عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 04:36 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {حم (1) تنزيلٌ من الرّحمن الرّحيم (2) كتابٌ فصّلت آياته قرآنًا عربيًّا لقومٍ يعلمون (3) بشيرًا ونذيرًا فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون (4) وقالوا قلوبنا في أكنّةٍ ممّا تدعونا إليه وفي آذاننا وقرٌ ومن بيننا وبينك حجابٌ فاعمل إنّنا عاملون (5) }
يقول تعالى: {حم تنزيلٌ من الرّحمن الرّحيم} يعني: القرآن منزّلٌ من الرّحمن الرّحيم، كقوله تعالى: {قل نزله روح القدس من ربّك بالحقّ} [النّحل: 102]، وقوله: {وإنّه لتنزيل ربّ العالمين نزل به الرّوح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين} [الشّعراء: 192 -194]). [تفسير ابن كثير: 7/ 161]

تفسير قوله تعالى: {كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {كتابٌ فصّلت آياته} أي: بينت معانيه وأحكمت أحكامه، {قرآنًا عربيًّا} أي: في حال كونه لفظًا عربيًّا، بيّنًا واضحًا، فمعانيه مفصّلةٌ، وألفاظه واضحةٌ غير مشكلةٍ، كقوله: {كتابٌ أحكمت آياته ثمّ فصّلت من لدن حكيمٍ خبيرٍ} [هودٍ: 1] أي: هو معجزٌ من حيث لفظه ومعناه، {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيلٌ من حكيمٍ حميدٍ} [فصّلت: 42].
وقوله: {لقومٍ يعلمون} أي: إنّما يعرف هذا البيان والوضوح العلماء الرّاسخون).[تفسير ابن كثير: 7/ 161]

تفسير قوله تعالى: {بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (4) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({بشيرًا ونذيرًا} أي: تارةً يبشّر المؤمنين، وتارةً ينذر الكافرين، {فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون} أي: أكثر قريشٍ، فهم لا يفهمون منه شيئًا مع بيانه ووضوحه). [تفسير ابن كثير: 7/ 161]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آَذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ (5) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :({وقالوا قلوبنا في أكنّةٍ} أي: في غلفٍ مغطّاةٍ {ممّا تدعونا إليه وفي آذاننا وقرٌ} أي: صممٌ عمّا جئتنا به، {ومن بيننا وبينك حجابٌ} فلا يصل إلينا شيءٌ ممّا تقول، {فاعمل إنّنا عاملون} أي: اعمل أنت على طريقتك، ونحن على طريقتنا لا نتابعك.
قال الإمام العلم عبد بن حميد في مسنده: حدّثني ابن أبي شيبة، حدّثنا عليّ بن مسهر عن الأجلح، عن الذّيّال بن حرملة الأسديّ عن جابر بن عبد اللّه، رضي اللّه عنه، قال: اجتمعت قريشٌ يومًا فقالوا: انظروا أعلمكم بالسّحر والكهانة والشّعر، فليأت هذا الرّجل الّذي قد فرّق جماعتنا، وشتّت أمرنا، وعاب ديننا، فليكلّمه ولننظر ماذا يردّ عليه؟ فقالوا: ما نعلم أحدًا غير عتبة ابن ربيعة. فقالوا: أنت يا أبا الوليد. فأتاه عتبة فقال: يا محمّد، أنت خيرٌ أم عبد اللّه؟ فسكت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: أنت خيرٌ أم عبد المطّلب؟ فسكت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: فإن كنت تزعم أنّ هؤلاء خيرٌ منك، فقد عبدوا الآلهة الّتي عبت، وإن كنت تزعم أنّك خيرٌ منهم فتكلّم حتى نسمع قولك، إنّا واللّه ما رأينا سخلةً قطّ أشأم على قومك منك؛ فرّقت جماعتنا، وشتّتّ أمرنا، وعبت ديننا، وفضحتنا في العرب، حتّى لقد طار فيهم أنّ في قريشٍ ساحرًا، وأنّ في قريشٍ كاهنًا! واللّه ما ننظر إلّا مثل صيحة الحبلى أن يقوم بعضنا إلى بعضٍ بالسّيوف، حتّى نتفانى! أيّها الرّجل، إن كان إنّما بك الحاجة جمعنا لك حتّى تكون أغنى قريشٍ رجلًا وإن كان إنّما بك الباءة فاختر أيّ نساء قريشٍ [شئت] فلنزوّجك عشرًا. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "فرغت؟ " قال: نعم فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {بسم الله الرحمن الرحيم. حم. تنزيلٌ من الرّحمن الرّحيم} حتّى بلغ: {فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقةً مثل صاعقة عادٍ وثمود} فقال عتبة: حسبك! حسبك! ما عندك غير هذا؟ قال: "لا" فرجع إلى قريشٍ فقالوا: ما وراءك؟ قال: ما تركت شيئًا أرى أنّكم تكلّمونه به إلّا كلّمته. قالوا: فهل أجابك؟ [قال: نعم، قالوا: فما قال؟] قال: لا والّذي نصبها بنيّةً ما فهمت شيئًا ممّا قال، غير أنّه أنذركم صاعقةً مثل صاعقة عادٍ وثمود. قالوا: ويلك! يكلّمك الرّجل بالعربيّة ما تدري ما قال؟! قال: لا واللّه ما فهمت شيئًا ممّا قال غير ذكر الصّاعقة.
وهكذا رواه الحافظ أبو يعلى الموصليّ في مسنده عن أبي بكر بن أبي شيبة بإسناده، مثله سواءً.
وقد ساقه البغويّ في تفسيره بسنده عن محمّد بن فضيل، عن الأجلح -وهو ابن عبد اللّه الكنديّ [الكوفيّ] -وقد ضعّف بعض الشّيء عن الذّيّال بن حرملة، عن جابرٍ، فذكر الحديث إلى قوله: {فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقةً مثل صاعقة عادٍ وثمود} فأمسك عتبة على فيه، وناشده بالرّحم، ورجع إلى أهله ولم يخرج إلى قريشٍ واحتبس عنهم. فقال أبو جهلٍ: يا معشر قريشٍ، واللّه ما نرى عتبة إلّا قد صبا إلى محمّدٍ، وأعجبه طعامه، وما ذاك إلّا من حاجةٍ [قد] أصابته، فانطلقوا بنا إليه. فانطلقوا إليه فقال أبو جهلٍ: يا عتبة، ما حبسك عنّا إلّا أنّك صبوت إلى محمّدٍ وأعجبك طعامه، فإن كانت لك حاجةٌ جمعنا لك من أموالنا ما يغنيك عن طعام محمّدٍ. فغضب عتبة، وأقسم ألّا يكلّم محمّدًا أبدًا، وقال: واللّه، لقد علمتم أنّي من أكثر قريشٍ مالًا ولكنّي أتيته وقصصت عليه [القصّة] فأجابني بشيءٍ واللّه ما هو بشعرٍ ولا كهانةٍ ولا سحرٍ، وقرأ السّورة إلى قوله: {فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقةً مثل صاعقة عادٍ وثمود} فأمسكت بفيه، وناشدته بالرّحم أن يكفّ، وقد علمتم أنّ محمّدًا إذا قال شيئًا لم يكذب، فخشيت أن ينزل بكم العذاب.
وهذا السّياق أشبه من سياق البزّار وأبي يعلى، واللّه أعلم.
وقد أورد هذه القصّة الإمام محمّد بن إسحاق بن يسارٍ في كتاب السّيرة على خلاف هذا النمط، فقال:
حدّثني يزيد بن زيادٍ، عن محمّد بن كعبٍ القرظي قال: حدّثت أن عتبة بن ربيعة -وكان سيّدًا-قال يومًا وهو جالسٌ في نادي قريشٍ، ورسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم جالسٌ في المسجد وحده: يا معشر قريشٍ ألا أقوم إلى محمّدٍ فأكلّمه وأعرض عليه أمورًا لعلّه يقبل بعضها، فنعطيه أيّها شاء ويكفّ عنّا؟ وذلك حين أسلم حمزة، ورأوا أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يزيدون ويكثرون، فقالوا: بلى يا أبا الوليد، فقم إليه فكلّمه.فقام إليه عتبة حتّى جلس إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: يا ابن أخي، إنّك منّا حيث قد علمت من السّطة في العشيرة، والمكان في النّسب، وإنّك قد أتيت قومك بأمرٍ عظيمٍ، فرّقت به جماعتهم، وسفّهت به أحلامهم، وعبت به آلهتهم ودينهم، وكفّرت به من مضى من آبائهم، فاسمع منّي أعرض عليك أمورًا تنظر فيها لعلّك تقبل منّا بعضها. قال: فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "قل يا أبا الوليد، أسمع". قال: يا ابن أخي، إن كنت إنّما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالًا جمعنا لك من أموالنا حتّى تكون من أكثرنا أموالًا. وإن كنت تريد به شرفًا سوّدناك علينا، حتّى لا نقطع أمرًا دونك. وإن كنت تريد به ملكًا ملّكناك علينا. وإن كان هذا الّذي يأتيك رئيّا تراه لا تستطيع ردّه عن نفسك، طلبنا لك الطّبّ، وبذلنا فيه أموالنا حتّى نبرّئك منه، فإنّه ربّما غلب التّابع على الرّجل حتّى يداوى منه -أو كما قال له-حتّى إذا فرغ عتبة ورسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يستمع منه قال: "أفرغت يا أبا الوليد؟ " قال: نعم. قال: "فاستمع منّي" قال: أفعل. قال: {بسم الله الرحمن الرحيم. حم. تنزيلٌ من الرّحمن الرّحيم. كتابٌ فصّلت آياته قرآنًا عربيًّا لقومٍ يعلمون. بشيرًا ونذيرًا فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون} ثمّ مضى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فيها يقرؤها عليه. فلمّا سمع عتبة أنصت لها وألقى يديه خلف ظهره معتمدًا عليهما يسمع منه، ثمّ انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السّجدة منها، فسجد ثمّ قال: "قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت، فأنت وذاك فقام عتبة إلى أصحابه، فقال بعضهم لبعضٍ: أقسم -يحلف باللّه-لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الّذي ذهب به. فلمّا جلس إليهم قالوا: ما وراءك يا أبا الوليد؟ قال: ورائي أنّي قد سمعت قولًا واللّه ما سمعت مثله قطّ، واللّه ما هو بالسّحر ولا بالشّعر ولا بالكهانة. يا معشر قريشٍ، أطيعوني واجعلوها لي، خلّوا بين الرّجل وبين ما هو فيه فاعتزلوه، فواللّه ليكوننّ لقوله الّذي سمعت نبأٌ، فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم، وإن يظهر على العرب فملكه ملككم، وعزّه عزّكم، وكنتم أسعد النّاس به. قالوا: سحرك واللّه يا أبا الوليد بلسانه! قال: هذا رأيي فيه، فاصنعوا ما بدا لكم.
وهذا السّياق أشبه من الّذي قبله، والله أعلم).[تفسير ابن كثير: 7/ 161-163]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (6) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {قل إنّما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إليّ أنّما إلهكم إلهٌ واحدٌ فاستقيموا إليه واستغفروه وويلٌ للمشركين (6) الّذين لا يؤتون الزّكاة وهم بالآخرة هم كافرون (7) إنّ الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات لهم أجرٌ غير ممنونٍ (8) }
يقول تعالى: {قل} يا محمّد لهؤلاء المكذّبين المشركين: {إنّما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إليّ أنّما إلهكم إلهٌ واحدٌ} لا كما تعبدونه من الأصنام والأنداد والأرباب المتفرّقين، إنّما اللّه إلهٌ واحدٌ، {فاستقيموا إليه} أي: أخلصوا له العبادة على منوال ما أمركم به على ألسنة الرّسل، {واستغفروه} أي: لسالف الذّنوب، {وويلٌ للمشركين} أي: دمارٌ لهم وهلاكٌ عليهم). [تفسير ابن كثير: 7/ 164]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (7) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :({الّذين لا يؤتون الزّكاة} قال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: يعني: الّذين لا يشهدون أن لا إله إلّا اللّه. وكذا قال عكرمة.
وهذا كقوله تعالى: {قد أفلح من زكّاها وقد خاب من دسّاها} [الشّمس: 9، 10]، وكقوله: {قد أفلح من تزكّى وذكر اسم ربّه فصلّى} [الأعلى: 14، 15]، وقوله {فقل هل لك إلى أن تزكّى} [النّازعات: 18] والمراد بالزّكاة هاهنا: طهارة النّفس من الأخلاق الرّذيلة، ومن أهمّ ذلك طهارة النّفس من الشّرك. وزكاة المال إنّما سمّيت زكاةً لأنّها تطهّره من الحرام، وتكون سببًا لزيادته وبركته وكثرة نفعه، وتوفيقًا إلى استعماله في الطّاعات.
وقال السّدّيّ: {وويلٌ للمشركين الّذين لا يؤتون الزّكاة} أي: لا يدينون بالزّكاة.
وقال معاوية بن قرّة: ليس هم من أهل الزّكاة.
وقال قتادة: يمنعون زكاة أموالهم.
وهذا هو الظّاهر عند كثيرٍ من المفسّرين، واختاره ابن جريرٍ. وفيه نظرٌ؛ لأنّ إيجاب الزّكاة إنّما كان في السّنة الثّانية من الهجرة إلى المدينة، على ما ذكره غير واحدٍ وهذه الآية مكّيّةٌ، اللّهمّ إلّا أن يقال: لا يبعد أن يكون أصل الزّكاة الصّدقة كان مأمورًا به في ابتداء البعثة، كقوله تعالى: {وآتوا حقّه يوم حصاده} [الأنعام: 141]، فأمّا الزّكاة ذات النّصب والمقادير فإنّما بيّن أمرها بالمدينة، ويكون هذا جمعًا بين القولين، كما أنّ أصل الصّلاة كان واجبًا قبل طلوع الشّمس وقبل غروبها في ابتداء البعثة، فلمّا كان ليلة الإسراء قبل الهجرة بسنةٍ ونصفٍ، فرض اللّه على رسوله [صلّى اللّه عليه وسلّم] الصّلوات الخمس، وفصّل شروطها وأركانها وما يتعلّق بها بعد ذلك، شيئًا فشيئًا، واللّه أعلم).[تفسير ابن كثير: 7/ 164]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (8) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال بعد ذلك: {إنّ الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات لهم أجرٌ غير ممنونٍ} قال مجاهدٌ وغيره: لا مقطوعٌ ولا مجبوبٌ، كقوله: {ماكثين فيه أبدًا} [الكهف: 3]، وكقوله تعالى {عطاءً غير مجذوذٍ} [هودٍ: 108].
وقال السّدّيّ: غير ممنونٍ عليهم. وقد ردّ عليه بعض الأئمّة هذا التّفسير، فإنّ المنّة للّه على أهل الجنّة؛ قال اللّه تعالى: {بل اللّه يمنّ عليكم أن هداكم للإيمان} [الحجرات: 17]، وقال أهل الجنّة: {فمنّ اللّه علينا ووقانا عذاب السّموم} [الطّور: 27]، وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إلّا أن يتغمّدني اللّه برحمةٍ منه وفضلٍ").[تفسير ابن كثير: 7/ 164]

رد مع اقتباس