عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 25 ذو الحجة 1435هـ/19-10-2014م, 07:04 PM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

باب اتّفاق النّاس مع عثمان على جمع المصاحف
قال أبو بكر عبد الله بن سليمان ابن أبي داود السجستاني (ت: 316هـ): (باب اتّفاق النّاس مع عثمان على جمع المصاحف
- حدّثنا عبد اللّه قال: حدّثنا محمّد بن عمر بن هيّاجٍ قال: حدّثنا يحيى بن عبد الرّحمن يعني الأرحبيّ حدّثني عبد اللّه بن عبد الملك الحرّ، عن إياد بن لقيطٍ، عن يزيد بن معاوية قال: إنّي لفي المسجد زمن الوليد بن عقبة في حلقةٍ فيها حذيفة قال: (وليس إذ ذاك حجزةٌ ولا جلاوزةٌ إذ هتف هاتفٌ من كان يقرأ على قراءة أبي موسى فليأت الزّاوية الّتي عند أبواب كندة، ومن كان يقرأ على قراءة عبد اللّه بن مسعودٍ فليأت هذه الزّاوية الّتي عند دار عبد اللّه) ,واختلفا في آيةٍ من سورة البقرة قرأ هذا (وأتمّوا الحجّ والعمرة للبيت) وقرأ هذا: {وأتمّوا الحجّ والعمرة للّه} [البقرة: 196] فغضب حذيفة واحمرّت عيناه ثمّ قام ففزر قميصه في حجزته وهو في المسجد -وذاك في زمن عثمان- فقال: (إمّا أن يركب إلى أمير المؤمنين وإمّا أن أركب، فهكذا كان من قبلكم) ، ثمّ أقبل فجلس فقال: (إنّ اللّه بعث محمّدًا فقاتل بمن أقبل من أدبر حتّى أظهر دينه، ثمّ إنّ اللّه قبضه فطعن النّاس في الإسلام طعنة جوادٍ ثمّ إنّ اللّه استخلف أبا بكرٍ فكان ما شاء اللّه، ثمّ إنّ اللّه قبضه فطعن النّاس في الإسلام طعنة جوادٍ، ثمّ إنّ اللّه استخلف عمر فنزل وسط الإسلام، ثمّ إنّ اللّه قبضه فطعن النّاس في الإسلام طعنة جوادٍ، ثمّ إنّ اللّه استخلف عثمان وايم اللّه ليوشكنّ أن يطعنوا فيه طعنةً تخلفونه كلّه) .
- حدّثنا عبد اللّه قال حدّثنا سهل بن صالحٍ قال: حدّثنا أبو داود ويعقوب قالا: أخبرنا شعبة , عن علقمة بن مرثدٍ، عن سويد بن غفلة قال: قال عليٌّ في المصاحف: (لو لم يصنعه عثمان لصنعته) . -قال أبو داود: عن رجلٍ عن سويدٍ- .
- حدّثنا عبد اللّه قال: حدّثنا محمّد بن بشّارٍ قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، وعبد الرّحمن قالا: حدّثنا شعبة، عن علقمة بن مرثدٍ، عن رجلٍ، عن سويد بن غفلة قال: قال عليٌّ حين حرّق عثمان المصاحف: (لو لم يصنعه هو لصنعته) .
- حدّثنا عبد اللّه قال: حدّثنا أحمد بن سنانٍ قال: حدّثنا عبد الرّحمن قال: حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن مصعب بن سعدٍ قال: ( أدركت النّاس متوافرين حين حرّق عثمان المصاحف، فأعجبهم ذلك، وقال: لم ينكر ذلك منهم أحدٌ ) .
- حدّثنا عبد اللّه قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الصّوّاف قال: حدّثنا يحيى بن كثيرٍ قال: حدّثنا ثابت بن عمارة الحنفيّ قال: سمعت غنيم بن قيسٍ المازنيّ قال: ( قرأت القرآن على الحرفين جميعًا، واللّه ما يسرّني أنّ عثمان لم يكتب المصحف، وأنّه ولد لكلّ مسلمٍ كلّما أصبح غلامٌ، فأصبح له مثل ما له قال: قلنا له: يا أبا العنبر، لم قال: لو لم يكتب عثمان المصحف لطفق النّاس يقرءون الشّعر ) .
- حدّثنا عبد اللّه قال :حدّثنا يعقوب بن سفيان قال: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه، حدّثني عمران بن حديرٍ، عن أبي مجلزٍ قال: (لولا أنّ عثمان كتب القرآن لألفيت النّاس يقرءون الشّعر) .
- حدّثنا عبد اللّه قال: حدّثنا أحمد بن سنانٍ، سمعت عبد الرّحمن بن مهديٍّ يقول: (خصلتان لعثمان بن عفّان ليستا لأبي بكرٍ ولا لعمر، صبره نفسه حتّى قتل مظلومًا، وجمعه النّاس على المصحف) ).
[المصاحف: 70-66]


كراهية عبد اللّه بن مسعودٍ ذلك
قال أبو بكر عبد الله بن سليمان ابن أبي داود السجستاني (ت: 316هـ): (كراهية عبد اللّه بن مسعودٍ ذلك
- حدّثنا عبد اللّه قال: حدّثنا شعيب بن أيّوب، حدّثنا يحيى بن آدم قال: حدّثنا عمرو بن ثابتٍ قال: حدّثنا حبيب بن أبي ثابتٍ، عن أبي الشّعثاء قال: كنّا جلوسًا في المسجد وعبد اللّه يقرأ فجاء حذيفة فقال: ( قراءة ابن أمّ عبدٍ وقراءة أبي موسى الأشعريّ واللّه إن بقيت حتّى آتي أمير المؤمنين، يعني عثمان، لأمرته بجعلها قراءةً واحدةً قال: فغضب عبد اللّه فقال لحذيفة كلمةً شديدةً قال فسكت حذيفة ) .
- حدّثنا عبد اللّه قال: حدّثنا الحسن بن مدركٍ، وإسحاق بن إبراهيم بن زيدٍ قالا: حدّثنا يحيى بن حمّادٍ قال: حدّثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن عن أبي الشّعثاء المحاربيّ قال: قال حذيفة: ( يقول أهل الكوفة: ( قراءة عبد اللّه، ويقول أهل البصرة: قراءة أبي موسى، واللّه لئن قدمت على أمير المؤمنين لأمرته أن يغرقها قال: فقال عبد اللّه: أما واللّه لئن فعلت ليغرقنّك اللّه في غير ماءٍ) . -قال شاذان: في سقرها- .
- حدّثنا عبد اللّه قال: حدّثنا إبراهيم بن عبد اللّه بن أبي شيبة قال: حدّثنا ابن أبي عبيدة قال: حدّثنا أبي، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن أبي الشّعثاء قال: كنت جالسًا عند حذيفة، وأبي موسى، وعبد اللّه بن مسعودٍ، فقال حذيفة: ( أهل البصرة يقرءون قراءة أبي موسى، وأهل الكوفة يقرءون قراءة عبد اللّه، أما واللّه أن لو قد أتيت أمير المؤمنين لقد أمرته بغرق هذه المصاحف، فقال عبد اللّه: إذًا تغرق في غير ماءٍ ) .
- حدّثنا عبد اللّه قال: حدّثنا عليّ بن حربٍ قال: حدّثنا ابن فضيلٍ قال: حدّثنا حصينٌ، عن مرّة قال: ذكر لي أنّ عبد اللّه، وحذيفة وأبا موسى فوق بيت أبي موسى فأتيتهم، فقال عبد اللّه لحذيفة: ( أما إنّه قد بلغني أنّك صاحب الحديث قال: أجل، كرهت أن يقال: قراءة فلانٍ وقراءة فلانٍ فيختلفون كما اختلف أهل الكتاب قال: وأقيمت الصّلاة، فقيل لعبد اللّه: تقدّم صلّ، فأبى، فقيل لحذيفة: تقدّم، فأبى، فقيل لأبي موسى: تقدّم فإنّك ربّ البيت ) .
- حدّثنا عبد اللّه قال: حدّثنا محمّد بن عثمان العبسيّ قال:حدّثنا إسماعيل بن بهرام قال: حدّثنا سعير بن الخمس، عن مغيرة، عن أبي الضّحى، عن مسروقٍ قال: كان عبد اللّه وحذيفة وأبو موسى في منزل أبي موسى، فقال حذيفة: ( أمّا أنت يا عبد اللّه بن قيسٍ فبعثت إلى أهل البصرة أميرًا، ومعلّمًا، وأخذوا من أدبك ولغتك، ومن قراءتك، وأمّا أنت يا عبد اللّه بن مسعودٍ فبعثت إلى أهل الكوفة معلّمًا، فأخذوا من أدبك ولغتك، ومن قراءتك، فقال عبد اللّه: أما إنّي إذًا لم أضلّهم، وما من كتاب اللّه آيةٌ إلّا أعلم حيث نزلت، وفيم نزلت، ولو أعلم أحدًا أعلم بكتاب اللّه منّي، تبلّغنيه الإبل لرحلت إليه ) .
- حدّثنا عبد اللّه قال: حدّثنا أحمد بن منصور بن سيّارٍ قال: حدّثنا قبيصة قال: حدّثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن حميد بن مالكٍ قال: قال عبد اللّه: (لقد قرأت من فيّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم سبعين سورةً، وأنّ زيد بن ثابتٍ ذو ذؤابتين يلعب مع الصّبيان) .
- حدّثنا عبد اللّه قال: حدّثنا عمّي قال: حدّثنا ابن أبي رجاءٍ قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن خمير بن مالكٍ، عن عبد اللّه قال: ( لمّا أمر بالمصاحف ساء ذلك عبد اللّه بن مسعودٍ قال: من استطاع منكم أن يغلّ مصحفًا فليغلل، فإنّه من غلّ شيئًا جاء بما غلّ يوم القيامة، ثمّ قال عبد اللّه: لقد قرأت القرآن من في رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم سبعين سورةً وزيدٌ صبيّ، أفأترك ما أخذت من رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم ) .
- حدّثنا عبد اللّه قال: حدّثنا يونس بن حبيبٍ قال: حدّثنا أبو داود قال: حدّثنا عمرو بن ثابتٍ، عن أبي إسحاق، عن خمير بن مالكٍ قال: سمعت ابن مسعودٍ يقول: ( إنّي غالٌّ مصحفي، فمن استطاع أن يغلّ مصحفًا فليغلل، فإنّ اللّه يقول: {ومن يغلل يأت بما غلّ يوم القيامة} [آل عمران: 161]، ولقد أخذت من فيّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم سبعين سورةً، وإنّ زيد بن ثابتٍ لصبيّ من الصّبيان، أفأنا أدع ما أخذت من فيّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم ) .
- حدّثنا عبد اللّه قال: حدّثنا هارون بن إسحاق قال: حدّثنا وكيعٌ، عن شريكٍ، عن إبراهيم بن مهاجرٍ، عن إبراهيم، لمّا أمر بتمزيق المصاحف قال عبد اللّه: (أيّها النّاس، غلّوا المصاحف، فإنّه من غلّ يأت بما غلّ يوم القيامة، نعم الغلّ المصحف يأتي أحدكم به يوم القيامة) .
- حدّثنا عبد اللّه قال: حدّثنا محمّد بن عبد الوهّاب الدّعلجيّ، حدّثنا أيّوب بن مسلمة، حدّثنا أبو شهابٍ، عن الأعمش، عن أبي وائلٍ، عن عبد اللّه قال: ( قرأ: {ومن يغلل يأت بما غلّ يوم القيامة} [آل عمران: 161]، غلّوا مصاحفكم، فكيف تأمروني أن أقرأ قراءة زيدٍ، ولقد قرأت من فيّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم بضعًا وسبعين سورةً، ولزيدٍ ذؤابتان يلعب بين الصّبيان ) .
- حدّثنا عبد اللّه قال: حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن النّعمان قال: حدّثنا سعيد بن سليمان قال: حدّثنا أبو شهابٍ، عن الأعمش، عن أبي وائلٍ قال: خطبنا ابن مسعودٍ على المنبر فقال: ( {ومن يغلل يأت بما غلّ يوم القيامة} [آل عمران: 161] غلّوا مصاحفكم، وكيف تأمروني أن أقرأ على قراءة زيد بن ثابتٍ، وقد قرأت من في رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم بضعًا وسبعين سورةً، وأنّ زيد بن ثابتٍ ليأتي مع الغلمان له ذؤابتان، واللّه ما أنزل من القرآن إلّا وأنا أعلم في أيّ شيءٍ نزل، ما أحدٌ أعلم بكتاب اللّه منّي، وما أنا بخيركم، ولو أعلم مكانًا تبلغه الإبل أعلم بكتاب اللّه منّي لأتيته ) ,قال أبو وائلٍ: فلمّا نزل عن المنبر جلست في الحلق فما أحدٌ ينكر ما قال.
- حدّثنا عبد اللّه قال: حدّثنا محمّد بن يحيى قال: حدّثنا أحمد بن يونس، وسعيد بن سليمان قالا: حدّثنا أبو شهابٍ بهذا حدّثنا عبد اللّه قال: حدّثنا أحمد بن منصور بن سيّارٍ قال: حدّثنا أحمد بن عبد اللّه بن يونس قال: حدّثنا أبو شهابٍ بهذا
حدّثنا عبد اللّه قال حدّثنا هارون بن إسحاق قال: حدّثنا عبدة، عن الأعمش، عن شقيقٍ قال: قال عبد اللّه: ( ومن يغلل يأت بما غلّ يوم القيامة على قراءة من يأمرني أن أقرأ، لقد قرأت على رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم بضعًا وسبعين سورةً، ولقد علم أصحاب محمّدٍ أنّي أعلمهم بكتاب اللّه، ولو علمت أنّ أحدًا أعلم بكتاب اللّه منّي لرحلت إليه قال شقيقٌ: فجلست في حلقٍ من أصحاب محمّدٍ، فما سمعت أحدًا منهم يعيب عليه شيئًا ممّا قال، ولا ردّه ) .
- حدّثنا عبد اللّه قال: حدّثنا يوسف بن موسى قال: حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن أبي الضّحى، عن مسروقٍ. قال: قال عبد اللّه حين صنع بالمصاحف ما صنع: (والّذي لا إله غيره ما أنزلت من سورةٍ إلّا أعلم حيث أنزلت، وما من آيةٍ إلّا أعلم فيما أنزلت، ولو أنّي أعلم أحدًا أعلم بكتاب اللّه منّي تبلّغنيه الإبل لأتيته) .
- حدّثنا عبد اللّه قال: حدّثنا إبراهيم بن عبد اللّه بن أبي شيبة قال: حدّثنا ابن أبي عبيدة قال: حدّثنا أبي، عن الأعمش، عن أبي رزينٍ، عن زرّ بن حبيشٍ قال: قال عبد اللّه بن مسعودٍ: (لقد قرأت من فيّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم بضعًا وسبعين سورةً، وإنّ لزيد بن ثابتٍ ذؤابتين له) ,وقال محمّد بن معمرٍ البحرانيّ عن يحيى بن حمّادٍ قال: حدّثنا أبو عوانة، عن إسماعيل بن سالمٍ، عن أبي سعيدٍ الأزديّ قال: سمعت عبد اللّه بن مسعودٍ يقول: (أقرأني رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم سبعين سورةً أحكمتها قبل أن يسلم زيد بن ثابتٍ) .
- حدّثنا عبد اللّه قال: حدّثنا إسماعيل بن عبد اللّه بن مسعودٍ قال: حدّثنا الحسين بن حفصٍ، حدّثنا أبو مسلمٍ، عن الأعمش، عن عمرو بن مرّة، عن أبي البختريّ قال: قال حذيفة: ( أرأيتم لو حدّثتكم أنّ أمّكم تخرج في فئةٍ تقاتلكم أكنتم مصدّقيّ؟ قال: قلنا: سبحان اللّه يا أبا عبد اللّه، ولم تفعل؟ قال أرأيتم لو قلت لكم تأخذون مصاحفكم فتحرقونها وتلقونها في الحشوش أكنتم مصدّقيّ؟ قالوا: سبحان اللّه، ولم تفعل؟ قال: أرأيتم لو حدّثتكم أنّكم تكسّرون قبلتكم أكنتم مصدّقيّ؟ قالوا: سبحان اللّه، ولم تفعل؟ قال: أرأيتم لو قلت لكم: إنّه يكون منكم قردةٌ وخنازير أكنتم مصدّقيّ؟ فقال رجلٌ: يكون فينا قردةٌ وخنازير؟ قال: وما يؤمّنك؟ لا أمّ لك) .
- حدّثنا عبد اللّه قال: حدّثنا محمّد بن بشّارٍ قال: حدّثنا عبد الرّحمن قال: حدّثنا إبراهيم بن سعدٍ، عن الزّهريّ قال: وأخبرني عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، أنّ عبد اللّه بن مسعودٍ كره لزيد بن ثابتٍ نسخ المصاحف فقال: ( يا معشر المسلمين، أعزل عن نسخ كتاب المصاحف وتولّاها رجلٌ، واللّه لقد أسلمت وإنّه لفي صلب أبيه كافرًا يريد زيد
بن ثابتٍ) . وكذلك قال عبد اللّه: (يا أهل الكوفة أو يا أهل العراق اكتموا المصاحف الّتي عندكم، وغلّوها فإنّ اللّه يقول: {ومن يغلل يأت بما غلّ يوم القيامة} [سورة: آل عمران، آية رقم: 161] فالقوا اللّه بالمصاحف) , قال الزّهريّ: (فبلغني أنّ ذلك: كره من مقالة ابن مسعودٍ رجالٌ أفاضل من أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم) , قال ابن أبي داود: (عبد اللّه بن مسعودٍ بدريٌّ وذاك ليس هو ببدريٍّ، وإنّما ولّوه لأنّه كاتب رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم) .
- حدّثنا عبد اللّه قال: حدّثنا عمّي، وحمدان بن عليٍّ قالا: حدّثنا ابن الأصبهانيّ، عن عبد السّلام بن حربٍ، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة قال: قدمت الشّام فلقيت أبا الدّرداء فقال: (كنّا نعدّ عبد اللّه حنّانًا فما باله يواثب الأمراء) .[المصاحف: 81-70]


باب رضاء عبد اللّه بن مسعودٍ لجمع عثمان رضي اللّه عنه المصاحف
قال أبو بكر عبد الله بن سليمان ابن أبي داود السجستاني (ت: 316هـ): (باب رضاء عبد اللّه بن مسعودٍ لجمع عثمان رضي اللّه عنه المصاحف
-حدّثنا عبد اللّه بن سعيدٍ، ومحمّد بن عثمان العجليّ قالا: حدّثنا أبو أسامة قال: حدّثني زهيرٌ قال: حدّثني الوليد بن قيسٍ، عن عثمان بن حسّان العامريّ، عن فلفلة الجعفيّ قال: فزعت فيمن فزع إلى عبد اللّه في المصاحف، فدخلنا عليه، فقال رجلٌ من القوم: إنّا لم نأتك زائرين، ولكنّا جئنا حين راعنا هذا الخبر، فقال: (إنّ القرآن أنزل على نبيّكم من سبعة أبوابٍ على سبعة أحرفٍ -أو حروفٍ-، وإنّ الكتاب قبلكم كان ينزل -أو نزل- من بابٍ واحدٍ على حرفٍ واحدٍ، معناهما واحدٌ) ). [المصاحف: 82]

جمع عثمان رحمة اللّه عليه المصاحف
قال أبو بكر عبد الله بن سليمان ابن أبي داود السجستاني (ت: 316هـ): (جمع عثمان رحمة اللّه عليه المصاحف
- حدّثنا عبد اللّه قال: حدّثنا محمّد بن بشّارٍ قال: حدّثنا عبد الرّحمن قال: حدّثنا إبراهيم بن سعدٍ، عن الزّهريّ، عن أنس بن مالكٍ، أنّ حذيفة بن اليمان قدم على عثمان، وكان يغازي أهل الشّام في فرج أرمينية -قال أبو بكرٍ: يعني الفرج: الثّغر- ، وأذربيجان مع أهل العراق، فرأى حذيفة اختلافهم في القرآن، فقال لعثمان بن عفّان: ( يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمّة قبل أن يختلفوا في الكتاب كما اختلف اليهود والنّصارى، فأرسل إلى حفصة أن أرسلي إليّ بالصّحف ننسخها في المصاحف، ثمّ نردّها إليك، فأرسلت حفصة إلى عثمان بالصّحف، فأرسل عثمان إلى زيد بن ثابتٍ، وسعيد بن العاص، وعبد الرّحمن بن الحارث بن هشامٍ، وعبد اللّه بن الزّبير أن انسخوا الصّحف في المصاحف، وقال للرّهط القرشيّين الثّلاثة: ما اختلفتم أنتم وزيد بن ثابتٍ فاكتبوه بلسان قريشٍ، فإنّما نزل بلسانهم حتّى إذا نسخوا الصّحف في المصاحف، بعث عثمان إلى كلّ أفقٍ بمصحفٍ من تلك المصاحف الّتي نسخوا، وأمر بسوى ذلك في صحيفةٍ أو مصحفٍ أن يحرق -وقال غيره: يخرق- ) . قال الزّهريّ: وحدّثني خارجة بن زيدٍ أنّ زيد بن ثابتٍ قال: (فقدت آيةً من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم يقرؤها: {من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا اللّه عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر} [الأحزاب: 23] فالتمستها فوجدتها مع خزيمة بن ثابتٍ -أو أبي خزيمة-، وألحقتها في سورتها) , وقال الزّهريّ: واختلفوا يومئذٍ في التّابوت والتّابوه، فقال النّفر القرشيّون: التّابوت، وقال زيدٌ: التّابوه، فرفع اختلافهم إلى عثمان، فقال: (اكتبوه التّابوت، فإنّه بلسان قريشٍ) .
- حدّثنا عبد اللّه قال: حدّثنا محمّد بن يحيى قال: حدّثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعدٍ قال: حدّثنا أبي، عن ابن شهابٍ، عن أنسٍ بهذا حدّثنا عبد اللّه قال: حدّثنا محمّد بن عوفٍ قال: حدّثنا أبو اليمان قال: أخبرنا شعيبٌ، عن الزّهريّ قال: أخبرني أنس بن مالكٍ الأنصاريّ، أنّ حذيفة بن اليمان قدم على عثمان بن عفّان في ولايته،وكان يغزو مع أهل العراق قبل أرمينية وأذربيجان في غزوهم ذلك الفرج ممّن اجتمع من أهل العراق، وأهل الشّام ويتنازعون في القرآن، حتّى سمع حذيفة من اختلافهم فيه ما ذعره، فركب حذيفة حتّى قدم على عثمان، فقال: ( يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمّة قبل أن يختلفوا في القرآن اختلاف اليهود والنّصارى في الكتب، ففزع لذلك عثمان، وأرسل إلى حفصة بنت عمر، أن أرسلي إليّ بالصّحف الّتي جمع فيها القرآن، فأرسلت بها إليه حفصة، فأمر عثمان زيد بن ثابتٍ، وسعيد بن العاص، وعبد اللّه بن الزّبير، وعبد الرّحمن بن هشامٍ أن ينسخوها في المصاحف، وقال لهم: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابتٍ في عربيّةٍ من عربيّة القرآن، فاكتبوها بلسان قريشٍ فإنّ القرآن أنزل بلسانهم، ففعلوا ذلك حتّى كتبت في المصاحف، ثمّ ردّ عثمان الصّحف إلى حفصة، وأرسل إلى كلّ جندٍ من أجناد المسلمين بمصحفٍ وأمرهم أن يحرقوا كلّ مصحفٍ يخالف المصحف الّذي أرسل به، فذاك زمان حرّقت المصاحف بالعراق بالنّار ) .
- حدّثنا عبد اللّه قال: حدّثنا أبو الرّبيع قال: أخبرنا ابن وهبٍ، أخبرني يونس، عن ابن شهابٍ، أخبرني ابن السّبّاق، أن زيد بن ثابتٍ حدّثه قال: أرسل إليّ أبو بكرٍ الصّدّيق مقتل أهل اليمامة، فإذا عمر عنده فقال: ( إنّ القتل قد استحرّ بأهل اليمامة من قبل المسلمين، وإنّي أخشى أن يستحرّ القتل بالقرّاء في المواطن، فيذهب كثيرٌ من القرآن لا يوعى، وإنّي أرى أن تأمر بجمع القرآن، فقلت لعمر: كيف أفعل شيئًا لم يفعله رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم؟ فقال عمر: هو - واللّه - خيرٌ، فلم يزل يراجعني حتّى شرح اللّه لذلك صدري، ورأيت فيه الّذي رأى عمر قال زيدٌ: وعمر جالسٌ عنده لا يتكلّم، فقال أبو بكرٍ: إنّك رجلٌ شابٌّ عاقلٌ، ولا نتّهمك، كنت تكتب الوحي لرسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، فاتّبع القرآن فاجمعه قال زيدٌ: فواللّه لو كلّفني نقل جبلٍ من الجبال ما كان أثقل عليّ ممّا أمرني به من جمع القرآن قال: فقلت له: تفعلون شيئًا لم يفعله رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم؟ قال هو - واللّه - خيرٌ قال: فلم يزل أبو بكرٍ يراجعني حتّى انشرح صدري للّذي شرح به صدر أبي بكرٍ وعمر قال: فقمت فاتّبعت أجمع القرآن من الرّقاع والأكتاف والأقتاب والعسب وصدور الرّجال حتّى وجدت آخر سورة التّوبة آيتين مع خزيمة الأنصاريّ، لم أجدهما مع أحدٍ غيره: {لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم} [التوبة: 128]، وكانت الصّحف الّتي جمعنا فيها القرآن عند أبي بكرٍ حياته، حتّى توفّاه اللّه، ثمّ عند عمر حتّى توفّاه اللّه، ثمّ عند حفصة بنت عمر ) .قال ابن شهابٍ: ثمّ أخبرني أنس بن مالكٍ الأنصاريّ، أنّهاجتمع لغزوة أذربيجان وأرمينيّة أهل الشّام وأهل العراق قال: فتذاكروا القرآن فاختلفوا فيه حتّى كاد يكون بينهم فتنةٌ قال: فركب حذيفة بن اليمان لمّا رأى من اختلافهم في القرآن إلى عثمان، فقال: ( إنّ النّاس قد اختلفوا في القرآن حتّى واللّه لأخشى أن يصيبهم ما أصاب اليهود والنّصارى من الاختلاف قال: ففزع لذلك عثمان فزعًا شديدًا، فأرسل إلى حفصة، فاستخرج الصّحيفة الّتي كان أبو بكرٍ أمر زيدًا بجمعها، فنسخ منها مصاحف، فبعث بها إلى الآفاق، فلمّا كان مروان أمير المدينة، أرسل إلى حفصة يسألها عن الصّحف؛ ليحرقها وخشي أن يخالف بعض الكتّاب بعضًا فمنعته إيّاها ) .قال ابن شهابٍ: فحدّثني سالم بن عبد اللّه قال: (فلمّا توفّيت حفصة أرسل إلى عبد اللّه بعزيمةٍ ليرسلنّ بها، فساعة رجعوا من جنازة حفصة أرسل بها عبد اللّه بن عمر إلى مروان ففشاها وحرّقها مخافة أن يكون في شيءٍ من ذلك اختلافٌ لما نسخ عثمان رحمة اللّه عليه) .
- حدّثنا عبد اللّه قال: حدّثنا زياد بن أيّوب قال: حدّثنا إسماعيل قال: حدّثنا أيّوب، عن أبي قلابة قال: لمّا كان في خلافة عثمان جعل المعلّم يعلّم قراءة الرّجل، والمعلّم يعلّم قراءة الرّجل، فجعل الغلمان يلتقون فيختلفون حتّى ارتفع ذلك إلى المعلّمين قال أيّوب: لا أعلمه إلّا قال: حتّى كفر بعضهم بقراءة بعضٍ، فبلغ ذلك عثمان، فقام خطيبًا فقال: (أنتم عندي تختلفون فيه فتلحنون، فمن نأى عنّي من الأمصار أشدّ فيه اختلافًا، وأشدّ لحنًا، اجتمعوا يا أصحاب محمّدٍ واكتبوا للنّاس إمامًا) ,قال أبو قلابة: فحدّثني أنس بن مالكٍ قال أبو بكرٍ: هذا مالك بن أنسٍ قال: كنت فيمن أملي عليهم فربّما اختلفوا فيالآية فيذكرون الرّجل قد تلقّاها من رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم ولعلّه أن يكون غائبًا، أو في بعض البوادي، فيكتبون ما قبلها وما بعدها، ويدعون موضعها حتّى يجيء أو يرسل إليه، فلمّا فرغ من المصحف كتب إلى أهل الأمصار: أنّي قد صنعت كذا محوت ما عندي فامحوا ما عندكم .
- حدّثنا عبد اللّه قال: حدّثنا يونس بن حبيبٍ قال: حدّثنا أبو داود قال: حدّثنا شعبة بن الحجّاجٍ، عن علقمة بن مرثدٍ الحضرميّ، قال أبو داود: وحدّثنا محمّد بن أبان الجعفيّ، سمعه من علقمة بن مرثدٍ وحديث محمّدٍ أتمّ عن عقبة رواه أبو عبد اللّه محمّدبن عيسى الأصبهانيّ المقرئ في كتاب المصاحف والهجاء، عن محمّد بن الصّلت الأسديّ، عن محمّد بن أبان وقال عن العيزار بن جرولٍ الحضرميّ قال: لمّا خرج المختار كنّا هذا الحيّ من حضرموت أوّل من تسرّع إليه، فأتانا سويد بن غفلة الجعفيّ فقال: إنّ لكم عليّ حقًّا وإنّ لكم جوارًا أو إنّ لكم قرابةً، واللّه لا أحدّثكم اليوم إلّا شيئًا سمعته من المختار، أقبلت من مكّة وإنّي لأسيرٌ إذ غمزني غامزٌ من خلفي، فإذا المختار فقال لي: يا شيخ ما بقي في قلبك من حبّ ذلك الرّجل؟ يعني عليًّا، قلت: إنّي أشهد اللّه أنّي أحبّه بسمعي وقلبي وبصري ولساني قال: ولكنّي أشهد اللّه أنّي أبغضه بقلبي وسمعي وبصري ولساني قال: قلت: أبيت واللّه إلّا تثبيطًا عن آل محمّدٍ، وترثيثًا في إحراق المصاحف، أو قال حراق، هو أحدهما يشكّ أبو داود، فقال سويدٌ: واللّه لا أحدّثكم إلّا شيئًا سمعته من عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه سمعته يقول: ( يا أيّها النّاس لا تغلوا في عثمان ولا تقولوا له إلّا خيرًا -أو قولوا له خيرًا- في المصاحف وإحراق المصاحف، فواللّه ما فعل الّذي فعل في المصاحف إلّا عن ملأٍ منّا جميعًا، فقال: ما تقولون في هذه القراءة؟ فقد بلغني أنّ بعضهم يقول: إنّ قراءتي خيرٌ من قراءتك، وهذا يكاد أن يكون كفرًا، قلنا: فما ترى؟ قال: نرى أن نجمع النّاس على مصحفٍ واحدٍ، فلا تكون فرقةٌ، ولا يكون اختلافٌ، قلنا: فنعم ما رأيت قال: فقيل: أيّ النّاس أفصح، وأيّ النّاس أقرأ؟ قالوا: أفصح النّاس سعيد بن العاص، وأقرأهم زيد بن ثابتٍ، فقال: ليكتب أحدهما ويمل الآخر ففعلا وجمع النّاس على مصحفٍ) ,قال: قال عليٌّ: (واللّه لو ولّيت لفعلت مثل الّذي فعل) .
- حدّثنا عبد اللّه قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم النّهشليّ قال: حدّثنا أبو داود قال: حدّثنا شعبة، ومحمّد بن أبان الجعفيّ، كلاهما عن علقمة بن مرثدٍ قال شعبة: عمّن سمع سويد بن غفلة يقول: سمعت عليًّا يقول: (رحم اللّه عثمان، لو ولّيته لفعلت ما فعل في المصاحف) , وقال محمّد بن أبان أخبرني علقمة بن مرثدٍ قال: سمعت العيزار بن حريثٍ الحضرميّ يقول: لمّا خرج المختار، فذكر نحوه، ولم يذكر قراءته، وقال: قلت: يكتب سعيدٌ ويملي زيدٌ، وقال: وكتب مصاحف بعث بها في الأمصار، وساقه .
- حدّثنا أبو الرّبيع قال: أخبرنا ابن وهبٍ، أخبرني ابن الحارث، أنّ بكيرًا، حدّثه أنّ ناسًا كانوا بالعراق، يسأل أحدهم عن الآية فإذا قرأها قال: فإنّي أكفر بهذه، ففشا ذلك في النّاس واختلفوا في القرآن، فكلّم عثمان بن عفّان في ذلك، (فأمر بجمع المصاحف، وأحرقها، ثمّ بثّها في الأجناد، يعني الّتي كتب) .
- حدّثنا أبو الرّبيع قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: أخبرني يونس، عن ابن شهابٍ قال: (بلغنا أنّه كان أنزل قرآنٌ كثيرٌ، فقتل علماؤه يوم اليمامة، الّذين كانوا قد وعوه فلم يعلم بعدهم ولم يكتب، فلمّا جمع أبو بكرٍ وعمر وعثمان القرآن ولم يوجد مع أحدٍ بعدهم، وذلك فيما بلغنا، حملهم على أن يتّبعوا القرآن فجمعوه في الصّحف في خلافة أبي بكرٍ خشية أن يقتل رجالٌ من المسلمين في المواطن معهم كثيرٌ من القرآن، فيذهبوا بما معهم من القرآن، ولا يوجد عند أحدٍ بعدهم، فوفّق اللّه عثمان فنسخ تلك الصّحف في المصاحف، فبعث بها إلى الأمصار، وبثّها في المسلمين) .
- حدّثنا عبد اللّه قال: حدّثني عمّي قال: حدّثنا أبو رجاءٍ قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن مصعب بن سعدٍ قال: قام عثمان فخطب النّاس فقال: ( أيّها النّاس عهدكم بنبيّكم منذ ثلاث عشرة وأنتم تمترون في القرآن، وتقولون قراءة أبيٍّ وقراءة عبد اللّه يقول الرّجل: واللّه ما تقيم قراءتك فأعزم على كلّ رجلٍ منكم ما كان معه من كتاب اللّه شيءٌ لمّا جاء به، وكان الرّجل يجيء بالورقة والأديم فيه القرآن، حتّى جمع من ذلك كثرةً، ثمّ دخل عثمان فدعاهم رجلًا رجلًا فناشدهم لسمعت رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم وهو أملاه عليك؟ فيقول: نعم، فلمّا فرغ من ذلك عثمان قال: من أكتب النّاس؟ قالوا: كاتب رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم زيد بن ثابتٍ قال: فأيّ النّاس أعرب؟ قالوا: سعيد بن العاص قال عثمان: فليمل سعيدٌ وليكتب زيدٌ، فكتب زيدٌ، وكتب مصاحف ففرّقها في النّاس، فسمعت بعض أصحاب محمّدٍ يقول: قد أحسن ) .
- حدّثنا عبد اللّه قال: حدّثنا إسماعيل بن عبد اللّه بن مسعودٍ قال: حدّثنا يحيى يعني ابن يعلى بن الحارث قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا غيلان، عن أبي إسحاق، عن مصعب بن سعدٍ قال: سمع عثمان قراءة أبيٍّ وعبد اللّه ومعاذٍ، فخطب النّاس ثمّ قال: ( إنّما قبض نبيّكم منذ خمس عشرة سنةً، وقد اختلفتم في القرآن، عزمت على من عنده شيءٌ من القرآن سمعه من رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم لما أتاني به فجعل الرّجل يأتيه باللّوح، والكتف والعسب فيه الكتاب، فمن أتاه بشيءٍ قال: أنت سمعت من رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم؟ ثمّ قال: أيّ النّاس أفصح؟ قالوا: سعيد بن العاص، ثمّ قال: أيّ النّاس أكتب؟ قالوا: زيد بن ثابتٍ قال: فليكتب زيدٌ وليمل سعيدٌ قال: وكتب مصاحف فقسّمها في الأمصار، فما رأيت أحدًا عاب ذلك عليه ) .
- حدّثنا عبد اللّه قال :حدّثنا العبّاس بن الوليد بن مزيدٍ قال: أخبرني أبي قال: أخبرنا سعيد بن عبد العزيز، أنّ عربيّة القرآن أقيمت على لسان سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أميّة؛ لأنّه كان أشبههم لهجةً برسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم قال سعيدٌ: (وقتل العاص مشركًا يوم بدرٍ، ومات سعيد بن العاص قبل بدرٍ مشركًا) .
- حدّثنا عبد اللّه قال: حدّثنا محمّد بن عوفٍ قال: حدّثنا أبو اليمان قال: أخبرنا شعيبٌ، عن الزّهريّ، أخبرني سالم بن عبد اللّه: أنّ مروان كان يرسل إلى حفصة يسألها الصّحف الّتي كتب منها القرآن، فتأبى حفصة أن تعطيه إيّاها قال سالمٌ: فلمّا توفّيت حفصة ورجعنا من دفنها، أرسل مروان بالعزيمة إلى عبد اللّه بن عمر ليرسلنّ إليه بتلك الصّحف، فأرسل بها إليه عبد اللّه بن عمر، فأمر بها مروان فشقّقت، فقال مروان: (إنّما فعلت هذا لأنّ ما فيها قد كتب وحفظ بالمصحف، فخشيت إن طال بالنّاس زمانٌ أن يرتاب في شأن هذه الصّحف مرتابٌ، أو يقول إنّه قد كان شيءٌ منها لم يكتب) .
- حدّثنا عبد اللّه قال: حدّثنا أبو الرّبيع قال: أخبرنا ابن وهبٍ، أخبرني عمرٌو قال: قال بكيرٌ: حدّثني بسر بن سعيدٍ، عن محمّد بن أبيٍّ أنّ ناسًا من أهل العراق قدموا إليه فقالوا: إنّما تحمّلنا إليك من العراق، فأخرج لنا مصحف أبيٍّ قال محمّدٌ: ( قد قبضه عثمان قالوا: سبحان اللّه أخرجه لنا قال: قد قبضه عثمان ) .
- حدّثنا عبد اللّه قال: حدّثنا محمّد بن بشّارٍ قال: حدّثنا عبد الأعلى قال: حدّثنا هشامٌ، عن محمّدٍ قال: ( كان الرّجل يقرأ حتّى يقول الرّجل لصاحبه: كفرت بما تقول، فرفع ذلك إلى عثمان بن عفّان فتعاظم ذلك في نفسه، فجمع اثني عشر رجلًا من قريشٍ والأنصار، فيهم أبيّ بن كعبٍ، وزيد بن ثابتٍ، وأرسل إلى الرّبعة الّتي كانت في بيت عمر فيها القرآن، فكان يتعاهدهم قال محمّدٌ: فحدّثني كثير بن أفلح، أنّه كان يكتب لهم فربّما اختلفوا في الشّيء فأخّروه، فسألت: لم تؤخّرونه؟ قال: لا أدري قال محمّدٌ فظننت فيه ظنًّا، فلا تجعلوه أنتم يقينًا، ظننت أنّهم كانوا إذا اختلفوا في الشّيء أخّروه حتّى ينظروا آخرهم عهدًا بالعرضة الآخرة فيكتبوه على قوله) .
- حدّثنا عبد اللّه قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن زيدٍ قال: حدّثنا أبو بكرٍ قال: حدّثنا هشام بن حسّان، عن محمّد بن سيرين، عن كثير بن أفلح قال: (لمّا أراد عثمان أن يكتب المصاحف، جمع له اثني عشر رجلًا من قريشٍ والأنصار، فيهم أبيّ بن كعبٍ، وزيد بن ثابتٍ قال فبعثوا إلى الرّبعة الّتي في بيت عمر، فجيء بها قال:وكان عثمان يتعاهدهم، فكانوا إذا تدارءوا في شيءٍ أخّروه قال محمّدٌ: فقلت لكثيرٍ، وكان فيهم فيمن يكتب: هل تدرون: لم كانوا يؤخّرونه؟ قال: لا قال محمّدٌ: فظننت ظنًّا، إنّما كانوا يؤخّرونها لينظروا أحدثهم عهدًا بالعرضة الآخرة فيكتبونها على قوله ) .
- حدّثنا عبد اللّه قال: حدّثنا يونس بن حبيبٍ قال: حدّثنا أبو داود قال: حدّثنا سعيد بن عبد الرّحمن، عن محمّد بن سيرين قال: (جمع عثمان للمصحف اثني عشر رجلًا من المهاجرين والأنصار منهم أبيّ بن كعبٍ، وزيد بن ثابتٍ) .
- حدّثنا عبد اللّه قال: حدّثنا أحمد بن سنانٍ قال: حدّثنا عبد الرّحمن، عن سعيد بن عبد الرّحمن، عن محمّد بن سيرين، (أنّ عثمان بن عفّان جمع اثني عشر رجلًا من قريشٍ والأنصار فيهم أبيّ بن كعبٍ، وزيد بن ثابتٍ، وسعيد بن العاص) .
- حدّثنا عبد اللّه قال: حدّثنا يحيى بن حكيمٍ المقوّم، وعبد اللّه بن محمّدٍ الزّهريّ، ويونس بن حبيبٍ، وإسحاق بن إبراهيم بن زيدٍ قالوا: حدّثنا أبو داود، عن عمران القطّان، عن زياد بن أبي المليح، عن أبيه،قال عثمان بن عفّان:( يملي هذيلٌ ويكتب ثقيفٌ قال بعضهم في حديثه: حين أراد أن يكتب المصحف) .
- حدّثنا عبد اللّه قال: حدّثنا محمّد بن صدقة قال: حدّثنا الوليد قال: قال مالكٌ: (كان جدّي مالك بن أبي عامرٍ ممّن قرأ في زمان عثمان، وكان يكتّبه المصاحف) ).[المصاحف: 106-88]

رد مع اقتباس