عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 12 جمادى الأولى 1434هـ/23-03-2013م, 11:15 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (26) وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ (27) وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (31)}


تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (26)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله: {من صلصالٍ...}ويقال: إن الصلصال طين حرّ خلط برمل فصار يصلصل كالفخّار،
والمسنون: المتغيّر والله أعلم أخذ من سننت الحجر على الحجر، والذي يخرج مما بينهما يقال له: السّنين). [معاني القرآن: 2/88]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {من صلصالٍ من حماءٍ مسنونٍ} الصلصال: الطين اليابس الذي لم تصبه نار فإذا نقرته صل فسمعت له صلصلة فإذا طبح بالنار فهو فخار وكل شئ له صلصلة، صوت فهو صلصال سوى الطين،
قال الأعشى:
[مجاز القرآن: 1/350]
عنتر يسٌ تعدو وإذا حرّك السّو= ط كعدو المصلصل الجوّال
{من حماءٍ} أي من طين متغير وهو جميع حمأة، مسنونٍ أي مصبوب). [مجاز القرآن: 1/351]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {من حمإ مسنون} فحمأ جمع حمأة؛ وهي واحدة، وهو الطين المتغير). [معاني القرآن لقطرب: 795]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وكان الحسن يقول: المسنون: المتغير.
قال أبو علي: وإنما المسنون: المنصوب القائم على مثال؛ يقال: سن على مثال، مثل سنة الوجه: أي صورته؛ وسنة البناء من ذلك؛ أي مثاله الذي وضع وسن، وقالوا: سننت سنة أسنها سنًا؛ وليس من الآسن المتغير؛ لأن المسنون من سن مضاعف). [معاني القرآن لقطرب: 795]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {الصلصال}: الطين اليابس الذي لم تصبه نار، فإذا نقرته سمعت له صلصلة أي صوتا، فإذا مسته النار فهو فخار.
{الحمأ}: جمع حمأة وهو المتغير من الطين.
{المسنون}: قالوا فيه المتغير وقالوا المستطيل ومنه فلان مسنون الوجه إذا كان مستطيل الوجه). [غريب القرآن وتفسيره: 201-200]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمإ مسنون}
الصّلصال الطين اليابس الذي يصل ليبسه، ومعنى يصل يصوّت قال الشاعر:
رجعت إلى صدر كجرّة حنتم = إذا قرعت صفرا من الماء صلّت
و{مسنون} قيل فيه متغير. وإنما أخذ من أنه. على سنّة الطريق لأنه إنما تغير إذا قام بغير ماء جار). [معاني القرآن: 3/179-178]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله تعالى عز وجل: {ولقد خلقنا الإنسان من صلصال} فيه قولان:
أحدهما رواه معاوية بن صالح عن على بن أبي طلحة
عن ابن عباس قال الصلصال الطين اليابس وروى معمر عن قتادة هو الطين ييبس فتصير له صلصلة وقال الضحاك هو الطين الصلب
والقول الآخر رواه ابن نجيح وابن جريج عن مجاهد قال الصلصال المنتن
وقال أبو جعفر والقولان يحتملان وإن كان الأول أبين القول الله جل وعز: {خلق الإنسان من صلصال كالفخار}
وحكى أبو عبيدة أنه يقال للطين اليابس صلصال ما لم تأخذه النار فإذا أخذته النار فهو فخار
وأنشد أهل اللغة:
كعدو المصلصل الجوال
والصلصلة الصوت
وقال الفراء هو طين حر يخلط برمل فيسمع له صلصلة وأما القول الثاني فالأصل فيه صلال ثم أبدل من إحدى اللامين صاد
وحكى الكسائي أنه يقال صل اللحم وأصل إذا أنتن). [معاني القرآن: 4/24-22]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {من حمإ مسنون} فالحمأ والحمأة الطين الأسود المتغير وفي المسنون أربعة أقوال:
-روى سفيان عن الأعمش عن مسلم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال المسنون المنتن وكذلك روى قيس بن الربيع عن الأعمش عن مسلم عن سعيد ابن جبير قال خلق الإنسان من صلصال من طين لازب وهو الجيد ومن حمإ مسنون وهو المنتن وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال هو المنتن، وذهب إلى هذا القول من أهل اللغة الكسائي وأبو عمرو الشيباني وزعم أبو عمرو الشيباني أن قول الله لم يتسنه من هذا وأن الأصل فيه لم يتسنن فأبدل من إحدى النونين هاء فهذا قول
- والقول الأخر وهو مذهب أبي عبيدة أن المسنون المصبوب
وروى معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال المسنون الرطب فهذا بمعنى المصبوب لأنه لا يكون مصبوبا إلا وهو رطب وهذا قول حسن لأنه يقال سننت الشيء أي صببته وفي الحديث أن الحسن كان يسن الماء على وجهه سنا ولو كان هذا من أسن الماء لكان مؤسنا
-والقول الثالث قول الفراء وهو المحكوك ولا يكون إلا متغيرا من سننت الحديد
-والقول الرابع أنه المصبوب على مثال وصورة من سنة الوجه). [معاني القرآن: 4/26-24]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {والصلصال} الطين اليابس الذي لم تصبه نار، فإذا نقرته صوت، وإذا مسته النار فهو فخار.
{الحمأ} جمع حمأة، مثل حلقة وحلق.
{والمسنون} المتغير الرائحة، وقيل: المصبوب). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 126]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الصَّلْصَالُ}: الطين اليابس.
{الحَمَأْ}: جمع حمأة.
{مَسْنُونٍ}: متغير مضت عليه السنون). [العمدة في غريب القرآن: 173]

تفسير قوله تعالى: {وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ (27)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله:{من نّار السّموم...}
يقال: إنها نار دونها الحجاب. ... حدثني حبّان عن رجل عن الحسن قال: خلق الله عزّ وجلّ - الجانّ أبا الجنّ من نار السّموم وهي نار دونها الحجاب {وهذا الصوت الذي تسمعونه عند الصواعق من انعطاط الحجاب}). [معاني القرآن: 2/88]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة العامة {والجان خلقناه} غير مهموز.
وقراءة عمرو بن عبيد؛ "والجأن خلقناه" بهمزة.
وكان الحسن يقول: الجان: إبليس، خلقه الله من نار السموم وهو اسم من أسمائها وهو أبو الجن كلهم، المسلم والكافر.
وكأن معنى الجان من جن وأجن: استتر وخفىي.
والجان: جنس من الحيات أيضًا.
وأما قراءة عمرو بن عبيد: فإنها لغة لبني كلاب يهمزون، مثل دأبة وشأبة، ويفتحون؛ لأنهم كرهوا الجمع بين ساكنين، وأبدلوا من الألف الهمزة.
وقال الراجز في ذلك:
يا عجبا وقد رأيت عجبا
حمار قبان يسوق أرنبا
خاطمها زأمها أن تهربا
فهمز.
وقال كثير أيضًا:
[معاني القرآن لقطرب: 787]
وللأرض أما سودها فتجللت = بياضًا وأما بيضها فادهأمت
فحرك أيضًا وهمز، لسكون الميم بعدها.
وقال الراجز:
يا دار مي بالدكاديك البرق = سقيا فقد هيجت شوق المشتئق
فهمز وهو يريد المشتاق لما لم يصل إلى الإسكان إلا بفساد البيت). [معاني القرآن لقطرب: 788]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله عز وجل {من نار السموم} قال بعضهم: السموم بالليل والنهار، وقال بعضهم: الحرور بالنهار والسموم بالليل؛ والفعل: سم يومنا، يسم سمومًا). [معاني القرآن لقطرب: 795]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {والجانّ خلقناه من قبل من نار السّموم}
{الجانّ} منصوب بفعل مضمر، المعنى وخلقنا الجانّ خلقناه، وخلق اللّه الملائكة من نور العزّة، وخلق آدم من تراب وخلق الجانّ من نار السّموم). [معاني القرآن: 3/179]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28)}

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فقعوا له ساجدين...}
سجود تحيّة وطاعة لا لربوبيّة وهو مثل قوله في يوسف {وخرّوا له سجّدا} ). [معاني القرآن: 2/88]

تفسير قوله تعالى: {فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {فسجد الملائكة كلّهم أجمعون}
قال سيبويه والخليل: {أجمعون} توكيد بعد توكيد، وقال محمد بن يزيد: {أجمعون} يدل على اجتماعهم في السجود، المعنى فسجدوا كلهم في حال واحدة.
وقول سيبويه والخليل أجود، لأن أجمعين معرفة، فلا يكون حالا). [معاني القرآن: 3/179]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (31)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {إلّا إبليس أبى أن يكون مع السّاجدين }
{إبليس} مستثنى وليس من الملائكة إنما هو من الجن
كما قال عزّ وجلّ: {إلّا إبليس كان من الجنّ ففسق عن أمر ربّه}.وهو منصوب استثناء ليس من الأول،
كما قال: {فإنّهم عدوّ لي إلّا ربّ العالمين} المعنى لكن إبليس أبى أن يكون). [معاني القرآن: 3/179]


رد مع اقتباس