عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 12 جمادى الآخرة 1434هـ/22-04-2013م, 09:06 PM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 1,049
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {ولا تقولنّ لشيءٍ إنّي فاعلٌ ذلك غداً...}
{إلاّ أن يشاء اللّه...}
إلاّ أن تقول: إن شاء الله (ويكون مع القول: ولا تقولنّه إلا أن يشاء الله) أي إلاّ ما يريد الله). [معاني القرآن: 2/138]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {رجماً بالغيب} والرجم ما لم تستيقنه، وقال: ظن مرجّم لا يدري أحق هو أم باطل؛ قال زهير:
وما الحرب إلاّ ما رأيتم وذقتم.......وما هو عنها بالحديث المرجّم).
[مجاز القرآن: 1/398]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (ولا تقولنّ لشيء إنّي فاعل ذلك غدا * إلّا أن يشاء اللّه).
موضع (أن) نصب، المعنى: لا تقولن إني أفعل أبدا إلا بمشيئة اللّه، فإذا قال القائل: إني أفعل ذلك إن شاء اللّه فكأنّه قال: لا أفعل إلا بمشيئة اللّه). [معاني القرآن: 3/278]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله}
روى أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن فتية مضوا في الزمن الأول، وعن رجل طواف وعن الروح؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((غدا أخبركم عن ذلك))، ولم يستثن؛ فمكث عنه جبريل بضع عشرة ليلة، ثم جاءه بسورة الكهف، ونزل في قوله: ((أخبركم به غدا)): {ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله}). [معاني القرآن: 4/225-224]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا (24)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولا تقولنّ لشيءٍ إنّي فاعلٌ ذلك غدًا * إلا أن يشاء اللّه}، يقول: إلا أن تستثني.
قال يحيى: بلغنا أنّ اليهود لمّا سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن أصحاب الكهف قال لهم رسول اللّه: ((أخبركم عنهم غدًا))، فلم يستثن، فأنزل اللّه هذه الآية.
قال: {واذكر ربّك إذا نسيت} إذا نسيت الاستثناء.
{وقل عسى أن يهدين ربّي لأقرب من هذا رشدًا} ومتى ما ذكر الّذي حلف فليقل: إن شاء اللّه؛ لأنّ اللّه أمره أن يقول: إن شاء اللّه.
ومن حلف على يمينٍ فاستثنى قبل أن يتكلّم بين اليمين وبين الاستثناء بشيءٍ فله ثنياه، ولا كفّارة عليه، وإن كان استثنى بعد ما تكلّم بعد اليمين قبل الاستثناء، متى ما استثنى فالكفّارة لازمةٌ له، ويسقط عنه المأثم حيث استثنى؛ لأنّه كان ركب ما نهي عنه من تركه ما أمر به من الاستثناء، أي: لا يقول: إنّي أفعل حتّى يقول: إن شاء اللّه، ولا يقول: لا أفعل حتّى يقول:إن شاء اللّه.
عمّارٌ، عن عمرٍو، عن الحسن، قال: (أمر ألا يقول لشيءٍ في الغيب: {إنّي فاعلٌ ذلك غدًا} دون أن يستثني، إلا أن ينسى الاستثناء، وأمر أن يستثني إذا ذكره).
فكان الحسن يقول: ( إذا حلف الرّجل على شيءٍ وهو ذاكرٌ للاستثناء فلم يستثن فلا ثنيا له، وإن حلف على شيءٍ وهو ناسٍ للاستثناء فله ثنياه، ما دام في مجلسه ذلك، تكلّم أو لم يتكلّم ما لم يقم).
- ابن لهيعة، عن بكر بن سوادة أنّ ابن عبّاسٍ قال: (إذا حلف ثمّ قال: إن شاء اللّه فليس عليه كفّارةٌ).
- حمّادٌ، عن أيّوب، عن نافعٍ، عن ابن عمر، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((من حلف ثمّ قال: إن شاء اللّه فهو بالخيار، إن شاء فعل، وإن شاء لم يفعل)).
- حدّثني محلٌّ، عن إبراهيم، قال: ليس الاستثناء بشيءٍ حتّى تجهر به كما تجهر باليمين.
قال يحيى: يعني أنّ استثناءه في قلبه ليس بشيءٍ حتّى يتكلّم به لسانه.
الرّبيع بن صبيحٍ، عن الحسن قال: (من حلف على يمينٍ فرأى غيرها خيرًا منها فليأت الّذي هو خيرٌ، وليكفّر يمينه، الإطلاق أو عتاقٌ) ). [تفسير القرآن العظيم: 1/178-180]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {واذكر رّبّك إذا نسيت} قال ابن عبّاس: إذا حلفت فنسيت أن تستثنى فاستثن متى ما ذكرت ما لم تحنث).
[معاني القرآن: 2/138]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({إلاّ أن يشاء اللّه واذكر رّبّك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربّي لأقرب من هذا رشداً}
وقال: {إلاّ أن يشاء اللّه} أي: إلاّ أن تقول: "إن شاء الله" فأجزأ من ذلك هذا، وكذلك إذا طال الكلام أجزأ فيه شبيه بالإيماء لأنّ بعضه يدل على بعض). [معاني القرآن: 2/76]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ولا تقولنّ لشيء إنّي فاعل ذلك غدا * إلّا أن يشاء اللّه}.
موضع (أن) نصب، المعنى: لا تقولن إني أفعل أبدا إلا بمشيئة اللّه، فإذا قال القائل: إني أفعل ذلك إن شاء اللّه فكأنّه قال: لا أفعل إلا بمشيئة اللّه). [معاني القرآن: 3/278] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {واذكر ربّك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربّي لأقرب من هذا رشدا}
أي أي وقت ذكرت أنك لم تستثن، فاستثن، وقل: إن شاء اللّه.
{وقل عسى أن يهدين ربّي لأقرب من هذا رشدا} أي قل عسى أن يعطيني من الآيات والدلالات على النبوة ما يكون أقرب في الرشد وأدل من قصة أصحاب الكهف). [معاني القرآن: 3/278]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله}
روى أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن فتية مضوا في الزمن الأول وعن رجل طواف وعن الروح؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((غدا أخبركم عن ذلك))، ولم يستثن؛ فمكث عنه جبريل بضع عشرة ليلة، ثم جاءه بسورة الكهف ونزل في قوله: ((أخبركم به غدا)): {ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله} ). [معاني القرآن: 4/225-224] (م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( ثم قال جل وعز: {وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشدا} أي عسى أن يعطيني من الآيات والدلائل ما هو أرشد وأبين من خبر أصحاب الكهف). [معاني القرآن: 4/225]

تفسير قوله تعالى: {وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولبثوا في كهفهم ثلاث مائةٍ} ثمّ أخبر ما تلك الثّلاث مائةٍ، فقال: {سنين وازدادوا تسعًا}، أي: تسع سنين.
تفسير قتادة قال: هذا قول أهل الكتاب، رجع إلى أوّل الكلام: {سيقولون ثلاثةٌ رابعهم كلبهم ويقولون خمسةٌ سادسهم كلبهم رجمًا بالغيب ويقولون سبعةٌ وثامنهم} ....
ويقولون: {ولبثوا في كهفهم ثلاث مائةٍ سنين وازدادوا تسعًا} ). [تفسير القرآن العظيم: 1/180]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ثلاث مئةٍ سنين...}

مضافة. وقد قرأ كثير من القراء (ثلاث مئةٍ سنين) يريدون ولبثوا في كهفهم سنين فينصبونها بالفعل.
ومن العرب من يضع السنين في موضع سنة فهي حينئذ في موضع خفض لمن أضاف. ومن نوّن على هذا المعنى يريد الإضافة نصب السّنين بالتفسير للعدد كقول عنترة:
فيها اثنتان وأربعون حلوبةً.......سودا كخافية الغراب الأسحم
فجعل (سوداً) وهي جمع مفسّرة كما يفسّر الواحد). [معاني القرآن: 2/138]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ( {ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعاً}
وقال: (ثلاث مائة سنين) على البدل من (ثلاث) ومن "المائة" أي: لبثوا ثلاث مائة" فإن كانت السنون تفسير للمائة فهي جرّ وإن كانت تفسيرا للثّلاث فيه نصب). [معاني القرآن: 2/76]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة عثمان بن عفان {ثلاث مائة سنين} وهي قراءة الحسن وأبي عمرو وأهل المدينة وأهل مكة.
وقراءة أصحاب عبد الله {ثلاث مائة سنين} على الإضافة.
قراءة أبي "ثلاث مائة سنة" وهي أسهلها، لولا مخالفة الكتاف.
[معاني القرآن لقطرب: 848]
فأما {ثلاث مائة سنين} فكقولك: ثلاثمئة رجال، أو حسان، على الوصف إذا كان وصفًا، أو على العطف كالوصف إذا كان اسمًا؛ وليس مما يبين به الجنس من أي نوع هو؛ لأن ذلك إنما يبين بالواحد، تقول: عشرون درهمًا، ومئة درهمًا، فتبين من أي نوع الجنس بالواحد.
وأما من أضاف {ثلاث مائة سنين} فإنما جاء به على الأصل؛ لأن المعنى ذلك، إذا قال: مئة درهم؛ فالمعنى: مئة من الدراهم، ومئة من السنين، واللغة إنما تستعمل الواحد فيما يبين به من أي نوع العدد). [معاني القرآن لقطرب: 849]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ولبثوا في كهفهم ثلاث مائةٍ سنين} ولم يقل: سنة. كأنه قال: ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة.
ثم قال: (سنين). أي ليست شهورا ولا أياما. ولم يخرج مخرج ثلاثمائة درهم.
وروي ابن فضيل عن الأجلح، عن الضحاك، قال: نزلت ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة. فقالوا: أيام أو أشهر أو سنين؟ فنزلت: سنين. {وازدادوا تسعاً} ). [تفسير غريب القرآن: 266]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا }
جائز أن يكون (سنين) نصبا، وجائز أن تكون جرّا.
فأما النصب فعلى معنى فلبثوا في كهفهم سنين ثلاثمائة، ويكون على تقدير آخر "سنين" معطوفا على ثلاث عطف البيان والتوكيد، وجائز أن تكون (سنين) من نعت المائة،
وهو راجع في المعنى إلى ثلاث كما قال الشاعر:
فيها اثنتان وأربعون حلوبة.......سودا كخافية الغراب الأسحم
فجعل سودا نعتا لحلوبة، وهو في المعنى نعت لجملة العدد، فجائز أن يكون: ولبثوا في كهفهم، محمولا على قوله: سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون لبثوا في كهفهم وهذا القول دليله قوله: {قل اللّه أعلم بما لبثوا}.
ويجوز - وهو الأجود عندي - أنه إخبار عن الله أخبرهم بطول لبثهم.
وأعلم أنّه أعلم بذلك.
وكان هذا أبلغ في الآية فيهم أن يكون الصحيح أنهم قد لبثوا هذا العدد كلّه.
فأمّا قوله: {وازدادوا تسعا}.
فلا يكون على معنى وازدادوا تسع ليال، ولا تسع ساعات، لأن العدد يعرف تفسيره، وإذا تقدم تفسيره استغنى بما تقدم عن إعادة ذكر التفسير.
تقول: عندي مائة درهم وخمسة فيكون الخمسة قد دل عليها ذكر الدرهم
وكذلك قوله: {والّذين يتوفّون منكم ويذرون أزواجا يتربّصن بأنفسهنّ أربعة أشهر وعشرا}.
قال أبو العباس محمد بن يزيد: (وعشرا) معناه وعشر مدد، وتلك المدد كل مدة منها يوم وليلة، والعرب تقول: ما رأيته منذ عشر.
وأتيته لعشر خلون، فيغلّبون الليالي على ذكر الأيام، والأيام داخلة في الليالي والليالي مع اليوم مدة معلومة من الدهر، فتأنيث عشر يدل على أنه لا يراد به أشهر فهذا أحسن ما فسّر في هذه الآية). [معاني القرآن: 3/279-278]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا} في معناه ثلاثة أقوال:
أ- قال مجاهد: هذا عدد ما لبثوا.
ب- وقال قتادة: في قراءة ابن مسعود (وقالوا لبثوا في كهفهم).
ج- والقول الثالث: أن الله خبر بما لبثوا إلى أن بعثوا من الكهف ولا نعلم كم مذ بعثوا إلى هذا الوقت؛ فقال سبحانه: {قل الله أعلم بما لبثوا} أي من أي وقت مبعثهم إلى هذا الوقت.
قال أبو جعفر: وأحسن هذه الأقوال الأول وإنما يقع الإشكال فيه لقوله جل وعز: {قل الله أعلم بما لبثوا} ففر قوم إلى أن قالوا هو معطوف على قوله تعالى: {سيقولون}.
قال أبو جعفر: وإنما اخترنا القول الأول لأنه أبلغ وأن ابن فضيل روى عن الأجلح عن الضحاك قال لما أنزلت ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة قالوا أسنين أم شهروا أم أياما فأنزل الله جل وعز: {سنين}.
قال أبو جعفر: فأما ما أشكل من قوله تعالى: {قل الله أعلم بما لبثوا} فنحن نبينه يجوز أن يكون لما اختلفوا في مقدار ما لبثوا ثم أخبر الله جل وعز به؛ فقال: {قل الله أعلم بما لبثوا} أي هو أعلم به من المختلفين فيه.
وقول آخر أحسن من هذا: أن يكون اعلم بمعنى عالم وذلك كثير موجود في كلام العرب قال الله جل وعز: {وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه}
أجود الأقوال فيه أن معناه هو هين عليه وهو اختيار أبي العباس ومنه الله أكبر بمعنى كبير ومنه قول الفرزدق:
إن الذي سمك السماء بنى لنا.......بيتا دعائمه أعز وأطول
وقول الآخر:
أصبحت أمنحك الصدود وإنني.......قسما إليك مع الصدود لأميل
وقول الآخر:
لعمرك ما أدري وإني لأوجل.......على أينا تعدو المنية أول).
[معاني القرآن: 4/228-225]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ): ({ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين} قال ثعلب: وهذا كله وبعده أخبار عمن عدهم في القرآن، لأنه
قال: {قل الله أعلم بما لبثوا} . قال: وقوله - عز وجل: {وازدادوا تسعا} هو - أيضا - إخبار عمن عدهم، ولم يصب. قال الشيخ أبو عمر: سنين بمعنى: سنة،
وهذا لفظ جمع بمعنى واحد، كما جاء لفظ الواحد بمعنى الجمع، وهو قوله - جل وعز: {إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا} والإنسان بمعنى: الناس - هاهنا -؛ لأن الجماعة لا تستثني من واحد،
ومن قرأ: (ثَلاثمِائَةٍ سِنِينَ) جعله على البدل، ومن قراء: (ثَلاثمائةَ سِنِينَ) جعله على الترجمة). [ياقوتة الصراط: 323-322]

تفسير قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا (26)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال قتادة: فردّ اللّه على نبيّه فقال: {قل اللّه أعلم بما لبثوا له غيب السّموات والأرض} يعلم غيب السّموات والأرض.
{أبصر به وأسمع}، يقول: ما أبصره وأسمعه، كقول الرّجل للرّجل: أفقه به، وأشباه ذلك.
سعيدٌ، عن قتادة قال: لا أحد أبصر من اللّه ولا أسمع من اللّه.
قوله: {ما لهم من دونه من وليٍّ} يمنعهم من عذاب اللّه.
{ولا يشرك في حكمه أحدًا} وهي تقرأ بالياء والتّاء.
يقولون: ولا تشرك يا محمّد في حكمه أحدًا، يقول: حتّى تجعله معه شريكًا في حكمه وقضائه وأموره.
ومن قرأها بالياء يقول: ولا يشرك اللّه في حكمه أحدًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/180]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أبصر به وأسمع...}

يريد الله تبارك وتعالى كقولك في الكلام: أكرم بعبد الله ومعناه: ما أكرم عبد الله وكذلك قوله: {أسمع بهم وأبصر}: ما أسمعهم ما أبصرهم. وكلّ ما كان فيه معنى من المدح والذمّ فإنك تقول فيه: أظرف به وأكرم به، ومن الياء والواو: أطيب به طعاماً، وأجود به ثوباً، ومن المضاعف تظهر فيه التضعيف ولا يجوز الإدغام، كما لم يجز نقص الياء ولا الواو؛ لأن أصله ما أجوده وما أشدّه وأطيبه فترك على ذلك، وأما أشدد به فإنه ظهر التضعيف لسكون اللام من الفعل، وترك فيه التضعيف فلم يدغم لأنه لا يثنّى ولا يؤنّث، لا تقول للاثنين: أشدّا بهما، ولا للقوم أشدّوا بهم. وإنما استجازت العرب أن يقولوا مدّ في موضع امدد لأنهم قد يقولون في الاثنين: مدّا وللجميع: مدّوا، فبنى الواحد على الجميع.
وقوله: {ولا يشرك في حكمه أحداً} ترفع إذا كان بالياء على: وليس يشرك. ومن قال {لا تشرك} جزمها لأنها نهي). [معاني القرآن: 2/139]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ((ثلثمائةٍ سنين) مقدّم ومؤخّر، مجازه: سنين ثلثمائة). [مجاز القرآن: 1/398]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({قل اللّه أعلم بما لبثوا له غيب السّماوات والأرض أبصر به وأسمع ما لهم مّن دونه من وليٍّ ولا يشرك في حكمه أحداً}
وقال: {أبصر به وأسمع} أي: ما أبصره وأسمعه كما تقول: "أكرم به" أي: ما أكرمه. وذلك أن العرب تقول: "يا أمة الله أكرم بزيدٍ" فهذا معنى ما أكرمه ولو كان يأمرها أن تفعل لقال "أكرمي زيداً). [معاني القرآن: 2/76]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الأعرج وأبو عمرو والأعمش وأبو جعفر وشيبة ونافع {ولا يشرك في حكمه أحدا} يرفع على الخبر.
إلا أن الحسن كان يقرأها {ولا تشرك} على النهي؛ كأنه قال: يا محمد لا تشرك). [معاني القرآن لقطرب: 849]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله {أبصر به وأسمع} فيكون على مثل: أطرف به رجلاً؛ يريد التعجب ما أطرفه؛ وما أسمعه وأبصره يومئذ؛ قال {فبصرك اليوم حديد} ). [معاني القرآن لقطرب: 882]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({أبصر به واسمع}: ما أبصرهم وأسمعهم). [غريب القرآن وتفسيره: 227]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( ثم قال: {قل اللّه أعلم بما لبثوا} وقد بيّن لنا قبل هذا كم لبثوا. والمعنى أنهم اختلفوا في مدة لبثهم.
فقال اللّه عز وجل: {ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا}. وأنا أعلم بما لبثوا من المختلفين.
{أبصر به وأسمع} أي ما أبصره وأسمعه!). [تفسير غريب القرآن: 266]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قل اللّه أعلم بما لبثوا له غيب السّماوات والأرض أبصر به وأسمع ما لهم من دونه من وليّ ولا يشرك في حكمه أحدا}
(أبصر به وأسمع} أجمعت العلماء أن معناه ما أسمعه وأبصره. أي هو عالم بقصة أصحاب الكهف وغيرهم:
وقوله: {ولا يشرك في حكمه أحدا}.
قرئت: {ولا يشرك} على النهي.
والآية - واللّه أعلم - تدل على أحد معنيين:
أحدهما أنه أجرى ذكر علمه وقدرته، فأعلم عزّ وجلّ أنه لا يشرك في حكمه مما يخبر به من الغيب أحدا، كما قال: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا}
وكذلك إذا قرئت: ولا تشرك - بالتاء - في حكمه أحدا، أي لا تنسبنّ أحدا إلى علم الغيب، ويكون - واللّه أعلم، وهو جيد بالغ - على معنى أنه لا يجوز أن يحكم حاكم إلا بما حكم اللّه، أو بما يدل عليه حكم اللّه، وليس لأحد أن يحكم من ذات نفسه، فيكون شريكا للّه في حكمه، يأمر بحكم كما أمر اللّه عزّ وجلّ). [معاني القرآن: 3/280-279]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {أبصر به وأسمع} المعنى ما أبصره وأسمعه أي هو عالم بقصة أصحاب الكهف وغيرهم). [معاني القرآن: 4/228]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( ثم قال رجل وعز: {ما لهم من دونه من ولي ولا يشرك في حكمه أحدا}
نظيره قوله تعالى: {فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول}
ومن قرأ {ولا تشرك في حكمه أحدا} فمعناه عنده لا تنسب أحدا إلى أنه يعلم الغيب). [معاني القرآن: 4/229]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَبْصِرْ به}: ما أبصره.
{وأَسْمِع}: ما أسمعه). [العمدة في غريب القرآن: 188]


رد مع اقتباس