عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 19 ربيع الثاني 1434هـ/1-03-2013م, 11:15 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي التفسير اللغوي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (3) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وما أهلّ لغير اللّه به...}
{وما}: في موضع رفع بما لم يسمّ فاعله.
{والمنخنقة}: ما اختنقت فماتت ولم تدرك.
{والموقوذة}: المضروبة حتى تموت ولم تذكّ.
{والمتردّية}: ما تردّى من فوق جبل أو بئر، فلم تدرك ذكاته.
{والنّطيحة}: ما نطحت حتى الموت. كل ذلك محرّم إذا لم تدرك ذكاته.
وقوله: {إلاّ ما ذكّيتم} نصب ورفع.
{وما ذبح على النّصب}: ذبح للأوثان. و(ما ذبح) في موضع رفع لا غير.
{وأن تستقسموا} رفع بما لم يسمّ فاعله. والاستقسام: أنّ سهاما كانت تكون في الكعبة، في بعضها: أمرني ربى، (وفي موضعها: نهاني ربي) فكان أحدهم إذا أراد سفرا أخرج سهمين فأجالهما، فإن خرج الذي فيه (أمرني ربي) خرج. وإن خرج الذي فيه (نهاني ربي) قعد وأمسك عن الخروج.
قال الله تبارك وتعالى: {ذالكم فسقٌ اليوم} والكلام منقطع عند الفسق، و{اليوم} منصوب بـ (يئس) لا بالفسق.
{اليوم أحلّ لكم الطّيّبات} نصب (اليوم) بـ (أحلّ).
وقوله: {غير متجانفٍ لإثمٍ} مثل قوله: {غير محلّي الصيد} يقول: غير معتمد لإثم. نصبت (غير) لأنها حال لـ (من)، وهي خارجة من الاسم الذي في (اضطرّ) ). [معاني القرآن: 1/301]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( (حرّمت عليكم الميتة) (3): مخفّفة، وهي تخفيف ميتّة، ومعناهما واحد، خفّفت أو ثقّلت. كقول ابن الرّعلاء:
ليس من مات فاستراح بميتٍ=إنما الميت ميّت الأحياء
إنما الميت من يعيش ذليلاً=سيّئا باله قليل الرّجاء
واسم ابن الرّعلاء كوتىّ، والكؤتيّ، والكوئىّ يهمز، ولا يهمز. والكوتى من الخيل والحمير: القصار. قال: فلا أدري أيكون في الناس أم لا؛ قال: ولا أدري الرّعلاء أبوه أو أمّه.
(وما أهلّ لغير الله به) (3) مجازه: وما أهلّ به لغير الله، ومعناه: وما ذكر غير اسم الله عليه إذا ذبح أو نحر، وهي من استهلال الكلام.
قال رجل: وخاصم إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم في الجنين: (أرأيت من لا شرب ولا أكل ولا صاح فاستهلّ، أليس مثل ذلكم يطلّ). ومنه قولهم: أهلّ بالحجّ أي تكلّم به، وأظهره من فيه.
وقال ابن أحمر:
يهلّ بالفرقد ركبانها=كما يهلّ الرّاكب المعتمر
يقال: معتمر ومعتم، والعمار والعمامة، وكل شيء على الرأس من إكليل أو تاج أو عمامة، فهو عمار؛ وله موضع آخر.
ما ذبح لغيره، كقول ابن هرمة:
كم ناقةٍ قد وجأت لبّتها=بمستهلّ الشّؤبوب أو جمل
أي بمنفجر.
(والمنخنقة) (3): التي انحنقت في خناقها حتى ماتت.
(والموقوذة) (3): التي تضرب حتى توقذ فتموت منه أو ترمى؛ يقال: رماه بحجر، فوقذه يقذه وقذاً ووقوذاً.
(والمتردّية) (3): التي تردّت فوقعت في بئر أو وقعت من جبل أو حائط أو نحو ذلك فماتت.
(والنّطيحة) (3): مجازها مجاز المنطوحة حتى ماتت.
(وما أكل السّبع) (3) وهو الذي يصيده السّبع فيأكل منه ويبقى بعضه ولم يذكّ، وإنما هو فريسة.
(إلاّ ما ذكّيتم) (3): وذكاته أن تقطع أوداجه أو تنهر دمه وتذكر اسم الله عليه إذا ذبجته، كقوله:
نعم هو ذكّاها وأنت أضعتها=وألهاك عنها خرفةٌ وفطيم
الخرفة اجتناء، اخترف اجتنى.
(وما ذبح على النّصب) (3) وهو واحد الأنصاب، وكان أبو عمرو يقول: نصب بفتح أوله ويسكن الحرف الثاني منه.
والأنصاب: الحجارة التي كانوا يعبدونها، وأنصاب الحرم أعلامه.
(وأن تستقسموا بالأزلام) (3) وهو من استفعلت من قسمت أمرى، بأن أجيل القداح لتقسم لي أمري: أأسافر أم أقيم أم أغزو أو لا أغزو ونحو ذلك فتكون هي التي تأمرني وتنهاني ولكلّ ذلك قدحٌ معروف وقال:
=ولم أقسم فتر بثنى القسوم
ويقال: ربثه يربثه ربثاً إذا حبسه. وواحد الأزلام: زلم وزلم لغتان وهو القدح.
(ذلكم فسقٌ) (3) أي كفر.
(ورضيت لكم الإسلام ديناً) (3) أي اخترت لكم.
(في مخمصةٍ) (3) أي مجاعة، وقال الأعشى:
تبيتون في المشتى ملاءً بطونكم=وجاراتكم سغب يبتن خمائصا
أي جياعاً.
(غير متجانف لإثمٍ) (3) أي غير متعوّج مائل إليه، وكل منحرف، وكل أعوج فهو أجنف). [مجاز القرآن: 1/148-153]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({حرّمت عليكم الميتة والدّم ولحم الخنزير وما أهلّ لغير اللّه به والمنخنقة والموقوذة والمتردّية والنّطيحة وما أكل السّبع إلاّ ما ذكّيتم وما ذبح على النّصب وأن تستقسموا بالأزلام ذالكم فسقٌ اليوم يئس الّذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً فمن اضطرّ في مخمصةٍ غير متجانفٍ لإثمٍ فإنّ اللّه غفورٌ رّحيمٌ}
وقال: {والموقوذة} من (وقذت) فـ"هي موقوذةٌ".
{والنّطيحة} فيها الهاء لأنها جعلت كالاسم مثل "أكيلة الأسد". وإنما تقول: "هي أكيلٌ" و"هي نطيحٌ" "لأنّ كل ما فيه "مفعولة" فـ"الفعيل" فيه بغير الهاء نحو "القتيل" و"الصريع" إذا عنيت المرأة و"هي جريحٌ" لأنك تقول "مجروحةٌ".
وقال: {وما أكل السّبع} ولغة يخففون "السبع".
{وما ذبح على النّصب} وجميعه: "الأنصاب".
{وأن تستقسموا بالأزلام} يقول: "وحرّم ذلك " وواحدها "زلم" و"زلم".
وقال: {مخمصةٍ} تقول: "خمصه الجوع" نحو "المغضبة" لأنه أراد المصدر.
[وقال] {يئس الّذين كفروا} مهموزة الياء الثانية وهي من "فعل" "يفعل" وكسر الياء الأولى لغة نحو "لعب" ومنهم من يكسر اللام والعين ويسكنون العين ويفتحون اللام أيضاً ويكسرونها وكذلك "يئس". وذلك أنّ "فعل" إذا كان ثانيه احد الحروف الستة كسروا أوله وتركوه على الكسر، كما يقولون ذلك في "فعيل" نحو "شعير" و"صهيل". ومنهم من يسكن ويكسر الأولى نحو "رحمه الله" فلذلك تقول: "يئس" تسكر الياء وتسكن الهمزة. وقد قرئت هذه الآية {نعمّا يعظكم به} على تلك اللغة التي يقولون فيها "لعب". وأناس يقولون "نعم الرّجل زيدٌ" فقد يجوز كسر هذه النون التي في "نعم" لأن التي بعدها من الحروف الستة كما كسر "لعب". وقولهم: "إن العين ساكنة من "نعمّا" إذا أدغمت خطأ لأنه لا يجتمع ساكنان. ولكن إذا شئت أخفيته فجعلته بين الإدغام والإظهار فيكون في زنة متحرك كما قرئت {إنّي ليحزنني} يشمون النون الأولى الرفع.
وقال: {اليوم أكملت لكم دينكم} لأّنّ الإسلام كان فيه بعض الفرائض فلما فرغ الله مما أراد منه قال: {اليوم أكملت لكم دينكم} {ورضيت لكم الإسلام ديناً} لا على غير هذه الصفة.
وقال: {فمن اضطرّ في مخمصةٍ غير متجانفٍ لإثمٍ فإنّ اللّه غفورٌ رّحيمٌ} كأنه قال: "فإنّ الله له غفورٌ رحيم". كما تقول: "عبد الله ضربت" تريد: ضربته. قال الشاعر:
ثلاثٌ كلّهنّ قتلت عمداً = فأخزى الله رابعةً تعود
وقال الآخر:
قد أصبحت أم الخيار تدّعي = عليّ ذنباً كلّه لم أصنع). [معاني القرآن: 1/216-217]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو عمرو والأعرج "وما أكل السبع"؛ والسبع بالإسكان لغة؛ وقد ذكرناها في صدر الكتاب.
[معاني القرآن لقطرب: 476]
قراءة شيبة ونافع {فمن اضطر} برفع النون والطاء.
أبو جعفر {فمن اضطر} بكسر الطاء ورفع النون، كل ما في القرآن). [معاني القرآن لقطرب: 477]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما {المنخنقة} فمن خنقها فانخنقت، مثل كسرها فانكسرت.
وأما {الموقوذة} فمن وقذها يقذها؛ إذا أثخنها.
وأما {المتردية} فالتردي من الجبل وشبهه، وهو من قول الله عز وجل {وما يغني عنه ماله إذا تردى}؛ أي إذا هوى في النار؛ ومثلها من قوله {فتردى}، والفعل منها ردي يردى ردى.
وأما {النطيحة}؛ فالمنطوحة، كالذبيحة والفريسة؛ كأنه أراد الاسم ولم يرد الفعل؛ ولو أراده لم تكن هاء في المؤنث، مثل امرأة جريح وقتيل؛ وناقة كسير.
وأما قوله عز وجل {وما ذبح على النصب}؛ والنصب كل ما كانوا يذبحون عليه.
[معاني القرآن لقطرب: 489]
وقال طرفة:
إني وجدك ما هجوتك والأنصاب يسفح فوقهن دم
و"النصب" - مخففة -: المرض أيضًا كقوله "إني مسني الشيطان بنصب" و{نصب} أيضًا.
وقال عدي بن زيد:
علق الأحشاء من هند علق = مستسر فيه نصب وأرق.
وأما النصب: فالعناء في الأمر.
وأما النصب بإسكان الصاد: فالعلم.
وفي بعض القراءة {إلى نصب يوفضون}؛ وكأنه العلم يرفع لهم والشيء؛ والأنصاب جمع، أنصاب الحرم؛ وقالوا أنصبني: عذبني وبرح بي؛ ونصبني لغة بغير ألف.
وأما قوله عز وجل {وأن تستقسموا بالأزلام}؛ فالاستقسام إفاضة السهام؛ إذا أرادوا وجهًا أفاضوها لينظروا أيخرجون أم لا؛ واسمه القسم؛ وكأنه الاستسلام لها ليمضيها؛ فكأنه يعني اليمين التي يلزمها نفسه.
قال عدي بن زيد في ذلك:
ظنه شبهت فأملكت القسم فأعداه والخبير خبير
[معاني القرآن لقطرب: 490]
أي ملكت القسم الأمر، صار القسم هو الذي يحكم في الأمر.
وقال الحطيئة أيضًا:
لا يزجر الطير إن مرت به سنحا = ولا يفاض له قسم بأزلام
وأما الأزلام فالواحد زلم؛ تميم تقول: زلم في الواحد، وحكاها أيضًا يونس زلم.
وقال المرقش:
تعدو إذا حرك مجدافها = عدو رباع مفرد كالزلم
وقال الهذلي:
يظل في رأسها كأنه زلم = من القداح به ضرس وتعقيق
وقال الراجز أيضًا:
قد لفها الليل بسواق حطم = بات يقاسيها غلام كالزلم
وأما قوله عز وجل {اليوم يئس الذين كفروا} فالفعل يئس ييأس، وقالوا: يئس بكسرة الهمزة، وقد ذكرناها؛ مصدر يئس يأسًا ويآسة بالمد، فعالة؛ وقالوا: أيس الرجل، فقدموا الهمزة.
وقال الراجز:
مالك لا يأتيك من سؤالها = شيء ولا تأيس من نوالها
على تقديم الهمزة؛ وقالوا رجل يؤوس ويؤس مثل رؤوف ورؤف، للذي لا يطمع بخير ولا يرجوه ولا يصدق به؛ يوكد شدة يأسه.
وأما قوله عز وجل {فمن اضطر في مخمصة} فإنهم يقولون: خمص بطن الرجل، وخمص خمصًا وخمصًا، وهو خصمان وخمصان، وامرأة خمصانة وخمصانة؛ أي خميص البطن.
[معاني القرآن لقطرب: 491]
وأما قوله عز وجل {غير متجانف} فإنها متفاعل، من جنف عليه؛ أي مال عليه؛ وقد ذكرناها). [معاني القرآن لقطرب: 492]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({وما أهل لغير الله به}: أي ما ذكر عليه اسم غير الله.
وأصل الإهلال الصوت والكلام.
استهل الصبي إذا صاح وأهل الحج إذا تكلم به. وكل رافع صوته مهل. يقال: أهل بالحج إذا لبى.
3- {والمنخنقة}: التي تموت في خناقها.
3- {والموقوذة}: المضروبة حتى تموت.
3- {والمتردية}: الواقعة من الجبل أو غيره.
3- {والنطيحة}: المنطوحة.
3- {وما أكل السبع}: الفريسة وهي التي أكل السبع بعضها.
3- {إلا ما ذكيتم}: الذكاة الذبح.
3- {النصب}: واحد الأنصاب. الحجارة التي كانوا يعبدونها.
3- {والأزلام}: القداح والاستقسام أن يجيلها فيفعل ما يأمره به القدح وينهاه عنه وواحد الأزلام زلم وبعضهم يقول زلم والقدح
والزلم السهم الذي لا ريش له وقال بعضهم الأزلام حصى بيض كانوا يضربون بها.
3- (المخمصة): المجاعة).[غريب القرآن وتفسيره: 125-128]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وما أهلّ لغير اللّه به} أي ذبح لغير اللّه، وذكر عند ذبحه غير اسم اللّه. واستهلال الصّبيّ منه، أي صوته. وإهلال الحج منه، أي التّكلّم بإيجابه والتلبية.
{والمنخنقة} التي تختنق.
{والموقوذة} التي تضرب حتى توقذ، أي تشرف على الموت. ثم تترك حتى تموت، وتؤكل بغير ذكاة. ومنه يقال: فلان وقيذ. وقد وقذته العبادة.
{والمتردّية} الواقعة من جبل أو حائط أو في بئر. يقال: تردّي: إذا سقط. ومنه قوله تعالى: {وما يغني عنه ماله إذا تردّى} أي تردّي في النار.
{والنّطيحة} التي تنطحها شاة أخرى أو بقرة. فعيله بمعنى مفعوله.
{وما أكل السّبع} أي افترسه فأكل بعضه.
{إلّا ما ذكّيتم} يقول: إلا ما لحقتم من هذا كلّه وبه حياة فذبحتموه.
{وما ذبح على النّصب} وهو حجر أو صنم، منصوب كانوا يذبحون
عنده يقال له: النّصب والنّصب. وجمعه أنصاب.
{وأن تستقسموا بالأزلام} وهي القداح. واحدها. زلم وزلم.
والاستقسام بها: أن يضرب بها ثم يعمل بما يخرج فيها من أمر أو نهي.
وكانوا إذا أرادوا أن يقتسموا شيئا بينهم وأحبوا أن يعرفوا قسم كلّ امرئ تعرّفوا ذلك منها. فأخذ الاستقسام من القسم وهو النّصيب. كأنه طلب النّصيب.
و(المخمصة): المجاعة. والخمص الجوع. قال الشاعر يذم رجلا:
يرى الخمص تعذيبا وإن يلق شبعة يبت قلبه من قلّة الهمّ مبهما
{غير متجانفٍ لإثمٍ} أي منحرف مائل إلى ذلك. والجنف: الميل. والإثم: أن يتعدي عند الاضطرار فيأكل فوق الشّبع). [تفسير غريب القرآن: 140-141]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: (حرّمت عليكم الميتة والدّم ولحم الخنزير وما أهلّ لغير اللّه به والمنخنقة والموقوذة والمتردّية والنّطيحة وما أكل السّبع إلّا ما ذكّيتم وما ذبح على النّصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق اليوم يئس الّذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا فمن اضطرّ في مخمصة غير متجانف لإثم فإنّ اللّه غفور رحيم (3)
(حرّمت عليكم الميتة).
أصله الميتة بالتشديد، إلا أنه مخفف، ولو قرئت الميتة لجاز، يقال: ميّت، وميت، والمعنى واحد.
وقال بعضهم: الميّت يقال لما: لم يمت.
والميت لما قد مات، وهذا خطأ إنما ميّت يصلح لما قد مات، ولما سيموت.
قال اللّه عزّ وجلّ: (إنّك ميّت وإنّهم ميّتون).
وقال الشاعر في تصديق أن الميت والميّت بمعنى واحد:
ليس من مات فاستراح بميت=إنما الميت ميّت الأحياء
فجعل الميت مخففا من الميت.
وقوله: (والدّم).
قيل: إنهم كانوا يجعلون الدم في المباعر ويشوونها ويأكلونها، فأعلم اللّه عزّ وجلّ أن الدم المسفوح، أي المصبوب حرام، فأمّا المتلطخ بالدم
فهو كاللحم في الحل.
وقوله: (وما أهلّ لغير اللّه به).
موضعه رفع، والمعنى: وحرم عليكم ما أهل لغير اللّه به، ومعنى (أهلّ لغير اللّه به) ذكر عليه اسم غير اللّه، وقد فسرنا أن الإهلال رفع الصوت
بالشيء فما يتقرّب به من الذبح لغير اللّه، أو ذكر غير اسمه فحرام.
(ولحم الخنزير) حرام، حرم الله أكله، وملكه، والخنزير يشمل على الذكر والأنثى.
وقوله (والمنخنقة).
وهي التي تنخنق بربقتها أي بالحبل الذي تشدّ به، وبأي جهة اختنقت فهي حرام.
وقوله: (والموقوذة).
وهي التي تقتل ضربا، يقال وقذتها أوقذها وقذا وأوقذتها أوقذها إيقاذا.
إذا أثخنتها ضربا.
وقوله عزّ وجلّ: (والنطيحة).
وهي التي تنطح أو تنطح فتموت.
وقوله: (وما أكل السّبع).
موضع " ما " أيضا رفع عطف على ما قبلها.
وقوله: (إلّا ما ذكّيتم).
أي إلا ما أدركتم ذكاته من هذه التي وصفنا، وموضع " ما " نصب أي حرمت عليكم هذه الأشياء إلّا الشيء الذي أدرك ذبحه منها، وكل ذبح ذكاة، ومعنى التذكية أن يدركها وفيها بقية تشخب معها الأوداج، وتضطرب اضطراب المذبوح الذي أدركت ذكاته.
وأهل العلم يقولون إن أخرج السّبع الحشوة، أو قطع الجوف قطعا خرج معه الحشوة فلا ذكاة لذلك، وتأويله إنّه يصير في حالة ما لا يؤثر في حياته الذبح، وأصل الذكاء في اللغة كلها تمام الشيء، فمن ذلك الذّكاء في السن والفهم، وهو تمام السن، قال الخليل: الذكاء في السّن أن يأتي على قروحه سنة، وذلك تمائم استكمال القوة.
قال زهير:
يفضّله إذا اجتهدوا عليه=تمام السّنّ منه والذّكاء
وقيل: جري المذكيات غلاب. أي جري المسانّ التي قد تأسّنت.
وتأويل تمام السّن النهاية في الشباب فإذا نقص عن ذلك أو زاد فلا يقال لها: الذكاء والذكاء في الفهم أن يكون فهما تامّا سريع القبول، وذكيت النار إنما هو من هذا. تأويله أتممت إشعالها.
(إلا ما ذكيتم) ما أذكيتم ذبحة على التمام.
وقوله: (وما ذبح على النّصب).
والنصب الحجارة التي كانوا يعبدونها، وهي الأوثان واحدها نصاب.
وجائز أن يكون واحدا، وجمعه أنصاب.
وقوله: (وأن تستقسموا بالأزلام).
موضع " أن " رفع، والمعنى وحرم عليكم الاستقسام بالأزلام.
وواحد الأزلام زلم، وزلم، وهي سهام كانت في الجاهلية مكتوب على بعضها " أمرني ربّي " وعلى بعضها: " نهاني ربّي - فإذا أراد الرّجل سفرا أو أمرا يهتم به
اهتماما شديدا ضرب تلك القداح، فإن خرج السهم الذي عليه " أمرني ربّي مضى لحاجته، وإن خرج الذي عليه " نهاني ربي " لم يمض في أمره، فأعلم اللّه عزّ وجل أن ذلك حرام، ولا فرق بين ذلك وبين قول المنجمين: لا تخرج من أجل نجم كذا، وأخرج من أجل طلوع نجم كذا؛ لأن الله جلّ وعزّ قال: (وما تدري نفس ماذا تكسب غدا)
وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((خمس لا يعلمهن إلا اللّه))، وذكر الآية التي في آخر سورة لقمان.
(إنّ اللّه عنده علم السّاعة وينزّل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأيّ أرض تموت).
وهذا هو دخول في علم اللّه الذي هو غيب، وهو حرام كالأزلام التي ذكرها الله جل وعز أنها حرام.
والاستقسام بالأزلام فسق. والفسق اسم لكل ما أعلم الله أنه مخرج عن الحلال إلى الحرام، فقد ذم الله به جميع الخارجين من متعبّداته وأصله عند أهل اللغة قد فسقت الرطبة إذا خرجت عن قشرها.
ولو كان بعض هذه المرفوعات نصبا على المعنى لجاز في غير القرآن.
لو قلت حرمت على الناس الميتة والدم ولحم الخنزير، وتحمله على معنى وحرم الله الدم ولحم الخنزير لجاز ذلك، فأمّا القرآن فخطأ فيه أن نقرأ بما لم يقرأ به من هو قدوة في القراءة، لأن القراءة سنة لا تتجاوز.
وقوله: (اليوم يئس الّذين كفروا من دينكم).
"اليوم " منصوب على الظرف، وليس يراد به - واللّه أعلم - يوما بعينه.
معناه الآن يئس الذين كفروا من دينكم، وهذا كما تقول أنا اليوم قد كبرت.
وهذا الشأن لا يصلح في اليوم. تريد أنا الآن، وفي هذا الزمان ومعناه: أن قد حوّل الله الخوف الذي كاد يلحقكم منهم اليوم ويئسوا من بطلان الإسلام وجاءكم ما كنتم توعدون من قوله: (ليظهره على الدّين كلّه).
والدّين اسم لجميع ما تعبّد اللّه خلقه، وأمرهم بالإقامة عليه، والذي به يجزون، والذي أمرهم أن يكون عادتهم.
وقد بينّا ذلك في قوله: (مالك يوم الدين).
وقوله: (فلا تخشوهم واخشون).
أي فليكن خوفكم لله وحده، فقد أمنتم أن يظهر دين على الإسلام وكذلك - واللّه أعلم -.
قوله: (اليوم أكملت لكم دينكم).
أي الآن أكملت لكم الدين بأن كفيتكم خوف عدوكم وأظهرتكم عليهم، كما تقول: الآن كمل لنا الملك وكمل لنا ما نريد، بأن كفينا من كنا نخافه.
وقد قيل أيضا: (اليوم أكملت لكم دينكم) أي أكملت لكم فرض ما تحتاجون إليه في دينكم. وذلك جائز حسن، فأما أن يكون دين الله في وقت من الأوقات غير كامل فلا.
وقوله عزّ وجلّ: (فمن اضطرّ في مخمصة).
أي فمن دعته الضرورة في مجاعة؛ لأن المخمصة شدة ضمور البطن.
(غير متجانف لإثم).
أي غير مائل إلى إثم.
(فإن اللّه غفور رحيم).
أي فإن الله أباحه ذلك رحمة منه وتسهيلا على خلقه، وكذلك فمن اضطر غير باغ ولا عاد، أي غير آكل لها على جهة الاستحلال ولا عاد: أي مجاوز لقدر الحاجة، وغير آكل لها على جهة التلذذ فإن اللّه غفور رحيم). [معاني القرآن: 2/144-149]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير}
يقال: ميتة وميتة بمعنى واحد هذا قول من يوثق به من أهل اللغة.
وقيل: الميتة ما لم تمت بعد والميتة التي قد ماتت.
وروي أنهم كانوا يجعلون الدم في المباعر ثم يشوونها ويأكلونها فحرم الله جل وعز: {الدم المسفوح} وهو المصبوب). [معاني القرآن: 2/255]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وما أهل لغير الله به}
أي ذبح لغير الله وذكر عليه غير اسمه وأصل الإهلال الصوت ومنه سمي الإهلال بالحج وهو الصوت بالتلبية وإيجاب الحج ومنه استهلال المولود ومنه أهل الهلال؛ لأن الناس إذا رأوه أومأوا إليه بأصواتهم). [معاني القرآن: 2/255-256]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {المنخنقة} قال قتادة هي التي تموت في خناقها). [معاني القرآن: 2/256]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {والموقوذة} قال الضحاك كانوا يأخذون الشاة أو غيرها من البهائم فيضربونها عند آلهتهم حتى تموت ثم يأكلونها ويقال وقذه وأقذه فهو موقوذ وموقذ إذا ضربه حتى يشفى على الهلاك ومنه قيل فلان وقيذ). [معاني القرآن: 2/256]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {والمتردية}
قال الضحاك: المتردية أن تتردى في ركية أو من جبل، ويقال: تردى إذا سقط ومنه {وما يغني عنه ماله إذا تردى} {والنطيحة} المنطوحة). [معاني القرآن: 2/256-257]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وما أكل السبع} أي ما افترسه فأكل بعضه وقرأ الحسن (السبع) وهو مسكن استثقالا للضمة). [معاني القرآن: 2/257]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {إلا ما ذكيتم} والتذكية أن تشخب الأوداج دما ويضطرب اضطراب المذبوح وأصل التذكية في اللغة التمام وقال زهير:
يفضله إذا اجتهدا عليه=تمام السن منه والذكاء
ومنه لفلان ذكاء أي هو تام الفهم وذكيت النار أي أتممت إيقادها وذكيت الذبيحة أتممت ذبحها على ما يجب). [معاني القرآن: 2/257-258]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وما ذبح على النصب} وقرأ طلحة على النصب قال مجاهد هي حجارة كانت حوالي مكة يذبحون عليها وربما استبدلوا منها ويجوز أن يكون جمع نصاب). [معاني القرآن: 2/258]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وأن تستقسموا بالأزلام}
قال قتادة: كان أحدهم إذا أراد أن يخرج كتب على قدح يعني السهم تأمرني بالخروج وعلى الآخر لا تأمرني بالخروج وجعل بينهما سهما منيحا لم يكتب عليه شيئا فيجيلها فإن خرج الذي عليه تأمرني بالخروج خرج وإن خرج الذي عليه لا تأمرني بالخروج لم يخرج وإن خرج المنيح رجع فأجالها، وإنما قيل لهذا الفعل: استقسام لأنهم كانوا يستقسمون به الرزق وما يريدون كما يقال: الاستسقاء في الاستدعاء للسقي، ونظير هذا الذي حرمه الله قول المنجم: لا تخرج من أجل نجم كذا أو اخرج من أجل نجم كذا وقال جل وعز: {وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت}
قال أبو جعفر: وذكر محمد بن جرير أن ابن وكيع حدثهم عن أبيه عن شريك عن أبي حصين عن سعيد بن جبير أن الأزلام حصى بيض كانوا يضربون بها.
قال محمد بن جرير: قال لنا سفيان بن وكيع: هي الشطرنج). [معاني القرآن: 2/258-260]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {ذلكم فسق} والفسق الخروج أي الخروج من الحلال إلى الحرام وقوله جل وعز: {اليوم يئس الذين كفروا من دينكم}
قال ابن عباس: يئس الذين كفروا من دينكم المعنى يئس الذين كفروا أن تعود الجاهلية.
وقال ورقاء: المعنى لأن يئس الذين كفروا من دينكم وهذا معروف عند أهل اللغة كما تقول أنا اليوم قد كبرت عن هذا). [معاني القرآن: 2/260]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {اليوم أكملت لكم دينكم}
روي أن أناسا من اليهود قالوا: لو نزلت هذه الآية علينا لاتخذنا ذلك اليوم عيدا، فقال عمر رضي لله عنه: نزلت في يوم جمعة يوم عرفة.
وروي عن على رضي الله عنه أنه قال: نزلت يوم عرفة أو عشية عرفة.
وفي معنى الآية قولان:
أحدهما الآن أكملت لكم دينكم بأن أهلكت عدوكم وأظهرت دينكم على الدين كله، كما تقول: قد تم لنا ما نريد إذا كفيت عدوك.
ويجوز أن يكون المعنى اليوم أكملت لكم دينكم فوق ما تحتاجون إليه من الحلال والحرام في أمر دينكم
وروى إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة أنه قال في المائدة: ثماني عشرة فريضة ليست في غيرها تحريم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع وما ذبح على النصب والاستقسام بالأزلام وتحليل طعام الذين أوتوا الكتاب والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب والجوارح مكلبين وتمام الطهور إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وقوله تعالى: {والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما} وقوله تعالى: {ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام}.
ويروى أنها آخر سورة أنزلت). [معاني القرآن: 2/261-262]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فمن اضطر في مخمصة} المخمصة ضمور البطن من الجوع). [معاني القرآن: 2/262]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {غير متجانف لإثم}
قال قتادة: الإثم ههنا أن تأكل منها فوق الشبع). [معاني القرآن: 2/263]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {فإن الله غفور رحيم} أي رحمكم فأباح لكم هذه الأشياء عند الضرورة). [معاني القرآن: 2/263]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَالْمُنْخَنِقَةُ} التي تنخنق بحبل.
{وَالْمَوْقُوذَةُ} التي تضرب بعود أو حجر حتى تشرف على الموت.
{وَالْمُتَرَدِّيَةُ} الواقعة من جبل أو حائط أو في بئر.
{وَالنَّطِيحَةُ} التي تنطحها شاة أخرى، وهي (فعلية) بمعنى (مفعولة) ويجوز أن تكون هي الناطحة، نطحت غيرها فماتت، فتكون النطيحة بمعنى الناطحة.
{وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ} أي افترسه فأكل بعضه، فكل هذا حرام إذا مات حتف أنفه، وكذلك هو حرام عند أهل المدينة، وإن أُدرك حياً بحياة لا يُرجى دوامها، ثم قال تعالى: {إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ} أي أدركتم ذكاته من هذا، وفيه روح، ويرجى حياته لو ترك، هذا مذهب مالك رحمه الله- فكلوه.
{وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ} هو ما ذبح عند صنم أو حجر كانوا يذبحون عنده، (والأزلام) القداح، و(الاستقسام) بها (أن يٌضرب) ثم يعمل بها يخرج فيها من أمر أو نهي.
(والمخمصة) المجاعة.
{غَيْرَ مُتَجَانِفٍ} أي منحرف مائل). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 67-68]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ}: لم يذكر عليه اسم الله
3- {الْمُنْخَنِقَةُ}: التي تخنق فتموت
3- {الْمَوْقُوذَةُ}: التي تضرب حتى الموت
3- {الْمُتَرَدِّيَةُ}: التي تسقط من موضع عالٍ فتموت
3- {النَّطِيحَةُ}: التي تنطح فتموت
3- {ذَكَّيْتُمْ}: ذبحتم
3- {النُّصُبِ}: الأصنام
3- {تَسْتَقْسِمُواْ}: تفعلون ما يخرجه السهم
3- {الأَزْلاَمِ}: القداح
3- {مَخْمَصَة}: مجاعة
3- {غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ}: غير مائل إلى معصية). [العمدة في غريب القرآن: 118-120]


رد مع اقتباس