عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 14 ذو الحجة 1438هـ/5-09-2017م, 12:01 PM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

النوع الثاني: الكتب المؤلفة في مغازي النبي صلى الله عليه وسلم وبعوثه وسراياه
ظهرت العناية بالمغازي مبكراً؛ وكان من التابعين من يُعنى برواية المغازي وتتبعها وحفظها وسردها حتى كان بعضهم يوصف بأنّه كالشاهد لها من براعته في الضبط وحسن السرد والبيان، وكان من أشهرهم عناية بها:

1: أبو إدريس عائذ الله بن عبد الله الخولاني(ت:80هـ)
وكان من أكابر علماء التابعين بالشام وقرائهم، ولي قضاء دمشق بعد فضالة بن عبيد رضي الله عنه، وكان حسن المعرفة بالسير والمغازي.
- قال الوليد بن مسلم: حدثنا خالد بن يزيد بن أبي مالك، عن أبيه قال: كنا نجلس إلى أبي إدريس الخولاني؛ فيحدّثنا في الشيء من العلم لا يقطعه بغيره حتى يقوم أو تقام الصلاة حفظاً لما سمع.
قال: فحدّث يوماً عن بعض مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استوعب الغزاة.
فقال له رجل من ناحية المجلس: أحضرت هذه الغزاة؟
قال: فقال: لا.
فقال الرجل: قد حضرتها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأنت أحفظ لها مني). رواه ابن عساكر.

2: عروة بن الزبير بن العوام الأسدي(ت:93هـ)،
الإمام الثقة الثبت، أحد الفقهاء السبعة بالمدينة، ومن مشاهير رواة السيرة، روى عن خالته عائشة فأكثر وأطاب، وروى عن أمّه أسماء بنت أبي بكرن وعن أبيه الزبير بن العوام وكان رجلاً غزاءً من خاصة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، شهد معه المشاهد كلها. وروى عن أخيه عبد الله بن الزبير، وعن وغيرهم حتى حوى علماً كثيراً، وكان واسع المعرفة بالمغازي والأحكام ويتوقّى التفسير؛ فأكثر ما يُروى عنه في التفسير ما يتعلق بأسباب النزول وأحكام القرآن.
وكانت له كتب فيها فقه فأحرقها ثمّ ندم على إحراقها.
وكان عبد الملك بن مروان في ولايته يُكاتب عروة بن الزبير؛ فيسأله عن بعض أحداث السيرة ومغازي النبي صلى الله عليه وسلم؛ فكان يجيبه كتابة، وقد حفظت بعض تلك الرسائل ودوّنت في كتب التاريخ المسندة.
واشتهرت عن عروة نسخة في المغازي رواها عنه أبو الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل الأسدي المعروف بيتيم عروة لأن أباه أوصى به إليه، وهو من قرابته، كان في المدينة ثم نزل مصر وحدّث بالمغازي من رواية عروة بن الزبير.
- قال أبو عبد الله الذهبي: (نزل أبو الأسود مصر وحدث بها بكتاب " المغازي " لعروة بن الزبير).
ثم اشتهرت هذه النسخة برواية ابن لهيعة عن أبي الأسود، وهي مفقودة، ومروياتها متفرقة في كتب الحديث والتاريخ.
وقد جمعها الدكتور مصطفى الأعظمي من بطون الكتب ورتّبها وأخرجها في كتاب بعنوان "مغازي رسول الله صلي الله عليه وسلم برواية أبي الأسود يتيم عروة"، ونشرها مكتب التربية العربي بالرياض.
وهذه التسمية توهم أنه حقّق نسخة مخطوطة متلقّاة عن أهل العلم.
وليست هذه النسخة هي كلّ ما يروى عن عروة في المغازي، ولا أصحّ ما يروى عنه.
وجمع الدكتور عادل بن عبد الغفور الدمنهوري "مرويات عروة بن الزبير في السير والمغازي" في رسالة علمية، عام 1414هـ.

3: عامر بن شراحيل الشعبي (ت:104هـ)، الإمام الحافظ الثقة.
وكان من علماء التابعين بالكوفة، تولى القضاء بالكوفة مدة، وكان واسع المعرفة، متين الحفظ، حاضر الحجة، سريع البديهة، حسن الجواب في المسائل، وكان من أحفظ التابعين لإجماع الصحابة واختلافهم وأخبارهم، عالماً بالسير والمغازي حسن السرد لها، وكانت له حلقة بالكوفة والصحابة يومئذ كثير.
- قال ابن حبان: (روى عن خمسين ومائة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم).
- وقال مالك بن مغول، عن نافع، قال: سمع ابنُ عمر الشعبيَّ وهو يحدّث بالمغازي، فقال: (لكأنَّ هذا الفتى شهد معنا). رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد، وابن عساكر في تاريخ دمشق.

وللشعبي مرويات في المغازي مبثوثة في كتب الحديث، وأخطأ من زعم أنّ له كتاباً في المغازي.
- قال ابن شبرمة: سمعت الشعبي يقول: (ما كتبت سوداء في بيضاء إلى يومي هذا، ولا حدثني رجل بحديث قط إلا حفظته ولا أحببت أن يعيده علي). رواه الخطيب البغدادي.

4: عكرمة البربري مولى ابن عباس(ت:104هـ)
كان عالماً حافظاً فَهِماً، أخذ عن ابن عباس علماً غزيراً، وكان حسن السَّرد للأخبار.
- قال عمرو بن دينار: «كنت إذا سمعت من عكرمة يحدث عن المغازي، كأنه مشرف عليهم ينظر كيف كانوا يصنعون ويقتتلون» رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة وأبو نعيم في الحلية واللفظ له.

5: محمد بن كعب القرظي(ت:108هـ)
كان عالماً بالتفسير والمغازي، كثير التفكر، بليغ التدبر، قويّ الحجة، حسن الموعظة والبيان، تروى عنه عجائب في أوجه التفسير والاستنباط واستخراج الحجج من القرآن.
روى عن كعب بن عجرة، وأبي هريرة، وابن عباس، وزيد بن أرقم، ومعاوية بن أبي سفيان، وفضالة بن عبيد، وابن عمر، وأبي سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله، وغيرهم.

6: محمد بن جعفر بن الزبير بن العوام الأسدي(ت:115هـ تقريباً)
كان فقيها عالماً بالتفسير والسير والمغازي، يروي عن عمّه عروة بن الزبير، وعن ابن عمه عباد بن عبد الله بن الزبير، وعن غيرهم، روى عنه ابن إسحاق وابن جريج وغيرهما، وقد أخرج له الجماعة.
ومات شاباً، ولذلك لم تكثر الرواية عنه.

7: عاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان الأوسي الأنصاري(ت:120هـ)
جدّه قتادة بن النعمان من فضلاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذي أصيبت عينه يوم بدر، فسالت حدقته على وجنته، فأرادوا أن يقطعوها، فقالوا: لا، حتى نستأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأمروه، فقال: «لا» ثم دعا به فوضع راحته على حدقته، ثم غمزها؛ فكان لا يدرى أي عينيه أصيبت، والقصة في مسند أبي يعلى وفي مصنف بن أبي شيبة وغيرهما.
وقد عاصم بن عمر ثقة عالماً بالسير والمغازي، وفد على عمر بن عبد العزيز في خلافته؛ فأمره أن يجلس في مسجد دمشق فيحدّث الناس بمغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومناقب أصحابه؛ ففعل ثمّ رجع إلى المدينة.
ومرويات عاصم بن عمر كثيرة متفرّقة في كتب الحديث والتاريخ، وقد أكثر ابن إسحاق من الرواية عنه.
اختلف في سنة وفاته ورجّح الذهبي أنها في سنة عشرين ومئة.

8: محمد بن مسلم بن شهاب الزهري(ت:124هـ)الحافظ الإمام الثقة
الإمام الحافظ الثقة، أحد أوعية العلم الكبار، وممن تدور عليهم الأسانيد، حفظ على الأمة حديثاً كثيراً، وكان من أحفظ الناس للسير والمغازي، حسن التمييز والسرد للمرويات.
وله ذكر في كثير من مرويات السيرة والمغازي، وكان حافظاً لا يكتب الحديث، ولا يطلب الإعادة، ولما أمره عمر بن عبد العزيز بجمع السنة وتدوينها أملى حديثاً كثيراً على الناس، وأجاز بصحف كثيرة، وتفرّقت مروياته في كتب المحدثين.

وقد حاول بعض المعاصرين جمع مرويات الزهري في المغازي فكان من تلك الأعمال:
أ: مغازي الزهري، استخراج الدكتور: سهيل زكار، استخرج فيها مرويات الزهري في المغازي في مصنف عبد الرزاق، وعامّتها من طريق معمر عن الزهري.
ب: مرويات الإمام الزهري في المغازي، جمع الدكتور: محمد بن محمد العواجي، رسالة علمية، الجامعة الإسلامية، المدينة النبوية، 1425هـ.
ج: مغازي الزهري، جمع: عبد البر عباس، دار الفكر.

9: موسى بن عقبة بن أبي عياش المدني(ت:141هـ) مولى آل الزبير بن العوام.
وهو من طبقة صغار التابعين، سمع أمّ خالد بن خالد بن سعيد بن العاص الأموية رضي الله عنها وهي امرأة الزبير بن العوام، ولم يسمع من غيرها من الصحابة رضي الله عنهم.
وطلب العلم وهو كهل فتثبّت فيه حتى عُدّ من أهل الفقه والإفتاء، وكان رجلاً صالحاً عُني بالسيرة والمغازي، وكتب فيها جزءا صغيراً من أصحّ ما كتب في المغازي.
- قال الإمام مالك بن أنس: (عليكم بمغازي موسى بن عقبة فإنه ثقة).
وكان كتابه متداولاً عند أهل العلم ثم فقد مدة طويلة من الزمن، وقد انتخب ابنُ قاضي شهبة(ت:851هـ) أحاديث مختارة منها، وأخرجها في كتابٍ طبع بتحقيق: مشهور بن حسن آل سلمان، وسيأتي ذكره إن شاء الله.
ثم طبعت مغازي موسى بن عقبة مؤخراً بتحقيق د.محمد الطبراني، ولله الحمد.
ومرويات موسى بن عقبة في السيرة كثيرة مبثوثة في كتب الحديث والتاريخ أخرج منها البخاري ومسلم فأكثرا، وأخرج منها جماعة من المحدثين.
وقال البيهقي في دلائل النبوة: (باب سياق قصة بدر عن مغازي موسى بن عقبة؛ فإنها فيما قال أهل العلم أصح المغازي).
وللدكتور محمد باقشيش كتاب بعنوان "المغازي لموسى بن عقبة"، جمع فيه مرويات موسى بن عقبة في المغازي ودرسها وخرّجها، وأصل بحثه رسالة علمية في جامعة ابن زهر بالمغرب.

10: محمد بن إسحاق بن يسار المدني(ت:151هـ)
وهو من طبقة صغار التابعين، أدرك أنس بن مالك، وكان حافظاً واسع الرواية، عني بالسيرة عناية بالغة وتتبع أخبارها من أفواه الرواة ومن الصحف والنسخ التي حصَّلها، وكتب كتابه "المبتدأ والمبعث والمغازي" المعروف بسيرة ابن إسحاق، وكثرة الرواة عنه جداً، وقد تقدّم الحديث عنهم.

فهؤلاء من أشهر من رويت عنهم المغازي من التابعين ومروياتهم كثيرة مبثوثة في دواوين السنة وكتب التاريخ والسير.

ومن الكتب المطبوعة في المغازي:
1: مغازي عروة بن الزبير(ت: 93هـ)، نشر: نبيهة عبود، البرديات العربية، شيكاغو، 1378هـ.
ولم أقف عليه، لكن ذُكر أنه جزء من الكتاب، فينظر هل هو مستخرج أو مجموع، وقد حققت نبيهة عبود جزءا من سيرة ابن إسحاق.
2: مغازي وهب بن منبّه الصنعاني(ت:114هـ)، نشر: نبيهة عبود، هايدلبرج، ألمانيا، ولا يصحّ عنه لأنّه من رواية ابن بنته عبد المنعم بن إدريس بن سنان، وهو أحد المتّهمين بالكذب.
قال أحمد بن حنبل: (عبد المنعم بن إدريس يكذب على وهب بن منبه).
3: مغازي معمر بن راشد الأزدي(ت:153هـ)، نشر: نبيهة عبود، 1378هـ.
4: مغازي الواقدي، محمد بن عمر الواقدي (ت:207هـ)، تحقيق: صباح مصطفى أحمد الحشاش، القاهرة، 1424هـ.
- طبعة أخرى: تحقيق: مارسدن جونس، عالم الكتب، بيروت.
5: المغازي، لأبي بكر عبد الله بن محمد ابن أبي شيبة الكوفي (ت: 235هـ)، تحقيق: د.عبد العزيز بن إبراهيم العمري، دار إشبيليا.
6: المغازي، لأبي مروان عبد الملك بن حبيب السلمي الأندلسي(ت:238هـ)، عناية: خورخي أجوادي، مدريد، 1411هـ.
7: أحاديث منتخبة من مغازي موسى بن عقبة، تقي الدين أبو بكر بن أحمد بن محمد بن عمر الأسدي المعروف بابن قاضي شهبة (ت:851هـ)، تحقيق: مشهور بن حسن آل سلمان، مؤسسة الريان.
8: المبعث والمغازي، لقوام السنة أبي القاسم إسماعيل بن محمد التيمي القرشي(ت:535هـ)، تحقيق: محمد بن خليفة الرباح، دار ابن حزم، بيروت.
وقد حقق الكتاب في رسائل علمية في الجامعة الإسلامية.
9: الاكتفاء في مغازي رسول الله والثلاثة الخلفاء، لأبي الربيع سليمان بن موسى الكلاعي الأندلسي (ت634هـ)

ومن الكتب المفقودة في المغازي:
1: مغازي عبد الله بن أبي بكر بن محمد ابن حزم(ت: 135هـ).
2: مغازي أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن المدني(ت:170هـ)، نقل منها ابن أبي خيثمة وابن جرير.
3: مغازي سلمة بن الفضل الأبرش(ت: 191هـ )
قال يحيى بن معين: (ثقة كتبنا عنه كان كيّسا، مغازيه أتم، ليس فِي الكتب أتم من كتابه).
وقال أبو حاتم: (يكتب حديثه ولا يحتجّ به).
4: مغازي عبد الله بن وهب المصري(ت:197هـ). نقل منها القاضي عياض.
5: مغازي بكر بن سليمان البصري، من أصحاب ابن إسحاق.
6: مغازي أبي راشد المثنى بن زرعة، من أصحاب ابن إسحاق.
7: مغازي وهب بن جرير بن حازم الأزدي(ت:206هـ)، رواها عن أبيه عن ابن إسحاق.
8: مغازي يوسف بن البهلول التميمي(ت:218هـ)، رواها عن عبد الله بن إدريس عن محمد بن إسحاق
9: مغازي أبي الحسن المدائني(ت:225هـ)، رواها عن علي بن مجاهد الكابلي عن ابن إسحاق، وعلي بن مجاهد متروك الحديث.
10: مغازي أبي جعفر أحمد بن محمد بن أيوب البغدادي الوراق(ت: 228هـ )، رواها عن إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق.
11: مغازي أبي عبد الله محمد بن عائذ القرشي(ت:232هـ) ، كان متولّي ديوان الخراج زمن المأمون، وثّقه يحيى بن معين وصالح جزرة، وكان من أهل الفتوى في زمانه.
قال الذهبي: (جمع كتاب "المغازي" سمعت معظمه، وكتاب "الفتوح والصوائف").
12: مغازي أبي جعفر عبد الله بن محمد النفيلي(ت: 234هـ )، وهو ثقة جليل القدر، رواها عن محمد بن سلمة الحراني عن ابن إسحاق.
قال الدارقطني في أبي جعفر: (ثقة مأمون محتج به).
وقال أحمد بن حنبل: (أبو جعفر النفيلي أهل أن يقتدى به).
13: مغازي محمد بن حميد الرازي (ت: 248هـ) رواها من طرق عن ابن إسحاق، وهو شيخ ابن جرير الطبري، وقد أخرج عنه في تفسيره وتاريخه مرويات كثيرة
قال الذهبي: (وهو مع إمامته منكر الحديث، صاحب عجائب).
قال أبو أحمد العسال: سمعت فضلك يقول: "دخلت على ابن حميد، وهو يركب الأسانيد على المتون".
قال الذهبي: (آفته هذا الفعل، وإلا فما أعتقد فيه أنه يضع متنا، وهذا معنى قولهم: فلان سرق الحديث).
14: مغازي سعيد بن يحيى الأموي(ت:249هـ)، رواها عن أبيه عن ابن إسحاق.
15: مغازي عبيد الله بن سعد الزهري(ت:260هـ) رواها عن عمّه يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن ابن إسحاق.

ومما أفرد في بعض المغازي:
1: شرح الصدر بغزوة بدر، عبد الله الشبراوي (ت: 1148هـ)، المطبعة المحمودية، القاهرة، مصر، 1315هـ.


التوقيع :

رد مع اقتباس