عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 20 شعبان 1435هـ/18-06-2014م, 02:30 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

كلام أبي الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي (ت:597هـ)

قال أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي (ت:597هـ): (وفي الحديث الثالث قال زيد بن ثابت أرسل أبو بكر مقتل أهل اليمامة يوم اليمامة هو اليوم الذي قتل فيه مسيلمة الكذاب وكان قد ادعى النبوة وقال أنا أؤمن بمحمد لكني قد اشتركت معه في النبوة وتوفي رسول الله {صلى الله عليه وسلم} ومسيلمة قد استفحل أمره ثم إن المسلمين حاربوه فقتل منهم خلق كثير وقتلوه يومئذ وقوله إن القتل قد استحر أي كثر واشتد والمكروه أبدا يضاف إلى الحر والمحبوب إلى البرد ومنه قولهم ول حارها من تولى قارها وقول عمر لأبي بكر إني أرى أن تأمر بجمع القرآن - رأي حسن لا يخفى وجه الصواب فيه لأنه إذا جمع أمن أن يزاد فيه أو ينقص وقوله كيف نفعل شيئا لم يفعله رسول الله {صلى الله عليه وسلم} من يؤثر الاتباع ويخشى الابتداع وإنما لم يجمعه رسول الله لأنه كان بعرض أن ينسخ منه وأن يزاد فيه فلو جمعه لكتب فكان الذي عنده نقصان ينكر على من عنده الزيادة فلما أمن هذا الأمر بموت النبي {صلى الله عليه وسلم} جمعه أبو بكر وكان مكتوبا في الرقاع والعسب والعسب سعف النخل واللخاف واحدتها لخفة وهي حجارة بيض رقاق
وقوله وجدت آخر التوبة مع خزيمة أو أبي خزيمة والصواب خزيمة من غير شك وإنما بعض الرواة يشك فإن قال قائل كيف يثبت القرآن بخبر واحد فالجواب أن خزيمة أذكرهم ما نسوه ولهذا قال زيد وجدتها مع خزيمة ولم يقل عرفني أنها من القرآن وقد صرح زيد بهذا المعنى فقال في رواية فقدت آية كنت أسمعها من رسول الله {صلى الله عليه وسلم} ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم ) التوبة 128 فالتمستها فوجدتها مع خزيمة ابن ثابت وزيد من جملة من حفظ القرآن قبل موت رسول الله غير أن الحافظ قد يستعين بغيره وبالمسطور وفي هذا الحديث قدم حذيفة على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان فأفزعه اختلافهم في القراءة فقال لعثمان أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك فلما نسخها أرسل إلى كل أفق بمصحف وأمر بما سوى ذلك من القرآن أن يحرق اعلم أنهم لما نسخوا القرآن في زمن أبي بكر كانت تلك الصحف عنده فلما مات أخذها عمر فلما مات أخذتها حفصة وكان أبو بكر قد جمع القرآن ولم يمنع من عنده منه شيء من تلاوة ما عنده وكان مراد عثمان أن يجمع الناس على مصحف واحد ويمنع من تلاوة غيره لأنه قد كان الشيء يتلى ثم ينسخ أو يزاد فيه وينقص منه حتى استقر الأمر على العرض الأخير الذي عرضه رسول الله على جبريل وكان الذي تولى جمعه في زمن عثمان زيد بن ثابت أيضا في آخرين وقوله يغازي أهل الشام أي يغزو وإرمينية مكسورة الألف وفي قرأة الحديث من يضمها وهو غلط وأذربيجان مقصورة الألف مسكنة الذال وهما اسمان أعجميان كذلك قرأتهما على شيخنا أبي منصور اللغوي وفي قراءة الحديث من يقول آذربيجان بالمد وهو غلط وفي المبتدئين من يقول أذريبجان بتقديم الياء على الباء وهو جهل فإن قيل كيف حرقت المصاحف وهي معظمة فالجواب أن ذلك لتعظيم القرآن وصيانته عن التغيير ورب فساد في الظاهر تضمنه صلاح وبعض الناس يقول خرق المصاحف بالخاء والصواب بالحاء لأنه ليس كل المكتوب كان في رق ولا كان لهم ورق وفي بعض ألفاظ هذا الحديث قال زيد فقدت آية من الأحزاب كنت اسمع رسول الله {صلى الله عليه وسلم} يقرأ بها فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة - الذي جعل رسول الله شهادته شهادة رجلين ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ) الأحزاب 23 وربما قال قائل هذا خلاف ما تقدم من أنهم وجدوا مع خزيمة آخر التوبة فأيهما أصح
فالجواب أن كليهما صحيح والآيتان وجدتا مع خزيمة فآخر التوبة وجدوها معه في زمن أبي بكر والآية من الأحزاب وجدوها معه في زمن عثمان وأما جعل شهادته بشهادة رجلين فلسبب). [كشف المشكل من حديث الصحيحين:1 /18-22]

قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ):
(فصل

وفي سبب امتناعهم من كتابة التسمية في أولها ثلاثة أقوال:
أحدها: رواه ابن عباس قال: قلت لعثمان بن عفان: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما بسم الله الرحمن الرحيم؟ فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أنزل عليه الشيء يدعو بعض من يكتب فيقول: ((ضعوا هذا في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا)) وكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة وبراءة من آخر القرآن وكانت قصتها شبيهة بقصتها وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها فظننا أنها منها فمن ثم قرنت بينهما ولم أكتب بينهما بسم الله الرحمن الرحيم. وذكر نحو هذا المعنى عن أبي بن كعب قال الزجاج: والشبه الذي بينهما أن في الأنفال ذكر العهود وفي براءة نقضها وكان قتادة يقول: هما سورة واحدة.
والثاني: رواه محمد بن الحنفية قال: قلت لأبي: لم لم تكتبوا في براءة بسم الله الرحمن الرحيم؟ فقال: يا بني إن براءة نزلت بالسيف وإن بسم الله الرحمن الرحيم أمان. وسئل سفيان بن عيينة عن هذا فقال: لأن التسمية رحمة والرحمة أمان وهذه السورة نزلت في المنافقين.
والثالث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كتب في صلح الحديبية بسم الله الرحمن الرحيم لم يقبلوها وردوها فما ردها الله عليهم قاله عبد العزيز بن يحيى المكي). [زاد المسير: 3/389-390] (م)

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( وفي القرآن العزيز السبع الطول: البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف ويونس، وقيل براءة.
وقد توهم عثمان رضي الله عنه أن الأنفال وبراءة سورة واحدة، فلذلك وضعهما في السبع الطول، ولم يكتب بينهما البسملة، وكانتا تدعيان في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم القرينتين). [جمال القراء:1/34-36](م)


رد مع اقتباس