عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 24 ذو القعدة 1431هـ/31-10-2010م, 12:22 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 11 إلى آخر السورة]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12) يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (15) قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (16) يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (17) إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) }



تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: { لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ...}.
نزلت في أن ثابت بن قيس الأنصاري كان ثقيل السمع، فكان يدنو من النبي صلى الله عليه ليسمع حديثه، فجاء بعد ما قضى ركعة من الفجر، وقد أخذ الناس أماكنهم من رسول الله فجعل يتخطى ويقول: تفسحوا حتى انتهى إلى رجل دون النبي صلى الله عليه، فقال: تفسح، فقال له الرجل: قد أصبت مكانا فاقعد، فلما أسفر قال: من الرجل؟ قال: فلان بن فلان، قال: أنت ابن هنةٍ لأمٍّ له، قد كان يعير بها؛ فشق على الرجل، فأنزل الله عز وجل: {لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ} وهي في قراءة عبد الله فيما أعلم: عسوا أن يكونوا خيراً منهم، ولا نساء من نساء عسين أن يكنّ خيراً منهن.
ونزل أيضاً في هذه القصة: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا...}. والشعوب أكبر من القبائل، والقبائل أكبر من الأفخاذ {لِتَعَارَفُوا}: ليعرف بعضكم بعضا في النسب {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ} مكسورة لم يقع عليها التعارف، وهي قراءة عبد الله: لتعارفوا بينكم، وخيركم عند الله أتقاكم؛ فقال ثابت: والله لا أفاخر رجلاً في حسبه أبداً.
وقوله: {وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ...}.
لا يعب بعضكم بعضاً، ولا تنابزوا بالألقاب: كان الرجل يقول للرجل من اليهود وقد أسلم: يا يهودي! فنهوا عن ذلك؛ وقال فيه: {بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ} ومن فتح: أن أكرمكم فكأنه قال: لتعارفوا أن الكريم المتقي، ولو كان كذلك لكانت: لتعرفوا أن أكرمكم، وجاز لتعارفوا ليعرّف بعضكم بعضا أن أكرمكم عند الله أتقاكم). [معاني القرآن: 3/72-73]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" {لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ} " جزم لأنه نهيٌ.
" {وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ} " أي لا تعيبوا أنفسكم، و " يلمزك في الصّدقات " يعيبك " بالألقاب " والأنباز واحد). [مجاز القرآن: 2/220]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {الألقاب}: والأنباز واحد). [غريب القرآن وتفسيره: 343]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ} أي لا تعيبوا إخوانكم من المسلمين.
{وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} أي لا تتداعوا بها و«الألقاب» و«الأنبار» واحد.
ومنه قيل في الحديث: «قوم نبزهم الرافضة»، أي لقبهم. وقوم - من أصحاب الحديث - يغيرون اللفظ). [تفسير غريب القرآن: 416]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والعرب تقول: (أخي وأخوك أيُّنا أبطش؟) يريدون: أنا وأنت نصطرع فننظر أيَّنا أشدُّ؟ فيكنى عن نفسه بأخيه، لأن أخاه كنفسه.
وقال العبديُّ:

أخي وأخوك ببطن النُّسَيرِ = ليس به من مَعَدٍّ عَرِيب
ويكنى عن أخيه بنفسه.
قال الله تعالى: {وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ} [الحجرات: 11]، أي لا تعيبوا إخوانكم من المسلمين، لأنهم كأنفسكم). [تأويل مشكل القرآن: 150-151]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [الروم: 28].
هذا مثل ضربه الله لمن جعل له شركاء من خلقه، فقال قبل المثل: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} [الروم: 27] يريد: إعادته على المخلوق أهون من ابتدائه، لأنه ابتدأه في الرحم نطفة، وعلقة، ومضغة، وإعادته تكون بأن يقول له:
{كن فيكون} [الأنعام: 73] فذلك أهون على المخلوق من النشأة الأولى. كذلك قال ابن عباس في رواية أبي صالح.
وإن جعلته لله، جعلت أهون بمعنى: وهو هيّن عليه، أي سهل عليه.
{وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى} [الروم: 27] يعني: شهادة أن لا إله إلا الله.
ثم ضرب المثل فقال: {ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ} وذلك أقرب عليكم هل لكم من شركاء من عبيدكم الذين تملكون {فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ} وعبيدكم {سَوَاءٌ} يأمرون فيه كأمركم، ويحكمون كحكمكم، وأنتم {تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ} أي كما يخاف الرجل الحرّ شريكه الحرّ في المال يكون بينهما، فلا يأمر فيه بشيء دون أمره، ولا يمضي فيه عطيّة بغير إذنه.
[تأويل مشكل القرآن: 382]
وهو مثل قوله: {وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ} [الحجرات: 11] أي لا تعيبوا إخوانكم من المسلمين). [تأويل مشكل القرآن: 383] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11)}
عسى أن يكون المسخور منه خيرا من الساخرين، وكذلك عسى أن يكون النساء المسخور منهن خيرا من النساء الساخرات، فنهى اللّه - عزّ وجلّ - أن يسخر المؤمنون من المؤمنين، والمؤمنات من المؤمنات.
{وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُم}.
واللمز والهمز العيب والعض من الإنسان. فأعلم اللّه أن عيب بعضهم بعضا لازم لهم، يلزم العائب عيب المعيب.
{وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} والنبز واللقب في معنى واحد، لا يقول المسلم لمن كان يهوديا أو نصرانيا فأسلم لقبا يعيره فيه بأنه كان نصرانيا أو يهوديا.
{بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ}، أي بئس الاسم أن يقول له: يا يهودي ويا نصراني وقد آمن، ويحتمل أن يكون في كل لقب يكرهه الإنسان، لأنه إنما يجب أن يخاطب المؤمن أخاه بأحب الأسماء إليه). [معاني القرآن: 5/36]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ}: أي لا تعيبوا أخوانكم من المسلمين كما قال الله: {ولا تقتلوا أنفسكم} [النساء: 29].
11- {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ}: أي لا تداعوا والأنباز: الألقاب ومنه تقول: نبزهم الرافضة أي لقبهم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 235]

تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وَلَا تَجَسَّسُوا...}.
القراء مجتمعون على الجيم؛ نزلت خاصة في سلمان، وكانوا نالوا منه.
وقوله: {فَكَرِهْتُمُوهُ...}.
قال لهم النبي صلى الله عليه: أكان أحدكم آكلاً لحم أخيه بعد موته؟ قالوا: لا! قال: فإن الغيبة أكل لحمه، وهو أن تقول ما فيه، وإذا قلت ما ليس فيه فهو البهت ليست بغيبة فكرهتموه أي فقد كرهتموه، فلا تفعلوه.
ومن قرأ: فكرّهتموه يقول: قد بغّض إليكم والمعنى والله أعلم ـ واحد، وهو بمنزلة قولك: مات الرجل وأميت). [معاني القرآن: 3/73]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" {وَلَا تَجَسَّسُوا} " وتجسسوا سواء والتجسس التبحث يقال رجل جاسوس وقال رؤبة:
لا تمكن الخنّاعة الناموسا... وتحصب اللعّابة الجاسوسا
حصب الغوات العومج المنسوسا
الجاسوس والناموس واحد العومج: الحية والمنسوس المسيل وإنما سميت عومجاً لأنها تعمج أي تجيء على غير قصد ويقال:: تعمج السيل قال العجاج:
تدافع السّيل إذا تعمّجا). [مجاز القرآن: 2/220]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: ({يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12)}
أمر اللّه عزّ وجل باجتناب كثير من الظن، وهو أن تظن بأهل الخير سوءا إذا كنا نعلم أن الذي ظهر منه خير، فأمّا أهل السوء والفسق فلنا أن نظن بهم مثل الذي ظهر منهم.
وقوله: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا}، والغيبة أن يذكر الإنسان من خلفه بسوء وإن كان فيه السوء وأما ذكره بما ليس فيه فذلك البهت والبهتان – كذلك جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وقوله عزّ وجلّ -: { أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا}.
ويجوز {مَيْتًا} وتأويله أن ذكرك بسوء من لم يحضر لك بمنزلة أكل لحمه وهو ميّت لا يحسّ هو بذلك، وكذلك تقول للمغتاب فلان يأكل لحوم الناس.
وقوله عزّ وجلّ: {فَكَرِهْتُمُوهُ}.
ويقرأ " {فكرّهتموه} " - فتأويله كما تكرهون أكل لحمه ميتا كذلك تجنبوا ذكره بالسوء غائبا). [معاني القرآن: 5/36-37]

تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) )
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( " {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ} " يقال: من أي شعب أنت ؟ فيقول من مضر بن ربيعة، والقبائل دون ذلك قال ابن أحمر:
من شعب همدان أو سعد العشيرة أو... خولان أو مذحجٍ هاجوا له طرباً
وقال الكميت بن زيد الأسدي:
جمعت نزاراً وهي شتّى شعوبها... كما جمعت كفٌّ إليها الأباخسا.
" {لِتَعَارَفُوا }" من الآية الأولى ثم ابتدأت " إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم " ولو عملت لقلت أن أكرمكم عند الله). [مجاز القرآن: 2/221]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}
وقال: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ} فكسر لأنه ابتداء ولم يحمله على {لِتَعَارَفُوا} ). [معاني القرآن: 4/20]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {الشعوب}: واحدهم شعب يقال: من أي شعب أنت
[غريب القرآن وتفسيره: 343]
فيقول من مضر، والشعب في الجبل والوادي). [غريب القرآن وتفسيره: 344]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( و{الشعوب} اكبر من القبائل، مثل «مضر» و«ربيعة»). [تفسير غريب القرآن: 416]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الكريم: الشريف الفاضل، قال الله تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13] أي: أفضلكم). [تأويل مشكل القرآن: 494]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: ({يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)}
خلقناكم من آدم وحواء، وكلكم بنو أب واحد وأمّ واحدة إليهما ترجعون.
{ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا}.
والشعب أعظم من القبيلة.
أي لم يجعلكم شعوبا وقبائل لتفاخروا وإنما جعلناكم كذلك لتتعارفوا، ثم أعلمهم اللّه - عزّ وجلّ - أن أرفعهم عنده منزلة
أتقاهم فقال: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}
ولو قرئت " {أنّ أكرمكم عند اللّه أتقاكم} "
جاز ذلك على معنى وجعلناكم شعوبا ليعرف بعضكم بعضا أنّ أكرمكم عند اللّه أتقاكم). [معاني القرآن: 5/37-38]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الشُعُوب}: القبائل واحدها شعب). [العمدة في غريب القرآن: 278]

تفسير قوله تعالى: (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا...}.
فهذه نزلت في أعاريب بني أسد؛ قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم المدينة بعيالاتهم طمعا في الصدقة، فجعلوا يروحون ويغدون، ويقولون: أعطنا فإنا أتيناك بالعيال والأثقال، وجاءتك العرب على ظهور رواحلها؛ فأنزل الله جل وعز {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا...}؛ (وأن) في موضع نصب لأنها في قراءة عبد الله: يمنون عليك إسلامهم، ولو جعلت: يمنّون عليك لأن أسلموا، فإذا ألقيت اللام كان نصباً مخالفا للنصب الأول). [معاني القرآن: 3/73]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لَا يَلِتْكُمْ...}.
لا ينقصكم، ولا يظلمكم من أعمالكم شيئاً، وهي من لات يليت، والقراء مجمعون عليها، وقد قرأ بعضهم: لا يألتكم، ولست أشتهيها؛ لأنها بغير ألف كتبت في المصاحف، وليس هذا بموضع يجوز فيه سقوط الهمز؛ ألا ترى قوله: {يأتون}، و{يأمرون}، و{يأكلون} لم تلق الألف في شيء منه لأنها ساكنة، وإنما تلقى الهمزة إذا سكن ما قبلها، فإذا سكنت هي تعني الهمزة ثبتت فلم تسقط، وإنما اجترأ على قراءتها "يألتكم" أنه وجد {وما ألتناهم من عملهم من شيءٍ} في موضع، فأخذ ذا من ذلك؛ فالقرآن يأتي باللغتين المختلفتين؛ ألا ترى قوله: {تملى عليه}. وهو في موضع آخر: {فليكتب وليملل}. ولم تحمل إحداهما على الأخرى فتتفقا ولات يليت، وألت يألت لغتان ). [معاني القرآن: 3/74]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( " {لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا} " أي لا ينقصكم لا يحبس وهو من ألت يألت وقوم يقولون: لات يليت وقال رؤبة:
وليلةٍ ذات ندى سريت... ولم يلتني عن سارها ليت
وبعضهم يقول: ألاتني حقي وألاتني عن وجهي وعن حاجتي أي صرفني عنها قال الحطيئة:
أبلغ سراة بني كعبٍ مغلغلةً... جهد الرسالة لا ألتاً ولا كذبا). [مجاز القرآن: 2/221]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({لا يألتكم} و{لا يلتكم}: بمعنى واحد. من قرأ يلتكم فهي لات يليت. أي ينقصكم أعمالكم. ومن قرأ {يألتكم} فهي أكثر من يلت). [غريب القرآن وتفسيره: 344]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {قُولُوا أَسْلَمْنَا}، أي استسلمنا من خوف السيف، وأنقذنا.
{ لَا يَلِتْكُمْ } أي لا ينقصكم وهو من «لات يليت [ويلوت]».
ومنها لغة أخرى: «ألت يألت [التا]».
وقد جاءت اللغتان جميعا في القرآن، قال: {وما ألتناهم من عملهم من شيءٍ} [سورة الطور آية: 21].
والقرآن يأتي باللغتين المختلفتين، كقوله [سورة الفرقان آية: 5] و[سورة البقرة آية: 282] في موضع: {تملى عليه}، وفي موضع آخر: {فليملل وليّه بالعدل}). [تفسير غريب القرآن: 416]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه عام يراد به خاص:
كقوله سبحانه حكاية عن النبي، صلّى الله عليه وسلم: {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام: 163]، وحكاية عن موسى: {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} [الأعراف: 143] ولم يرد كل المسلمين والمؤمنين، لأن الأنبياء قبلهما كانوا مؤمنين ومسلمين، وإنما أراد مؤمني زمانه ومسلميه.
وكقوله سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 33]، ولم يصطفهم على محمد صلّى الله عليه وسلم ولا أممهم على أمّته، ألا تراه يقول: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110]، وإنما أراد عالمي أزمنتهم.
وكقوله سبحانه: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا} [الحجرات: 14]، وإنما قاله فريق من الأعراب.
وقوله: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} [الشعراء: 224] ولم يرد كل الشعراء.
[تأويل مشكل القرآن: 281]
ومنه قوله سبحانه: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ} [آل عمران: 173]، وإنما قاله نعيم بن مسعود لأصحاب محمد، صلّى الله عليه وسلم إنّ النّاس قد جمعوا لكم، يعني: أبا سفيان، وعيينة بن حصن، ومالك بن عوف). [تأويل مشكل القرآن: 282] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الإسلام: هو الدخول في السّلم، أي: في الانقياد والمتابعة.
قال تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا} [النساء: 94] أي: انقاد لكم وتابعكم.
والاستسلام مثله. يقال: سلّم فلان لأمرك واستسلم وأسلم. أي دخل في السّلم.
كما تقول: أشتى الرجل: إذا دخل في الشتاء، وأربع: دخل في الربيع، وأقحط: دخل في القحط.
فمن الإسلام متابعة وانقياد باللّسان دون القلب.
ومنه قوله تعالى: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا} [الحجرات: 14] أي: أنقذنا من خوف السيف.
وكذلك قوله: {وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا} [آل عمران: 83]، أي: انقاد له وأقرّ به المؤمن والكافر.
ومن الإسلام: متابعة وانقياد باللسان والقلب، ومنه قوله حكاية عن إبراهيم: {قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [البقرة: 131]. وقوله: {فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ} [آل عمران: 20] أي: انقدت لله بلساني وعقدي.
[تأويل مشكل القرآن: 479]
والوجه زيادة. كما قال: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص: 88]، يريد: إلا هو. وقوله: {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ} [الإنسان: 9]، أي لله. قال زيد بن عمرو بن نفيل في الجاهلية:
أسلمت وجهي لمن أسلمت له المزن تحمل عذبا زلالا
أي: انقادت له المزن). [تأويل مشكل القرآن: 480] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله - عزّ وجلّ - ( {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14)}
وهذا موضع يحتاج الناس إلى تفهمه، وأين ينفصل المؤمن من المسلم. وأين يستويان.
والإسلام إظهار الخضوع والقبول لما أتى به النبي - صلى الله عليه وسلم -، وبذلك يحقن الدّم.
فإن كان مع ذلك الإظهار اعتقاد وتصديق بالقلب فذلك الإيمان الذي من هو صفته فهو مؤمن مسلم، وهو المؤمن باللّه ورسوله غير مرتاب ولا شاكّ.
وهو الذي يرى أن أداء الفرائض واجب عليه، وأن الجهاد بنفسه وماله واجب عليه لا يدخله في ذلك ريب، فهو المؤمن وهو المسلم حقا، كما قال عز وجلّ: ({إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (15)} ). [معاني القرآن: 5/38]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله - عزّ وجلّ - ({وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا}).
{لا يألتكم} ويقرأ {لا يلتكم}،
فمن قرأ {يألتكم} فدليله {وما ألتناهم من عملهم من شيء} ومعناه وما نقصناهم، وكذلك {لا يألتكم} لا ينقصكم.
ومن قرأ {لا يلتكم}فهو من لات يليت، يقال: لاته يليته. وألاته يليته إذا نقصه أيضا، والمعنى فيهما واحد. أعني {يألتكم} و {يلتكم}.
والقراءة {لا يلتكم}أكثر، والأخرى أعني {يألتكم)}جيدة بالغة، ودليلها في القرآن على ما وصفنا). [معاني القرآن: 5/39]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {لا يلتكم}أي: لا ينقصكم، وكذلك: يألتكم). [ياقوتة الصراط: 475]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لَا يَلِتْكُم}: لا ينقصكم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 236]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يَلِتْكُم}: ينقصكم). [العمدة في غريب القرآن: 278]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (15) )
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" {ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا} " لم يشكوا). [مجاز القرآن: 2/221]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( ({إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (15)}.
أي إذا قالوا إنا مؤمنون فهم الصادقون، فأما من أظهر قبول الشريعة واستسلم لدفع المكروه فهو في الظاهر مسلم، وباطنه غير مصدق، فذلك الذي يقول أسلمت لأن الإيمان لا بد من أن يكون صاحبه صديقا، لأنّ قولك آمنت بكذا وكذا معناه صدقت به، فأخرج اللّه هؤلاء من الإيمان فقال: {ولمّا يدخل الإيمان في قلوبكم}).
أي لم تصدقوا إنما أسلمتم تعوذا من القتل، فالمؤمن مبطن من التصديق مثل ما يظهر، والمسلم التام الإسلام وهو مظهر الطاعة مع ذلك مؤمن بها، والمسلم الذي أظهر الإسلام تعوذا غير مؤمن في الحقيقة، إلا أن حكمه في الظاهر حكم المسلمين). [معاني القرآن: 5/38]


تفسير قوله تعالى: (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (17) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أَنْ هَدَاكُمْ...}، وفي قراءة عبد الله: إذ هداكم.
فـ (أن) في موضع نصب لا بوقع الفعل، ولكن بسقوط الصفة). [معاني القرآن: 3/74]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (17)}
قيل إن هذه نزلت في المنافقين. فاعلموا أنكم إن كنتم صادقين فإنكم قد أسلمتم فلله المنّ عليكم لإخراجه إياكم من الضلالة إلى الهدى.
وقد قيل: إنها نزلت في غير المنافقين، في قوم من المسلمين قالوا آمنا وهاجرنا وفعلنا وصنعنا فمنوا على رسول الله بذلك.
والأشبه - واللّه أعلم - أن يكون في قوم من المنافقين). [معاني القرآن: 5/39]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) )


رد مع اقتباس