجُلِ مِن أُخْتِهِ إِذَا خَطَّ عَلَى هَذِهِ القُرُوحِ بَرَأَ صَاحِبُهَا). [غريب الحديث: 2/]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ):(وَأَمَّا قَولُ الحُطَيْئَةِ: (هُوَ مَأْكَلَةُ عِيَالِي، وَنَمْلَةٌ عَلَى لِسَانِي)؛ فَإِنَّهُ يَعْنِي بالنَّمْلَةِ الدَّاءَ، وَأَصْلُهَا قُرُوحٌ تَخْرُجُ فِي جَنبِ الرَّجُلِ، يُقَالُ مِنه: بفُلانٍ نَمْلَةٌ، إِذَا كَانَ ذَلِكَ بهِ، وَمِنهُ الخَبَرُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ للشِّفَاءِ: (( عَلِّمِي حَفْصَةَ رُقْيَةَ النَّمْلَةِ ))، يَعْنِي رُقْيَةَ هَذِهِ القُرُوحِ). [تهذيب الآثار: ]
قالَ أَحْمَدُ بنُ مَرْوَانَ بنِ مُحَمَّدٍ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 333هـ): (فَالنَّمْلَةُ قُرُوحٌ تَخْرُجُ فِي الجَنْبِ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: سَمِعْتُ ابْنَ قُتَيْبَةَ يَقُولُ وَذَكَرَ هَذَا الحَدِيثَ؛ فَقَالَ: مِنْهُ حَدِيثُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لِلشِّفَاءِ: ((عَلِّمِي حَفْصَةَ رُقْيَةَ النَّمْلَةِ )).
قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: وَقَالَ الشَّاعِرُ:
وَلا عَيْبَ فِينَا غَيْرَ عِرْقٍ لِمَعْشَرٍ.....كِرَامٍ وَأَنَّا لا نَخُطُّ عَلَى النَّمْلِ
يُرِيدُ: أَنَّا لَسْنَا بِالمَجُوسِ، وَذَلِكَ: أَنَّهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ:إِنَّ وَلَدَ الرَّجُلِ مِنْ أُخْتِهِ إِذَا خَطَّ عَلَى هَذِهِ القُرُوحِ بَرَأَ صَاحِبُهَا). [المجالسة:3/91]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ أَنبَأَ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ العَزِيزِ ثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ الأَصْمَعِيُّ: النَّمْلَةُ هِيَ قُرُوحٌ تَخْرُجُ فِي الجنبِ وَغَيْرِهِ). [المستدرك: 5/77]
قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): (النَّمْلَةُ بالفَتْحِ: قُرُوحٌ تَخْرُجُ فِي الجَنْبِ). [الفائق في غريب الحديث: نمل]
قالَ ابنُ الأثِيرِ المبارَكُ بنُ مُحَمَّدٍ الجَزَرِيُّ(ت:606هـ): (النَّمْلَةُ: قُرُوحٌ تَخْرُجُ فِي الجَنْبِ). [النهاية في غريب الحديث: ]
قالَ أَحْمَدُ بنُ علِيٍّ ابنُ حَجَرٍ العَسْقَلانِيُّ (ت:852هـ):(وَلأَبِي دَاوُدَ مِنْ حَدِيثِ الشِّفَاءِ بِنْت عَبْد الله أَنَّ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا: (( أَلا تُعَلِّمِينَ هَذِهِ - يَعْنِي حَفْصَة - رُقْيَة النَّمْلَةِ )).
وَالنَّمْلَةُ قُرُوحٌ تَخْرُجُ فِي الجَنْبِ وَغَيْرِهِ مِنَ الجَسَدِ). [فتح الباري:10/195]

ذكر رقية أخرى للنملة اشتهرت في كتب أهل اللغة
قالَ الخَلِيلُ بنُ أَحْمَدَ الفَرَاهِيدِيُّ(ت:170هـ): (النَّمْلُ: قُرُوحٌ تَخْرُجُ فِي الجَنْبِ، وَرُقْيَتُهَا أَن يُقَالَ: العَرُوسُ تَحْتَفِلُ وَتَقْتَالُ وَتَكْتَحِلُ غَيْرَ أَن لا تَعْصِي الرَّجُلَ). [ العين: ن م ل]
قالَ أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الأَزْهَرِيُّ (ت: 370هـ): (وَجَاءَ فِي حَدِيثِ رُقيةِ النَّمْلَةِ: (العَرُوسُ تَقْتَالُ وتَحْتَفِلُ وكُلَّ شَيْءٍ تَفْتَعِل، غَيْرَ أنَّها لا تَعْصِي الرَّجُلَ) ومعنى تَقْتال: أي تَحْتَكِمُ عَلَى زَوْجِهَا، وَتَحْتَفِلُ: أي تَتَزَيَّنُ وَتَحْتَشِدُ لِلزِّينَةِ). [تهذيب اللغة:2/29]
قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): (نمل النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِلشفَاءِ: عَلِّمِي حَفْصَةَ رُقْيَةَ النَّمْلَةِ وَرُقْيَتُهَا: العَرُوسُ تَحْتَفِلُ وتَقْتَالُ وتَكْتَحِلُ وَكُلَّ شَيءٍ تَفْتَعِلُ غَيْرَ أَن لا تُعَاصِي الرَّجُلَ). [الفائق في غريب الحديث: نمل]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ):(وَقَالَ أَبُو عُبَيدٍ: هِيَ قُرُوحٌ تَخْرُجُ بالجنبِ وَغَيْرِهِ.
قالَ: وَيُحْكَى عَن عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيزِ فِي رُقْيَةِ النَّمْلَةِ: العَرُوسُ تَحْتَفِلُ وَتَقْنَأُ وَتَكْتَحِلُ وَكُلَّ شَيْءٍ تَفْتَعِلُ غَيْرَ أَن لا تَعْصِيَ الرَّجُلَ، تَقْنَأُ: تَتَزَيَّنُ) [كشف المشكل من حديث الصحيحين: ]
قالَ مُرْتَضَى الزَّبيدِيُّ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحُسَيْنِيُّ (ت: 1205هـ): (قالَ أَبُو عُبَيْدٍ: سَمِعْتُ الهَيْثَمَ بنَ عَدِيٍّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ العَزِيزِ بنَ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيزِ يَقُولُ فِي رُقْيَةِ النَّمْلَةِ: العَرُوسُ تَحْتَفِلُ وَتَقْتَالُ وَتَكْتَحِلُ وَكُلَّ شَيْءٍ تَفْتَعِلُ غَيْرَ أَن لا تَعْصِي الرَّجُلَ). [تاج العروس:30/297]
- قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (عبد العزيز بن أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز هو الذي روى جماعةٌ من الأئمة حديثَه عن صالح بن كيسان عن أبي بكر بن سليمان عن الشفاء بنت عبد الله في إذن النبي صلى الله عليه وسلم لها برقية النملة وأمره إياها بتعليم حفصة.
لكن هذه الرقية لم أجدها في كتاب أبي عبيد، وقد ذكر قول الأصمعي في معنى النملة كما تقدم ولم يذكر هذه الرقية، وقد روى عنه الحاكم تفسيره لمعنى النملة بالإسناد الذي يروي به كتاب غريب الحديث لأبي عبيد من طريق محمد بن الحسن عن علي بن عبد العزيز البغوي عن أبي عبيد، فقد يكون في النسخ اختلاف قديم أو أن الزبيدي نقل عن غير كتاب الغريب، وقد بحثت في كتاب الأموال لأبي عبيد وكتاب الأمثال وكتاب الإيمان ولم أظفر بأصل ما نقله عنه.
وأعجب من ذلك قول المناوي في التيسير: (النملة: ورقيتها العروس تحتفل وتختضب وتكتحل وكل شيء تفتعل غير أن لا تعاصي الرجل، أبو عبيد في كتاب الغريب عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة).
وعلى ذلك فالهيثم بن عدي هو أبو عبد الرحمن الطائي متروك الحديث، قال يحيى بن معين: كان يكذب ليس بثقة، وقال أبو داود: كذاب، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار).

تأويل وجوابه
قالَ ابنُ الأثِيرِ المبارَكُ بنُ مُحَمَّدٍ الجَزَرِيُّ(ت:606هـ): (النَّمْلَةُ: قُرُوحٌ تَخْرُجُ فِي الجَنْبِ.
( س ه ) وَمِنْهُ الحديث قال لِلشَّفَّاء: (( عَلِّمي حَفْصةَ رُقْيةَ النَّملة ))
قِيلَ: إِنَّ هَذا مِن لُغَزِ الكَلامِ ومُزَاحِهِ كَقَوْلِهِ للعَجُوزِ: (( لا تَدْخُلُ العُجُز الجنة)).
وَذَلِكَ أَنَّ رُقْيةَ النَّمْلَةِ شَيْءٌ كَانت تَسْتَعْمِلُهُ النِّسَاءُ يَعلَمُ كُلُّ مَن سَمِعَهُ أَنَّهُ كَلامٌ لا يَضُرُّ ولا يَنْفَعُ.
وَرُقْيَةُ النَّمْلَةِ الَّتِي كَانَت تُعْرَف بَيْنَهُنَّ أَن يُقَالَ: العَرُوسُ تَحْتَفِل وتَخْتَضِب وتَكْتَحِل وكُلَّ شَيْءٍ تَفْتَعِلُ غيرَ ألاَّ تَعْصِيَ الرجُلَ.
ويُرْوَى عِوَضَ تَحْتَفِل تَنْتَعِل وعِوَض تَخْتَضِبُ تَقْتال فأرادَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهَذَا المَقَالِ تَأْنِيبَ حَفْصَةَ لأَنَّهُ ألْقَى إِلَيْهَا سِرًّا فأفْشَتْه). [النهاية في غريب الحديث: ]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ مُوسَى بنِ عِيسَى الدَّمِيرِيُّ (ت:808هـ):(رَوَى أَبو دَاودَ والحَاكِمُ وصَحَّحَهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ للشفَاءِ بنتِ عَبْدِ اللهِ: ((عَلِّمِي حَفْصَةَ رُقْيَةَ النَّمْلَةِ كَمَا عَلَّمْتِهَا الكِتَابَةَ)).
وفي صحيحِ مسلمٍ أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليهِ وسَلَّم أَرْخَصَ فِي الرُّقْيَةِ مِنَ النَّمْلَةِ، وَالنَّمْلَةُ قُروحٌ تَخْرُجُ فِي الجَنبِ مِنَ البَدَنِ، وَرُقْيَتُهَا شَيءٌ كَانت تَسْتَعْمِلُهُ النِّسَاءُ، يَعْلَمُ كُلُّ مَن سَمِعَهُ أَنَّهُ كَلامٌ لا يَضُرُّ وَلا يَنْفَعُ، وَهُوَ أَن يُقَالَ: العَرُوسُ تَحْتَفِلُ وَتَخْتَضِبُ وَتَكْتَحِلُ، وَكُلَّ شَيْءٍ تَفْتَعِلُ، غَيْرَ أَن لا تَعْصِيَ الرَّجُلَ.
أَرَادَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهَذَا المقَالِ تَأْنِيبَ حَفْصَةَ، لأَنَّهُ أَلْقَى إِلَيْهَا سِرًّا فَأَفْشَتْهُ؛ فَكَانَ هَذَا مِن لَغْوِ الكَلامِ وَمُزَاحِهِ كَقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للعَجُوزِ: ((لا تَدْخُلِ الجنَّةَ عَجُوزٌ)) ). [حياة الحيوان:باب النون]
قالَ مُحَمَّدٌ ناصِرُ الدِّينِ الأَلْبَانِيُّ (ت:1420هـ): ( (رقية النملة) قالَ الشَّوكَانِيُّ في تَفسيرِهَا: (هِيَ كَلامٌ كَانت نِسَاءُ العَرَبِ تَستعمِلُهُ، يَعلمُ كُلُّ مَن سَمِعَهُ أَنَّهُ كَلامٌ لا يَضرُّ وَلا ينفعُ، وَرُقْيَةُ النَّملة الَّتي كَانت تُعْرَفُ بينهنَّ أَن يُقَالَ: العَرُوسُ تَحْتَفِلُ وَتَخْتَضِبُ، وَتَكْتَحِلُ، وَكُلَّ شَيْءٍ تَفْتَعِلُ، غَيرَ أَن لا تَعْصِيَ الرَّجُلَ).
كَذَا قَالَ، وَلا أَدْرِي مَا مُسْتَنَدُهُ في ذَلِكَ، ولا سِيَّمَا وَقَدْ بَنَى عَليهِ قَولَهُ الآتِي تَعلِيقًا على قولِهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: ((أَلا تُعَلِّمِينَ هَذِهِ... )): (فَأرَادَ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ بهَذَا المقالِ تَأنيبَ حَفصةَ وَالتَّأدِيبَ لَهَا تَعريضًا،لأَنَّهُ أَلقَى إِليهَا سِرًا فَأَفْشَتْهُ عَلَى ما شَهِدَ بهِ التَّنزِيلُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا} [التحريم: 3] الآيَةَ).
وَلَيْتَ شِعْري مَا علاقَةُ الحديثِ بالتأنيبِ لإفشاءِ السرِّ، وَهو يقولُ: ((كَمَا عَلَّمْتِهَا الكِتَابَ )) فَهَلْ يَصِحُّ تَشْبيهُ تَعليمِ رُقيةٍ لا فَائِدَةَ مِنهَا بتَعْليمِ الكِتابةِ ؟!
وَأيضًا فالحديثُ صريحٌ في أمرِهِ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسلَّمَ للشفَاءِ بتَرْقِيَةِ الرَّجُلِ الأَنصارِيِّ مِنَ النَّمْلَةِ وأَمْرِهِ إِيَّاهَا بأَن تُعَلِّمَهَا لِحَفْصَةَ، فَهلْ يُعْقَلُ بأَن يأمُرَ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ بهذِه التَّرْقِيَةِ لَو كانَ باللفْظِ الَّذِي ذَكَرَهُ الشَّوْكَانِيُّ بدُونِ أَيِّ سَنَدٍ وَهُوَ بلا شَكٍّ كَمَا قالَ: كَلامٌ لا يَضُرُّ وَلا يَنْفَعُ؛ فَالنَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْمَى مِنْ أَن يَأْمُرَ بمثلِ هَذِهِ التَّرْقِيَة، وَلَئِن كَانَ لَفْظُ رِوَايةِ أَبي دَاودَ يَحْتَمِلُ تَأْويلَ الحدِيثِ عَلَى التَّأنيبِ المزْعُومِ، فَإِنَّ لَفْظَ الحَاكِمِ هَذَا الَّذي صَدَّرْنَا بهِ هَذَا البَحْثَ لا يَحْتَمِلُهُ إِطلاقًا، بَل هُو دَلِيلٌ صَرِيحٌ عَلَى بُطْلانِ ذَلِكَ التَّأْويلِ بُطْلانًا بَيِّنًا كَمَا هُو ظَاهِرٌ لا يَخْفَى، وَكَأَنَّهُ لِذَلِكَ صَدَّر ابنُ الأَثيرِ في " النهاية " تفسيرَ الشَّوكَانِيِّ المذكورِ لـِرُقْيَةِ النَّمْلَةِ وَعَنْهُ نَقَلَهُ الشَّوْكَانِيُّ، صَدَّرَهُ بقَوْلِهِ: (قِيلَ) مُشِيرًا بذَلِكَ إِلَى ضَعْفِ ذَلِكَ التَّفْسِيرِ وَمَا بَنَاهُ عَلَيْهِ مِن تَأويلِ قَولِهِ: ((ألا تعلمين...)) ). [السلسلة الصحيحة: 1/344-345]

رقية أخرى لا تجوز
قالَ مُحَمَّدُ بنُ مُوسَى بنِ عِيسَى الدَّمِيرِيُّ (ت:808هـ):(وَرَأَيْتُ فِي بَعْضِ الكُتُبِ بِخَطِّ بَعْضِ الأَئِمَّةِ الحُفَّاظِ: أَنَّ رُقْيَةَ النَّمْلَةِ أَن يَصُومَ رَاقِيهَا ثَلاثَةَ أَيَّامٍ مُتَوَالِيَةٍ، ثُمَّ يَرْقِيهَا بُكْرَةَ كُلِّ يَوْمٍ مِنَ الثَّلاثَةِ، عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، فَيَقُولُ: اقسطري وانبرجي فقد نوه بنوه بربطش ديبقت اشف أيها الجرب بألف لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ويكون في إصبعه زيت طيب، يمسح به عليها ويتفل على الموضع عقب الرقية قبل المسح بالزيت فافهم). [حياة الحيوان:باب النون]
- قال عبد العزيز بن داخل المطيري:
(هَذِهِ الرُّقْيَةُ جَمَعَتِ البِدْعَةَ وَالشِّرْكَ وَالتَّلْبيسَ، وَالعِيَاذُ باللهِ).


رد مع اقتباس