عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 20 ذو القعدة 1431هـ/27-10-2010م, 09:05 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 40 إلى آخر السورة]

{إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (40) يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (41) إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (42) إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (43) طَعَامُ الْأَثِيمِ (44) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46) خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ (47) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ (48) ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49) إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ (50) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (51) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (52) يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ (53) كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (54) يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آَمِنِينَ (55) لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (56) فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (57) فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (58) فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ (59)}

تفسير قوله تعالى:{إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (40)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّ يوم الفصل ميقاتهم أجمعين...}.
يريد: الأولين والآخرين، ولو نصب {ميقاتهم} لكان صواباً يجعل اليوم صفة، قال: أنشدني بعضهم:-

لو كنت أعلم أنّ آخر عهدكم = يوم الرحيل فعلت ما لم أفعل
فنصب: يوم الرحيل, على أنه صفة). [معاني القرآن: 3/42]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {إنّ يوم الفصل ميقاتهم أجمعين (40)}
ويجوز ميقاتهم بنصب التاء، ولا أعلم أنه قرئ بها، فلا تقرأن بها.
فمن قرأ ميقاتهم بالرفع , جعل يوم الفصل اسم إنّ، وجعل ميقاتهم الخبر، ومن نصب ميقاتهم جعله اسم إنّ ونصب يوم الفصل على الظرف، ويكون المعنى ميقاتهم في يوم الفصل). [معاني القرآن: 4/427]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (41)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({يوم لا يغنى مولىً عن مولىً شيئاً }: ابن عم عن ابن عم). [مجاز القرآن: 2/209]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({يوم لا يغني مولًى عن مولًى شيئاً} أي ولي عن وليه بالقرابة أو غيرها). [تفسير غريب القرآن: 403]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( المولى
المولى: المعتق. والمولى: المعتق. والمولى: عصبة الرّجل. ومنه قول الله عز وجل: {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي}أراد: القرابات.
وقال رسول الله، صلّى الله عليه وسلم: ((أيّما امرأة نكحت بغير أمر مولاها فنكاحها باطل))، أي: بغير أمر وليها.
وقد يقال لمن تولّاه الرجل وإن لم يكن قرابة: مولى. قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ} أي: وليّ المؤمنين، وأن الكافرين لا ولي لهم.
وقال تعالى: {يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا} [الدخان: 41]. أي: وليّ عن وليّه شيئا، إمّا بالقرابة أو بالتّولّي.
والحليف أيضا: المولى. قال النابغة الجعدي:

موالِيَ حِلْفٍ لا مَوالِي قَرَابَةٍ = وَلَكِنْ قَطِينًا يَسْأَلُونَ الأَتَاوِيَا


وقال الله عز وجل: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} [الأحزاب: 6] يريد: إذا دعاهم إلى أمر، ودعتهم أنفسهم إلى خلاف ذلك الأمر- كانت طاعته أولى بهم من طاعتهم لأنفسهم). [تأويل مشكل القرآن: 456] (م)

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله عزّ وجلّ: {يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون}
لا يغني ولي عن وليّه شيئا، ولا والد عن ولده، ولا مولود عن والده). [معاني القرآن: 4/427]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون}
المولى : الولي والناصر , كما قال الشاعر:
فغدت كلا الفرجين تحسب انه = مولى المخافة خلفها وأمامها
وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من كنت مولاه, فعلي مولاه))
في معناه ثلاثة أقوال:
- أحدها: أن يكون المعنى من كنت أتولاه فعلي يتولاه
- والقول الثاني: من كان يتولاني تولاه
- والقول الثالث: أنه يروى أن أسامة بن زيد قال لعلي عليه السلام :لست مولاي , إنما مولاي رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فقال عليه السلام : من كنت مولاه فعلي مولاه. ). [معاني القرآن: 6/410-411]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَوْلًى عَن مَّوْلًى}: أي ولي عن وليه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 226]

تفسير قوله تعالى:{إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (42) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {إلاّ من رّحم اللّه...}.
فإن المؤمنين يشفّع بعضهم في بعض، فإن شئت فاجعل (من) في موضع رفع، كأنك قلت: لا يقوم أحد إلا فلان، وإن شئت جعلته نصبا على الاستثناء والانقطاع عن أول الكلام تريد: اللهم إلاّ من رحمت). [معاني القرآن: 3/42]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({إلاّ من رّحم اللّه إنّه هو العزيز الرّحيم}
وقال: {إلاّ من رّحم اللّه إنّه هو} : فجعله بدلا من الاسم المضمر في {ينصرون} , وإن شئت جعلته مبتدأ, وأضمرت خبره تريد "إلاّ من رحم الله فيغني عنه"). [معاني القرآن: 4/14]

تفسير قوله تعالى: {طَعَامُ الْأَثِيمِ (44)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {طعام الأثيم...} يريد: الفاجر). [معاني القرآن: 3/43]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({طعام الأثيم}: أي: طعام الفاجر). [تفسير غريب القرآن: 403]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {إنّ شجرت الزّقّوم * طعام الأثيم}: يعني به ههنا : أبو جهل بن هشام). [معاني القرآن: 4/428]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {إن شجرة الزقوم طعام الأثيم}
قال شعبة سمعت سليمان , عن مجاهد قال: كان ابن عباس جالسا, وفي يده محجن, والناس يطوفون بالبيت, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((يا أيها الناس اتقوا الله, ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون, فلو أن قطرة من الزقوم قطرت على أهل الدنيا لأمرت عليهم عيشهم, فكيف بمن طعامه الزقوم ؟!))
قال أبو الدرداء: {طعام الأثيم}: طعام الفاجر). [معاني القرآن: 6/410-412 ]

تفسير قوله تعالى:{كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {كالمهل تغلي...}.
قرأها كثير من أصحاب عبد الله: { تغلى} ، وقد ذكرت عن عبد الله، وقرأها أهل المدينة كذلك، وقرأها الحسن "يغلى". جعلها للطعام أو للمهل، ومن أنثها ذهب إلى تأنيث الشجرة.
ومثله قوله: {أمنةً نعاساً}: تغشى ويغشى؛ فالتذكير للنعاس، والتأنيث للأمنة، ومثله: {ألم يك نطفةً من مّني تمنى} التأنيث للنطفة، والتذكير من المني). [معاني القرآن: 3/43]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({كالمهل} قد تقدم تفسيره). [تفسير غريب القرآن: 403]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (والمهل درديّ الزيت, ويقال: المهل: ما كان ذائبا من الفضة والنحاس, وما أشبه ذلك). [معاني القرآن: 4/428]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( ثم قال جل وعز: {كالمهل يغلي في البطون كغلي الحميم}
روى سعيد بن جبير , وأبو ظبيان , عن ابن عباس قال: المهل دردي الزيت, ثم قال : {تغلي في البطون} : يعني : الشجرة
ومن قال: {يغلي}: جعله للطعام والزقوم
وقال الفراء وأبو حاتم : من قال:{يغلي}: جاز أن يجعله للمهل.
قال أبو جعفر : وهذا غلط لأن المهل ليس هو الذي يغلي في البطون , وإنما شبه به ما يغلي). [معاني القرآن: 6/412-413 ]

تفسير قوله تعالى: {كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( و{الحميم}: الماء الحار). [تفسير غريب القرآن: 403]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (والحميم الماء الحار كما قال: فيها كباء معد , وحميم الكباء البخور , يقال: كببت العود , أي : بخرته , والكبا: مقصور الكناسة). [معاني القرآن: 6/413]

تفسير قوله تعالى: {خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ (47)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فاعتلوه...}.
قرأها بالكسر عاصم والأعمش، وقرأها أهل المدينة: {فاعتلوه}: بضم التاء). [معاني القرآن: 3/43]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {خذوه فاعتلوه}، وتقرأ: واعتلوه : {خذوه فاعتلوه}، أي : فردوه بالعنف. وتقرأ: {فاعتلوه}، يقال: جيء بفلان يعتل إلى السلطان، أي يقاد. {إلى سواء الجحيم} : وسط النار, أي : يقاد: {إلى سواء الجحيم}: وسط النار). [تفسير غريب القرآن: 403]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: ({خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم (47)}
ويقرأ فاعتلوه - بضم التاء, وكسرها.
المعنى: يا أيها الملائكة, خذوه فاعتلوه، والعتل: أن يؤخذ فيمضى به بعسف وشدة.
{إلى سواء الجحيم}: إلى وسط الجحيم). [معاني القرآن: 4/428]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم}
أي يقول للملائكة : خذوه فاعتلوه.
قال مجاهد: أي , فادفعوه.
قال أبو جعفر يقال: عتله يعتله , ويعتله إذا جره بعنف وشدة
قال قتادة :{ إلى سواء الجحيم } : إلى وسط الجحيم). [معاني القرآن: 6/413-414 ]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ({إلى سواء الجحيم}: أي: إلى وسط الجحيم). [ياقوتة الصراط: 463]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَاعْتِلُوهُ}: أي : قودوه بالعنف). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 226]

تفسير قوله تعالى: { ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ) : (وقوله: {ذق إنّك أنت العزيز الكريم}: قرأها القراء بكسر الألف...
- حدثني شيخ, عن حجر, عن أبي قتادة الأنصاري, عن أبيه قال: سمعت الحسن بن علي بن أبي طالب على المنبر يقول: { ذق أنك} بفتح الألف.
والمعنى في فتحها: ذق بهذا القول الذي قلته في الدنيا، ومن كسر حكى قوله، وذلك أن أبا جهل لقي النبي -صلى الله عليه- قال: فأخذه النبي صلى الله عليه فهزه، ثم قال له : ((أولى لك يا أبا جهل, أولى)) فأنزلها الله كما قالها النبي صلى الله عليه وسلم .
ورد عليه أبو جهل، فقال: و الله ما تقدر أنت ولا ربك عليّ، إني لأكرم أهل الوادي على قومه، وأعزّهم؛ فنزلت كما قالها قال: فمعناه - فيما نرى والله أعلم -: أنه توبيخ أي : ذق فإنك كريم كما زعمت, ولست كذلك). [معاني القرآن: 3/43-44]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ذق إنّك أنت العزيز الكريم}: في الدنيا). [مجاز القرآن: 2/209]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وأما قول الله سبحانه: {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ}.
فبعض الناس يذهب به هذا المذهب، أي أنت الذليل المهان.
وبعضهم يريد: أنت العزيز الكريم عند نفسك. وهو معنى تفسير ابن عباس لأن أبا جهل قال: ما بين جبليها أعزّ مني ولا أكرم، فقيل له: {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ} [الدخان: 49]). [تأويل مشكل القرآن: 186]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله: {ذق إنّك أنت العزيز الكريم}
الناس كلهم على كسر{ إنّك} إلا الكسائي وحده فإنه قرأ: ذق أنّك أنت، أي لأنّك قلت إنك أنت العزيز الكريم، وذلك أنه كان يقول: أنا أعز أهل هذا الوادي , وأمنعهم .
فقال الله عزّ وجلّ : ذق هذا العذاب, إنّك أنت القائل: أنا العزيز الكريم). [معاني القرآن: 4/428]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {ذق إنك آنت العزيز الكريم}
وقرأ الحسن بن علي عليهما السلام {ذق أنك} بفتح الهمزة , وهي قراءة الكسائي , والمعنى عليها : ذق لأنك كنت تقول هذا , والمعنى على قولك .
قال قتادة : أنزل الله عز وجل في أبي جهل الآية: {أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى} .
فقال: أيوعدني محمد وما بين جبليها أعز مني, ولا أكرم ؟.
فأنزل الله: {ذق إنك أنت العزيز الكريم} , وأنزل فيه : {كلا لا تطعه واسجد واقترب}). [معاني القرآن: 6/414-415 ]

تفسير قوله تعالى: { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (51)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {في مقامٍ أمينٍ...}.
قرأها الحسن والأعمش وعاصم: {مقامٍ}، وقرأها أهل المدينة { في مقام} بضم الميم. والمقام بفتح الميم أجود في العربية؛ لأنه المكان، والمقام: الإقامة وكلٌّ صواب). [معاني القرآن: 3/44]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {إنّ المتّقين في مقام أمين} : أي: قد أمنوا فيه الغير). [معاني القرآن: 4/428]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {إن المتقين في مقام أمين}
قال الكسائي المقام لمكان والمقام الإقامة كما قال:
عفت الديار محلها فمقامها
ومعنى: { أمين } : أي من العلل والأحزان .
قال قتادة :{أمين}: من الشيطان والأنصاب والأحزان). [معاني القرآن: 6/415]

تفسير قوله تعالى: { يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ (53)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( و{الإستبرق}: ما غلظ من الديباج. و{السندس}: ما رق منه). [تفسير غريب القرآن: 403]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله:{يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين (53)}
قيل {الإستبرق}: الديباج الصّفيق.
والسندس: الحرير، وإنما قيل له إستبرق - واللّه أعلم - لشدة بريقه). [معاني القرآن: 4/428]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين}
قال عكرمة : الإستبرق : غليظ الديباج .
قال أبو إسحاق: الإستبرق : مأخوذ من البريق , وهو الذي يجعل على الكعبة , والسندس الرقيق منه). [معاني القرآن: 6/415-416 ]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ) : (والإستبرق: الديباج. والسندس: الحرير دون الديباج، أرق منه، وهو اللاذ). [ياقوتة الصراط: 464]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الإِسْتَبْرَقٍ}: ما غلظ من الديباج , والسندس ما رق منه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 226]

تفسير قوله تعالى: {كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (54)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وزوّجناهم بحورٍ عينٍ...}.
وفي قراءة عبد الله: {وأمددناهم بعيسٍ عين}: والعيساء: البيضاء. والحوراء كذلك). [معاني القرآن: 3/44]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ وزوّجناهم بحورٍ عينٍ }: جعلناهم أزواجاً , كما تزوج النعل بالنعل , جعلناهم اثنين اثنين , جميعاً بجميع). [مجاز القرآن: 2/209]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {كذلك وزوّجناهم بحورٍ عينٍ}
وقال: {وزوّجناهم بحورٍ عينٍ}: يقول -والله أعلم- "جعلناهم أزواجاً بالحور" , ومن العرب من يقول : "عين حير"). [معاني القرآن: 4/14-15]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({كذلك وزوّجناهم بحورٍ عينٍ}: أي: قرناهم بهن). [تفسير غريب القرآن: 404]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22) وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (23) أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ (25) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (26) قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (27) قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ (28) مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [ق: 21 - 29].
{السائق} هاهنا: قرينها من الشياطين، سمّي سائقا، لأنه يتبعها وإن لم يحثّها ويدفعها. وكان رسول الله، صلّى الله عليه وسلم، يسوق أصحابه، أي يكون وراءهم.
و{الشّهيد}: الملك الشاهد عليها بما عملت.
يقول الله تعالى: {لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا} في الدنيا. {فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ}
أي: أريناك ما كان مستورا عنك في الدنيا.
{فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} أي: فأنت ثاقب البصر لمّا كشف عنك الغطاء.
{وَقَالَ قَرِينُهُ} يعني: الملك.
{هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ} يعني: ما كتبه من عمله، حاضر عندي.
{أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ} يقال: هو قول الملك، ويقال: قول الله جل ذكره.
{قَالَ قَرِينُهُ} من الشياطين: {رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ}.
وهذا مثل قوله سبحانه: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} [الصافات: 22] يعني: قرناءهم. والعرب تقول: زوّجت البعير بالبعير، إذا قرنت أحدهما بالآخر. ومنه قوله: {كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ} [الدخان: 54] أي: قرنّاهم بهن). [تأويل مشكل القرآن: 422-423](م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (قوله: {كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ} [الدخان: 54] أي: قرنّاهم بهن). [تأويل مشكل القرآن: 423]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقال: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} [التكوير: 7] أي قرنت نفوس الكفار بعضها ببعض.
ومنه قوله: {وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ} [الدخان: 54] أي قرناهم.
والعرب تقول: زوّجت إبلي، إذا قرنت بعضها ببعض). [تأويل مشكل القرآن: 498]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ)
: ( ثم قال جل وعز: {كذلك وزوجناهم بحور عين} .
قال مجاهد : أي : أنكحناهم.
قال قتادة , وفي قراءة عبد الله :{ كذلك وزوجناهم بعيس عين }: ومعناه : البيض .
يقال: " جمل أعيس "إذا كان أبيض يضرب إلى الشقرة).[معاني القرآن: 6/416]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَزَوَّجْنَاهُم}: قرناهم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 226]

تفسير قوله تعالى: {يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آَمِنِينَ (55)}
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {يدعون فيها بكل فاكهة آمنين}
قال قتادة: آمنين من الموت , والوصب , والشيطان .
وقال غيره : آمنين من انقطاع ذلك , ومن غائلة أذاه ومكروهه, وليس كفاكهة الدنيا التي لها غائلة وتنفد). [معاني القرآن: 6/416-417]

تفسير قوله تعالى: {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (56)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لا يذوقون فيها الموت إلاّ الموتة الأولى...}.
يقول القائل: كيف استثنى موتا في الدنيا قد مضى من موت الآخرة، فهذا مثل قوله: {ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النّساء إلاّ ما قد سلف} فإلاّ في هذا لموضع بمنزلة سوى، كأنه قال: لا تنكحوا، لا تفعلوا سوى ما قد فعل آباؤكم، كذلك قوله: {لا يذوقون فيها الموت}, سوى الموتة الأولى.
ومثله: {خالدين فيها ما دامت السّماوات والأرض إلا ما شاء ربّك}, أي: سوى ما شاء ربك لهم من الزيادة على مقدار الدنيا من الخلود. وأنت قائل في الكلام: لك عندي ألفٌ إلاّ ما لك من قبل فلان، ومعناه: سوى مالك عليّ من قبل فلان، وإلا تكون على أنها حطٌّ مما قبلها وزيادة عليها فما ذكرناه لك من هذه الآيات فهو زيادة على ما قبل إلا، والحط مما قبل إلا قولك: هؤلاء ألفٌ إلاّ مائًة فمعنى هذه ألف ينقصون مائة). [معاني القرآن: 3/44]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ووقاهم عذاب الجحيم... فضلاً...}.
أي فعله تفضلا منه، وهو مّما لو جاء رفعا لكان صوابا أي: ذلك فضل من ربك). [معاني القرآن: 3/44]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقوله : {لا يذوقون فيها الموت إلّا الموتة الأولى} مبين في كتاب «تأويل المشكل»). [تفسير غريب القرآن: 404]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وأما قوله: {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى}[الدخان: 56]، فإن {إلّا} في هذا الموضع أيضا بمعنى (سوى).
ومثله: {وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آَبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ} [النساء: 22] يريد سوى ما سلف في الجاهلية قبل النهي.
وإنما استثنى الموتة الأولى وهي في الدنيا، لأن السّعداء حين يموتون يصيرون بما شاء الله من لطفه وقدرته، إلى أسباب من أسباب الجنة، ويتفاضلون أيضا في تلك الأسباب على قدر منازلهم عند الله: فمنهم من يلقّى بالرّوح والرّيحان، ومنهم من يفتح له باب إلى الجنة، ومنهم الشهداء أرواحهم في حواصل طير خضر تعلق في الجنة. أي تأكل، قال الشاعر:

إنْ تدنُ مِن فَنَنِ الأَلاءَةِ تَعْلُقِ
وجعفر بن أبي طالب ذو الجناحين يطير مع الملائكة في الجنة.
والله يقول: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}.
أفما ترى أنهم عندنا موتى وهم في الجنة متّصلون بأسبابها؟ فكيف لا يجوز أن يستثنى من مكثهم فيها الموتة الأولى؟). [تأويل مشكل القرآن: 78-79]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله عزّ وجلّ: {لا يذوقون فيها الموت إلّا الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم}
المعنى لا يذوقون فيها الموت ألبتّة سوى الموتة الأولى التي ذاقوها في الدنيا، وهما كما قال: {ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النّساء إلّا ما قد سلف} ). [معاني القرآن: 4/428]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم}
المعنى لا يذوقون فيها الموت البتة ثم قال إلا الموتة الأولى استثناء ليس من الأول وأنشد سيبويه:
كان أسرع في تفرق فالج = فلبونه جربت معا وأغدت
ثم استثنى ما ليس من الأول فقال:
إلا كناشرة التي ضيعتم = كالغصن في غلوائه المتنبت ).
[معاني القرآن: 6/417]

تفسير قوله تعالى: {فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (57)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {ووقاهم عذاب الجحيم... فضلاً...}.
أي فعله تفضلا منه، وهو مّما لو جاء رفعا لكان صوابا أي: ذلك فضل من ربك). [معاني القرآن: 3/44] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {فضلا من ربّك ذلك هو الفوز العظيم (57)}
ويجوز: {فضل من ربّك}: ولا يقرأنّ بها لخلاف المصحف، والنصب على معنى قوله : {يدعون فيها بكلّ فاكهة آمنين}, وعلى معنى :{إنّ المتّقين في مقام أمين}
وذلك بفضل من اللّه، فالمعنى : فعل الله بهم ذلك فضلا منه وتفضلا منه). [معاني القرآن: 4/429]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {فضلا من ربك ذلك هو الفوز العظيم} , قال الفراء : أي: فعل ذلك تفضلا). [معاني القرآن: 6/418]

تفسير قوله تعالى: {فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ (59)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فارتقب} أي: انتظر، {إنّهم مرتقبون} أي: منتظرون). [تفسير غريب القرآن: 404]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فارتقب إنّهم مرتقبون}: معناه : فانتظر إنهم منتظرون). [معاني القرآن: 4/429]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {فارتقب إنهم مرتقبون}
أي: منتظرون). [معاني القرآن: 6/418]


رد مع اقتباس