عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 20 ذو القعدة 1431هـ/27-10-2010م, 08:55 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 1 إلى 16]

{حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (7) لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (8) بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (9) فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (14) إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (16)}

تفسير قوله تعالى: {حم (1)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقد فسرنا معنى {حم} فيما سلف).
تفسير قوله تعالى: {وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله:{والكتاب المبين (2)} : قسم). [معاني القرآن: 4/423]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إنّا أنزلناه في ليلة مباركة إنّا كنّا منذرين (3)}
جاء في التفسير أنها ليلة القدر، قال اللّه عزّ وجلّ : {إنّا أنزلناه في ليلة القدر}
وقال المفسرون: {في ليلة مباركة}: هي ليلة القدر.
نزل جملة إلى السماء الدنيا في ليلة القدر، ثم نزل على رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - شيئا بعد شيء). [معاني القرآن: 4/423]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( قوله جل وعز: {حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين}
قال مجاهد وقتادة في ليلة مباركة : ليلة القدر
قال أبو جعفر في معنى هذه الآية ثلاثة أقوال:
أ- فمن أصحها ما رواه حماد بن زيد , عن أيوب , عن عكرمة , عن ابن عباس قال: (( أنزل القرآن في ليلة القدر إلى السماء الدنيا جملة واحدة , ثم نزل به جبرائيل في عشرين سنة )). وهذا إسناد لا يدفع
ب- وقيل المعنى إنا أنزلناه قرآنا في تفضيل ليلة القدر
وهو قوله تعالى: {ليلة القدر خير من ألف شهر} , فهذان قولان.
ج- وقيل المعنى :إنا ابتدأنا إنزاله في ليلة القدر كما تقول إنا أخرج إلى مكة غدا , أي: أنا ابتدئ الخروج). [معاني القرآن: 396-6/395]

تفسير قوله تعالى:{فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله عز وجل: {يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ...}.
{أمراً...} : هو منصوب بقوله: يفرق، على معنى يفرق كل أمر فرقا وأمرا وكذلك). [معاني القرآن: 3/39]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ فيها يفرق } : يفصل ويقسط). [مجاز القرآن: 2/208]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({فيها يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ * أمراً مّن عندنا إنّا كنّا مرسلين * رحمةً مّن رّبّك إنّه هو السّميع العليم}
قال: {فيها يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ} , {أمراً} وقال: {رحمةً مّن رّبّك} , وانتصابه على "إنّا أنزلناه أمراً ورحمةً" في الحال). [معاني القرآن: 4/14]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : (4- {يفرق كل أمر حكيم}: أي يقضى).[غريب القرآن وتفسيره: 335]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({يفرق} : أي : يفصل). [تفسير غريب القرآن: 402]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {فيها يفرق كلّ أمر حكيم (4)}
يفرق اللّه عزّ وجلّ في ليلة القدر كل أمر فيه حكمة من أرزاق العباد, وآجالهم , وجميع أمرهم الذي يكون مؤجّلا إلى ليلة القدر التي تكون في السنة المقبلة). [معاني القرآن: 4/423]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فيها يفرق كل أمر حكيم (4) أمرا من عندنا إنا كنا مرسلين}
في معناه قولان متقاربان:
- قال ابن عباس : يحكم الله جل وعز أمر الدنيا إلى قابل في ليلة القدر ما كان من حياة , أو موت , أو رزق .
وقال أبو عبد الرحمن السلمي , والحسن , ومجاهد , وقتادة نحوا من هذا إلا أن مجاهد قال : إلا الشقاء والسعادة فإنهما لا يتغيران.
قال أبو جعفر فهذا قول , والمعنى عليه أنه تؤمر ليلة القدر الملائكة بما يكون من القطر , والرزق , والحياة , والموت إلى قابل
, ومعنى يفرق , ويؤمر واحد ؛ كأنه قال يؤمر كل أمر حكيم أمرا من عندن.ا
- والقول الآخر: أنها ليلة النصف من شعبان يبرم فيها أمر السنة , وينسخ الأحياء من الأموات, ويكتب الحاج فلا يزاد فيهم , ولا ينقص منهم أحد .
وقال غيره يفرق: يقضي , ويفصل , في تلك الليلة إلى مثلها من السنة الأخرى
و«حكيم» بمعنى محكم
وقيل : إن معنى يفرق: يفصل , أي: يفصل بين المؤمن, والكافر , والمنافق , فيقال للملائكة هذا , ويعرفونه). [معاني القرآن: 6/396-398 ]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يُفْرَقُ}: يقضى). [العمدة في غريب القرآن: 270]

تفسير قوله تعالى: {أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله عز وجل: {يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ...}.
{أمراً...} : هو منصوب بقوله: يفرق، على معنى يفرق كل أمر فرقا وأمرا وكذلك). [معاني القرآن: 3/39] (م)
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({إنّا كنّا مرسلين رحمةً من ربّك }: نصب على مجاز نصب المصادر.
قال أبو عبيدة: سمعت ابن عون يقول: قد مضى الدخان , وزعم غيره أن الدخان هو الجدب , والسنون التي دعا النبي صلى الله عليه فيها على مضر:(( اللهم اشدد وطأتك على مضر)), وقال بعضهم وطدتك ). [مجاز القرآن: 2/208]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({فيها يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ * أمراً مّن عندنا إنّا كنّا مرسلين * رحمةً مّن رّبّك إنّه هو السّميع العليم}
قال: {فيها يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ} , {أمراً} .
وقال: {رحمةً مّن رّبّك} , وانتصابه على "إنّا أنزلناه أمراً ورحمةً" في الحال). [معاني القرآن: 4/14] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ : {أمرا من عندنا إنّا كنّا مرسلين (5) رحمة من ربّك إنّه هو السّميع العليم (6)}
{أمرا من عندنا} ، وقوله: {رحمة من ربّك} منصوبان - قال الأخفش - على الحال، المعنى إنا أنزلناه آمرين أمرا وراحمين رحمة.
ويجوز أن يكون منصوبا بـ {يفرق} بمنزلة يفرق, فرقا ؛ لأن أمرا بمعنى فرقا، لأن المعنى يؤتمر فيها أمرا.
ويجوز أن يكون {رحمة من ربّك} مفعولا له، أي إنا أنزلناه رحمة أي للرحمة). [معاني القرآن: 4/423-424 ]

تفسير قوله تعالى:{رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله: {رحمةً مّن رّبّك...}، يفرق ذلك رحمة من ربك، ويجوز أن تنصب الرحمة بوقوع مرسلين عليها، تجعل الرحمة هي النبي صلى الله عليه). [معاني القرآن: 3/39]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({فيها يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ * أمراً مّن عندنا إنّا كنّا مرسلين * رحمةً مّن رّبّك إنّه هو السّميع العليم}
قال: {فيها يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ}, {أمراً} , وقال: {رحمةً مّن رّبّك}, وانتصابه على "إنّا أنزلناه أمراً ورحمةً" في الحال). [معاني القرآن: 4/14] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ : {أمرا من عندنا إنّا كنّا مرسلين (5) رحمة من ربّك إنّه هو السّميع العليم (6)}
{أمرا من عندنا}، وقوله: {رحمة من ربّك}
منصوبان - قال الأخفش - على الحال، المعنى إنا أنزلناه آمرين أمرا وراحمين رحمة.
ويجوز أن يكون منصوبا بـ {يفرق} بمنزلة : يفرق فرقا لأن أمرا بمعنى فرقا، لأن المعنى يؤتمر فيها أمرا.
ويجوز أن يكون {رحمة من ربّك} مفعولا له، أي إنا أنزلناه رحمة أي للرحمة). [معاني القرآن: 4/423-424 ] (م)

تفسير قوله تعالى: {رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (7)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ربّ السّماوات والأرض...}.
خفضها الأعمش وأصحابه، ورفعها أهل المدينة، وقد خفضها الحسن أيضا على أن تكون تابعة لربك , رب السماوات.
ومن رفع جعله تابعا لقوله: {إنه هو السّميع العليم}، ورفع أيضا آخر على الاستئناف كما قال: {وما بينهما الرحمن} ). [معاني القرآن: 3/39]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ربّ السّماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين (7)}
بالخفض والرفع, فالرفع على الصفة، والخفض على قوله: {من ربّك ربّ السّماوات}
ومن رفع فعلى قوله: {إنّه هو السميع العليم ربّ السّماوات} , وإن شئت على الاستئناف على معنى : هو ربّ السّماوات. ). [معاني القرآن: 4/424]

تفسير قوله تعالى: { لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (8) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {لا إله إلّا هو يحيي ويميت ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين (8)}
ويقرأ {ربكم وربّ آبائكم الأولين}: فالخفض على معنى رحمة من ربّك ربّكم وربّ آبائكم الأولين). [معاني القرآن: 4/424]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (9)}

تفسير قوله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (10)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {تأتي السّماء بدخانٍ مّبينٍ... يغشى النّاس هذا عذابٌ...}
كان النبي صلى الله عليه دعا عليهم، فقال: ((اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم كسني يوسف)), فأصابهم جوعٌ، حتّى أكلوا العظام والميتة، فكانوا يرون فيما بينهم وبين السماء دخانا). [معاني القرآن: 3/39]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {الدخان}: قال بعض الناس: الدخان والجدب والسنون التي دعا فيها النبي صلى الله عليه وسلم على مضر فقال فيها ((اللهم اشدد وطأتك على مضر)) وقال بعضهم لم تكن بعد).[غريب القرآن وتفسيره: 335]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ( {يوم تأتي السّماء بدخانٍ مبينٍ} : أي بجدب، يقال: إن الجائع فيه كان يرى بينه وبين السماء دخانا، من شدة الجوع.
ويقال: بل قيل للجوع: دخان ليبس الأرض في سنة الجدب، وانقطاع النبات، وارتفاع الغبار, فشبه ما يرتفع منه بالدخان.
كما قيل لسنة المجاعة: غبراء، وقيل: جوع اغبر، وربما وضعت العرب الدخان موضع الشر إذا علا، فيقولون: كان بيننا أمر ارتفع له دخان). [تفسير غريب القرآن: 402]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فارتقب يوم تأتي السّماء بدخان مبين (10)}
{فارتقب} : فانتظر، وفي أكثر التفسير أن الدخان قد مضى وذلك حين دعا رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - على مضر فقال:(( اللهم اشدد وطأتك على مضر , واجعلها عليهم سنين كسني يوسف)).
أي : اجعلهم سنوهم في الجدب كسني يوسف.
والعرب أيضا تسمي الجدب السّنة، فيكون المعنى اجعلها عليهم جدوبا, فارتفع القطر، وأجدبت الأرض , وصار بين السماء والأرض كالدخان). [معاني القرآن: 4/424]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين}
روى إسرائيل , عن أبي إسحاق , عن الحارث , عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: آية الدخان لم تمض بعد , وستكون : يأتي دخان يصيب المؤمنين الزكام , وينقد الكافر.
وروى الأعمش , عن أبي الضحى , عن مسروق قال : جلس رجل فقال: إن الدخان لم يكن , وإنما يكون يوم القيامة , يأخذ المؤمنين منه مثل الزكام , ويشتد على الكافرين والمنافقين .
فدخلنا على عبد الله بن مسعود , وهو متكئ فحكينا له ما قال , فقام فجلس مغضبا , وقال:(( إ ذا سئل أحدكم عما لا يعلم , فليقل لا علم لي به , فإن الله جل وعز يقول لنبيه: {قل لا أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين} , وسأخبركم عن الدخان , إن قريشا استعصت على رسول الله صلى الله عليه وسلم , وكفرت , فدعا الله جل وعز عليها أن يجوعها , فأصابها جوع شديد حتى كان الرجل يرى بين السماء والأرض دخانا من الجوع والحر .
فقالت قريش :{ ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون}.
فكشفه الله عنهم, فعادوا , ثم بطش بهم البطشة الكبرى يوم بدر , ولو كان الدخان يوم القيامة ما كشف عنهم. )). ) [معاني القرآن: 6/398-399]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بِدُخَانٍ}: أي بجدب حتى يرى الجائع أن بينه وبين السماء دخاناً من الجوع .
وقيل: إنه إذا احتبس المطر صعد من الأرض الغبار فشبه ذلك بالدخان , ولذلك قيل لشدة المجاعة غبراء). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 225]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الدُخَانٍ} : الجدب). [العمدة في غريب القرآن: 270]

تفسير قوله تعالى: {يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {تأتي السّماء بدخانٍ مّبينٍ... يغشى النّاس هذا عذابٌ...}.
كان النبي صلى الله عليه دعا عليهم، فقال: ((اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم كسني يوسف)), فأصابهم جوعٌ، حتّى أكلوا العظام والميتة، فكانوا يرون فيما بينهم وبين السماء دخانا). [معاني القرآن: 3/39] (م)
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يغشى النّاس هذا عذابٌ أليمٌ...}., يراد به ذلك عذاب، ويقال: إن الناس كانوا يقولون: هذا الدخان عذاب). [معاني القرآن: 3/40]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {يغشى النّاس هذا عذاب أليم (11)}
المعنى يقول الناس الذين يحل بهم الجدب:{هذا عذاب أليم}
وكذلك قوله :{ربّنا اكشف عنّا العذاب} ). [معاني القرآن: 4/424-425 ]

تفسير قوله تعالى: {رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {يغشى النّاس هذا عذاب أليم (11)}
المعنى يقول الناس الذين يحل بهم الجدب: {هذا عذاب أليم}, وكذلك قوله : { ربّنا اكشف عنّا العذاب} ).[معاني القرآن: 424 -4/425] (م)

تفسير قوله تعالى: {أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (13)}

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (14)}

تفسير قوله تعالى: {ِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّا كاشفو العذاب قليلاً إنّكم عائدون...}.
يقال: عائدون إلى شرككم، ويقال: عائدون إلى عذاب الآخرة). [معاني القرآن: 3/40]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({إنّكم عائدون} : إلى شرككم. ويقال: إلى الآخرة). [تفسير غريب القرآن: 402]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ : {إنّا كاشفو العذاب قليلا إنّكم عائدون (15)}
ويجوز: {أنّكم عائدون}
فمن قرأ: { أنكم عائدون}, فهو الوجه، والمعنى أنه يعلمهم أنهم لا يتعظون، وأنهم إذا زال عنهم المكروه عادوا في طغيانهم). [معاني القرآن: 4/425]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون} ]
يجوز أن يكون المعنى: إنكم عائدون في المعاصي
ويجوز أن يكون بمعنى : ميتين). [معاني القرآن: 6/399-400]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({إِنَّكُمْ عَائِدُونَ}: قيل: إلى شرككم وقيل: إلى الآخرة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 225]

تفسير قوله تعالى:{يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (16)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يوم نبطش...}: يعني: يوم بدر، وهي البطشة الكبرى). [معاني القرآن: 3/40]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ يوم نبطش البطشة الكبرى }: يقال: إنها يوم بدر). [مجاز القرآن: 2/208]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : (16- {البطشة الكبرى}: يقال إنها يوم بدر فكانوا ينظرون إلى شبيه بالدخان بين السماء والأرض. وقال بعضهم يكون في يوم القيامة). [غريب القرآن وتفسيره: 336]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ( {يوم نبطش البطشة الكبرى} : يعني: يوم بدر). [تفسير غريب القرآن: 402]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: { يوم نبطش البطشة الكبرى إنّا منتقمون (16)}
يوم نبطش، ونبطش إنّا منتقمون.
هذا مثل: عكف , يعكف , ويعكف، وعرش يعرش , ويعرش , وهذا في اللغة كثير.
وقيل: إن البطشة الكبرى يوم بدر.
و{ يوم } لا يجوز أن يكون منصوبا بقوله:{ منتقمون}, لأن ما بعد { إنّا} لا يجوز أن يعمل فيما قبلها، , ولكنه منصوب بقوله: { واذكر يوم نبطش البطشة الكبرى} ). [معاني القرآن: 4/425]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون}
قال أبي بن كعب , وابن مسعود في البطشة الكبرى: إنها يوم بدر
وروى عوف وقتادة , عن الحسن : { يوم نبطش البطشة الكبرى}, قال: يوم القيامة). [معاني القرآن: 6/400]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى}: يوم بدر). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 225]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الْبَطْشَةَ}: يوم بدر , {الْكُبْرَى}: العظمي). [العمدة في غريب القرآن: 270]


رد مع اقتباس