عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 14 محرم 1439هـ/4-10-2017م, 11:36 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

المراد بالعرضة الأخيرة

قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (المراد بالعرضة الأخيرة
الذي يظهر من تأمّل الآثار الواردة في هذا الباب أن لفظ "العرضة الأخيرة" يطلق على معنيين:

أحدهما: ما عرضه جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم في آخر رمضان شهده النبي صلى الله عليه وسلم.
وهذه العرضة قد نزل بعدها باتّفاق آيات من القرآن؛ كما ثبت في الصحيحين من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنّ قول الله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا..} نزل يوم عرفة من حجة الوداع، ولم يعش النبي صلى الله عليه وسلم بعدها إلا نحو ثلاثة أشهر.

والمعنى الثاني: ما عرضه الصحابة على النبي صلى الله عليه وسلم آخر الأمر، فيدخل في ذلك ما نزل بعد رمضان من السنة العاشرة؛ فيكون بهذا الاعتبار كلّ من عرض القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم بعد رمضان من السنة العاشرة للهجرة، فيكون لكلّ قارئ منهم عرضة أخيرة له عرضها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقع التفاضل في وصف الآخرية باعتبار تعدد العرض، وقد مكث النبي صلى الله عليه وسلم نحو ستة أشهر كانت مدة كافية لأن يعرض عليه قراء أصحابه قراءاتهم مع ما عرف من شدة عنايتهم بالقرآن وحرصهم على مدارسته.

وهذا المعنى يدلّ عليه مفهوم قول ابن مسعود رضي الله عنه: (وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعارَض بالقرآن في كلّ رمضان، وإني عَرضْتُ في العام الذي قبض فيه مرتين، فأنبأني أني محسن). رواه الإمام أحمد وسيأتي بطوله إن شاء الله.
مع قوله: «لو أعلم أنَّ أحدا تبلغنيه الإبل أحدث عهدا بالعرضة الأخيرة مني لأتيته، أو لتكلفت أن آتيه».
وهذا شبه الصريح بأنه لا يعلم أحداً أحدث عرضاً للقرآن منه، إذ لو كان المراد هنا بالعرضة الأخيرة ما كان في رمضان لم يكن للمفاضلة معنى.
ويدلّ على هذا المعنى أيضاً قول ابن سيرين: (إنما كانوا يؤخرونها لينظروا أحدثهم عهدا بالعرضة الآخرة فيكتبونها على قوله)). [جمع القرآن:62 - 63]


رد مع اقتباس